44-
1- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال صاحب هذا الأمر تعمى ولادته على هذا الخلق لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج.
2- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عبيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن أبي عمير عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام قال يبعث القائم وليس في عنقه بيعة لأحد.
3- حدثنا أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد والحسن بن ظريف جميعا عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال يقوم القائم عليه السلام وليس لأحد في عنقه بيعة.
4- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه قال كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي كالنعم يطلبون المرعى فلا يجدونه قلت له ولم ذاك يا ابن رسول الله قال لأن إمامهم يغيب عنهم فقلت ولم قال لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا قام بالسيف.
5- حدثنا عبد الواحد بن محمد العطار رضي الله عنه قال حدثنا أبو عمرو الكشي عن محمد بن مسعود قال حدثنا جبرئيل بن أحمد قال حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال صاحب هذا الأمر تغيب ولادته عن هذا الخلق كي لا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ويصلح الله عز وجل أمره في ليلة واحدة.
6- حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود وحيدر بن محمد السمرقندي جميعا قالا حدثنا محمد بن مسعود قال حدثنا جبرئيل بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي قال حدثني الحسن بن محمد الصيرفي عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن للقائم منا غيبة يطول أمدها فقلت له يا ابن رسول الله ولم ذلك قال لأن الله عز وجل أبى إلا أن تجري فيه سنن الانبياء عليهم السلام في غيباتهم وإنه لا بد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم قال الله تعالى (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) أي سنن من كان قبلكم.
7- وبهذا الإسناد عن محمد بن مسعود قال حدثني عبد الله بن محمد بن خالد قال حدثني أحمد بن هلال عن عثمان بن عيسى الرواسي عن خالد بن نجيح الجواز عن زرارة قال قال أبو عبد الله عليه السلام يا زرارة لا بد للقائم من غيبة قلت ولم قال يخاف على نفسه وأومأ بيده إلى بطنه.
8- وبهذا الإسناد عن محمد بن مسعود قال حدثني محمد بن إبراهيم الوراق قال حدثنا حمدان بن أحمد القلانسي عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إن للقائم غيبة قبل أن يقوم قال قلت ولم قال يخاف وأومأ بيده إلى بطنه.
9- حدثني عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار رضي الله عنه قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن زرارة قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول إن للقائم غيبة قبل ظهوره قلت ولم قال يخاف وأومأ بيده إلى بطنه قال زرارة يعني القتل.
10- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثني عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال للقائم غيبة قبل قيامه قلت ولم قال يخاف على نفسه الذبح.
11- حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار رضي الله عنه قال حدثني علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال حدثنا حمدان بن سليمان النيسابوري قال حدثني أحمد بن عبد الله بن جعفر المدائني عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يقول إن لصاحب هذا الأمر غيبة لا بد منها يرتاب فيها كل مبطل فقلت ولم جعلت فداك قال لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم قلت فما وجه الحكمة في غيبته قال وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر عليه السلام من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى عليه السلام إلى وقت افتراقهما يا ابن الفضل إن هذا الأمر أمر من أمر الله تعالى وسر من سر الله وغيب من غيب الله ومتى علمنا أنه عز وجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة وإن كان وجهها غير منكشف.
45- باب ذكر التوقيعات الواردة عن القائم عليه السلام.
1- حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال حدثني جعفر بن محمد بن مسعود وحيدر بن محمد بن السمرقندي قالا حدثنا أبو النضر محمد بن مسعود قال حدثنا آدم بن محمد البلخي قال حدثنا علي بن الحسن الدقاق وإبراهيم بن محمد قالا سمعنا علي بن عاصم الكوفي يقول خرج في توقيعات صاحب الزمان ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس.
2 - حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثني محمد بن صالح الهمداني قال كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام أن أهل بيتي يؤذونني ويقرعونني بالحديث الذي روي عن آبائك عليهم السلام أنهم قالوا قوامنا وخدامنا شرار خلق الله فكتب عليه السلام ويحكم أ ما تقرءون ما قال عز وجل (وجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً) ونحن والله القرى التي بارك الله فيها وأنتم القرى الظاهرة قال عبد الله بن جعفر وحدثنا بهذا الحديث علي بن محمد الكليني عن محمد بن صالح عن صاحب الزمان عليه السلام.
3- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال سمعت أبا علي محمد بن همام يقول سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول خرج توقيع بخط أعرفه من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله قال أبو علي محمد بن همام وكتبت أسأله عن الفرج متى يكون فخرج إلي كذب الوقاتون.
4- حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال سألت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي فوردت في التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام.
أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا فاعلم أنه ليس بين الله عز وجل وبين أحد قرابة ومن أنكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح عليه السلام أما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل إخوة يوسف عليه السلام أما الفقاع فشربه حرام ولا بأس بالشلماب وأما أموالكم فلا نقبلها إلا لتطهروا فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع فما آتاني الله خير مما آتاكم وأما ظهور الفرج فإنه إلى الله تعالى ذكره وكذب الوقاتون وأما قول من زعم أن الحسين عليه السلام لم يقتل فكفر وتكذيب وضلال وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم وأما محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه وعن أبيه من قبل فإنه ثقتي وكتابه كتابي وأما محمد بن علي بن مهزيار الأهوازي فسيصلح الله له قلبه ويزيل عنه شكه وأما ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلا لما طاب وطهر وثمن المغنية حرام وأما محمد بن شاذان بن نعيم فهو رجل من شيعتنا أهل البيت وأما أبو الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع فملعون وأصحابه ملعونون فلا تجالس أهل مقالتهم فإني منهم بري ء وآبائي عليهم السلام منهم براء وأما المتلبسون بأموالنا فمن استحل منها شيئا فأكله فإنما يأكل النيران وأما الخمس فقد أبيح لشيعتنا وجعلوا منه في حل إلى وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث وأما ندامة قوم قد شكوا في دين الله عز وجل على ما وصلونا به فقد أقلنا من استقال ولا حاجة في صلة الشاكين وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عز وجل يقول (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) إنه لم يكن لأحد من آبائي عليهم السلام إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء فاغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم ولا تتكلفوا علم ما قد كفيتم وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى.
5- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن علي بن محمد الرازي المعروف بعلان الكليني قال حدثني محمد بن شاذان بن نعيم النيسابوري قال اجتمع عندي مال للغريم عليه السلام خمسمائة درهم ينقص منها عشرين درهما فأنفت أن أبعث بها ناقصة هذا المقدار فأتممتها من عندي وبعثت بها إلى محمد بن جعفر ولم أكتب مالي فيها فأنفذ إلى محمد بن جعفر القبض وفيه وصلت خمسمائة درهم لك منها عشرون درهما.
6- حدثني أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن إسحاق بن يعقوب قال سمعت الشيخ العمري رضي الله عنه يقول صحبت رجلا من أهل السواد ومعه مال للغريم عليه السلام فأنفذه فرد عليه وقيل له أخرج حق ولد عمك منه وهو أربعمائة درهم فبقي الرجل متحيرا باهتا متعجبا ونظر في حساب المال وكانت في يده ضيعة لولد عمه قد كان رد عليهم بعضها وزوي عنهم بعضها فإذا الذي نض لهم من ذلك المال أربعمائة درهم كما قال عليه السلام فأخرجه وأنفذ الباقي فقبل.
7- حدثني أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن علي بن محمد الرازي قال حدثني جماعة من أصحابنا أنه بعث إلى أبي عبد الله بن الجنيد وهو بواسط غلاما وأمر ببيعه فباعه وقبض ثمنه فلما عير الدنانير نقصت من التعيير ثمانية عشر قيراطا وحبة فوزن من عنده ثمانية عشر قيراطا وحبة وأنفذها فرد عليه دينارا وزنه ثمانية عشر قيراطا وحبة.
8- حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن علي بن محمد الرازي المعروف بعلان الكليني قال حدثني محمد بن جبرئيل الأهوازي عن إبراهيم ومحمد ابني الفرج عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار أنه ورد العراق شاكا مرتادا فخرج إليه قل للمهزياري قد فهمنا ما حكيته عن موالينا بناحيتكم فقل لهم أما سمعتم الله عز وجل يقول (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) هل أمر إلا بما هو كائن إلى يوم القيامة أ ولم تروا أن الله عز وجل جعل لكم معاقل تأوون إليها وأعلاما تهتدون بها من لدن آدم عليه السلام إلى أن ظهر الماضي أبو محمد صلى الله عليه وآله وسلم كلما غاب علم بدا علم وإذا أفل نجم طلع نجم فلما قبضه الله إليه ظننتم أن الله عز وجل قد قطع السبب بينه وبين خلقه كلا ما كان ذلك ولا يكون حتى تقوم الساعة ويظهر أمر الله عز وجل وهم كارهون يا محمد بن إبراهيم لا يدخلك الشك فيما قدمت له فإن الله عز وجل لا يخلي الأرض من حجة أ ليس قال لك أبوك قبل وفاته أحضر الساعة من يعير هذه الدنانير التي عندي فلما أبطأ ذلك عليه وخاف الشيخ على نفسه الوحا قال لك عيرها على نفسه وأخرج إليك كيسا كبيرا وعندك بالحضرة ثلاثة أكياس وصرة فيها دنانير مختلفة النقد فعيرتها وختم الشيخ بخاتمه وقال لك اختم مع خاتمي فإن أعش فأنا أحق بها وإن أمت فاتق الله في نفسك أولا ثم في فخلصني وكن عند ظني بك أخرج رحمك الله الدنانير التي استفضلتها من بين النقدين من حسابنا وهي بضعة عشر دينارا واسترد من قبلك فإن الزمان أصعب مما كان وحسبنا الله ونعم الوكيل قال محمد بن إبراهيم وقدمت العسكر زائرا فقصدت الناحية فلقيتني امرأة وقالت أنت محمد بن إبراهيم فقلت نعم فقالت لي انصرف فإنك لا تصل في هذا الوقت وارجع الليلة فإن الباب مفتوح لك فادخل الدار واقصد البيت الذي فيه السراج ففعلت وقصدت الباب فإذا هو مفتوح فدخلت الدار وقصدت البيت الذي وصفته فبينا أنا بين القبرين أنتحب وأبكي إذ سمعت صوتا وهو يقول يا محمد اتق الله وتب من كل ما أنت عليه فقد قلدت أمرا عظيما.
9 - وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن علي بن محمد الرازي عن نصر بن الصباح البلخي قال كان بمرو كاتب كان للخوزستاني سماه لي نصر واجتمع عنده ألف دينار للناحية فاستشارني فقلت ابعث بها إلى الحاجزي فقال هو في عنقك إن سألني الله عز وجل عنه يوم القيامة فقلت نعم قال نصر ففارقته على ذلك ثم انصرفت إليه بعد سنتين فلقيته فسألته عن المال فذكر أنه بعث من المال بمائتي دينار إلى الحاجزي فورد عليه وصولها والدعاء له وكتب إليه كان المال ألف دينار فبعثت بمائتي دينار فإن أحببت أن تعامل أحدا فعامل الأسدي بالري قال نصر وورد علي نعي حاجز فجزعت من ذلك جزعا شديدا واغتممت له فقلت له ولم تغتم وتجزع وقد من الله عليك بدلالتين قد أخبرك بمبلغ المال وقد نعي إليك حاجزا مبتدئا.
10- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن علي بن محمد الرازي قال حدثني نصر بن الصباح قال أنفذ رجل من أهل بلخ خمسة دنانير إلى حاجز وكتب رقعة وغير فيها اسمه فخرج إليه الوصول باسمه ونسبه والدعاء له.
11- حدثنا أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن أبي حامد المراغي عن محمد بن شاذان بن نعيم قال بعث رجل من أهل بلخ بمال ورقعة ليس فيها كتابة قد خط فيها بإصبعه كما تدور من غير كتابة وقال للرسول احمل هذا المال فمن أخبرك بقصته وأجاب عن الرقعة فأوصل إليه المال فصار الرجل إلى العسكر وقد قصد جعفرا وأخبره الخبر فقال له جعفر تقر بالبداء قال الرجل نعم قال له فإن صاحبك قد بدا له وأمرك أن تعطيني المال فقال له الرسول لا يقنعني هذا الجواب فخرج من عنده وجعل يدور على أصحابنا فخرجت إليه رقعة قال هذا مال قد كان غرر به وكان فوق صندوق فدخل اللصوص البيت وأخذوا ما في الصندوق وسلم المال وردت عليه الرقعة وقد كتب فيها كما تدور وسألت الدعاء فعل الله بك وفعل.
