1. يا واقِفاً يبْكي الطُلولَ و يُنْشِدُ باللهِ تِهْتَ و غابَ المُرْشِدُ
2. كمْ تدَّعي حُزناً و أنتَ مُرَفَّهٌ إنْ كنتَ مَحْزوناً فما لكَ تَرْقُدُ
3. هَلاَّ بكيْتَ على الحسينِ و أهْلِهِ هَلاَّ بكيْتَ لِمَنْ بَكاهُ محمدُ
4. فَلَقَدْ بَكَتْهُ في السماءِ مَلائِكُ زُهْرٌ كِرامٌ راكِعونَ و سُجَّدُ
5. و تَضَعْضَعَ الإسلامُ يَوْمَ مُصابِهِ فالدّينُ يَبْكي فَقْدَهُ و السُّؤْدَدُ
6. أنَسيتَ إذ صارَتْ إليهِ كتائِبٌ فيها ابنُ سعدٍ و الطُّغاةُ الجُحَّدُ
7. لمْ يحْفَظوا حقَّ النَّبِيِّ محمدٍ إذ جَرَّعوهُ حرارةً لا تَبْرُدُ
8. قتلوا الحسينَ و أثكلوهُ بِسِبْطِهِ فالثُّكْلُ مِنْ بَعْدِ الحُسينِ مُبَدَّدُ
9. كيفَ القرارُ و في السبايا زينبٌ تَدْعو بِفَرْطِ حَرارةٍ يا أحمدُ
10. هذا الحسينُ بالسُّيوفِ مُبَضَّعٌ و مُلَطَّخٌ بِدِمائِهِ ، مُسْتَشْهدُ
11. عارٍ بلا ثوبٍ ، صريعٌ في الثَّرى بينَ الحوافرِ و السَّنابِكِ يُحْضَدُ
12. و الطَّيِّبونَ بَنوكَ قتْلى حَوْلَهُ فوقَ التُّرابِ ضَواحِياً لا تُلْحَدُ
13. و الشمسُ و القمرُ المُنيرُ كِلاهُما حولَ النُّجومِ تَباكِيا ، و الفَرْقَدُ
14. أنَسيتَ قَتْلَ المُصْطَفَيْنَ بِكَرْبَلا حولَ الحسينِ ذبائحاً لم يُلْحَدوا
15. فَسَقَوْهُ مِنْ جُرَعِ الحُتوفِ بِمَشْهَدٍ كَثُرَ العَدُوُّ بهِ و قَلَّ المُسْعِدُ
16. ثُمَّ اسْتَباحوا الطَّاهِراتِ حَواسِراً فالشَّمْلُ مِنْ بعدِ الحسينِ مُبّدَّدُ
17. بالطَّفِّ حَوْلي مِنْ يتامى إخْوَتي في الذُّلِّ قدْ سُلِبوا القِناعَ و جُرِّدوا
18. يا جَدُّ قدْ مُنِعوا الفُراتَ و قُتِّلوا عطشاً ، فَلَيْسَ لَهُمْ هُنالِكَ مَوْرِدُ
19. يا جَدُّ إنَّ الكلبَ يَشْرَبُ آمِناً ريّاً ، و نحنُ عنِ الفراتِ نُطَرَّدُ
20. يا جَدُّ قدْ أمْسَيْتُ مِمَّا نالَني و لِما أُعانيهِ أقومُ و أقْعُدُ
21. يا جَدُّ لوْ أبْصَرْتَني و رَاَيْتَني و الخَدُّ مِنّي بالدِّماءِ مُخَدَّدُ
22. يا جَدُّ ذَا نَحْرُ الحسينِ مُضَرَّجٌ بالدَّمِ و الجِسْمُ الشَّريفُ مُجَرَّدُ
23. يا جَدُّ ذَا صَدْرُ الحسينِ مُرَضَّضٌ و الخَيْلُ تَنْزِلُ مِنْ عليهِ و تَصْعَدُ
24. يا جَدُّ ذَا نَجْل الحسينِ مُعَلَّلٌ و مُغَلَّلٌ في قَيْدِهِ و مُصَفَّدُ
25. يَرْنو لِوالِدِهِ و يَرْنو حالَهُ و بَنو أُمَيَّةَ في العَمى لَمْ يَهْتَدوا
26. يا جَدُّ ذَا شِمْرُ يَرومُ بفَتْكِهِ ذَبْحَ الحسينِ فأيُّ عينٍ تَجْمُدُ
27. حتّى إذا أهْوى عليهِ بِسيْفِهِ نادى بأخْفَضِ صَوْتِهِ : يا أوْحَدُ
28. يا والدي السَّاقي عليَّ المُرتضى نالَ العَدُوُّ بِنا كما قدْ مَهَّدوا
29. يا أمِّيَ الزهراءَ قومي عَدِّدي و جميعُ أمْلاكِ السما لكِ تُنْجِدُ
30. يا خالقي أنتَ الرقيبَ علَيْهِمُ في فِعْلِهِمْ ظُلْماً و إنَّكَ تَشْهَدُ
الشاعر : دعبل بن علي الخزاعي