عربي
Friday 30th of August 2024
0
نفر 0

عوامل التحريف

 

الشهيد الشيخ مرتضى مطهري

إن دوافع وأسباب التحريف نوعان وهما:
  
الأول: عوامل عامة، أي تلك البواعث التي تكون سبباً
 
لحصول التحريف في التاريخ البشري بشكل عام. وعادة
 
ما تكون مخططات العدو، سبباً في حصول التحريف
 
للحوادث المختلفة عبر العصور. فحتى يتمكن العدو من
 
تحقيق أهدافه، والوصول إلى مراميه، تراه عادة ما
 
يتوسل إيجاد التغيير والتبديل في سير حوادث التاريخ،
 
وإذا لم يتمكن ففي تفسير وشرح حركة التاريخ بما يتلاءم
 
ووجهة نظره المفترضة. وحادثة كربلاء كان لها نصيب
 
أيضا من هذا العامل.
 
فالحكومة الأموية مارست أنواع التحريف المعنوي في
 
هذه الواقعة. لكن على الرغم من ذلك كله فان التاريخ
 
الإسلامي لم يتأثر بتلك التحريفات. ففي واقعة كربلاء
 
ينبغي القول وللأسف الشديد بأن كل أنواع التحريف التي
 
حصلت إنما حصلت من جهة الأصدقاء والمحبّين.
 
الثاني: يكمن في الواقع في حب البشر وميلهم لخلق
 
الأساطير وهذا أمر يتكرر في كل تواريخ العالم.
 
وان بعض التحريفات التي حصلت في واقعة كربلاء سببها
 
وجود حس الأسطورة لدينا.
 
وهناك العامل الثالث: وهذا هو العامل الخاص. إن
 
تعليمات أئمة الدين منذ زمن النبي الأكرم(ص) والأئمة
 
الأطهار(ع) جميعا تؤكد علينا ضرورة إحياء اسم الحسين
 
بن علي(ع)، وتجديد الولاء معه سنويا وذكر مصيبته كل
 
عام.
 
فالحسين(ع) أسس مدرسة عملية في الإسلام، والحسين
 
بن علي(ع) نموذج عملي للثورات الإسلامية، والتعليمات
 
الدينية الواردة إلينا بهذا الشأن تهدف إلى المحافظة على
 
هذه المدرسة الحية. ولكن للأسف الشديد فان البعض لم
 
يدرك هذا المعنى وصاروا يتصورون بأن الاجتماع في تلك
 
المجالس والبكاء على الحسين(ع) بحد ذاته دون التعرف
 
على أهداف المدرسة الحسينية والتعرف على فلسفة
 
النهضة الحسينية ومعرفة شخصية الحسين التاريخية
 
يكفي ويكفّر عن الذنوب!.
 
فكان نتيجة هذا أن دخل التزوير والتحريف على هذه
 
القضية المقدسة بشكل غير معقول!.
 
إن من يريد أن يبكي على الحسين اليوم ينبغي عليه أن
 
يبكي أولاً على هذه التحريفات وهذا المسخ وهذه الأكاذيب
 
التي ألصقت بهذه الواقعة.
 
إن من يقرأ تاريخ عاشوراء يراه من أكثر التواريخ
 
المليئة بالمصادر الصحيحة والوثائق المعتبرة والحية.
 
فليذهب القرّاء ويستخرجوا التعازي الحقيقية للحسين(ع)
 
فان جمهورنا لم يسمع بها حتى الآن، وليقرؤوا خطب
 
الإمام أو ليقرؤوا الخطب التي نطق بها أصحاب
 
الحسين(ع)، بالإضافة إلى الحوار الذي كان يجري بينه
 
عليه السلام وبين أصحابه، والرسائل المتبادلة بينه وبين
 
أنصاره، وكذلك الرسائل المتبادلة بين أطراف معسكر
 
العدو، هذا علاوة على تعليقات من حضر واقعة عاشوراء
 
وبقي حيا بعد الواقعة (الواردة على لسان الصديق أو
 
العدو).


source : اهل بیت
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السخرية من عباد اللَّه‏
وظائف الإمام:
كيف تقضي وقتك في المدينة المنورة
وحدة الامة الإسلامية في سنة الرسول الاعظم
عوامل التحريف
موقف بني إسرائيل من نبي الإسلام
ظهور اهل التسنن
السر المستودع فيها ؟
زيارة أم البنين عليها السلام
فاطمه المعصومه سلام الله علیها

 
user comment