وقد تواترت الأخبار ورويت الآثار عن الله تعالى والنبي والأئمة الأحد عشر الأطهار بالنص على إمامته وظهوره بعد غيبته فلنذكر بعض ما ورد عن كل واحد واحد منهم على الترتيب على سبيل الاختصار دون الإطناب والإكثار. أما ما ورد عن الله تعالى فمن ذلك ما جاز لي روايته عن الشيخ محمد بن بابويه رحمه الله يرفعه إلى ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما عرج بي إلى ربي أتاني النداء يا محمد قلت لبيك لك العظمة لبيك فأوحى إلي يا محمد فلم اختصم الملأ الأعلى قلت إلهي لا أعلم فقال يا محمد هل اتخذت من الآدميين وزيرا وأخا ووصيا قلت إلهي ومن أتخذ تخير أنت لي فأوحى الله إلي يا محمد قد اخترت لك من الآدميين علي بن أبي طالب فقلت إلهي ابن عمي فأوحى إلي يا محمد إن عليا وارثك ووارث العلم من بعدك وصاحب لوائك لواء الحمد يوم القيامة وصاحب حوضك يسقي من ورد عليه من مؤمني أمتك ثم أوحى الله إلي يا محمد إني أقسمت على نفسي قسما لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك ولأهل بيتك وذريتك الطيبين حقا حقا أقول يا محمد لأدخلن جميع أمتك إلا من أبى الجنة فقلت إلهي هل واحد يأبى الجنة فأوحى الله إلي بلى فقلت وكيف يأبى فأوحى الله إلي يا محمد اخترتك من خلقي واخترت لك وصيا من بعدك وجعلته بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدك وألقيت محبته في قلبك وجعلته أبا لولدك فحقه بعدك على أمتك كحقك عليهم في حياتك فمن جحد حقه فقد جحد حقك فمن أبى أن يواليه فقد أبى أن يدخل الجنة فخررت لله عز وجل ساجدا شكرا لما أنعم الله علي فإذا مناد ينادي ارفع يا محمد رأسك سلني أعطك فقلت يا إلهي اجمع أمتي من بعدي على ولاية علي بن أبي طالب ليردوا علي جميعا حوضي يوم القيامة فأوحى الله عز وجل يا محمد إني قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم وقضائي ماض فيهم لأهلك به من أشاء وأهدي به من أشاء وقد آتيته علمك من بعدك وجعلته وزيرك خليفتك من بعدك على أهلك وأمتك عزيمة مني لا يدخل الجنة من عاداه وأبغضه وأنكر ولايته بعدك فمن أبغضه فقد أبغضك ومن أبغضك فقد أبغضني ومن عاداه فقد عاداك ومن عاداك فقد عاداني ومن أحبه فقد أحبك ومن أحبك فقد أحبني وقد جعلت لك هذه الفضيلة وأعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديا من ذريتك من البكر البتول وآخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى ابن مريم يملأ الأرض قسطا كما ملئت جورا وظلما أنجي به من الهلكة وأهدي به من الضلالة وأبرئ به الأعمى وأشفي به المريض فقلت إلهي ومتى يكون ذلك فأوحى الله عز وجل إلي يكون ذلك إذا رفع العلم وظهر الجهل وكثر القراء وقل العمل وكثر القتل وقل الفقهاء الهادون وكثر فقهاء الضلالة الخونة وكثر الشعراء واتخذ أمتك قبورهم مساجد وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وكثر الجور والفساد وظهر المنكر وأمر أمتك به ونهى عن المعروف وقنع الرجال بالرجال والنساء بالنساء وصارت الأمراء كفرة وأولياؤهم فجرة وأعوانهم ظلمة وذوو الرأي فيهم فسقة وعند ثلاث خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وخراب البصرة على يد رجل من ذريتك يتبعه الزنوج وخروج رجل من ولد الحسين بن علي وظهور الدجال يخرج بالمشرق من سجستان وظهور السفياني فقلت إلهي وما يكون بعدي من الفتن فأوحى الله إلي وأخبرني ببلاء بني أمية وفتنة ولد عمي وما هو كائن إلى يوم القيامة فأوصيت بذلك ابن عمي حين نزلت الأرض وأديت الرسالة ولله الحمد على ذلك كله وأما ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمن ذلك ما صح لي روايته عن السيد هبة الله الراوندي رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لا بد من عشر علامات قبل الساعة السفياني والدجال والدخان والدابة وخروج القائم وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر وقال يخرج بقزوين رجل اسمه اسم نبي يسرع الناس إلى طاعته المشرك والمؤمن يملأ الجبال خوفا وقال طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو معتقده قبل قيامه يتولى وليه ويتبرأ من عدوه ويتولى الأئمة الهادية