12- حدثنا أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الصالح قال كتبت أسأله الدعاء لباداشاله وقد حبسه ابن عبد العزيز وأستأذن في جارية لي أستولدها فخرج استولدها ويفعل الله ما يشاء والمحبوس يخلصه الله فاستولدت الجارية فولدت فماتت وخلي عن المحبوس يوم خرج إلي التوقيع قال وحدثني أبو جعفر ولد لي مولود فكتبت أستأذن في تطهيره يوم السابع أو الثامن فلم يكتب شيئا فمات المولود يوم الثامن ثم كتبت أخبر بموته فورد سيخلف عليك غيره وغيره فسمه أحمد ومن بعد أحمد جعفرا فجاء كما قال عليه السلام قال وتزوجت بامرأة سرا فلما وطئتها علقت وجاءت بابنة فاغتممت وضاق صدري فكتبت أشكو ذلك فورد ستكفاها فعاشت أربع سنين ثم ماتت فورد إن الله ذو أناة وأنتم تستعجلون قال ولما ورد نعي ابن هلال لعنه الله جاءني الشيخ فقال لي أخرج الكيس الذي عندك فأخرجته إليه فأخرج إلي رقعة فيها وأما ما ذكرت من أمر الصوفي المتصنع يعني الهلالي فبتر الله عمره ثم خرج من بعد موته فقد قصدنا فصبرنا عليه فبتر الله تعالى عمره بدعوتنا.
13- حدثني أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن علان الكليني عن الحسن بن الفضل اليماني قال قصدت سر من رأى فخرجت إلي صرة فيها دنانير وثوبان فرددتها وقلت في نفسي أنا عندهم بهذه المنزلة فأخذتني الغرة ثم ندمت بعد ذلك فكتبت رقعة أعتذر من ذلك وأستغفر ودخلت الخلاء وأنا أحدث نفسي وأقول والله لئن ردت إلي الصرة لم أحلها ولم أنفقها حتى أحملها إلى والدي فهو أعلم بها مني قال ولم يشر علي من قبضها مني بشي ء ولم ينهني عن ذلك فخرج إليه أخطأت إذ لم تعلمه أنا ربما فعلنا ذلك بموالينا وربما يسألونا ذلك يتبركون به وخرج إلي أخطأك بردك برنا فإذا استغفرت الله عز وجل فالله يغفر لك فأما إذا كانت عزيمتك وعقد نيتك أن لا تحدث فيها حدثا ولا تنفقها في طريقك فقد صرفناها عنك وأما الثوبان فلا بد منهما لتحرم فيهما قال وكتبت في معنيين وأردت أن أكتب في معنى ثالث فقلت في نفسي لعله يكره ذلك فخرج إلي الجواب للمعنيين والمعنى الثالث الذي طويته ولم أكتبه قال وسألت طيبا فبعث إلي بطيب في خرقة بيضاء فكانت معي في المحمل فنفرت ناقتي بعسفان وسقط محملي وتبدد ما كان فيه فجمعت المتاع وافتقدت الصرة واجتهدت في طلبها حتى قال لي بعض من معنا ما تطلب فقلت صرة كانت معي قال وما كان فيها قلت نفقتي قال قد رأيت من حملها فلم أزل أسأل عنها حتى أيست منها فلما وافيت مكة حللت عيبتي وفتحتها فإذا أول ما بدر علي منها الصرة وإنما كانت خارجا في المحمل فسقطت حين تبدد المتاع قال وضاق صدري ببغداد في مقامي وقلت في نفسي أخاف أن لا أحج في هذه السنة ولا أنصرف إلى منزلي وقصدت أبا جعفر أقتضيه جواب رقعة كنت كتبتها فقال لي صر إلى المسجد الذي في مكان كذا وكذا فإنه يجيئك رجل يخبرك بما تحتاج إليه فقصدت المسجد وأنا فيه إذ دخل علي رجل فلما نظر إلي سلم وضحك وقال لي أبشر فإنك ستحج في هذه السنة وتنصرف إلى أهلك سالما إن شاء الله تعالى قال وقصدت ابن وجناء أسأله أن يكتري لي ويرتاد عديلا فرأيته كارها ثم لقيته بعد أيام فقال لي أنا في طلبك منذ أيام قد كتب إلي وأمرني أن أكتري لك وأرتاد لك عديلا ابتداء فحدثني الحسن أنه وقف في هذه السنة على عشر دلالات والحمد لله رب العالمين.
14- حدثنا أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن علي بن محمد الشمشاطي رسول جعفر بن إبراهيم اليماني قال كنت مقيما ببغداد وتهيأت قافلة اليمانيين للخروج فكتبت أستأذن في الخروج معها فخرج لا تخرج معها فما لك في الخروج خيرة وأقم بالكوفة فخرجت القافلة وخرجت عليها بنو حنظلة فاجتاحوها قال وكتبت أستأذن في ركوب الماء فخرج لا تفعل فما خرجت سفينة في تلك السنة إلا خرجت عليها البوارج فقطعوا عليها قال وخرجت زائرا إلى العسكر فأنا في المسجد الجامع مع المغرب إذ دخل علي غلام فقال لي قم فقلت من أنا وإلى أين أقوم فقال لي أنت علي بن محمد رسول جعفر بن إبراهيم اليماني قم إلى المنزل قال وما كان علم أحد من أصحابنا بموافاتي قال فقمت إلى منزله واستأذنت في أن أزور من داخل فأذن لي.
15- حدثنا أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن علان الكليني عن الأعلم المصري عن أبي رجاء المصري قال خرجت في الطلب بعد مضي أبي محمد عليه السلام بسنتين لم أقف فيهما على شي ء فلما كان في الثالثة كنت بالمدينة في طلب ولد لأبي محمد عليه السلام بصرياء وقد سألني أبو غانم أن أتعشى عنده وأنا قاعد مفكر في نفسي وأقول لو كان شي ء لظهر بعد ثلاث سنين فإذا هاتف أسمع صوته ولا أرى شخصه وهو يقول يا نصر بن عبد ربه قل لأهل مصر آمنتم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث رأيتموه قال نصر ولم أكن أعرف اسم أبي وذلك أني ولدت بالمدائن فحملني النوفلي وقد مات أبي فنشأت بها فلما سمعت الصوت قمت مبادرا ولم أنصرف إلى أبي غانم وأخذت طريق مصر قال وكتب رجلان من أهل مصر في ولدين لهما فورد أما أنت يا فلان فآجرك الله ودعا للآخر فمات ابن المعزى.
16- قال وحدثني أبو محمد الوجنائي قال اضطرب أمر البلد وثارت فتنة فعزمت على المقام ببغداد فأقمت ثمانين يوما فجاءني شيخ وقال لي انصرف إلى بلدك فخرجت من بغداد وأنا كاره فلما وافيت سر من رأى وأردت المقام بها لما ورد علي من اضطراب البلد فخرجت فما وافيت المنزل حتى يلقاني الشيخ ومعه كتاب من أهلي يخبرونني بسكون البلد ويسألوني القدوم.
17- حدثنا أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن هارون قال كانت للغريم عليه السلام علي خمسمائة دينار فأنا ليلة ببغداد وبها ريح وظلمة وقد فزعت فزعا شديدا وفكرت فيما علي ولي وقلت في نفسي حوانيت اشتريتها بخمسمائة وثلاثين دينارا وقد جعلتها للغريم عليه السلام بخمسمائة دينار قال فجاءني من يتسلم مني الحوانيت وما كتبت إليه في شي ء من ذلك من قبل أن أطلق به لساني ولا أخبرت به أحدا.
18 - حدثني أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله قال حدثني أبو القاسم بن أبي حليس قال كنت أزور الحسين عليه السلام في النصف من شعبان فلما كان سنة من السنين وردت العسكر قبل شعبان وهممت أن لا أزور في شعبان فلما دخل شعبان قلت لا أدع زيارة كنت أزورها فخرجت زائرا وكنت إذا وردت العسكر أعلمتهم برقعة أو برسالة فلما كان في هذه الدفعة قلت لأبي القاسم الحسن بن أحمد الوكيل لا تعلمهم بقدومي فإني أريد أن أجعلها زورة خالصة قال فجاءني أبو القاسم وهو يتبسم وقال بعث إلي بهذين الدينارين وقيل لي ادفعهما إلى الحليسي وقل له من كان في حاجة الله عز وجل كان الله في حاجته قال واعتللت بسر من رأى علة شديدة أشفقت منها فأطليت مستعدا للموت فبعث إلي بستوقة فيها بنفسجين وأمرت بأخذه فما فرغت حتى أفقت من علتي والحمد لله رب العالمين قال ومات لي غريم فكتبت أستأذن في الخروج إلى ورثته بواسط وقلت أصير إليهم حدثان موته لعلي أصل إلى حقي فلم يؤذن لي ثم كتبت ثانية فلم يؤذن لي فلما كان بعد سنتين كتب إلي ابتداء صر إليهم فخرجت إليهم فوصل إلي حقي قال أبو القاسم وأوصل أبو رميس عشرة دنانير إلى حاجز فنسيها حاجز أن يوصلها فكتب إليه تبعث بدنانير أبو رميس ابتداء قال وكتب هارون بن موسى بن الفرات في أشياء وخط بالقلم بغير مداد يسأل الدعاء لابني أخيه وكانا محبوسين فورد عليه جواب كتابه وفيه دعاء للمحبوسين باسمهما قال وكتب رجل من ربض حميد يسأل الدعاء في حمل له فورد عليه الدعاء في الحمل قبل الأربعة أشهر وستلد أنثى فجاء كما قال عليه السلام قال وكتب محمد بن محمد البصري يسأل الدعاء في أن يكفى أمر بناته وأن يرزق الحج ويرد عليه ماله فورد عليه الجواب بما سأل فحج من سنته ومات من بناته أربع وكان له ست ورد عليه ماله قال وكتب محمد بن يزداذ يسأل الدعاء لوالديه فورد غفر الله لك ولوالديك ولأختك المتوفاة الملقبة كلكى وكانت هذه امرأة صالحة متزوجة بجوار وكتبت في إنفاذ خمسين دينارا لقوم مؤمنين منها عشرة دنانير لابنة عم لي لم تكن من الإيمان على شي ء فجعلت اسمها آخر الرقعة والفصول ألتمس بذلك الدلالة في ترك الدعاء فخرج في فصول المؤمنين تقبل الله منهم وأحسن إليهم وأثابك ولم يدع لابنة عمي بشي ء قال وأنفذت أيضا دنانير لقوم مؤمنين فأعطاني رجل يقال له محمد بن سعيد دنانير فأنفذتها باسم أبيه متعمدا ولم يكن من دين الله على شي ء فخرج الوصول من عنوان اسمه محمد قال وحملت في هذه السنة التي ظهرت لي فيها هذه الدلالة ألف دينار بعث بها أبو جعفر ومعي أبو الحسين محمد بن محمد بن خلف وإسحاق بن الجنيد فحمل أبو الحسين الخرج إلى الدور واكترينا ثلاثة أحمرة فلما بلغت القاطول لم نجد حميرا فقلت لأبي الحسين احمل الخرج الذي فيه المال واخرج مع القافلة حتى أتخلف في طلب حمار لإسحاق بن الجنيد يركبه فإنه شيخ فاكتريت له حمارا ولحقت بأبي الحسين في الحير حير سر من رأى وأنا أسامره وأقول له احمد الله على ما أنت عليه فقال وددت أن هذا العمل دام لي فوافيت سر من رأى وأوصلت ما معنا فأخذه الوكيل بحضرتي ووضعه في منديل وبعث به مع غلام أسود فلما كان العصر جاءني برزيمة خفيفة ولما أصبحنا خلا بي أبو القاسم وتقدم أبو الحسين وإسحاق فقال أبو القاسم للغلام الذي حمل الرزيمة جاءني بهذه الدراهم وقال لي ادفعها إلى الرسول الذي حمل الرزيمة فأخذتها منه فلما خرجت من باب الدار قال لي أبو الحسين من قبل أن أنطلق أو يعلم أن معي شيئا لما كنت معك في الحير تمنيت أن يجئني منه دراهم أتبرك بها وكذلك عام أول حيث كنت معك بالعسكر فقلت له خذها فقد آتاك الله والحمد لله رب العالمين قال وكتب محمد بن كشمرد يسأل الدعاء أن يجعل ابنه أحمد من أم ولده في حل فخرج والصقري أحل الله له ذلك فأعلم عليه السلام أن كنيته أبو الصقر قال وحدثني علي بن قيس عن غانم أبي سعيد الهندي وجماعة عن محمد بن محمد الأشعري عن غانم قال كنت أكون مع ملك الهند بقشمير الداخلة ونحن أربعون رجلا نقعد حول كرسي الملك وقد قرأنا التوراة والإنجيل والزبور ويفزع إلينا في العلم فتذاكرنا يوما أمر محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقلنا نجده في كتبنا واتفقنا على أن أخرج في طلبه وأبحث عنه فخرجت ومعي مال فقطع علي الترك وشلحوني فوقعت إلى كابل وخرجت من كابل إلى بلخ والأمير بها ابن أبي شور فأتيته وعرفته ما خرجت له فجمع الفقهاء والعلماء لمناظرتي فسألتهم عن محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا هو نبينا محمد بن عبد الله وقد مات فقلت ومن كان خليفته فقالوا أبو بكر فقلت انسبوه لي فنسبوه إلى قريش فقلت ليس هذا بنبي إن النبي الذي نجده في كتبنا خليفته ابن عمه وزوج ابنته وأبو ولده فقالوا للأمير إن هذا قد خرج من الشرك إلى الكفر مر بضرب عنقه فقلت لهم أنا متمسك بدين لا أدعه إلا ببيان فدعا الأمير الحسين بن إشكيب وقال له ناظر الرجل فقال له العلماء والفقهاء حولك فمرهم بمناظرته فقال له ناظره كما أقول لك واخل به وألطف له فقال فخلا بي الحسين فسألته عن محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال هو كما قالوه لك غير أن خليفته ابن عمه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب ومحمد بن عبد الله بن عبد المطلب وهو زوج ابنته فاطمة وأبو ولديه الحسن والحسين فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وصرت إلى الأمير فأسلمت فمضى بي إلى الحسين ففقهني فقلت إنا نجد في كتبنا أنه لا يمضي خليفة إلا عن خليفة فمن كان خليفة علي قال الحسن ثم الحسين ثم سمى الأئمة حتى بلغ إلى الحسن عليه السلام ثم قال تحتاج أن تطلب خليفة الحسن وتسأل عنه فخرجت في الطلب فقال محمد بن محمد فوافى معنا بغداد فذكر لنا أنه كان معه رفيق قد صحبه على هذا الأمر فكره بعض أخلاقه ففارقه قال فبينما أنا ذات يوم وقد تمسحت في الصراة وأنا مفكر فيما خرجت له إذ أتاني آت وقال لي أجب مولاك فلم يزل يخترق بي المحال حتى أدخلني دارا وبستانا فإذا مولاي عليه السلام قاعد فلما نظر إلي كلمني بالهندية وسلم علي وأخبرني باسمي وسألني عن الأربعين رجلا بأسمائهم عن اسم رجل رجل ثم قال لي تريد الحج مع أهل قم في هذه السنة فلا تحج في هذه السنة وانصرف إلى خراسان وحج من قابل قال ورمى إلي بصرة وقال اجعل هذه في نفقتك ولا تدخل في بغداد إلى دار أحد ولا تخبر بشي ء مما رأيت قال محمد فانصرفنا من العقبة ولم يقض لنا الحج وخرج غانم إلى خراسان وانصرف من قابل حاجا وبعث إلينا بألطاف ولم يدخل قم وحج وانصرف إلى خراسان فمات بها رحمه الله قال محمد بن شاذان عن الكابلي وقد كنت رايته عند أبي سعيد فذكر أنه خرج من كابل مرتادا طالبا وأنه وجد صحة هذا الدين في الإنجيل وبه اهتدى فحدثني محمد بن شاذان بنيسابور قال بلغني أنه قد وصل فترصدت له حتى لقيته فسألته عن خبره فذكر أنه لم يزل في الطلب وأنه أقام بالمدينة فكان لا يذكره لأحد إلا زجره فلقي شيخا من بني هاشم وهو يحيى بن محمد العريضي فقال له إن الذي تطلبه بصرياء قال فقصدت صرياء وجئت إلى دهليز مرشوش فطرحت نفسي على الدكان فخرج إلي غلام أسود فزجرني وانتهرني وقال لي قم من هذا المكان وانصرف فقلت لا أفعل فدخل الدار ثم خرج إلي وقال ادخل فدخلت فإذا مولاي عليه السلام قاعد وسط الدار فلما نظر إلي سماني باسم لم يعرفه أحد إلا أهلي بكابل وأجرى لي أشياء فقلت له إن نفقتي قد ذهبت فمر لي بنفقة فقال لي أما إنها ستذهب منك بكذبك وأعطاني نفقة فضاع مني ما كان معي وسلم ما أعطاني ثم انصرفت السنة الثانية ولم أجد في الدار أحدا.
