درجت العادة أن يكون الشاب هو الذي يختار عروس المستقبل. لكن، ماذا لو حصل العكس؟ وكيف ينظر الشاب العربي إلى فتاة صارحته بأنّها تريده زوجاً لها؟ التفاصيل في هذا التحقيق المدعم بـ"استبيان".
في "استبيان أجري على عيِّنة من 100 شاب عربي، من معظم البلدان العربية، أجمع 64 في المئة من هؤلاء على رفضهم الإرتباط بفتاة، في حال كانت هي المبادرة إلى طلب يدهم للزواج، في حين أجاب 30 في المئة منهم بـ"نعم"، مقابل 6 في المئة ممّن وافقوا بشكل مشروط، مشددين على ضرورة أن تتناسب ظروف الفتاة مع المعايير والمواصفات التي حددوها لعروس المستقبل.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان من الأفضل في رأي هؤلاء الشبّان لو أنّ الفتاة المتقدِّمة لطلب يدهم، تلجأ إلى التلميح عن رغبتها بدلاً من التصريح بها جهاراً، أجاب 60 في المئة منهم بـ"لا"، مقابل 40 في المئة بـ"نعم". في حين أكّد 80 في المئة منهم أنّهم يفضلون في حال كانت الموافقة وتمَّت الزيجة، ألا يخبر الشاب أهله بأنّ عروسه هي التي طلبت يده، بينما أجاب 20 في المئة بـ"لا".
وحول ما يتعلّق برضا الشاب عن الأمر بعد سنوات من الزواج، قال 85 في المئة من الشبّان إنّهم لا يكونون راضين، وإنهم ربّما عايروا الفتاة بما قامت به، مقابل 15 في المئة منهم أجابوا بـ"نعم". وعمّا إذا كان للأمر علاقة بالحياء والأدب، اعتبر 70 في المئة من الشبان الذين شملهم "الاستبيان"، أنّ العنجهيَّة الذكوريّة هي التي تُملي على الرجل أن يكون هو الطرف الذي يختار وليس الذي يقع عليه الإختيار، في حين أجاب 30 في المئة بالنفي. إلى ذلك، أظهر الإستبيان أن 45 في المئة من الشبّان يعتبرون أن "المرأة حصلت على حقوق كثيرة في المجتمع، وأنّه قد حان الوقت لحصولها على حق التقدم لطلب يد من تراه مناسباً للزواج، في حين أجاب 55% بـ"لا".
- رفض ومعايرة:
يؤكِّد محمّد السويدي (شاب إماراتي)، أنّه يفضل أن تختار والدته العروس. ويقول: "أنا لا أقبل الإرتباط بفتاة تعرض نفسها عليَّ للزواج، وأفضل أن تختارها والدتي، لأنّ العادات والتقاليد، التي تربّينا عليها، لا تشجع الزواج بفتاة تجرأت وطلبت الإرتباط بشاب". ويوافقه صديقه محمّد المزروعي الذي يرفض هو الآخر الزواج بفتاة تعرض حبها عليه ورغبتها في الإرتباط به، لافتاً إلى أنّ "اللجوء إلى العادات والتقاليد هو الأسلوب الأمثل، لأنّه في حال كانت الفتاة هي التي تقدَّمت لطلب يد الشاب، فسيعايرها بذلك في يوم من الأيّام".
* اعترفت وندمت:
تُبدي إحدى الفتيات اللواتي مررن بهذه التجربة، ندمها الكبير على ما تسمّيه "الإعتراف بالحب"، لافتة إلى أنّها قامت بذلك مع رجل كانت تعتبره على قدر كبير من المسؤولية وأنّه الرجل المناسب لها. وتشير إلى أنّه منذ اليوم الأوّل الذي اعترفت له بحبها وبرغبتها في أن يكون زوجها، بدأ يتغيّر في تعامله معها، ويطلب منها تقديم المزيد من التنازلات، ويفتعل المشكلات على أمور تافهة، لافتة إلى أنّ النتيجة كانت أن تركها في النهاية وتقدَّم لخطبة فتاة أخرى، بحيث بدا وكأنّه كان ينتظر أي مشكلة لينسحب من هذه العلاقة.
- المهم التوافق:
في المقابل، لا يمانع جميل معلوف، (شاب لبناني) الإرتباط بفتاة طلبت يده للزواج، "شرط أن يكون هناك توافق، وأن تكون هي الفتاة التي أبحث عنها"، بحسب ما يقول، مؤكداً أن "لا فارق لديَّ بين أن أطلب يدها أو تطلب يدي". يضيف: "من الطبيعي أن أقدّر لها هذا الموقف، وإذا حدث وإرتبطنا لن تكون هذه نقطة ضعف في علاقتي معها، لأنّها إنسانة، ومن حقها أن تعلن إعجابها بالشخص الذي شعرت بأنّه قد يكون زوجاً مناسباً لها".