من قبله أولئك أكرم خلق الله علي وقال عليه السلام سيأتي قوم من بعدكم الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم قالوا يا رسول الله نحن كنا معك ببدر وأحد وحنين ونزل فينا القرآن قال إنكم إن تحملوا ما حملوا لم تصبروا صبرهم وقال وقد ذكر المهدي أنه يبايع بين الركن والمقام اسمه محمد وعبد الله والمهدي وقال لا تقوم الساعة حتى يخرج نحو من ستين كذابا ومن ذلك ما جاز لي روايته عن الشيخ محمد بن بابويه رحمه الله يرفعه إلى مقاتل بن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله أنا سيد النبيين ووصيي سيد الوصيين وأوصياؤه سادة الأوصياء إن آدم عليه السلام سأل الله أن يجعل له وصيا صالحا فأوحى الله إليه يا آدم أوص إلى شيث فأوصى إلى شيث وهو هبة الله بن آدم وأوصى شيث إلى ابنه شيبان وأوصى شيبان إلى مجلث وأوصى مجلث إلى محوق وأوصى محوق إلى غثمينا وأوصى غثمينا إلى أخنوخ وهو إدريس النبي عليه السلام وأوصى إدريس إلى ناخور ودفعه ناخور إلى نوح عليه السلام وأوصى نوح إلى سام وأوصى سام إلى عثامر وأوصى عثامر إلى برغيثاث وأوصى برغيثاث إلى يافث وأوصى يافث إلى برة وأوصى برة إلى جفشية وأوصى جفشية إلى عمران ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليل عليه السلام وأوصى إبراهيم الخليل إلى ابنه إسماعيل وأوصى إسماعيل إلى إسحاق وأوصى إسحاق إلى يعقوب وأوصى يعقوب إلى يوسف وأوصى يوسف إلى يثريا وأوصى يثريا إلى شعيب وأوصى شعيب إلى موسى بن عمران وأوصى موسى بن عمران إلى يوشع بن نون وأوصى يوشع إلى داود وأوصى داود إلى سليمان وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا وأوصى آصف إلى زكريا ودفعها زكريا إلى عيسى وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر وأوصى منذر إلى سليمة وأوصى سليمة إلى بردة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله ودفعها إلى بردة وأنا أدفعها إليك يا علي وأنت تدفعها إلى وصيك ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحدا بعد واحد حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدي ولتكفرن بك الأمة ولتختلفن عليك اختلافا شديدا الثابت عليك كالمقيم معي والشاذ عنك في النار والنار مثوى الكافرين فقد ثبت أن كل واحد من النبيين دفع ما عنده من العلم والإيمان والاسم الأعظم وآثار النبوة إلى وصيه وقد انتهى ذلك كله إلى كل واحد واحد من الأئمة واجتمع ذلك جميعه عند القائم عليه السلام. وكيف ينكر لهم فضيلة من الفضائل أم كيف يعظم منهم دلالة من دلائل وهم لعمري أصحاب الميثاق وولاة الأمر وهداة الأنام وحجج الخلاق حتى تنقضي الدنيا. وهذا هو بيان عروة الإيمان التي نجا بها من كان قبلنا وبها ننجو إن شاء الله ومن يأتي بعدنا.
و بالطريق المذكور يرفعه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقا وخلقا تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم ثم يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما وأما ما ورد عن أمير المؤمنين علي عليه السلام فمن ذلك ما صح روايته عن السيد هبة الله الراوندي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال وهو على المنبر يخرج من ولدي في آخر الزمان أبيض مشرب حمرة مبدج البطن عريض الفخذين عظيم مشاش المنكبين بظهره شامتان شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم له اسمان اسم يخفي واسم يعلن فأما الذي يخفي فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد وإذا هز رايته أضاء بين المشرق والمغرب ويضع يده على رءوس العباد فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد وأعطاه الله قوة أربعين رجلا ولا يبقى ميت إلا دخل عليه ملك الفرحة في قبره وهم يتزاورون ويتباشرون بقيام القائم وقال يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة وخش الوجه ضخم الهامة بوجهه أثر جدري إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان أبو عنبسة وهو من ولد أبي سفيان حتى يأتي أرضا ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها وقال عليه السلام إذا اختلف الرمحان