19- حدثني أبي رضي الله عنه قال حدثني سعد بن عبد الله قال حدثني علي بن محمد بن إسحاق الأشعري قال كانت لي زوجة من الموالي قد كنت هجرتها دهرا فجاءتني فقالت إن كنت قد طلقتني فأعلمني فقلت لها لم أطلقك ونلت منها في هذا اليوم فكتبت إلي بعد أشهر تدعي أنها حامل فكتبت في أمرها وفي دار كان صهري أوصى بها للغريم عليه السلام أسأل أن يباع مني وأن ينجم على ثمنها فورد الجواب في الدار قد أعطيت ما سألت وكف عن ذكر المرأة والحمل فكتبت إلي المرأة بعد ذلك تعلمني أنها كتبت بباطل وأن الحمل لا أصل له والحمد لله رب العالمين.
20- حدثنا أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله قال حدثني أبو علي المتيلي قال جاءني أبو جعفر فمضى بي إلى العباسية وأدخلني خربة وأخرج كتابا فقرأه علي فإذا فيه شرح جميع ما حدث على الدار وفيه أن فلانة يعني أم عبد الله تؤخذ بشعرها وتخرج من الدار ويحدر بها إلى بغداد فتقعد بين يدي السلطان وأشياء مما يحدث ثم قال لي احفظ ثم مزق الكتاب وذلك من قبل أن يحدث ما حدث بمدة.
21- قال وحدثني أبو جعفر المروزي عن جعفر بن عمرو قال خرجت إلى العسكر وأم أبي محمد عليه السلام في الحياة ومعي جماعة فوافينا العسكر فكتب أصحابي يستأذنون في الزيارة من داخل باسم رجل رجل فقلت لا تثبتوا اسمي فإني لا أستأذن فتركوا اسمي فخرج الإذن ادخلوا ومن أبى أن يستأذن.
22- قال وحدثني أبو الحسن جعفر بن أحمد قال كتب إبراهيم بن محمد بن الفرج الرخجي في أشياء وكتب في مولود ولد له يسأل أن يسمى فخرج إليه الجواب فيما سأل ولم يكتب إليه في المولود شي ء فمات الولد والحمد لله رب العالمين قال وجرى بين قوم من أصحابنا مجتمعين على كلام في مجلس فكتب إلى رجل منهم شرح ما جرى في المجلس.
23- قال وحدثني العاصمي أن رجلا تفكر في رجل يوصل إليه ما وجب للغريم عليه السلام وضاق به صدره فسمع هاتفا يهتف به أوصل ما معك إلى حاجز قال وخرج أبو محمد السروي إلى سر من رأى ومعه مال فخرج إليه ابتداء فليس فينا شك ولا فيمن يقوم مقامنا شك ورد ما معك إلى حاجز.
24- قال وحدثني أبو جعفر قال بعثنا مع ثقة من ثقات إخواننا إلى العسكر شيئا فعمد الرجل فدس فيما معه رقعة من غير علمنا فردت عليه الرقعة من غير جواب قال أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الكندي قال قال لي أبو طاهر البلالي التوقيع الذي خرج إلي من أبي محمد عليه السلام فعلقوه في الخلف بعده وديعة في بيتك فقلت له أحب أن تنسخ لي من لفظ التوقيع ما فيه فأخبر أبا طاهر بمقالتي فقال له جئني به حتى يسقط الإسناد بيني وبينه فخرج إلي من أبي محمد عليه السلام قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ثم خرج إلي بعد مضيه بثلاثة أيام يخبرني بذلك فلعن الله من جحد أولياء الله حقوقهم وحمل الناس على أكتافهم والحمد لله كثيرا.
25- قال وكتب جعفر بن حمدان فخرجت إليه هذه المسائل استحللت بجارية وشرطت عليها أن لا أطلب ولدها ولا ألزمها منزلي فلما أتى لذلك مدة قالت لي قد حبلت فقلت لها كيف ولا أعلم أني طلبت منك الولد ثم غبت وانصرفت وقد أتت بولد ذكر فلم أنكره ولا قطعت عنها الإجراء والنفقة ولي ضيعة قد كنت قبل أن تصير إلي هذه المرأة سبلتها على وصاياي وعلى سائر ولدي على أن الأمر في الزيادة والنقصان منه إلي أيام حياتي وقد أتت هذه بهذا الولد فلم ألحقه في الوقف المتقدم المؤبد وأوصيت إن حدث بي حدث الموت أن يجري عليه ما دام صغيرا فإذا كبر أعطي من هذه الضيعة جملة مائتي دينار غير مؤبد ولا يكون له ولا لعقبه بعد إعطائه ذلك في الوقف شي ء فرأيك أعزك الله في إرشادي فيما عملته وفي هذا الولد بما أمتثله والدعاء لي بالعافية وخير الدنيا والآخرة جوابها وأما الرجل الذي استحل بالجارية وشرط عليها أن لا يطلب ولدها فسبحان من لا شريك له في قدرته شرطه على الجارية شرط على الله عز وجل هذا ما لا يؤمن أن يكون وحيث عرف في هذا الشك وليس يعرف الوقت الذي أتاها فيه فليس ذلك بموجب البراءة في ولده وأما إعطاء المائتي دينار وإخراجه إياه وعقبه من الوقف فالمال ماله فعل فيه ما أراد قال أبو الحسين حسب الحساب قبل المولود فجاء الولد مستويا وقال وجدت في نسخة أبي الحسن الهمداني أتاني أبقاك الله كتابك والكتاب الذي أنفذته وروى هذا التوقيع الحسن بن علي بن إبراهيم عن السياري.
26 - وكتب علي بن محمد الصيمري رضي الله عنه يسأل كفنا فورد أنه يحتاج إليه سنة ثمانين أو إحدى وثمانين فمات رحمه الله في الوقت الذي حده وبعث إليه بالكفن قبل موته بشهر.
27- حدثنا علي بن أحمد بن مهزيار قال حدثني أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي قال حدثنا أحمد بن إبراهيم قال دخلت على حكيمة بنت محمد بن علي الرضا أخت أبي الحسن العسكري عليه السلام في سنة اثنتين وثمانين بالمدينة فكلمتها من وراء الحجاب وسألتها عن دينها فسمت لي من تأتم به ثم قالت فلان بن الحسن عليه السلام فسمته فقلت لها جعلني الله فداك معاينة أو خبرا فقالت خبرا عن أبي محمد عليه السلام كتب به إلى أمه فقلت لها فأين المولود فقالت مستور فقلت فإلى من تفزع الشيعة فقالت إلى الجدة أم أبي محمد عليه السلام فقلت لها أقتدي بمن وصيته إلى المرأة فقالت اقتداء بالحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام إن الحسين بن علي عليه السلام أوصى إلى أخته زينب بنت علي بن أبي طالب عليه السلام في الظاهر وكان ما يخرج عن علي بن الحسين من علم ينسب إلى زينب بنت علي تسترا على علي بن الحسين ثم قالت إنكم قوم أصحاب أخبار أ ما رويتم أن التاسع من ولد الحسين عليه السلام يقسم ميراثه وهو في الحياة.
28- وحدثنا أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي الله عنه قال كنت أحمل الأموال التي تجعل في باب الوقف إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه فيقبضها مني فحملت إليه يوما شيئا من الأموال في آخر أيامه قبل موته بسنتين أو ثلاث سنين فأمرني بتسليمه إلى أبي القاسم الروحي رضي الله عنه وكنت أطالبه بالقبوض فشكا ذلك إلى أبي جعفر العمري رضي الله عنه فأمرني أن لا أطالبه بالقبض وقال كلما وصل إلى أبي القاسم وصل إلي قال فكنت أحمل بعد ذلك الأموال إليه ولا أطالبه بالقبوض.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه الدلالة في هذا الحديث هي في المعرفة بمبلغ ما يحمل إليه والاستغناء عن القبوض ولا يكون ذلك إلا من أمر الله عز وجل.
29- وحدثنا أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي الله عنه أن أبا جعفر العمري حفر لنفسه قبرا وسواه بالساج فسألته عن ذلك فقال للناس أسباب ثم سألته بعد ذلك فقال قد أمرت أن أجمع أمري فمات بعد ذلك بشهرين رضي الله عنه.
30- وحدثنا أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي الله عنه قال دفعت إلى امرأة سنة من السنين ثوبا وقالت احمله إلى العمري رضي الله عنه فحملته مع ثياب كثيرة فلما وافيت بغداد أمرني بتسليم ذلك كله إلى محمد بن العباس القمي فسلمته ذلك كله ما خلا ثوب المرأة فوجه إلي العمري رضي الله عنه وقال ثوب المرأة سلمه إليه فذكرت بعد ذلك أن امرأة سلمت إلي ثوبا وطلبته فلم أجده فقال لي لا تغتم فإنك ستجده فوجدته بعد ذلك ولم يكن مع العمري رضي الله عنه نسخة ما كان معي.
31- وحدثنا أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي الله عنه قال سألني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رضي الله عنه بعد موت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه أن أسأل أبا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمان عليه السلام أن يدعو الله عز وجل أن يرزقه ولدا ذكرا قال فسألته فأنهى ذلك ثم أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام أنه قد دعا لعلي بن الحسين وأنه سيولد له ولد مبارك ينفع الله به وبعده أولاد قال أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي الله عنه وسألته في أمر نفسي أن يدعو الله لي أن يرزقني ولدا ذكرا فلم يجبني إليه وقال ليس إلى هذا سبيل قال فولد لعلي بن الحسين رضي الله عنه محمد بن علي وبعده أولاد ولم يولد لي شي ء قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه كان أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي الله عنه كثيرا ما يقول لي إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه وأرغب في كتب العلم وحفظه ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم وأنت ولدت بدعاء الإمام عليه السلام.
