العباس بن عبد المطلب ( رضوان الله عليه )
اسمه وكنيته ونسبه :
أبو الفضل ، العباس بن عبد المطّلب بن هاشم الهاشمي القرشي .
ولادته :
ولد قبل عام الفيل بثلاثين سنة بمكّة المكرّمة .
أُمّه :
السيّدة نفيلة بنت خباب ، وهي أوّل إمرة عربية كست بيت الله الحرير والديباج ، وذلك أنَّ العباس فُقد وهو صغير ، فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت .
أسره :
اشترك العبّاس مع المشركين في معركة بدر مكرهاً ، وقد أُسر فيها مع ابن أخيه ـ عقيل بن أبي طالب ـ ، فجيء بهما إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) للعباس : ( افد نفسك وابن أخيك ) ، وقد كان العباس أخذ معه أربعين أوقية من ذهب ، فغنمها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : يا رسول الله أحسبها من فدائي .
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا ذاك شيء أعطالنا الله منك ) ، فقال : يا رسول الله فإنّه ليس لي مال ، قال : ( فأين المال الذي وضعته بمكّة حين خرجت عند أُم الفضل بنت الحارث ، وليس معكما أحد ، ثم قلت : إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا وكذا ، ولعبد الله كذا وكذا ، ولقثم كذا وكذا ) ، فقال العباس : والذي بعثك بالحق يا رسول الله ، ما علم بهذا أحد غيري وغيرها ، وأنّي لأعلم أنّ رسول الله ، ثم فدى نفسه وابن أخيه .
وعن ابن العباس قال : لمّا أمسى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم بدر والناس محبوسون بالوثاق بات ساهراً أوّل الليل ، فقال له أصحابه : ما لك تنام ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( سمعت أنين عمّي العباس في وثاقه ) ، فأطلقوه فسكت ، فنام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
مكانته ومواقفه :
كان رئيساً في قريش أيّام الجاهلية ، وإليه ترجع عمارة المسجد الحرام ، حضر بيعة العقبة الثانية مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبل أن يسلم ، وشهد بدراً مع المشركين مكرهاً ، فأُسّر وافتدى نفسه .
رجع إلى مكّة بعد أن أسلم ، وكتم إسلامه ، وهاجر إلى المدينة المنوّرة قبل الفتح بقليل ، وشهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فتح مكّة وحنين ، وكان في حنين آخذاً بلجام بغلة النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أنكر على عمر بن الخطّاب توليه الخلافة ، وأعلن استعداده لمبايعة الإمام علي ( عليه السلام ) ، وكان من الذين صلّوا على جنازة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) .
وفاته :
توفّي في اليوم الأوّل من شهر رمضان 32 هـ ، وقيل في الثاني عشر من رجب ، بالمدينة المنوّرة ، وتولّى تغسيله الإمام علي ( عليه السلام ) وابنه عبد الله ، ودفن في مقبرة البقيع ، وقبره معروف يزار قبل أن يهدم .