- صاحبة الإختيار:
ويتفق رامي محمود (رجل أعمال مصري)، مع ما ذكره جميل من أنّ التوافق هو الأساس، معتبراً أنّ "الفتاة هي التي تختار الشاب في كل الأحوال، وليس العكس". وإذ يشير إلى أنّ "المجتمع الشرقي يتحفّظ على ذلك". يقول: "لا أجد غرابة في هذا السلوك، ومن الطبيعي أن أخبر أهلي، لأنّ هذا التصرف في رأيي في مصلحة الرجل".
- نظرة عادية:
من ناحيته، لا يرى عبدالفتاح شعبان، أنّ النظرة إلى الفتاة في مثل هذه الحالة ستكون مستهجنة، ويقول: "أعتقد أنّها ستكون نظرة عادية، فهي إنسانة، ومن حقها إختيار الشخص الذي ترتاح إليه وهذا ما كان يحدث منذ قديم الزمان".
- أتزوجها:
بكل ترحيب يؤكِّد أنطوان نجم (لبناني)، أنّه يشجع هذه الفكرة، ويشير إلى أنّ هذا الأمر "يحدث معي كلبناني، ولا مانع لديَّ في الزواج بهذه الفتاة الجريئة، فمن حقها الزواج بمن تحب، ومسألة إبلاغ الأهل طبيعية جدّاً". إلا أن صديقه سليم عواضة (صحافي لبناني)، لا يرى أنّ هذا النموذج موجود بكثرة، على الرغم من الإنفتاح الذي حدث، ويقول: "في حال وجد هذا النموذج فسأرحب به، فأنا أحترم جرأة الفتاة التي تعلن رغبتها في الإرتباط بشاب أعجبها ورأت فيه ما يسعدها في حياتها المستقبلية".
وعما إذا كان على إستعداد ليخبر أسرته بحقيقة أنّ الفتاة هي التي اختارته، يقول: "بكل تأكيد، فالمهم أن أصل إلى مرحلة التوافق معها، وحينما لن أنظر إلى الأمور نظرة متخلِّفة كما يفعل البعض".
- حدثت كثيراً:
بعد أن أنصت إبراهيم دسوقي إلى كلام صديقيه سليم وأنطوان، أعلن رأيه في الموضوع، حيث أشار إلى أنّ "لا مشكلة عندي". وقال: "حدث أكثر من مرّة أن تبدي إحدى الصديقات إعجابها بي، وعندها كانت علاقتنا تتطوّر، إلا أنّها لم تصل إلى مرحلة الإرتباط، لكن هذا لا يمنع من أن نظرتي إلى هذه المسألة هي نظرة إيجابية، لأنّها كانت تحدث في الإسلام".
مقابل تأييد إبراهيم للفتاة التي تعلن رأيها وتملك جرأة التقدُّم بطلب يد شاب، إلا أن أسامة عويضة (مسؤول خدمة عملاء)، ينتقد الفتاة التي تفعل ذلك، معتبراً أنّها "فتاة جريئة، قد يستغل الشاب اعترافها لإبتزازها ولن يتزوجها في الأغلب".
ويؤيده في ذلك علاء (محاسب مصري)، الذي يعتبر أنّه "من المرفوض طبعاً أن تفعل الفتاة هذا الأمر" مؤكداً أنّه "لو حدث معي فلن أتزوجها".
- تشكيك:
بدوره، يشكك عبيد صبح (لبناني)، في الفتاة التي تقدِّم نفسها للزواج، إلا أنّه يرحب بالأمر في حال حصل معه. يقول: "من الممكن أن يحدث إعجاب، لكني كشاب شرقي سأشكك في الفتاة التي تُبدي رأيها هكذا بصراحة". أمّا يوسف، فيُبدي دهشته من طرح الفكرة من الأساس، ويقول: "هذه فكرة غريبة، وأنا أرفضها على الرغم من أننا مجتمع منفتح في لبنان، لكن عاداتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية تمنع هذا الأمر".
- الفتيات:
في المقابل، تبدو نسبة رفض تقدم الفتاة لطلب يد شاب كبيرة في أوساط الفتيات، وهذا ما بدا واضحاً في كلمات هاجر مليكة (طالبة جزائرية)، التي تقول إنّها لن تقبل أن تفعل هذا الأمر، "لأنّه مُخجل ومَعيب عندنا في الجزائر". وتشير إلى أن "من النادر أن توجد مثل هذه الحالات في مجتمعنا الجزائري"، لافتة إلى أن على الفتاة التي تختار هذا الأسلوب، ألا تخاف من معايرة الشاب لها مستقبلاً.