32- حدثنا أبو الحسين صالح بن شعيب الطالقاني رضي الله عنه في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن مخلد قال حضرت بغداد عند المشايخ رضي الله عنهم فقال الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السمري قدس الله روحه ابتداء منه رحم الله علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال فكتب المشايخ تأريخ ذلك اليوم فورد الخبر أنه توفي ذلك اليوم ومضى أبو الحسن السمري رضي الله عنه بعد ذلك في النصف من شعبان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
33- أخبرنا محمد بن علي بن متيل عن عمه جعفر بن محمد بن متيل قال لما حضرت أبا جعفر محمد بن عثمان العمري السمان رضي الله عنه الوفاة كنت جالسا عند رأسه أسائله وأحدثه وأبو القاسم الحسين بن روح فالتفت إلي ثم قال لي قد أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح قال فقمت من عند رأسه وأخذت بيد أبي القاسم وأجلسته في مكاني وتحولت عند رجليه.
34- وأخبرنا محمد بن علي بن متيل قال كانت امرأة يقال لها زينب من أهل آبة وكانت امرأة محمد بن عبديل الآبي معها ثلاثمائة دينار فصارت إلى عمي جعفر بن محمد بن متيل وقالت أحب أن أسلم هذا المال من يدي إلى يد أبي القاسم بن روح قال فأنفذني معها أترجم عنها فلما دخلت على أبي القاسم رضي الله عنه أقبل يكلمها بلسان آبي فصيح فقال لها زينب چونا خويذا كوابذا چون استه ومعناه كيف أنت وكيف كنت وما خبر صبيانك قال فاستغنت عن الترجمة وسلمت المال ورجعت.
35- وأخبرنا محمد بن علي بن متيل قال قال عمي جعفر بن محمد بن متيل دعاني أبو جعفر محمد بن عثمان السمان المعروف بالعمري رضي الله عنه فأخرج إلي ثويبات معلمة وصرة فيها دراهم فقال لي يحتاج أن تصير بنفسك إلى واسط في هذا الوقت وتدفع ما دفعت إليك إلى أول رجل يلقاك عند صعودك من المركب إلى الشط بواسط قال فتداخلني من ذلك غم شديد وقلت مثلي يرسل في هذا الأمر ويحمل هذا الشي ء الوتح قال فخرجت إلى واسط وصعدت من المركب فأول رجل يلقاني سألته عن الحسن بن محمد بن قطاة الصيدلاني وكيل الوقف بواسط فقال أنا هو من أنت فقلت أنا جعفر بن محمد بن متيل قال فعرفني باسمي وسلم علي وسلمت عليه وتعانقنا فقلت له أبو جعفر العمري يقرأ عليك السلام ودفع إلي هذه الثويبات وهذه الصرة لأسلمها إليك فقال الحمد لله فإن محمد بن عبد الله الحائري قد مات وخرجت لإصلاح كفنه فحل الثياب وإذا فيها ما يحتاج إليه من حبر وثياب وكافور في الصرة وكراء الحمالين والحفار قال فشيعنا جنازته وانصرفت.
36- وأخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ابن أخي طاهر ببغداد طرف سوق القطن في داره قال قدم أبو الحسن علي بن أحمد بن علي العقيقي ببغداد في سنة ثمان وتسعين ومائتين إلى علي بن عيسى بن الجراح وهو يومئذ وزير في أمر ضيعة له فسأله فقال له إن أهل بيتك في هذا البلد كثير فإن ذهبنا نعطي كلما سألونا طال ذلك أو كما قال فقال له العقيقي فإني أسأل من في يده قضاء حاجتي فقال له علي بن عيسى من هو فقال الله عز وجل وخرج مغضبا قال فخرجت وأنا أقول في الله عزاء من كل هالك ودرك من كل مصيبة قال فانصرفت فجاءني الرسول من عند الحسين بن روح رضي الله عنه وأرضاه فشكوت إليه فذهب من عندي فأبلغه فجاءني الرسول بمائة درهم عددا ووزنا ومنديل وشي ء من حنوط وأكفان وقال لي مولاك يقرئك السلام ويقول لك إذا أهمك أمر أو غم فامسح بهذا المنديل وجهك فإن هذا منديل مولاك عليه السلام وخذ هذه الدراهم وهذا الحنوط وهذه الأكفان وستقضى حاجتك في ليلتك هذه وإذا قدمت إلى مصر يموت محمد بن إسماعيل من قبلك بعشرة أيام ثم تموت بعده فيكون هذا كفنك وهذا حنوطك وهذا جهازك قال فأخذت ذلك وحفظته وانصرف الرسول وإذا أنا بالمشاعل على بابي والباب يدق فقلت لغلامي خير يا خير انظر أي شي ء هو ذا فقال خير هذا غلام حميد بن محمد الكاتب ابن عم الوزير فأدخله إلي فقال لي قد طلبك الوزير ويقول لك مولاي حميد اركب إلي قال فركبت وخبت الشوارع والدروب وجئت إلى شارع الرزازين فإذا بحميد قاعد ينتظرني فلما رآني أخذ بيدي وركبنا فدخلنا على الوزير فقال لي الوزير يا شيخ قد قضى الله حاجتك واعتذر إلي ودفع إلي الكتب مكتوبة مختومة قد فرغ منها قال فأخذت ذلك وخرجت قال أبو محمد الحسن بن محمد فحدثنا أبو الحسن علي بن أحمد العقيقي رحمه الله بنصيبين بهذا وقال لي ما خرج هذا الحنوط إلا لعمتي فلانة لم يسمها وقد نعيت إلي نفسي ولقد قال لي الحسين بن روح رضي الله عنه إني أملك الضيعة وقد كتب لي بالذي أردت فقمت إليه وقبلت رأسه وعينيه وقلت يا سيدي أرني الأكفان والحنوط والدراهم قال فأخرج إلي الأكفان وإذا فيها برد حبرة مسهم من نسيج اليمن وثلاثة أثواب مروي وعمامة وإذا الحنوط في خريطة وأخرج إلي الدراهم فعددتها مائة درهم ووزنها مائة درهم فقلت يا سيدي هب لي منها درهما أصوغه خاتما قال وكيف يكون ذلك خذ من عندي ما شئت فقلت أريد من هذه وألححت عليه وقبلت رأسه وعينيه فأعطاني درهما فشددته في منديل وجعلته في كمي فلما صرت إلى الخان فتحت زنفيلجة معي وجعلت المنديل في الزنفيلجة وقيد الدرهم مشدود وجعلت كتبي ودفاتري فوقه وأقمت أياما ثم جئت أطلب الدرهم فإذا الصرة مصرورة بحالها ولا شي ء فيها فأخذني شبه الوسواس فصرت إلى باب العقيقي فقلت لغلامه خير أريد الدخول إلى الشيخ فأدخلني إليه فقال لي ما لك فقلت يا سيدي الدرهم الذي أعطيتني إياه ما أصبته في الصرة فدعا بالزنفيلجة وأخرج الدراهم فإذا هي مائة درهم عددا ووزنا ولم يكن معي أحد أتهمه فسألته في رده إلي فأبى ثم خرج إلى مصر وأخذ الضيعة ثم مات قبله محمد بن إسماعيل بعشرة أيام كما قيل ثم توفي رضي الله عنه وكفن في الأكفان الذي دفعت إليه حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثني محمد بن جعفر قال حدثني أحمد بن إبراهيم قال دخلت على حكيمة بنت محمد بن علي الرضا أخت أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام في سنة اثنتين وستين ومائتين فكلمتها من وراء حجاب وسألتها عن دينها فسمت لي من تأتم بهم ثم قالت والحجة بن الحسن بن علي فسمته فقلت لها جعلني الله فداك معاينة أو خبرا فقالت خبرا عن أبي محمد عليه السلام كتب به إلى أمه فقلت لها فأين الولد فقالت مستور فقلت إلى من تفزع الشيعة فقالت لي إلى الجدة أم أبي محمد عليه السلام فقلت لها أقتدي بمن وصيته إلى امرأة فقالت اقتداء بالحسين بن علي عليه السلام فإن الحسين بن علي عليه السلام أوصى إلى أخته زينب بنت علي في الظاهر فكان ما يخرج عن علي بن الحسين عليه السلام من علم ينسب إلى زينب سترا على علي بن الحسين عليه السلام ثم قالت إنكم قوم أصحاب أخبار أ ما رويتم أن التاسع من ولد الحسين بن علي عليه السلام يقسم ميراثه وهو في الحياة.
37- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه مع جماعة فيهم علي بن عيسى القصري فقام إليه رجل فقال له إني أريد أن أسألك عن شي ء فقال له سل عما بدا لك فقال الرجل أخبرني عن الحسين بن علي عليه السلام أ هو ولي الله قال نعم قال أخبرني عن قاتله أ هو عدو الله قال نعم قال الرجل فهل يجوز أن يسلط الله عز وجل عدوه على وليه فقال له أبو القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه افهم عني ما أقول لك اعلم أن الله عز وجل لا يخاطب الناس بمشاهدة العيان ولا يشافههم بالكلام ولكنه جل جلاله يبعث إليهم رسلا من أجناسهم وأصنافهم بشرا مثلهم ولو بعث إليهم رسلا من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم ولم يقبلوا منهم فلما جاءوهم وكانوا من جنسهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق قالوا لهم أنتم بشر مثلنا ولا نقبل منكم حتى تأتونا بشي ء نعجز أن نأتي بمثله فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه فجعل الله عز وجل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها فمنهم من جاء بالطوفان بعد الإنذار والإعذار فغرق جميع من طغى وتمرد ومنهم من ألقي في النار فكانت بردا وسلاما ومنهم من أخرج من الحجر الصلد ناقة وأجرى من ضرعها لبنا ومنهم من فلق له البحر وفجر له من الحجر العيون وجعل له العصا اليابسة ثعبانا تلقف ما يأفكون ومنهم من أبرأ الأكمه والأبرص وأحيا الموتى بإذن الله وأنبأهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ومنهم من انشق له القمر وكلمته البهائم مثل البعير والذئب وغير ذلك فلما أتوا بمثل ذلك وعجز الخلق عن أمرهم وعن أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله عز وجل ولطفه بعباده وحكمته أن جعل أنبياءه عليهم السلام مع هذه القدرة والمعجزات في حالة غالبين وفي أخرى مغلوبين وفي حال قاهرين وفي أخرى مقهورين ولو جعلهم الله عز وجل في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لاتخذهم الناس آلهة من دون الله عز وجل ولما عرف فضل صبرهم على البلاء والمحن والاختبار ولكنه عز وجل جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم ليكونوا في حال المحنة والبلوى صابرين وفي حال العافية والظهور على الأعداء شاكرين ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين غير شامخين ولا متجبرين وليعلم العباد أن لهم عليه السلام إلها هو خالقهم ومدبرهم فيعبدوه ويطيعوا رسله وتكون حجة الله ثابتة على من تجاوز الحد فيهم وادعى لهم الربوبية أو عاند أو خالف وعصى وجحد بما أتت به الرسل والأنبياء عليهم السلام (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ ويَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه فعدت إلى الشيخ أبي القاسم بن روح قدس الله روحه من الغد وأنا أقول في نفسي أ تراه ذكر ما ذكر لنا يوم أمس من عند نفسه فابتدأني فقال لي يا محمد بن إبراهيم لأن أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحب إلي من أن أقول في دين الله عز وجل برأيي أو من عند نفسي بل ذلك عن الأصل ومسموع عن الحجة صلى الله عليه وآله وسلم.
38- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن شاذان بن نعيم الشاذاني قال اجتمعت عندي خمسمائة درهم ينقص عشرين درهما فوزنت من عندي عشرين درهما ودفعتهما إلى أبي الحسين الأسدي رضي الله عنه ولم أعرفه أمر العشرين فورد الجواب قد وصلت الخمسمائة درهم التي لك فيها عشرون درهما قال محمد بن شاذان أنفذت بعد ذلك مالا ولم أفسر لمن هو فورد الجواب وصل كذا وكذا منه لفلان كذا ولفلان كذا قال وقال أبو العباس الكوفي حمل رجل مالا ليوصله وأحب أن يقف على الدلالة فوقع عليه السلام إن استرشدت أرشدت وإن طلبت وجدت يقول لك مولاك احمل ما معك قال الرجل فأخرجت مما معي ستة دنانير بلا وزن وحملت الباقي فخرج التوقيع يا فلان رد الستة دنانير التي أخرجتها بلا وزن ووزنها ستة دنانير وخمسة دوانيق وحبة ونصف قال الرجل فوزنت الدنانير فإذا هي كما قال عليه السلام.
39- حدثنا أبو محمد عمار بن الحسين بن إسحاق الأسروشني رضي الله عنه قال حدثنا أبو العباس أحمد بن الخضر بن أبي صالح الخجندي رضي الله عنه أنه خرج إليه من صاحب الزمان عليه السلام توقيع بعد أن كان أغري بالفحص والطلب وسار عن وطنه ليتبين له ما يعمل عليه وكان نسخة التوقيع من بحث فقد طلب ومن طلب فقد دل ومن دل فقد أشاط ومن أشاط فقد أشرك قال فكف عن الطلب ورجع وحكي عن أبي القاسم بن روح قدس الله روحه أنه قال في الحديث الذي روي في أبي طالب أنه أسلم بحساب الجمل وعقد بيده ثلاثة وستين إن معناه إله أحد جواد.
