بيت الله الحرام أوّل بيت بني للناس، هو بيت للجميع، الجميع سواسية هناك. فأهل البادية، وسكّان الصحاري، الذين يحملون بيوتهم على أكتافهم، متساوون مع العاكفين في الكعبة وسكّان المدن، ورعايا الدول.
هذا البيت شيّد للناس ولأجل نهضتهم ومنافعهم.
إنّ المسجد الحرام والمساجد الأخرى في زمان رسول الله الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)كانت مراكز عسكرية وسياسية واجتماعية، ولم يكن مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لأجل الأمور العبادية فقط كالصلاة.. بل كانت المسائل السياسية هي الأغلب، حيث كانت الأمور التي تتعلّق بإرسال الرجال إلى الحرب وتعبئة النّاس إنّما تبدأ من المسجد في أي وقت يحتاجون فيه لذلك.
إن الطواف حول الكعبة المشرّفة يعني أنّ الإنسان لن يطوف لغير الله. ورجم العقبات هو رجم شياطين الإنس والجن، وأنتم عندما ترجمون عاهدوا الله أن تقتلعوا شياطين الإنس والقوى العظمى من البلاد الإسلامية. اليوم كلّ العالم الإسلامي أسير بيد أمريكا، احملوا من الله رسالة إلى مسلمي القارات المختلفة للعالم الإسلامي رسالة أن لاتخضعوا لغير الله ولا تكونوا عبيداً لأحد.
لقد وفقتم أنتم لزيارة البيت الذي جعله الله قياماً للنّاس وجعله الله لأجل جميع البشر وتفضل قائلا:
{إنّ أوّل بيت وضع للنّاس للذي ببكّة }. وهذا دليل على أنّ الله تبارك وتعالى دعا العالم كلّه إلى الإسلام، وجعل هذا البيت لجميع العالم منذ زمن البعثة وحتّى النهاية.
هذا بيت للنّاس، ولاتوجد أولوية لأحد على أحد، أو لمجموعة على أخرى، أو لطائفة على أخرى، الجميع بشر. الموجودون في جميع أنحاء الدنيا في مشارق الأرض ومغاربها، مكلّفون أن يصبحوا مسلمين، وأن يجتمعوا ويزوروا هذا البيت الذي جعله الله للنّاس .
source : اهل بیت