إن ما جاء في كتب الأحاديث من الحوادث و الفتن الواقعة في آخر الزمان على قسمين :
الأول : من أشراط الساعة ، و علامات دُنُوّ القيامة .
الثاني : ما يقع قبل ظهور المهدي المنتظر ( عليه السلام ) .
و ربما وقع الخلط بينهما في الكتب ، و نحن نذكر القسم الثاني منهما ، و هو عبارة عن أمور عِدَّة ، منها :
1 - النداء في السماء .
2 - الخسوف و الكسوف في غير موقِعِهما .
3 - الشقاق و النفاق في المجتمع .
4 - ذيوع الجَور و الظُلم و الهَرَجِ و المَرَجِ في الأمة .
5 - ابتلاء الإنسان بالموت الأحمر و الأبيض .
6 - قتل النفس الزكيَّة .
7 - خروج الدجال .
8 - خروج السُفيَاني .
و غير ذلك مما جاء في الأحاديث الشريفة .
هذه هي علامات ظهوره ، ولكن هناك أمور تمهِّد لظهوره ، و تسهِّل تحقيق أهدافه ( عليه السلام ) ، و نشير إلى أبرزها فيما يلي :
أولاً : الاستعداد العالمي
كما أنَّ المجتمع الإنساني - و بِسَبب شيوع الفساد - يصلُ إلى حَدٍّ يقنط معه من تحقق الإصلاح بيد البشر عن طريق المنظمات العالمية ، التي تحمل مُسَمَّيَات مختلفة . و أن ضغط الظُلم و الجور على الإنسان ، يحمله إلى أن يُذعِن ، و يقرُّ بأن الإصلاح لايتحقَّق إلا بظهور إعجاز إلهي ، و حُضورِ قوَّةٍ غيبية ، تدمِّر كل تلك التكتُّلات البشرية الفاسدة ، التي قُيِّدَت بمخطَّطاتِها أعناق البشر .
ثانياً : تكامل العقول
إنَّ الحكومة العالمية للإمام المهدي ( عليه السلام ) لاتتحقَّقُ بالحروب ، و النيران ، و التدمير الشامل للأعداء ، و إنما تتحقَّقُ برغبة الناس إليها ، و تأييدهم لها ، لِتكامل عقولهم و معرفتهم . فيقول الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( إذَا قَامَ قَائِمُنَا وَضَعَ اللهُ يَدَهُ عَلَى رُؤوس العِبَاد ، فَيَجْمَعُ بِهَا عُقولَهُم ، و تَكْتَمِلُ بِه أحْلامُهُم ) .
فقوله ( عليه السلام ) : ( فَيَجْمَعُ بِهَا عُقولَهُم ) : بمعنى أنَّ التكامل الاجتماعي ، يبلغ بالبشر حَداً يقبل به تلك الموهبة الإلهية ، و لن يترصد للثورة على الإمام ( عليه السلام ) و الانقلاب عليه ، أو قتله أو سجنه .
ثالثاً : تكامُل الصناعات
إنَّ الحكومة العالمية الموحدة لاتتحقَّق إلاَّ بتكامل الصناعات البشرية ، بحيث يسمع العالم كله صوته و نداءه ، و تعاليمه و قوانينه ( عليه السلام ) ، في يوم واحد ، و زمن واحد . فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنَّ المُؤمِنَ في زَمَانِ القَائِمِ ، وَ هو بِالمَشْرِقِ يَرَى أخَاهُ الَّذِي فِي المَغْرِبِ ، و كَذَا الَّذِي فِي المَغْرِب يَرَى أخَاهُ الَّذِي بِالمَشْرِقِ ) .
رابعاً : الجيش الثوري العالمي
إنَّ حكومة الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، و إنْ كانت قائمة على تكامل العقول ، ولكن الحكومة لاتستغني عن جيش فدائي ثائر و فعَّال ، يمهِّد الطريق للإمام ( عليه السلام ) ، و يواكبه بعد ظهوره إلى تحقُّقِ أهدافه و غاياته المتوَخَّاة .
source : تبیان