عقيل بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) (1)
( 33 قبل الهجرة ـ 50 هـ )
اسمه وكنيته ونسبه :
أبو يزيد ، عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلّب بن هاشم بن عبد مناف .
ولادته :
ولد عقيل عام 33 قبل الهجرة النبوية .
أُمّه :
السيّدة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف .
حب النبي له :
كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يحبّه كثيراً لحب أبي طالب له ، كما ورد في خطابه ( صلى الله عليه وآله ) له : ( إنّي أُحبّك حبّين ، حبّاً لقرابتك منّي ، وحبّاً لما كنت أعلم من حبّ عمّي إيّاك ) (2) .
موقفه يوم بدر وغيرها :
كان ممّن أُخرج من بني هاشم كرهاً مع المشركين إلى غزوة بدر ، فأُسر ولم يرجع مع أسرى بدر إلى مكّة ، كما شهد غزوة مؤتة مع أخيه جعفر الطيّار ، وثبت في غزوة حنين .
قال الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( كان ممّن ثبت مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوم حنين : العباس ، وعلي ، وأبو سفيان بن الحارث ، وعقيل بن أبي طالب ... ) (3) .
علمه بالأنساب :
كان عالماً بأنساب العرب وأخبارهم وأيّامهم ، فيسألوه الناس عن النسب والحسب ، روي أنّ الإمام علي ( عليه السلام ) قال له : ( أنظر إلى امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوّجها ، فتلد لي غلاماً فارساً ) .
فقال له : تزوّج أُم البنين الكلابية ، فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها ، فتزوّجها (4) .
أولاده الشهداء :
من أولاده وأحفاده الذين استشهدوا مع الإمام الحسين ( عليه السلام ) في معركة الطف هم : جعفر وعبد الرحمن وعون ، وعبد الله ومحمّد ابنا مسلم بن عقيل .
وأمّا ابنه مسلم ( عليه السلام ) ، فقد استشهد في الكوفة بعدما أرسله الإمام الحسين ( عليه السلام ) ممثّلاً عنه لأهل الكوفة .
وقال الإمام علي ( عليه السلام ) لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا رسول الله ، إنّك لتحب عقيلاً ) ؟ قال : ( أي والله إنّي لأحبّه حبّين : حبّاً له ، وحبّاً لحب أبي طالب له ، وإنّ ولده لمقتول في محبّة ولدك ، فتدمع عليه عيون المؤمنين ، وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون ... ) (5) .
اجتماعه مع معاوية :
لم يجتمع عقيل بن أبي طالب مع معاوية إلاّ بعد شهادة أخيه الإمام علي ( عليه السلام ) ، وكان أسرع الناس جواباً وأبلغهم في ذلك ، وممّا يحكى من حسن جوابه : أنّ معاوية قال له : كيف تركت علياً وأصحابه ؟ قال : كأنّهم أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم بدر ، إلاّ أنّي لم أر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيهم ، وكأنّك وأصحابك أبو سفيان وأصحابه يوم أُحد ، إلاّ أنّي لم أر أبا سفيان معكم (6) .
وقال معاوية له : أنا خير لك من أخيك ، فقال عقيل : إنّ أخي آثر دينه على دنياه ، وأنّك آثرت دنياك على دينك ، فأخي خير لنفسه منك ، وأنت خير لي منه (7) .
ودخل عقيل على معاوية وقد كف بصره ، فأجلسه معه على سريره ، ثم قال له : أنتم معشر بني هاشم تصابون في أبصاركم ، فقال له عقيل : وأنتم معشر بني أُمية تصابون في بصائركم (8) .
وفاته :
توفّي عقيل بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) عام 50 هـ ، ودفن بمقبرة البقيع في المدينة المنوّرة .
ـــــــــ
(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 11 / 250 .
(2) نفس المصدر السابق .
(3) تاريخ مدينة دمشق 26 / 299 .
(4) عمدة الطالب : 357 .
(5) الأمالي للشيخ الصدوق : 191 .
(6) تاريخ مدينة دمشق 41 / 22 .
(7) الأمالي للسيّد المرتضى 1 / 199 .
(8) الدرجات الرفيعة : 161 .