عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

يا شباب "ادخروا للشدائد أعمالاً مميّزة"

نحن العباد يا أبنائي وبناتي ضعفاء مهما بلغنا من القوة، وفقراء إلى الله – تعالى – مهما بلغنا من الغنى، وعلينا أن نتصرف دائماً في إطار هذه المفاهيم، وإني أحبيا أعزائي الشباب أن أهمس في آذانكم بنصيحة غالية، لا تُقدَّر بثمن، وهي أن يحرص كل واحد منكم على أن يكون لديه عمل خيري مميّز شخصي وخاص بينه وبين الله – تعالى – يرجو ثوابه، ويدخره لأوقات المحن والشدائد، فيسأل الله – تعالى – به. وإن حسن الظن به – سبحانه – يدفع في إتّجاه الثقة بالإجابة. تعرفون خبر أولئك الثلاثة الذين أووا إلى غار، فانحدرت صخرة من الجبل، فسدت فم الغار، وقد أدركوا أنّ هذا الأمر من الله – تعالى – وأنّهم لن يخرجوا إلا بمعونة الله، فأخذوا يسألون الله – تعالى – بأفضل أعمالهم، وكانت أعمالاً مميزة وعظيمة، وقد كانت النتيجة أن فرّج الله عنهم، وخرجوا سالمين. وتعرفون يا أبنائي وبناتي خبر ذلك الرجل الذي كان يعمل في التجارة، فإذا رأى معسراً عاجزاً عن سداد ديونه له، قال لموظفيه: اتركوا ذلك الرجل، ولا تطالبوه بشيء، لعل الله – تعالى – يتجاوز عني، فتجاوز الله عنه، وغفر له. إذن العمل المميّز هو عبارة عن رصيد احتياطي نسحب منه عند الحاجة، أو هيئة إسعافية، نستنجد بها عند الأزمات الكبرى، وحري بكل واحد منّا أن يحرص على ذلك كل الحرص. ونحن يا أعزائي وعزيزاتي على مستوى الأُمّة والمجتمع والوطن نريد أن نكون رواد إصلاح ودعاة خير، وأن نكون دائماً مصدراً للعطاء والتضحية، وإن خير ما يمكن أن تقدموه لأهلكم وبلادكم هو المبادرات العظيمة والنماذج السلوكية الرفيعة، فالأمم لا ترتقي عن طريق الأفكار المجردة، وإنّما عن طريق الصور والنماذج والقدرات... إنّ الذي يقدم نماذج رفيعة أكثر يكون حبه لوطنه أكبر. وهذه بعض الأمثلة الشارحة لهذه الفكرة:
* هذه فتاة ترعى أرملة في حيها، ليس لها أحد يقضي حوائجها، فتخدمها، وتساعدها في بعض شؤونها، وتؤنسها، وتمنحها بعض المال عند الحاجة.
* شباب وفتيان يستيقظون يومياً قبل الفجر بساعة أو نصف ساعة، ليستغفروا ويصلوا... ويوقظوا أهلهم إلى صلاة الفجر.
* هذا شاب يلتزم بصدقة يومية قليلة، لكنّها مستمرة.
* هذه فتاة أخذت على نفسها عهداً يقول الحق والصدق في كلامها مهما كانت الظروف.
* هذا شاب يتعلّم منه كل زملائه كيف تكون الدقة في الإلتزام بالمواعيد ومراعاة العهود والمواثيق.
* هذه فتاة تقدم نموذجاً نادراً في برّ الوالدين والشفقة عليهما.
ماذا يعني هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي؟
إنّه يعني الآتي:
1- لا تتمحوروا أبداً حول حسب أو نسب أو منصب أو مال، ليكن تمحوركم دائماً حول المبادئ التي تؤمنون بها والأعمال العظيمة التي تؤدونها.
2- احرصوا على إخفاء حسناتكم كما تحرصون على إخفاء عيوبكم.
3- أبدعوا في البحث عن العمل المميّز الذي يمكن أن تقوموا به، حتى يغتني المجتمع بألوان السمو الخلقي والسلوكي.


source : البلاغ
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

تربية الأطفال بين الهدف والوسيلة
زيارة عاشُوراء غَير المشهُورة
تأثير التلفزيون على الأطفال
ماذا يحب الرجل في المرأه ..
دعوة للتكامل مع الاحتفاظ بخصوصية الآخر
خصائص الأسرة المسلمة
هل يعاني الشباب حقاً من مشكلة؟
إصدار كتاب "كربلاء كما شاهدت
اعتصام “زينبيات صمود” ومسيرات “أنات الإنتصار” ...
الواصلية

 
user comment