40- حدثنا أحمد بن هارون القاضي رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن إسحاق بن حامد الكاتب قال كان بقم رجل بزاز مؤمن وله شريك مرجئي فوقع بينهما ثوب نفيس فقال المؤمن يصلح هذا الثوب لمولاي فقال له شريكه لست أعرف مولاك ولكن افعل بالثوب ما تحب فلما وصل الثوب إليه شقه عليه السلام بنصفين طولا فأخذ نصفه ورد النصف وقال لا حاجة لنا في مال المرجئي.
41- قال عبد الله بن جعفر الحميري وخرج التوقيع إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري في التعزية بأبيه رضي الله عنهما في فصل من الكتاب إنا لله وإنا إليه راجعون تسليما لأمره ورضاء بقضائه عاش أبوك سعيدا ومات حميدا فرحمه الله وألحقه بأوليائه ومواليه عليه السلام فلم يزل مجتهدا في أمرهم ساعيا فيما يقربه إلى الله عز وجل وإليهم نضر الله وجهه وأقاله عثرته وفي فصل آخر أجزل الله لك الثواب وأحسن لك العزاء رزئت ورزئنا وأوحشك فراقه وأوحشنا فسره الله في منقلبه وكان من كمال سعادته أن رزقه الله عز وجل ولدا مثلك يخلفه من بعده ويقوم مقامه بأمره ويترحم عليه وأقول الحمد لله فإن الأنفس طيبة بمكانك وما جعله الله عز وجل فيك وعندك أعانك الله وقواك وعضدك ووفقك وكان الله لك وليا وحافظا وراعيا وكافيا ومعينا توقيع من صاحب الزمان عليه السلام كان خرج إلى العمري وابنه رضي الله عنهما رواه سعد بن عبد الله.
42- قال الشيخ أبو عبد الله جعفر رضي الله عنه وجدته مثبتا عنه رحمه الله وفقكما الله لطاعته وثبتكما على دينه وأسعدكما بمرضاته انتهى إلينا ما ذكرتما أن الميثمي أخبركما عن المختار ومناظراته من لقي واحتجاجه بأنه لا خلف غير جعفر بن علي وتصديقه إياه وفهمت جميع ما كتبتما به مما قال أصحابكما عنه وأنا أعوذ بالله من العمى بعد الجلاء ومن الضلالة بعد الهدى ومن موبقات الأعمال ومرديات الفتن فإنه عز وجل يقول الم (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وهُمْ لا يُفْتَنُونَ) كيف يتساقطون في الفتنة ويترددون في الحيرة ويأخذون يمينا وشمالا فارقوا دينهم أم ارتابوا أم عاندوا الحق أم جهلوا ما جاءت به الروايات الصادقة والأخبار الصحيحة أو علموا ذلك فتناسوا ما يعلمون أن الأرض لا تخلو من حجة إما ظاهرا وإما مغمورا أو لم يعلموا انتظام أئمتهم بعد نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم واحدا بعد واحد إلى أن أفضى الأمر بأمر الله عز وجل إلى الماضي يعني الحسن بن علي عليه السلام فقام مقام آبائه عليهم السلام يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم كانوا نورا ساطعا وشهابا لامعا وقمرا زاهرا ثم اختار الله عز وجل له ما عنده فمضى على منهاج آبائه عليهم السلام حذو النعل بالنعل على عهد عهده ووصية أوصى بها إلى وصي ستره الله عز وجل بأمره إلى غاية وأخفى مكانه بمشيئته للقضاء السابق والقدر النافذ وفينا موضعه ولنا فضله ولو قد أذن الله عز وجل فيما قد منعه عنه وأزال عنه ما قد جرى به من حكمه لأراهم الحق ظاهرا بأحسن حلية وأبين دلالة وأوضح علامة ولأبان عن نفسه وقام بحجته ولكن أقدار الله عز وجل لا تغالب وإرادته لا ترد وتوفيقه لا يسبق فليدعوا عنهم اتباع الهوى وليقيموا على أصلهم الذي كانوا عليه ولا يبحثوا عما ستر عنهم فيأثموا ولا يكشفوا ستر الله عز وجل فيندموا وليعلموا أن الحق معنا وفينا لا يقول ذلك سوانا إلا كذاب مفتر ولا يدعيه غيرنا إلا ضال غوي فليقتصروا منا على هذه الجملة دون التفسير ويقنعوا من ذلك بالتعريض دون التصريح إن شاء الله الدعاء في غيبة القائم عليه السلام.
43- حدثنا أبو محمد الحسين بن أحمد المكتب قال حدثنا أبو علي بن همام بهذا الدعاء وذكر أن الشيخ العمري قدس الله روحه أملاه عليه وأمره أن يدعو به وهو الدعاء في غيبة القائم عليه السلام اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك اللهم عرفني نبيك فإنك إن لم تعرفني نبيك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني اللهم لا تمتني ميتة جاهلية ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته علي من ولاة أمرك بعد رسولك صلى الله عليه وآله وسلم حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة القائم المهدي صلوات الله عليهم أجمعين اللهم فثبتني على دينك واستعملني بطاعتك ولين قلبي لولي أمرك وعافني مما امتحنت به خلقك وثبتني على طاعة ولي أمرك الذي سترته عن خلقك فبإذنك غاب عن بريتك وأمرك ينتظر وأنت العالم غير معلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الإذن له بإظهار أمره وكشف ستره فصبرني على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت ولا أكشف عما سترته ولا أبحث عما كتمته ولا أنازعك في تدبيرك ولا أقول لم وكيف وما بال ولي الأمر لا يظهر وقد امتلأت الأرض من الجور وأفوض أموري كلها إليك اللهم إني أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهرا نافذا لأمرك مع علمي بأن لك السلطان والقدرة والبرهان والحجة والمشيئة والإرادة والحول والقوة فافعل ذلك بي وبجميع المؤمنين حتى ننظر إلى وليك صلى الله عليه وآله وسلم ظاهر المقالة واضح الدلالة هاديا من الضلالة شافيا من الجهالة أبرز يا رب مشاهده وثبت قواعده واجعلنا ممن تقر عينه برؤيته وأقمنا بخدمته وتوفنا على ملته واحشرنا في زمرته اللهم أعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وذرأت وأنشأت وصورت واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك اللهم ومد في عمره وزد في أجله وأعنه على ما أوليته واسترعيته وزد في كرامتك له فإنه الهادي والمهتدي والقائم المهدي الطاهر التقي النقي الزكي الرضي المرضي الصابر المجتهد الشكور اللهم ولا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته وانقطاع خبره عنا ولا تنسنا ذكره وانتظاره والإيمان وقوة اليقين في ظهوره والدعاء له والصلاة عليه حتى لا يقنطنا طول غيبته من ظهوره وقيامه ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك صلى الله عليه وآله وسلم وما جاء به من وحيك وتنزيلك وقو قلوبنا على الإيمان به حتى تسلك بنا على يده منهاج الهدى والحجة العظمى والطريقة الوسطى وقونا على طاعته وثبتنا على متابعته واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره والراضين بفعله ولا تسلبنا ذلك في حياتنا ولا عند وفاتنا حتى تتوفانا ونحن على ذلك غير شاكين ولا ناكثين ولا مرتابين ولا مكذبين اللهم عجل فرجه وأيده بالنصر وانصر ناصريه واخذل خاذليه ودمر على من نصب له وكذب به وأظهر به الحق وأمت به الباطل واستنقذ به عبادك المؤمنين من الذل وأنعش به البلاد واقتل به جبابرة الكفر واقصم به رءوس الضلالة وذلل به الجبارين والكافرين وأبر به المنافقين والناكثين وجميع المخالفين والملحدين في مشارق الأرض ومغاربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها حتى لا تدع منهم ديارا ولا تبقى لهم آثارا وتطهر منهم بلادك واشف منهم صدور عبادك وجدد به ما امتحى من دينك وأصلح به ما بدل من حكمك وغير من سنتك حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه ولا بدعة معه حتى تطفئ بعدله نيران الكافرين فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك وارتضيته لنصرة نبيك واصطفيته بعلمك وعصمته من الذنوب وبرأته من العيوب وأطلعته على الغيوب وأنعمت عليه وطهرته من الرجس ونقيته من الدنس اللهم فصل عليه وعلى آبائه الأئمة الطاهرين وعلى شيعتهم المنتجبين وبلغهم من آمالهم أفضل ما يأملون واجعل ذلك منا خالصا من كل شك وشبهة ورياء وسمعة حتى لا نريد به غيرك ولا نطلب به إلا وجهك اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة ولينا وشدة الزمان علينا ووقوع الفتن بنا وتظاهر الأعداء علينا وكثرة عدونا وقلة عددنا اللهم فافرج ذلك بفتح منك تعجله ونصر منك تعزه وإمام عدل تظهره إله الحق رب العالمين اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك وقتل أعدائك في بلادك حتى لا تدع للجور يا رب دعامة إلا قصمتها ولا بنية إلا أفنيتها ولا قوة إلا أوهنتها ولا ركنا إلا هددته ولا حدا إلا فللته ولا سلاحا إلا أكللته ولا راية إلا نكستها ولا شجاعا إلا قتلته ولا جيشا إلا خذلته وارمهم يا رب بحجرك الدامغ واضربهم بسيفك القاطع وببأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين وعذب أعداءك وأعداء دينك وأعداء رسولك بيد وليك وأيدي عبادك المؤمنين اللهم اكف وليك وحجتك في أرضك هول عدوه وكد من كاده وامكر بمن مكر به واجعل دائرة السوء على من أراد به سوءا واقطع عنه مادتهم وأرعب له قلوبهم وزلزل له أقدامهم وخذهم جهرة وبغتة وشدد عليهم عقابك وأخزهم في عبادك والعنهم في بلادك وأسكنهم أسفل نارك وأحط بهم أشد عذابك وأصلهم نارا واحش قبور موتاهم نارا وأصلهم حر نارك فإنهم أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات وأذلوا عبادك اللهم وأحي بوليك القرآن وأرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه وأحي به القلوب الميتة واشف به الصدور الوغرة واجمع به الأهواء المختلفة على الحق وأقم به الحدود المعطلة والأحكام المهملة حتى لا يبقى حق إلا ظهر ولا عدل إلا زهر واجعلنا يا رب من أعوانه ومقوي سلطانه والمؤتمرين لأمره والراضين بفعله والمسلمين لأحكامه وممن لا حاجة له به إلى التقية من خلقك أنت يا رب الذي تكشف السوء وتجيب المضطر إذا دعاك وتنجي من الكرب العظيم فاكشف يا رب الضر عن وليك واجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له اللهم ولا تجعلني من خصماء آل محمد ولا تجعلني من أعداء آل محمد ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمد فإني أعوذ بك من ذلك فأعذني وأستجير بك فأجرني اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والآخرة ومن المقربين.
44- حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري قدس الله روحه فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة الثانية فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قال فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه فقيل له من وصيك من بعدك فقال لله أمر هو بالغه ومضى رضي الله عنه فهذا آخر كلام سمع منه.
45- حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن أحمد بن بزرج بن عبد الله بن منصور بن يونس بن بزرج صاحب الصادق عليه السلام قال سمعت محمد بن الحسن الصيرفي الدورقي المقيم بأرض بلخ يقول أردت الخروج إلى الحج وكان معي مال بعضه ذهب وبعضه فضة فجعلت ما كان معي من الذهب سبائك وما كان معي من الفضة نقرا وكان قد دفع ذلك المال إلي لأسلمه من الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه قال فلما نزلت سرخس ضربت خيمتي على موضع فيه رمل فجعلت أميز تلك السبائك والنقر فسقطت سبيكة من تلك السبائك مني وغاضت في الرمل وأنا لا أعلم قال فلما دخلت همدان ميزت تلك السبائك والنقر مرة أخرى اهتماما مني بحفظها ففقدت منها سبيكة وزنها مائة مثقال وثلاثة مثاقيل أو قال ثلاثة وتسعون مثقالا قال فسبكت مكانها من مالي بوزنها سبيكة وجعلتها بين السبائك فلما وردت مدينة السلام قصدت الشيخ أبا القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه وسلمت إليه ما كان معي من السبائك والنقر فمد يده من بين تلك السبائك إلى السبيكة التي كنت سبكتها من مالي بدلا مما ضاع مني فرمى بها إلي وقال لي ليست هذه السبيكة لنا وسبيكتنا ضيعتها بسرخس حيث ضربت خيمتك في الرمل فارجع إلى مكانك وانزل حيث نزلت واطلب السبيكة هناك تحت الرمل فإنك ستجدها وستعود إلى هاهنا فلا تراني قال فرجعت إلى سرخس ونزلت حيث كنت نزلت فوجدت السبيكة تحت الرمل وقد نبت عليها الحشيش فأخذت السبيكة وانصرفت إلى بلدي فلما كان بعد ذلك حججت ومعي السبيكة فدخلت مدينة السلام وقد كان الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه مضى ولقيت أبا الحسن علي بن محمد السمري رضي الله عنه فسلمت السبيكة إليه.
46- وحدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن أحمد البزرجي قال رأيت بسر من رأى رجلا شابا في المسجد المعروف بمسجد زبيدة في شارع السوق وذكر أنه هاشمي من ولد موسى بن عيسى لم يذكر أبو جعفر اسمه وكنت أصلي فلما سلمت قال لي أنت قمي أو رازي فقلت أنا قمي مجاور بالكوفة في مسجد امير المؤمنين عليه السلام فقال لي أ تعرف دار موسى بن عيسى التي بالكوفة فقلت نعم فقال أنا من ولده قال كان لي أب وله إخوان وكان أكبر الأخوين ذا مال ولم يكن للصغير مال فدخل على أخيه الكبير فسرق منه ستمائة دينار فقال الأخ الكبير أدخل على الحسن بن علي بن محمد بن الرضا عليه السلام وأسأله أن يلطف للصغير لعله يرد مالي فإنه حلو الكلام فلما كان وقت السحر بدا لي في الدخول على الحسن بن علي بن محمد بن الرضا عليه السلام قلت أدخل على أشناس التركي صاحب السلطان فأشكو إليه قال فدخلت على أشناس التركي وبين يديه نرد يلعب به فجلست أنتظر فراغه فجاءني رسول الحسن بن علي عليه السلام فقال لي أجب فقمت معه فلما دخلت على الحسن بن علي عليه السلام قال لي كان لك إلينا أول الليل حاجة ثم بدا لك عنها وقت السحر اذهب فإن الكيس الذي أخذ من مالك قد رد ولا تشك أخاك وأحسن إليه وأعطه فإن لم تفعل فابعثه إلينا لنعطيه فلما خرج تلقاه غلاما يخبره بوجود الكيس قال أبو جعفر البزرجي فلما كان من الغد حملني الهاشمي إلى منزله وأضافني ثم صاح بجارية وقال يا غزال أو يا زلال فإذا أنا بجارية مسنة فقال لها يا جارية حدثي مولاك بحديث الميل والمولود فقالت كان لنا طفل وجع فقالت لي مولاتي امضي إلى دار الحسن بن علي عليه السلام فقولي لحكيمة تعطينا شيئا نستشفي به لمولودنا هذا فلما مضيت وقلت كما قال لي مولاي قالت حكيمة ائتوني بالميل الذي كحل به المولود الذي ولد البارحة تعني ابن الحسن بن علي عليه السلام فأتيت بميل فدفعته إلي وحملته إلى مولاتي فكحلت به المولود فعوفي وبقي عندنا وكنا نستشفي به ثم فقدناه قال أبو جعفر البزرجي فلقيت في مسجد الكوفة أبا الحسن بن برهون البرسي فحدثته بهذا الحديث عن هذا الهاشمي فقال قد حدثني هذا الهاشمي بهذه الحكاية كما ذكرتها حذو النعل بالنعل سواء من غير زيادة ولا نقصان.
47- حدثنا الحسين بن علي بن محمد القمي المعروف بأبي علي البغدادي قال كنت ببخارى فدفع إلي المعروف بابن جاوشير عشرة سبائك ذهبا وأمرني أن أسلمها بمدينة السلام إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه فحملتها معي فلما بلغت آمويه ضاعت مني سبيكة من تلك السبائك ولم أعلم بذلك حتى دخلت مدينة السلام فأخرجت السبائك لأسلمها فوجدتها قد نقصت واحدة فاشتريت سبيكة مكانها بوزنها وأضفتها إلى التسع السبائك ثم دخلت على الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه ووضعت السبائك بين يديه فقال لي خذ تلك السبيكة التي اشتريتها وأشار إليها بيده وقال إن السبيكة التي ضيعتها قد وصلت إلينا وهو ذا هي ثم أخرج إلي تلك السبيكة التي كانت ضاعت مني بآمويه فنظرت إليها فعرفتها قال الحسين بن علي بن محمد المعروف بأبي علي البغدادي ورأيت تلك السنة بمدينة السلام امرأة فسألتني عن وكيل مولانا عليه السلام من هو فأخبرها بعض القميين أنه أبو القاسم الحسين بن روح وأشار إليها فدخلت عليه وأنا عنده فقالت له أيها الشيخ أي شي ء معي فقال ما معك فألقيه في دجلة ثم ائتيني حتى أخبرك قال فذهبت المرأة وحملت ما كان معها فألقته في دجلة ثم رجعت ودخلت إلى أبي القاسم الروحي قدس الله روحه فقال أبو القاسم لمملوكة له أخرجي إلي الحق فأخرجت إليه حقة فقال للمرأة هذه الحقة التي كانت معك ورميت بها في دجلة أخبرك بما فيها أو تخبريني فقالت له بل أخبرني أنت فقال في هذه الحقة زوج سوار ذهب وحلقة كبيرة فيها جوهرة وحلقتان صغيرتان فيهما جوهر وخاتمان أحدهما فيروزج والآخر عقيق فكان الأمر كما ذكر لم يغادر منه شيئا ثم فتح الحقة فعرض علي ما فيها فنظرت المرأة إليه فقالت هذا الذي حملته بعينه ورميت به في دجلة فغشي علي وعلى المرأة فرحا بما شاهدناه من صدق الدلالة ثم قال الحسين لي بعد ما حدثني بهذا الحديث أشهد عند الله عز وجل يوم القيامة بما حدثت به أنه كما ذكرته لم أزد فيه ولم أنقص منه وحلف بالأئمة الاثني عشر عليهم السلام لقد صدق فيما حدث به وما زاد فيه وما نقص منه.
48- حدثنا أبو الفرج محمد بن المظفر بن نفيس المصري الفقيه قال حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد الداودي عن أبيه قال كنت عند أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه فسأله رجل ما معنى قول العباس للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إن عمك أبا طالب قد أسلم بحساب الجمل وعقد بيده ثلاثة وستين فقال عنى بذلك إله أحد جواد وتفسير ذلك أن الألف واحد واللام ثلاثون والهاء خمسة والألف واحد والحاء ثمانية والدال أربعة والجيم ثلاثة والواو ستة والألف واحد والدال أربعة فذلك ثلاثة وستون.
49- حدثنا محمد بن أحمد الشيباني وعلي بن أحمد بن محمد الدقاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي رضي الله عنه قال كان فيما ورد علي من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان قدس الله روحه في جواب مسائلي إلى صاحب الزمان عليه السلام أما ما سألت عنه من الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها فلئن كان كما يقولون إن الشمس تطلع بين قرني الشيطان وتغرب بين قرني الشيطان فما أرغم أنف الشيطان أفضل من الصلاة فصلها وأرغم أنف الشيطان وأما ما سألت عنه من أمر الوقف على ناحيتنا وما يجعل لنا ثم يحتاج إليه صاحبه فكل ما لم يسلم فصاحبه فيه بالخيار وكل ما سلم فلا خيار فيه لصاحبه احتاج إليه صاحبه أو لم يحتج افتقر إليه أو استغنى عنه وأما ما سألت عنه من أمر من يستحل ما في يده من أموالنا ويتصرف فيه تصرفه في ماله من غير أمرنا فمن فعل ذلك فهو ملعون ونحن خصماؤه يوم القيامة فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم المستحل من عترتي ما حرم الله ملعون على لساني ولسان كل نبي فمن ظلمنا كان من جملة الظالمين وكان لعنة الله عليه لقوله تعالى (أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) وأما ما سألت عنه من أمر المولود الذي تنبت غلفته بعد ما يختن هل يختن مرة أخرى فإنه يجب أن يقطع غلفته فإن الأرض تضج إلى الله عز وجل من بول الأغلف أربعين صباحا وأما ما سألت عنه من أمر المصلي والنار والصورة والسراج بين يديه هل تجوز صلاته فإن الناس اختلفوا في ذلك قبلك فإنه جائز لمن لم يكن من أولاد عبدة الأصنام أو عبدة النيران أن يصلي والنار والصورة والسراج بين يديه ولا يجوز ذلك لمن كان من أولاد عبدة الأصنام والنيران وأما ما سألت عنه من أمر الضياع التي لناحيتنا هل يجوز القيام بعمارتها وأداء الخراج منها وصرف ما يفضل من دخلها إلى الناحية احتسابا للأجر وتقربا إلينا فلا يحل لأحد أن يتصرف في مال غيره بغير إذنه فكيف يحل ذلك في مالنا من فعل شيئا من ذلك من غير أمرنا فقد استحل منا ما حرم عليه ومن أكل من أموالنا شيئا فإنما يأكل في بطنه نارا وسيصلى سعيرا وأما ما سألت عنه من أمر الرجل الذي يجعل لناحيتنا ضيعة ويسلمها من قيم يقوم بها ويعمرها ويؤدي من دخلها خراجها ومئونتها ويجعل ما يبقى من الدخل لناحيتنا فإن ذلك جائز لمن جعله صاحب الضيعة قيما عليها إنما لا يجوز ذلك لغيره وأما ما سألت عنه من أمر الثمار من أموالنا يمر بها المار فيتناول منه ويأكله هل يجوز ذلك له فإنه يحل له أكله ويحرم عليه حمله.
50- حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر عليه السلام أصلحك الله ما أيسر ما يدخل به العبد النار قال من أكل من مال اليتيم درهما ونحن اليتيم قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه معنى اليتيم هو المنقطع القرين في هذا الموضع فسمى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا المعنى يتيما وكذلك كل إمام بعده يتيم بهذا المعنى والآية في أكل أموال اليتامى ظلما فيهم نزلت وجرت من بعدهم في سائر الأيتام والدرة اليتيمة إنما سميت يتيمة لأنها منقطعة القرين.
51- حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد الخزاعي رضي الله عنه قال حدثنا أبو علي بن أبي الحسين الأسدي عن أبيه رضي الله عنه قال ورد علي توقيع من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه ابتداء لم يتقدمه سؤال بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من استحل من مالنا درهما قال أبو الحسين الأسدي رضي الله عنه فوقع في نفسي أن ذلك فيمن استحل من مال الناحية درهما دون من أكل منه غير مستحل له وقلت في نفسي إن ذلك في جميع من استحل محرما فأي فضل في ذلك للحجة عليه السلام على غيره قال فو الذي بعث محمدا بالحق بشيرا لقد نظرت بعد ذلك في التوقيع فوجدته قد انقلب إلى ما وقع في نفسي بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من أكل من مالنا درهما حراما قال أبو جعفر محمد بن محمد الخزاعي أخرج إلينا أبو علي بن أبي الحسين الأسدي هذا التوقيع حتى نظرنا إليه وقرأناه.
52- حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني قال كتبت إلى علي بن محمد بن علي عليه السلام رجل جعل لك جعلني الله فداك شيئا من ماله ثم احتاج إليه أ يأخذه لنفسه أو يبعث به إليك قال هو بالخيار في ذلك ما لم يخرجه عن يده ولو وصل إلينا لرأينا أن نواسيه به وقد احتاج إليه.
46- باب ما جاء في التعمير
1- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال عاش نوح عليه السلام ألفي سنة وخمسمائة سنة منها ثمانمائة وخمسون سنة قبل أن يبعث وألف سنة إلا خمسين عاما وهو في قومه يدعوهم وسبعمائة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب الماء فمصر الأمصار وأسكن ولده البلدان ثم إن ملك الموت عليه السلام جاءه وهو في الشمس فقال له السلام عليك فرد الجواب فقال له ما جاء بك يا ملك الموت فقال جئت لأقبض روحك فقال له تدعني أخرج من الشمس إلى الظل فقال له نعم فتحول نوح عليه السلام ثم قال يا ملك الموت كأن ما مر بي من الدنيا مثل تحولي من الشمس إلى الظل فامض لما أمرت به قال فقبض روحه عليه السلام.
2- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن الحسين بن الحسن بن أبان عن محمد بن أرومة قال حدثني سعيد بن جناح عن أيوب بن راشد عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال كانت أعمار قوم نوح عليه السلام ثلاثمائة سنة ثلاثمائة سنة.
3- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى العطار جميعا قالا حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن يوسف التميمي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال عاش أبو البشر آدم عليه السلام تسعمائة وثلاثين سنة وعاش نوح عليه السلام ألفي سنة وأربعمائة سنة وخمسين سنة وعاش ابراهيم عليه السلام مائة وخمسا وسبعين سنة وعاش إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام مائة وعشرين سنة وعاش إسحاق بن ابراهيم عليه السلام مائة وثمانين سنة وعاش يعقوب بن إسحاق مائة وعشرين سنة وعاش يوسف بن يعقوب عليه السلام مائة وعشرين سنة وعاش موسى عليه السلام مائة وستا وعشرين سنة وعاش هارون عليه السلام مائة وثلاثا وثلاثين سنة وعاش داود عليه السلام مائة سنة منها أربعون سنة ملكه وعاش سليمان بن داود عليه السلام سبعمائة واثنتي عشرة سنة.
