شهر بانو أُم الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) (1)
اسمها ونسبها :
السيّدة شهر بانو بنت يزدجر بن شهريار بن كسرى ملك الفرس ، ولقبها شاه زنان ، ومعناه بالعربية ملكة النساء .
زوجها :
الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
أُمّ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) :
كان يقال للإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : ابن الخيرتين ، فخيرة الله من العرب هاشم ، ومن العجم كسرى .
جدّة الأئمّة ( عليهم السلام ) :
السيّدة شهر بانو هي جدّة ثمان من الأئمّة ( عليهم السلام ) ، من الإمام الباقر إلى الإمام المهدي ( عليهم السلام ) .
زواجها :
لمّا ورد سبي الفرس إلى المدينة المنوّرة ، أراد عمر بن الخطّاب أن بيع النساء ، وأن يجعل الرجال عبيداً ، فقال الإمام علي ( عليه السلام ) : ( إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : أكرموا كريم كلّ قوم ) .
فقال عمر : قد سمعته يقول : ( إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ، وإن خالفكم ) .
فقال له ( عليه السلام ) : ( هؤلاء قوم قد ألقوا إليكم السلم ، ورغبوا في الإسلام ، ولابدّ أن يكون لي فيهم ذرّية ، وأنا أُشهد الله وأُشهدكم أنّي قد أعتقت نصيبي منهم لوجه الله ) .
فقال عمر : قد وهبت لله ولك يا أبا الحسن ما يخصّني وسائر ما لم يوهب لك ، فقال ( عليه السلام ) : ( اللهم اشهد على ما قالوه ، وعلى عتقي إيّاهم ) .
فرغب جماعة من قريش في أن يستنكحوا النساء ، فقال الإمام علي ( عليه السلام ) : ( هنّ لا يكرهن على ذلك ، ولكن يخيّرن ما اخترنه عمل به ) .
فأشار جماعة إلى شهر بانو بنت كسرى فخيّرت ، وخوطبت من وراء الحجاب والجمع حضور ، فقيل لها : من تختارين من خطّابك ؟ وهل أنت ممّن تريدين بعلاً ؟ فسكتت .
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( قد أرادت وبقي الاختيار ) ، وبعدها أومأت بيدها ، واختارت الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، فأُعيد القول عليها في التخيير ، فأشارت بيدها وقالت : هذا إن كنت مخيّرة ، وجعلت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وليّها ، وتكلّم حذيفة بالخطبة .
خطبتها في عالم الرؤيا :
روت السيّدة شهر بانو قصّتها لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقالت : رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين علينا كأنّ محمّداً رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دخل دارنا ، وقعد ومعه الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وخطبني له وزوّجني أبي منه ، فلمّا أصبحت كان ذلك يؤثّر في قلبي ، وما كان لي خاطب غير هذا .
فلمّا كانت الليلة الثانية ، رأيت السيّدة فاطمة ( عليها السلام ) وقد أتتني وعرضت عليّ الإسلام وأسلمت ، ثمّ قالت : ( إنّ الغلبة تكون للمسلمين ، وأنّك تصلين عن قريب إلى ابني الحسين سالمة لا يصيبك بسوء أحد ) ، وكان من الحال أن أُخرجت إلى المدينة .
سؤال الإمام علي ( عليه السلام ) منها :
سأل الإمام علي ( عليه السلام ) شهر بانو بنت كسرى حين أُسرت : ( ما حفظت عن أبيك بعد وقعة الفيل ) ؟ قالت : حفظنا عنه أنّه كان يقول : إذا غلب الله على أمر ذلّت المطامع دونه ، وإذا انقضت المدّة كان الحتف في الحيلة .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( ما أحسن ما قال أبوك ، تذلّ الأُمور للمقادير حتّى يكون الحتف في التدبير ) .
وفاتها :
توفّيت السيّدة شهر بانو في الخامس من شعبان 38 هـ ، توفّيت في نفاسها ، حين ولادتها بالإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، ودفنت بالمدينة المنوّرة .
ـــــــــ
1ـ أُنظر : قاموس الرجال 12 / 286 ، أعيان الشيعة 7 / 353 .