* فتاة واضحة:
إذ تصف نفسها بأنّها "فتاة واضحة"، تتحدّث سماح (26 عاماً) عن تجربتها في الإعتراف لزميلها في العمل بأنّها تحبه وترغب في الإرتباط به. تقول: "اخترته من بين زملائي وما أكثرهم، لأنّه كان غاية في الإلتزام، حسن الخلق، وهذا ما دفعني إلى التعبير له صراحة عن مشاعري تجاهه". وإذ تشير إلى أنّ ردَّه كان أن قال لها "أنتِ بمثابة أختي"، تؤكد أن "رفضه المهذب لم يؤد إلى تغيير علاقتي به، كما أني لم أشعر بأي تغيير في طريقة تعامله معي، ولذلك أنا لست نادمة على ما فعلت، لأني لم أرتكب خطأ، وأعرف ما يسمح به الدين والعادات والتقاليد وما هو مرفوض منها".
- تحت رحمة الزوج:
وترفض بشرى حميّة (لبنانية تعمل في مجال التجميل)، أن تتخذ هذا الموقف، حيث تقول: "لن أفعلها مهما حدث، فنحن مجتمع محافظ، وأسرتي في لبنان لم تَعتَد مثل هذا السلوك، وعاداتنا وديننا الأساس". تضيف: "ثمّ لماذا أفعل هذا وأظل تحت رحمة زوجي، الذي قد يعايرني في يوم من الأيّام بالقول إني أنا التي اخترته زوجاً؟".
- جرأة زائدة:
وتعتبر بشرى بوراوي (جزائرية)، أنّ من المستحيل بالنسبة إليها أن تقدم على مثل هذه الخطوة، مشيرة إلى أنّ "التقاليد والضوابط التي تربيت عليها تمنعني من أن أفعل هذا". وتلفت إلى أن "نظرة الشاب إلى مثل هذه الحال ستكون غير عادية، فنحن في مجتمع عربي، لديه أسس وقواعد، وأنا أنصح الفتاة التي تملك الجرأة على الإقدام على مثل هذه الخطوة بأن تستغل جرأتها في محيط عملها، أو في حياتها الإجتماعية وحياتها الشخصية، وأن تطوّر من أدواتها، وتضع حدوداً لنفسها".
وتشير السيدة مريم السباعي (مغربية) إلى أنّ الشاب "قد يستغل اعتراف الفتاة له كنقطة ضعف في المستقبل". تقول: "هناك حالات كثيرة من المؤكد أنّها تعانى في حياتها الزوجية بسبب هذا الإعتراف".
- مساس بالكرامة:
أما ريتا (متزوجة)، فتؤكّد أنّ الفتاة التي تعرض نفسها للشاب تفقد كرامتها، وتقول: "أنا كزوجة أرفض هذا الأمر، لأنّه لا يؤدِّي إلى الحياة السعيدة كما تتصور الفتاة، فالشاب الذي سيوافق على الإرتباط بها تلبية لرغبتها، سيشعر في داخله بأنّها لم تجد الشخص الذي يتزوجها، ولذلك تقدَّمت بطلب يده". وتوافق لبنى على الرأي الذي طرحته صديقتها ريتا، لافتة إلى أن "مَن تعتز بنفسها لا تفعل هذا الأمر".
وبينما تتوالى قائمة الرفض من قبل الفتيات، تقول علياء قزاز (عراقية)، إنّها تؤمن بأنّه "كلّما كان حب الرجل يفوق حب المرأة كانت الحياة أحلى، والعلاقة أقوى، ولكن لو حدث العكس وأحبَّت الفتاة أو المرأة الرجل بدرجة أكبر، فإنّه يَزهَق منها بسرعة".
تتابع: "المشكلة الآن أنّ الرجل أمامه فرص متعددة للإختيار، لكن هذه الفرص تقل أمام الفتاة في مجتمعاتنا"، مؤكدة أنّها ترفض أن تصل الفتاة إلى مرحلة طلب يد الرجل وتعتبرها "نقطة ضعف كبيرة".
- الوهم الجميل:
الرأي نفسه تردده شقيقتها شيماء (مهندسة)، التي تقول إن هذا الأسلوب "لا ينفع في مجتمعاتنا، لأن ما يحصل في الغرب لا يصلح هنا". تضيف: "حتى لو أحبت الفتاة الشخص، عليها ألاّ تُوهم نفسها بأنه سيتزوجها لو طلبت يده. وإذا لم يتقدَّم هو 5 خطوات مقابل الخطوة التي تخطوها هي، فلا أمل في إيجاد علاقة ناجحة، وستتأذّى الفتاة كثيراً إذا لم يكن الشخص يبادلها الشعور نفسه". وإذ تتساءل: "ماذا تفعل البنت إذا كان رد الشاب غير إيجابي؟". تلفت إلى أن "الرجل يعطي نفسه الحق في اختيار مَن يشاء، ولا مشكلة لديه في أن يتقدَّم ممَّن تفوقه في كل شيء، لا بل إنه يستغرب إذا رفضته".