في الشام فهو آية من آيات الله قيل ثم مه قال ثم رجفة يكون بالشام يهلك مائة ألف يجعله الله رحمة للمؤمنين وعذابا للكافرين وإذا حان ذلك فانتظروا خسفا بقرية من قرى الشام يقال لها حرسة فإن كان كذلك فانتظروا ابن آكلة الأكباد بالوادي اليابس وقال عليه السلام أظلتكم فتنة مظلمة عمياء منكسفة لا ينجو منها إلا النومة قيل وما النومة قال الذي لا يعرف الناس ما في نفسه وسأله عليه السلام عمر عن صفة المهدي فقال هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر يسيل شعره على منكبيه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه بأبي ابن خيرة الإماء وقال عليه السلام بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض وجراد في حينه وجراد في غير حينه أحمر كألوان الدم فأما الموت الأحمر فالسيف وأما الموت الأبيض فالطاعون وأما ما ورد عن الحسن السبط عليه السلام فمن ذلك بالطريق المذكور أنه قال لا يكون الأمر الذي تنتظرون حتى يتبرأ بعضكم من بعض ويلعن بعضكم بعضا ويتفل بعضكم في وجوه بعض وحتى يشهد بعضكم على بعض بالكفر قيل ما في ذلك خير قال الخير كله في ذلك عند ذلك يقوم قائمنا وأما ما ورد عن الحسين عليه السلام فمن ذلك بالطريق المذكور أنه قال لأصحابه ألا وإني لأعلم يوما لنا من هو ما لنا من هؤلاء ألا وإني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل من بيعتي فقالوا معاذ الله وعنه قدام القائم علامات تكون من الله للمؤمنين وهي قوله تعالى: (ولَنَبْلُوَنَّكُمْ) ابتلاء المؤمنين قبل خروج القائم (بِشَيْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ) بالخوف من ملوك بني العباس في سلطانهم (والْجُوعِ) وبغلاء الأسعار (ونَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ) وفساد التجارات وقلة الفضل (والْأَنْفُسِ) وموت ذريع (والثَّمَراتِ) وقلة زكاة ما يزرع (وبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) والبشرى عند ذلك لمن صبر بتعجيل خروج القائم وأما علي بن الحسين عليه السلام بالطريق المذكور قيل له صف لنا خروج المهدي وعرفنا دلائله وعلاماته فقال يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة ويكون مأواه تكريت وقبله بمسجد دمشق ثم يكون خروج شعيب بن صالح بسمرقند ثم يخرج السفياني الملعون بالوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان فإذا ظهر السفياني أخذ في المهد ثم يخرج بعد ذلك وقال عليه السلام ما تستعجلون بخروج القائم فو الله ما لباسه إلا الغليظ ولا طعامه إلا الشعير الجشب وما هو إلا السيف والموت تحت ظل السيف لقد كان من قبلكم ممن هو على ما أنتم عليه يؤخذ فيقطع يديه ورجليه ويصلب (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ولَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ والضَّرَّاءُ وزُلْزِلُوا) وقال عليه السلام المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر يصبحون بمكة وقد ذكر الله تعالى ذلك في كتابه (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً) وهم أصحاب القائم عليه السلام ومما صح لي روايته عن الشيخ محمد بن بابويه يرفعه إلى الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال نحن أئمة المسلمين وحجج الله على العالمين وسادة المؤمنين ونحن أمان أهل الأرض كما أن النجوم أمان أهل السماء ونحن الذين بنا تمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه السماء محفوظة بسببنا وبنا الأرض تمسك أن تميد بأهلها وبنا ينزل الغيث وتنشر الرحمة وتخرج بركات الأرض ولو لا ما في الأرض منا لساخت بأهلها ثم قال ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها ولو لا ذلك لم يعبد الله وأما الباقر عليه السلام فبالطريق المذكور أنه قال لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله وعنه عليه السلام لو بقيت الأرض يوما بلا إمام لساخت بأهلها ولعذبهم الله بأشد عذابه إن الله تعالى جعلنا حجة في أرضه وأمانا في الأرض لأهل الأرض لم يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الأرض ما دمنا بين أظهرهم فإذا أراد الله