4- حدثنا محمد بن علي بن بشار القزويني رضي الله عنه قال حدثنا أبو الفرج المظفر بن أحمد قال حدثنا محمد بن جعفر الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا الحسن بن محمد بن صالح البزاز قال سمعت الحسن بن علي العسكري عليه السلام يقول إن ابني هو القائم من بعدي وهو الذي يجري فيه سنن الانبياء عليهم السلام بالتعمير والغيبة حتى تقسو القلوب لطول الأمد فلا يثبت على القول به إلا من كتب الله عز وجل في قلبه الإيمان وأيده بروح منه.
5- حدثنا محمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن حمزة بن حمران عن أبيه حمران بن أعين عن سعيد بن جبير قال سمعت سيد العابدين علي بن الحسين عليه السلام يقول في القائم سنة من نوح عليه السلام وهي طول العمر.
6- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال في حديث يذكر فيه قصة داود عليه السلام أنه خرج يقرأ الزبور وكان إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر إلا جاوبته فانتهى إلى جبل فإذا على ذلك الجبل نبي عابد يقال له حزقيل فلما سمع دوي الجبال وأصوات السباع والطير علم أنه داود عليه السلام فقال داود عليه السلام يا حزقيل تأذن لي فأصعد إليك قال لا فبكى داود فأوحى الله عز وجل إليه يا حزقيل لا تعبر داود وسلني العافية قال فأخذ حزقيل بيد داود عليه السلام ورفعه إليه فقال داود يا حزقيل هل هممت بخطيئة قط قال لا قال فهل دخلك العجب بما أنت فيه من عبادة الله قال لا قال فهل ركنت إلى الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهواتها ولذاتها قال بلى ربما عرض ذلك بقلبي قال فما كنت تصنع إذا كان ذلك قال أدخل إلى هذا الشعب فأعتبر بما فيه قال فدخل داود عليه السلام الشعب فإذا سرير من حديد عليه جمجمة بالية وعظام فانية وإذا لوح من حديد فيه كتابة فقرأها داود عليه السلام فإذا فيها أنا أروى بن سلم ملكت ألف سنة وبنيت ألف مدينة وافتضضت ألف بكر فكان آخر عمري أن صار التراب فراشي والحجارة وسادتي والديدان والحيات جيراني فمن رآني فلا يغتر بالدنيا.
47- باب حديث الدجال وما يتصل به من أمر القائم عليه السلام
1- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال حدثنا الحسين بن معاذ قال حدثنا قيس بن حفص قال حدثنا يونس بن أرقم عن أبي سيار الشيباني عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة قال خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فحمد الله عز وجل وأثنى عليه وصلى على محمد وآله ثم قال سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني ثلاثا فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال يا أمير المؤمنين متى يخرج الدجال فقال له علي عليه السلام اقعد فقد سمع الله كلامك وعلم ما أردت والله ما المسئول عنه بأعلم من السائل ولكن لذلك علامات وهيئات يتبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل وإن شئت أنبأتك بها قال نعم يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام احفظ فإن علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكذب وأكلوا الربا وأخذوا الرشا وشيدوا البنيان وباعوا الدين بالدنيا واستعملوا السفهاء وشاوروا النساء وقطعوا الأرحام واتبعوا الأهواء واستخفوا بالدماء وكان الحلم ضعفا والظلم فخرا وكانت الأمراء فجرة والوزراء ظلمة والعرفاء خونة والقراء فسقة وظهرت شهادة الزور واستعلن الفجور وقول البهتان والإثم والطغيان وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وطولت المنارات وأكرمت الأشرار وازدحمت الصفوف واختلفت القلوب ونقضت العهود واقترب الموعود وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا وعلت أصوات الفساق واستمع منهم وكان زعيم القوم أرذلهم واتقي الفاجر مخافة شره وصدق الكاذب واؤتمن الخائن واتخذت القيان والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها وركب ذوات الفروج السروج وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء وشهد الشاهد من غير أن يستشهد وشهد الآخر قضاء لذمام بغير حق عرفه وتفقه لغير الدين وآثروا عمل الدنيا على الآخرة ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب وقلوبهم أنتن من الجيف وأمر من الصبر فعند ذلك الوحا الوحا ثم العجل العجل خير المساكن يومئذ بيت المقدس وليأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال يا أمير المؤمنين من الدجال فقال ألا إن الدجال صائد بن الصيد فالشقي من صدقه والسعيد من كذبه يخرج من بلدة يقال لها أصفهان من قرية تعرف باليهودية عينه اليمنى ممسوحة والعين الأخرى في جبهته تضي ء كأنها كوكب الصبح فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم بين عينيه مكتوب كافر يقرؤه كل كاتب وأمي يخوض البحار وتسير معه الشمس بين يديه جبل من دخان وخلفه جبل أبيض يري الناس أنه طعام يخرج حين يخرج في قحط شديد تحته حمار أقمر خطوة حماره ميل تطوى له الأرض منهلا منهلا لا يمر بماء إلا غار إلى يوم القيامة ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن والإنس والشياطين يقول إلى أوليائي أنا الذي خلق فسوى وقدر فهدى أنا ربكم الأعلى وكذب عدو الله إنه أعور يطعم الطعام ويمشي في الأسواق وإن ربكم عز وجل ليس بأعور ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ألا وإن أكثر أتباعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر يقتله الله عز وجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات مضت من يوم الجمعة على يد من يصلي المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام خلفه ألا إن بعد ذلك الطامة الكبرى قلنا وما ذلك يا أمير المؤمنين قال خروج دابة من الأرض من عند الصفا معها خاتم سليمان بن داود وعصا موسى عليه السلام يضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه هذا مؤمن حقا ويضعه على وجه كل كافر فينكتب هذا كافر حقا حتى إن المؤمن لينادي الويل لك يا كافر وإن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن وددت أني اليوم كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ثم قال عليه السلام لا تسألوني عما يكون بعد هذا فإنه عهد عهده إلي حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن لا أخبر به غير عترتي قال النزال بن سبرة فقلت لصعصعة بن صوحان يا صعصعة ما عنى امير المؤمنين عليه السلام بهذا فقال صعصعة يا ابن سبرة إن الذي يصلي خلفه عيسى ابن مريم عليهما السلام هو الثاني عشر من العترة التاسع من ولد الحسين بن علي عليه السلام وهو الشمس الطالعة من مغربها يظهر عند الركن والمقام فيطهر الأرض ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحد أحدا فأخبر امير المؤمنين عليه السلام أن حبيبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد إليه أن لا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين وحدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن عثمان بن الفضل العقيلي الفقيه قال حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن المظفر وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الرازي وأبو سعيد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب الصيداني وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن صبيح الجوهري قالوا حدثنا أبو يعلى بن أحمد بن المثنى الموصلي عن عبد الأعلى بن حماد النرسي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الحديث مثله سواء.
2- حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن عثمان بن الفضل العقيلي الفقيه بهذا الإسناد عن مشايخه عن أبي يعلى الموصلي عن عبد الأعلى بن حماد النرسي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى ذات يوم بأصحابه الفجر ثم قام مع أصحابه حتى أتى باب دار بالمدينة فطرق الباب فخرجت إليه امرأة فقالت ما تريد يا أبا القاسم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا أم عبد الله استأذني لي على عبد الله فقالت يا أبا القاسم وما تصنع بعبد الله فو الله إنه لمجهود في عقله يحدث في ثوبه وإنه ليراودني على الأمر العظيم فقال استأذني عليه فقالت أ على ذمتك قال نعم فقالت ادخل فدخل فإذا هو في قطيفة له يهينم فيها فقالت أمه اسكت واجلس هذا محمد قد أتاك فسكت وجلس فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما لها لعنها الله لو تركتني لأخبرتكم أ هو هو ثم قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما ترى قال أرى حقا وباطلا وأرى عرشا على الماء فقال اشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فقال بل تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فما جعلك الله بذلك أحق مني فلما كان اليوم الثاني صلى صلى الله عليه وآله وسلم بأصحابه الفجر ثم نهض فنهضوا معه حتى طرق الباب فقالت أمه ادخل فدخل فإذا هو في نخلة يغرد فيها فقالت له أمه اسكت وانزل هذا محمد قد أتاك فسكت فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما لها لعنها الله لو تركتني لأخبرتكم أ هو هو فلما كان في اليوم الثالث صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأصحابه الفجر ثم نهض ونهض القوم معه حتى أتى ذلك المكان فإذا هو في غنم له ينعق بها فقالت له أمه اسكت واجلس هذا محمد قد أتاك فسكت وجلس وقد كانت نزلت في ذلك اليوم آيات من سورة الدخان فقرأها بهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلاة الغداة ثم قال أ تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فقال بل تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فما جعلك الله بذلك أحق مني فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إني قد خبأت لك خبيئا فما هو فقال الدخ الدخ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم اخسأ فإنك لن تعدو أجلك ولن تبلغ أملك ولن تنال إلا ما قدر لك ثم قال لأصحابه أيها الناس ما بعث الله عز وجل نبيا إلا وقد أنذر قومه الدجال وإن الله عز وجل قد أخره إلى يومكم هذا فمهما تشابه عليكم من أمره فإن ربكم ليس بأعور إنه يخرج على حمار عرض ما بين أذنيه ميل يخرج ومعه جنة ونار وجبل من خبز ونهر من ماء أكثر أتباعه اليهود والنساء والأعراب يدخل آفاق الأرض كلها إلا مكة ولابتيها والمدينة ولابتيها قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه إن أهل العناد والجحود يصدقون بمثل هذا الخبر ويروونه في الدجال وغيبته وطول بقائه المدة الطويلة وخروجه في آخر الزمان ولا يصدقون بأمر القائم عليه السلام وأنه يغيب مدة طويلة ثم يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما مع نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم والائمة عليهم السلام بعده عليه باسمه وغيبته ونسبه وإخبارهم بطول غيبته إرادة لإطفاء نور الله عز وجل وإبطالا لأمر ولي الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون وأكثر ما يحتجون به في دفعهم لأمر الحجة عليه السلام أنهم يقولون لم نرو هذه الأخبار التي تروونها في شأنه ولا نعرفها. وهكذا يقول من يجحد نبوة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم من الملحدين والبراهمة واليهود والنصارى والمجوس أنه ما صح عندنا شي ء مما تروونه من معجزاته ودلائله ولا نعرفها فنعتقد ببطلان أمره لهذه الجهة ومتى لزمنا ما يقولون لزمهم ما تقوله هذه الطوائف وهم أكثر عددا منهم ويقولون أيضا ليس في موجب عقولنا أن يعمر أحد في زماننا هذا عمرا يتجاوز عمر أهل الزمان فقد تجاوز عمر صاحبكم على زعمكم عمر أهل الزمان. فنقول لهم أ تصدقون على أن الدجال في الغيبة يجوز أن يعمر عمرا يتجاوز عمر أهل الزمان وكذلك إبليس اللعين ولا تصدقون بمثل ذلك لقائم آل محمد عليه السلام مع النصوص الواردة فيه بالغيبة وطول العمر والظهور بعد ذلك للقيام بأمر الله عز وجل وما روي في ذلك من الأخبار التي قد ذكرتها في هذا الكتاب ومع ما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال كل ما كان في الأمم السالفة يكون في هذه الأمة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة. وقد كان فيمن مضى من أنبياء الله عز وجل وحججه عليه السلام معمرون أما نوح عليه السلام فإنه عاش ألفي سنة وخمسمائة سنة ونطق القرآن بأنه لبث في قومه (أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً). وقد روي في الخبر الذي قد أسندته في هذا الكتاب أن في القائم عليه السلام سنة من نوح عليه السلام وهي طول العمر فكيف يدفع أمره ولا يدفع ما يشبهه من الأمور التي ليس شي ء منها في موجب العقول بل لزم الإقرار بها لأنها رويت عن النبي ص. وهكذا يلزم الإقرار بالقائم عليه السلام من طريق السمع وفي موجب أي عقل من العقول أنه يجوز أن يلبث أصحاب الكهف في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا هل وقع التصديق بذلك إلا من طريق السمع فلم لا يقع التصديق بأمر القائم عليه السلام أيضا من طريق السمع وكيف يصدقون ما يرد من الأخبار عن وهب بن المنبه وعن كعب الأحبار في المحالات التي لا يصح شي ء منها في قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا في موجب العقول ولا يصدقون بما يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والائمة عليهم السلام في القائم وغيبته وظهوره بعد شك أكثر الناس في أمره وارتدادهم عن القول به كما تنطق به الآثار الصحيحة عنهم عليه السلام هل هذا إلا مكابرة في دفع الحق وجحوده. وكيف لا يقولون إنه لما كان في الزمان غير محتمل للتعمير وجب أن تجري سنة الأولين بالتعمير في أشهر الأجناس تصديقا لقول صاحب الشريعة صلى الله عليه وآله وسلم ولا جنس أشهر من جنس القائم صلى الله عليه وآله وسلم لأنه مذكور في الشرق والغرب على ألسنة المقرين به وألسنة المنكرين له ومتى بطل وقوع الغيبة بالقائم الثاني عشر من الائمة عليهم السلام مع الروايات الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه أخبر بوقوعها به عليه السلام بطلت نبوته لأنه يكون قد أخبر بوقوع الغيبة بمن لم يقع به ومتى صح كذبه في شي ء لم يكن نبيا وكيف يصدق عليه السلام فيما أخبر به في أمر عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه تقتله الفئة الباغية وفي امير المؤمنين عليه السلام أنه تخضب لحيته من دم رأسه وفي الحسن بن علي عليه السلام أنه مقتول بالسم وفي الحسين بن علي عليه السلام أنه مقتول بالسيف ولا يصدق فيما أخبر به من أمر القائم ووقوع الغيبة به والتعيين عليه باسمه ونسبه بلى هو عليه السلام صادق في جميع أقواله مصيب في جميع أحواله ولا يصح إيمان عبد حتى لا يجد في نفسه حرجا مما قضى ويسلم له في جميع الأمور تسليما ولا يخالطه شك ولا ارتياب وهذا هو الإسلام والإسلام هو الاستسلام والانقياد (ومَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ). ومن أعجب العجائب أن مخالفينا يروون أن عيسى ابن مريم عليهما السلام مر بأرض كربلاء فرأى عدة من الظباء هناك مجتمعة فأقبلت إليه وهي تبكي وأنه جلس وجلس الحواريون فبكى وبكى الحواريون وهم لا يدرون لم جلس ولم بكى فقالوا يا روح الله وكلمته ما يبكيك قال أ تعلمون أي أرض هذه قالوا لا قال هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد وفرخ الحرة الطاهرة البتول شبيهة أمي ويلحد فيها هي أطيب من المسك لأنها طينة الفرخ المستشهد وهكذا تكون طينة الأنبياء وأولاد الأنبياء وهذه الظباء تكلمني وتقول إنها ترعى في هذه الأرض شوقا إلى تربة الفرخ المستشهد المبارك وزعمت أنها آمنة في هذه الأرض ثم ضرب بيده إلى بعر تلك الظباء فشمها فقال اللهم أبقها أبدا حتى يشمها أبوه فيكون له عزاء وسلوه وإنها بقيت إلى أيام امير المؤمنين عليه السلام حتى شمها وبكى وأخبر بقصتها لما مر بكربلاء. فيصدقون بأن بعر تلك الظباء يبقى زيادة على خمسمائة سنة لم تغيره الأمطار والرياح ومرور الأيام والليالي والسنين عليه ولا يصدقون بأن القائم من آل محمد عليه السلام يبقى حتى يخرج بالسيف فيبير أعداء الله عز وجل ويظهر دين الله مع الأخبار الواردة عن النبي والأئمة صلى الله عليه وآله وسلم بالنص عليه باسمه ونسبه وغيبته المدة الطويلة وجري سنن الأولين فيه بالتعمير هل هذا إلا عناد وجحود للحق نعوذ بالله من الخذلان.