أما علياء فترى أن الشاب الذي يقدِّر هذا السلوك للفتاة نادر الوجود، وتقول إن "هذا يعتمد على الشخص وأخلاقه"، مشيرة إلى أنه "حتى لو كان الشاب يرى أن الفتاة مناسبة له، فلن يُقدِّر لها موقفها وطلبها يده، وهذه الحالات هي الأكثر شيوعاً في مجتمعاتنا".
- نظرة دونية:
من منظور مجتمعي وشرعي، ينطلق المستشار الأسري والتربوي الدكتور محمود لملوم، في معالجته القضية، لافتاً إلى أن "الشرع يبيح أن يعرض ولي الأمر فتاته أو الفتاة التي يرى أنها صالحة، للزواج بشخص معروف للعائلة والفتاة، ولكن هذا الأمر غير مرحَّب به مجتمعياً إلى حد كبير". يضيف: "نظراً إلى غياب المفهوم الشرعي بين الناس، فإن الشاب يستغل الفتاة إذا ما صرحت له بحبها، ويراودها عن نفسها مستغلاً موقفها، ما يُنقص من قدرها، ويسيء الظن بها. وإذا حدث وتزوجها، فإنه ينظر إليها نظرة دونية، نظراً إلى البيئة غير النظيفة التي أصبحنا نعيشها في العالم العربي".
ويقترح الدكتور لملوم أن "تكون هناك وسائل أخرى لتزويج الفتاة والتغلب على العنوسة، منها أن يعرض الأب ابنته أو الأخ أخته على من يراه صالحاً لها، وهذا أرحم كثيراً من موقف الفتاة التي تعرض نفسها على صديقها".
- حياء البنت يمنعها:
من جهته، يشجع الاختصاصي الاجتماعي أيمن محمد عبد الحميد، الرأي المساند لفكرة قيام ولي الأمر بهذا الدور، ويشير إلى أن "حياء البنت يمنعها من أن تفعل ذلك". ويقول: "مع تقدم سن الزواج لا مانع من قيام ولي الأمر بهذه الخطوة، شرط ألاّ يغفَل عدم الإكراه، أي أن عليه أن يضع الفتاة أمام عينيه وهو يأخذ القرار بإبلاغ شخص ما، وهذا أفضل من أن تعرض الفتاة نفسها، لأن الشاب سيُعايرها مستقبلاً من دون أدنى شك".
- الفتاة الجريئة:
من ناحيته، يُسلِّط الأستاذ المساعد في علم النفس الدكتور محمد نجيب، الضوء على موقف المجتمع وموروثاته من الفتاة الجريئة، معتبراً أن "المجتمع بموروثاته ينفر من الفتاة الجريئة، وهذا خطأ كبير ليس له أي أساس من الصحة، فالشاب الغربي على سبيل المثال، يرى أن جرأة الفتاة إيجابية، وليست نوعاً من قلة الحياء كما نرى نحن". يضيف: "لذلك، أتمنى من الشباب ذكوراً وإناثاً التفرقة بين الحب والانفعال، فمن يحكمه الانفعال، خاصة الجانب الغريزي، يتسم سلوكه بالتهور والاندفاع، بحيث تصبح عبارة أنا أحبك تُقال في كل وقت ولأي شخص، لكن الحب السوي لا يأتي مرة واحدة، بل هو تراكم للخبرات تُكلَّل في النهاية بالتعبير المباشر والارتباط، وذلك بغض النظر عن الذي بادر، سواء أكانت الفتاة أم الشاب، فكلاهما إنسان له مشاعر ينبغي احترامها، ومَن يرى غير ذلك عليه التغيير وإعادة التفكير، فأي علاقة عاطفية سوية لابد أن تكون الفتاة عنصراً فاعلاً وإيجابياً فيها".
- وجود علة:
وبالانتقال إلى قصص الواقع، تتحدث الخاطبة أم عمر عمَّا عايشته من وقائع، لافتة إلى أن أحد الرجال ذكر لها فتاة من أسرة معروفة، عرضت نفسها عليه وطلبت منه الارتباط بها، بل وعرضت عليه أيضا أن تدفع له المهر كاملاً، لكنه رفض ذلك وشَكَّ في إمكانية أن تكون هذه الفتاة تعاني مشكلة ما، دفعتها إلى ذلك، على الرغم من أنها كانت على درجة كبيرة من الجمال.
وتقول أم عمر إن "الشاب لا يحترم الفتاة التي تفرض نفسها عليه، ويشعر بأن لا كرامة لديها، وإذا حدثت بينهما مشكلة في المستقبل، سيُعايرها بأنها هي التي اختارته".
source : البلاغ