أن يهلكم ثم لا يمهلهم ولا ينظرهم ذهب بنا من بينهم ثم رفعنا إليه ثم يفعل الله ما شاء وأحب وعنه عليه السلام من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم ومما جاز لي روايته عن السيد هبة الله الراوندي رحمه الله أن الباقر عليه السلام قال لجابر الجعفي الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك وما أراك تدرك اختلاف بني العباس ومناد ينادي من السماء ويجيئكم الصوت من ناحية الدمشق وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجاتية وسيقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة وسيقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة فتلك السنة فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض تخرب الشام ويختلفون على ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأشهب وراية السفياني وعنه عليه السلام بالطريق المذكور أمرنا لو قد كان أبين من الشمس ينادي مناد من السماء فلان ابن فلان هو الإمام باسمه وينادي إبليس لعنه الله في الأرض كما نادى برسول الله صلى الله عليه وآله ليلة العقبة وقال أنى يكون هذا الأمر حتى يكثر القتل بين الحيرة والكوفة وأما الصادق عليه السلام فمن ذلك بالطريق المذكور أنه قال لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين تسع أو ثلاث أو إحدى أو خمسة قال قدم القائم لسنة غيداقية تفسد التمر في النخل فلا تشكوا في ذلك وعام الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل الماء على أزقة الكوفة ومما جاز لي روايته عن الشيخ محمد بن علي بن بابويه يرفعه إلى أبي حمزة الثمالي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام أ تبقى الأرض بغير إمام قال لو بقيت بغير إمام ساخت ولو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الإمام الحجة أو لكان الباقي الحجة الشاك الراوي وعنه بالطريق المذكور يرفعه إلى العمار قال سمعته يقول من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية كفرا وشركا وضلالة وأما الكاظم عليه السلام مما جاز لي روايته من السيد هبة الله المذكور يرفعه إلى أبي الحسن بن الجهم قال سأل رجل أبا الحسن عليه السلام عن الفرج فقال تريد الإكثار أو أجمل لك قال بل تجمله لي قال إذا تحرك رايات قيس بمصر وروايا كندة بخراسان أو ذكر غير كندة وقال إن القائم ينادى باسمه ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ويقوم يوم عاشوراء فلا يبقى راقد إلا قام ولا قائم إلا قعد ولا قاعد إلا قام على رجليه من ذلك الصوت صوت جبرئيل وقال إذا قام القائم أتي المؤمن في قبره فيقال له يا هذا إنه قد ظهر صاحبك إن تشأ أن تلحق به فألحق وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربك فأقم وأما الرضا عليه السلام فبالطريق المذكور أنه قال لا بد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة وليجة وذلك عند فقدان الشيعة الرابع من ولدي يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض وكم من مؤمن متأسف حران حيران حزين عند فقدان الماء المعين كأني بهم شر ما يكونون وقد نودوا نداء يسمعه من بعيد كما يسمعه من قريب يكون رحمة للمؤمنين وعذابا للكافرين فقال له الحسن بن محبوب وأي نداء هو قال ينادون ثلاثة أصوات من السماء في رجب صوتا بلغة من ظلم ألا لعنة الله على الظالمين والصوت الثاني أبشروا أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين والصوت الثالث يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس هذا أمير المؤمنين قد كر في هلاك الظالمين فعند ذلك يأتي الفرج ويود الأموات لو كانوا أحياء ويشف صدور قوم مؤمنين وعن البزنطي قال الرضا عليه السلام إن من علامات الفرج حدثا يكون بين الحرمين قلت فأي شي ء الحدث قال عصيبة يكون بين المسجدين ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب وقال لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا فلا يبقى منكم إلا الأندر وعن أبي الصلت الهروي قلت للرضا عليه السلام ما علامة القائم فيكم إذا خرج قال علامته أن يكون شيخ السن شاب المنظر حتى أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة ودونها وإن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي حتى يأتيه أجله ومما يصح روايته عن الشيخ محمد بن علي بن بابويه يرفعه إلى عبد الله بن صالح الهروي قال سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول أنشدت مولاي الرضا قصيدتي التي أولها منازل آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات فلما انتهيت إلى قولي خروج إمام لا محالة خارج يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل ويحري على النعماء والنقمات بكى الرضا عليه السلام بكاء شديدا ثم رفع رأسه فقال يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري من هذا الإمام ومتى يقوم فقلت لا يا مولاي بل سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملأها عدلا فقال يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني وبعده ابنه علي وبعده علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما وأما متى فسؤال عن الوقت وقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيل له يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك قال مثله كمثل الساعة (لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً) وأما الجواد عليه السلام فمن ذلك ما جاز لي روايته عن السيد هبة الله المذكور أنه قال لعبد العظيم المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره هو الثالث من ولدي وإن الله ليصلح أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى حيث ذهب ليقتبس لأهله نارا هو سمي رسول الله وكنيه تطوى له الأرض قيل له ولم سمي القائم قال لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته وسمي المنتظر لأن له غيبة يطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويهلك المستعجلون وأما الهادي علي بن محمد عليه السلام فبالطريق المذكور أنه قال إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين فتوقعوا الفرج وقال هذا صاحب الأمر من يقول الناس لم يولد بعد وقال الحجة ابن ابني إليه يجتمع عصابة الحق وأما الزكي الحسن بن علي العسكري عليه السلام فبالطريق المذكور يرفعه إلى أحمد بن إسحاق وقد أتاه ليسأله عن الخلف بعده فقال مبتدئا مثله كمثل الخضر ومثله كمثل ذي القرنين إن الخضر شرب من ماء الحياة فهو لا يموت حتى ينفخ في الصور وإنه ليحضر الموسم كل سنة ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين ويستأنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته فله البقاء في الدنيا مع الغيبة عن الأبصار ومما جاز لي روايته عن الشيخ السعيد أبي عبد الله محمد المفيد رحمه الله يرفعه إلى علي بن محمد بن بلال قال خرج إلي توقيع من أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده تنبيه اعلم أن حال الإمام الحجة القائم المنتظر عليه السلام في وقتنا هذاكحال النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل ظهور النبوة وذلك لأنه لم يعرف خبر النبي بالحقيقة إلا العلماء الراسخون والفضلاء المحققون وكان الإسلام غريبا فيهم وكان الواحد من الذين آمنوا به إذا سأل الله تعجيل فرج نبيه وإظهار أمره سخر منه أهل الجهل والضلال وقالوا متى يخرج هذا النبي الذي تزعمون أنه نبي السيف وأن دعوته تبلغ المشرق والمغرب وأنه تنقاد له ملوك الأرض كما يقول الجهال لنا في هذا الوقت متى يخرج المهدي الذي تزعمون أنه لا بد من خروجه وظهوره وينكره قوم ويعرفه آخرون وقد قال النبي عليه السلام بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء وقد عاد الإسلام كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله غريبا في هذا الزمان وسيقوى بظهور ولي الله وحجته كما قوي برسول الله وصاحب شريعته وتقر بذلك أعين المنتظرين له والقائلين بإمامته كما قرت أعين المنتظرين لرسول الله صلى الله عليه وآله والعارفين به بعد ظهوره وإن الله لمنجز لأوليائه ما وعدهم ويعلي كلمتهم (والله متم نوره ولو كره المشركون).
source : تأليف: السيد على بن عبد الكريم نيلي النجفي