48- باب حديث الظباء بأرض نينوى في سياق هذا الحديث على جهته ولفظه.
1- حدثنا أحمد بن الحسن بن القطان وكان شيخا لأصحاب الحديث ببلد الري يعرف بأبي علي بن عبد ربه قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا تميم بن بهلول قال حدثنا علي بن عاصم عن الحصين بن عبد الرحمن عن مجاهد عن ابن عباس قال كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام في خرجته إلى صفين فلما نزل بنينوى وهو شط الفرات قال بأعلى صوته يا ابن عباس أ تعرف هذا الموضع قال قلت ما أعرفه يا أمير المؤمنين فقال لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي قال فبكى طويلا حتى اخضلت لحيته وسالت الدموع على صدره وبكينا معه وهو يقول أوه أوه ما لي ولآل أبي سفيان ما لي ولآل حرب حزب الشيطان وأولياء الكفر صبرا يا أبا عبد الله فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم ثم دعا بماء فتوضأ وضوء الصلاة فصلى ما شاء الله أن يصلي ثم ذكر نحو كلامه الأول إلا أنه نعس عند انقضاء صلاته ساعة ثم انتبه فقال يا ابن عباس فقلت ها أنا ذا فقال أ لا أخبرك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي فقلت نامت عيناك ورأيت خيرا يا أمير المؤمنين قال رأيت كأني برجال بيض قد نزلوا من السماء معهم أعلام بيض قد تقلدوا سيوفهم وهي بيض تلمع وقد خطوا حول هذه الأرض خطة ثم رأيت هذه النخيل قد ضربت بأغصانها إلى الأرض فرأيتها تضطرب بدم عبيط وكأني بالحسين نجلي وفرخي ومضغتي ومخي قد غرق فيه يستغيث فلا يغاث وكان الرجال البيض قد نزلوا من السماء ينادونه ويقولون صبرا آل الرسول فإنكم تقتلون على أيدي شرار الناس وهذه الجنة يا أبا عبد الله إليك مشتاقة ثم يعزونني ويقولون يا أبا الحسن أبشر فقد أقر الله عينك به يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين ثم انتبهت هكذا والذي نفس علي بيده لقد حدثني الصادق المصدق أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم أني سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا وهذه أرض كرب وبلاء يدفن فيها الحسين وسبعة عشر رجلا كلهم من ولدي وولد فاطمة عليها السلام وإنها لفي السماوات معروفة تذكر أرض كرب وبلاء كما تذكر بقعة الحرمين وبقعة بيت المقدس ثم قال لي يا ابن عباس اطلب لي حولها بعر الظباء فو الله ما كذبت ولا كذبت قط وهي مصفرة لونها لون الزعفران قال ابن عباس فطلبتها فوجدتها مجتمعة فناديته يا أمير المؤمنين قد أصبتها على الصفة التي وصفتها لي فقال علي عليه السلام صدق الله ورسوله ثم قام يهرول إليها فحملها وشمها وقال هي هي بعينها تعلم يا ابن عباس ما هذه الأبعار هذه قد شمها عيسى ابن مريم عليهما السلام وذلك أنه مر بها ومعه الحواريون فرأى هذه الظباء مجتمعة فأقبلت إليه الظباء وهي تبكي فجلس عيسى عليه السلام وجلس الحواريون فبكى وبكى الحواريون وهم لا يدرون لم جلس ولم بكى فقالوا يا روح الله وكلمته ما يبكيك قال أ تعلمون أي أرض هذه قالوا لا قال هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد وفرخ الحرة الطاهرة البتول شبيهة أمي ويلحد فيها وهي أطيب من المسك وهي طينة الفرخ المستشهد وهكذا تكون طينة الأنبياء وأولاد الأنبياء فهذه الظباء تكلمني وتقول إنها ترعى في هذه الأرض شوقا إلى تربة الفرخ المبارك وزعمت أنها آمنة في هذه الأرض ثم ضرب بيده إلى هذه الصيران فشمها فقال هذه بعر الظباء على هذه الطيب لمكان حشيشها اللهم أبقها أبدا حتى يشمها أبوه فتكون له عزاء وسلوة قال فبقيت إلى يوم الناس هذا وقد اصفرت لطول زمنها هذه أرض كرب وبلاء وقال بأعلى صوته يا رب عيسى ابن مريم لا تبارك في قتلته والحامل عليه والمعين عليه والخاذل له ثم بكى بكاء طويلا وبكينا معه حتى سقط لوجهه وغشي عليه طويلا ثم أفاق فأخذ البعر فصرها في ردائه وأمرني أن أصرها كذلك ثم قال يا ابن عباس إذا رأيتها تنفجر دما عبيطا فاعلم أن أبا عبد الله قد قتل ودفن بها قال ابن عباس فو الله لقد كنت أحفظها أكثر من حفظي لبعض ما افترض الله علي وأنا لا أحلها من طرف كمي فبينا أنا في البيت نائم إذ انتبهت فإذا هي تسيل دما عبيطا وكان كمي قد امتلأت دما عبيطا فجلست وأنا أبكي وقلت قتل والله الحسين والله ما كذبني علي قط في حديث حدثني ولا أخبرني بشي ء قط أنه يكون إلا كان كذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يخبره بأشياء لا يخبر بها غيره ففزعت وخرجت وذلك كان عند الفجر فرأيت والله المدينة كأنها ضباب لا يستبين فيها أثر عين ثم طلعت الشمس فرأيت كأنها كاسفة ورأيت كأن حيطان المدينة عليها دم عبيط فجلست وأنا باك وقلت قتل والله الحسين فسمعت صوتا من ناحية البيت وهو يقول اصبروا آل الرسول قتل الفرخ النحول نزل الروح الأمين ببكاء وعويل ثم بكى بأعلى صوته وبكيت وأثبت عندي تلك الساعة وكان شهر المحرم ويوم عاشوراء لعشر مضين منه فوجدته يوم ورد علينا خبره وتأريخه كذلك فحدثت بهذا الحديث أولئك الذين كانوا معه فقالوا والله لقد سمعنا ما سمعت ونحن في المعركة لا ندري ما هو فكنا نرى أنه الخضر صلوات الله عليه وعلى الحسين ولعن الله قاتله والمشيع عليه وقد روي أن حبابة الوالبية لقيت امير المؤمنين عليه السلام ومن بعده من الائمة عليهم السلام وأنها بقيت إلى أيام الرضا عليه السلام فلم ينكر من أمرها طول العمر فكيف ينكر القائم عليه السلام.
49- باب في سياق حديث حبابة الوالبية.
1- حدثنا علي بن أحمد الدقاق رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب قال حدثنا علي بن محمد عن أبي علي محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أحمد بن قاسم العجلي عن أحمد بن يحيى المعروف ببرد عن محمد بن خداهي عن عبد الله بن أيوب عن عبد الله بن هشام عن عبد الكريم بن عمر الخثعمي عن حبابة الوالبية قالت رأيت امير المؤمنين عليه السلام في شرطة الخميس ومعه درة يضرب بها بياع الجري والمارماهي والزمار والطافي ويقول لهم يا بياعي مسوخ بني إسرائيل وجند بني مروان فقام إليه فرات بن الأحنف فقال له يا أمير المؤمنين فما جند بني مروان قالت فقال له أقوام حلقوا اللحى وفتلوا الشوارب فلم أر ناطقا أحسن نطقا منه ثم اتبعته فلم أزل أقفو أثره حتى قعد في رحبة المسجد فقلت له يا أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة رحمك الله فقال لي ايتيني بتلك الحصاة وأشار بيده إلى حصاة فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه ثم قال لي يا حبابة إذا ادعى مدع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة والإمام لا يعزب عنه شي ء يريده قالت ثم انصرفت حتى قبض امير المؤمنين عليه السلام فجئت إلى الحسن عليه السلام وهو في مجلس أمير المؤمنين والناس يسألونه فقال لي يا حبابة الوالبية فقلت نعم يا مولاي فقال هاتي ما معك قلت فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها كما طبع أمير المؤمنين عليه السلام قالت ثم أتيت الحسين عليه السلام وهو في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقرب ورحب بي ثم قال لي إن في الدلالة دليلا على ما تريدين أ فتريدين دلالة الإمامة فقلت نعم يا سيدي فقال هاتي ما معك فناولته الحصاة فطبع لي فيها قالت ثم أتيت علي بن الحسين عليه السلام وقد بلغ بي الكبر إلى أن أعييت وأنا أعد يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة فرأيته راكعا وساجدا مشغولا بالعبادة فيئست من الدلالة فأومأ إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي قالت فقلت يا سيدي كم مضى من الدنيا وكم بقي قال أما ما مضى فنعم وأما ما بقي فلا قالت ثم قال لي هاتي ما معك فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها ثم أتيت أبا جعفر عليه السلام فطبع لي فيها ثم أتيت أبا عبد الله عليه السلام فطبع لي فيها ثم أتيت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام فطبع لي فيها ثم أتيت الرضا عليه السلام فطبع لي فيها ثم عاشت حبابة الوالبية بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكره عبد الله بن هشام.
2- حدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر قال حدثني أبي عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عليه السلام أن حبابة الوالبية دعا لها علي بن الحسين فرد الله عليها شبابها فأشار إليها بإصبعه فحاضت لوقتها ولها يومئذ مائة سنة وثلاث عشرة سنة قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه فإذا جاز أن يرد الله على حبابة الوالبية شبابها وقد بلغت مائة سنة وثلاث عشرة سنة وتبقى حتى تلقى الرضا عليه السلام وبعده تسعة أشهر بدعاء علي بن الحسين عليه السلام فكيف لا يجوز أن يكون نفس الإمام المنتظر عليه السلام أن يدفع الله عز وجل عنه الهرم ويحفظ عليه شبابه ويبقيه حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما مع الأخبار الصحيحة بذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام. ومخالفونا رووا أن أبا الدنيا المعروف بمعمر المغربي واسمه علي بن عثمان بن خطاب بن مرة بن مؤيد لما قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان له قريبا من ثلاثمائة سنة وأنه خدم بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأن الملوك أشخصوه إليهم وسألوه عن علة طول عمره واستخبروه عما شاهد فأخبر أنه شرب من ماء الحيوان فلذلك طال عمره وأنه بقي إلى أيام المقتدر وأنه لم يصح لهم موته إلى وقتنا هذا ولا ينكرون أمره فكيف ينكرون أمر القائم عليه السلام لطول عمره.
source : أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق