ما جاء في العلامات التى تكون قبل قيام القائم عليه السلام
[ويدل على أن ظهوره يكون بعدها كماقالت الائمة عليهم السلام].
1 - حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدثنا أبوإسحاق إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وتسعين ومائتين، قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري في شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين، عن أبان بن عثمان قال: قال أبوعبدالله جعفر بن محمد(عليهما السلام): " بينا رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) ذات يوم في البقيع حتى أقبل علي(عليه السلام) فسأل عن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) فقيل إنه بالبقيع، فأتاه علي(عليه السلام) فسلم عليه فقال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم): اجلس فأجلسه عن يمينه، ثم جاء جعفر بن أبى طالب فسأل عن رسول الله(صلى الله عليه واله) فقيل له: هو بالبقيع فأتاه فسلم عليه فأجلسه عن يساره، ثم جاء العباس فسأل عن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) فقيل له: هو بالبقيع فأتاه فسلم عليه فأجلسه أمامه، ثم التفت رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) إلى علي(عليه السلام) فقال: ألا أبشرك؟ ألا اخبرك يا علي، فقال: بلى يا رسول الله، فقال: كان جبرئيل(عليه السلام) عندي آنفا وأخبرني أن القائم الذي يخرج في أخر الزمان فيملا الارض عدلا [كما ملئت ظلما وجورا] من ذريتك من ولد الحسين، فقال علي: يا رسول الله ما أصابنا خير قط من الله إلا على يديك، ثم التفت رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) إلى جعفر بن أبى طالب فقال: يا جعفر ألا أبشرك؟ ألا أخبرك؟ قال: بلى يا رسول الله، فقال: كان جبرئيل عندي آنفا فأخبرني أن الذي يدفعها(2) إلى القائم هو من ذريتك، أتدري من هو؟ قال: لا، قال: ذاك الذي وجهه كالدينار(3)، وأسنانه كالمنشار(4)، وسيفه كحريق النار،
___________________________________
(1) الطول - بفتح الطاء وسكون الواو -: الفضل والعطاء.
(2) أى الراية.
(3) في بعض النسخ " وجهه كالبدر ".
(4) المنشار - بالكسر - آلة ذات أسنان ينشر بها الخشب ويقال لها بالفارسية " أره ".
أو خشبة ذات أصابع يذرى بها البر ونحوه.
(*)
[248]
يدخل الجند ذليلا(1)، ويخرج منه عزيزا، يكتنفه جبرئيل وميكائيل، ثم التفت إلى العباس فقال: يا عم النبى ألا اخبرك بما أخبرني به جبرئيل(عليه السلام)؟ فقال: بلي يا رسول الله قال: قال لي جبرئيل: ويل لذريتك من ولد العباس، فقال: يا رسول الله أفلا أجتنب النساء؟ فقال له: [قد] فرغ الله مما هو كائن ".
2 - أخبرنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إبراهيم بن محمد بن المستنير، عن عبدالرحمن بن القاسم، عن أبيه(2) عن عبدالله بن عباس قال: قال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) لابي: " يا عباس ويل لذريتى من ولدك، وويل لولدك من ولدي، فقال: يا رسول الله أفلا أجتنب النساء؟ - أو قال: أفلا أجب نفسي(3)؟ - قال: إن علم الله عزوجل قد مضى والامور بيده، وإن الامر سيكون في ولدي ".
3 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة، قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفي قال: حدثني علي بن الصباح المعروف بابن الضحاك، قال: حدثنا أبوعلي الحسن بن محمد الحضرمي، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن علي(عليه السلام) أنه قال: " يأتيكم بعد الخمسين والمائة أمراء كفرة، وأمناء خونة، وعرفاء فسقة، فتكثر التجار وتقل الارباح، ويفشو الربا، وتكثر أولاد الزنا، وتغمر السفاح(4)، وتتنا كر المعارف، وتعظم الاهلة(5)، وتكتفي النساء بالنساء، والرجال بالرجال ".
___________________________________
(1) في بعض النسخ " يدخل الجيل ذليلا " وفى البحار " يدخل الجبل ذليلا ".
(2) يعنى القاسم بن محمد بن أبى بكر، وما في بعض النسخ من " عبدالله بن القاسم " تصحيف.
(3) أى أجعل نفسى مقطوعة النسل، ومنه المجبوب.
(4) " تغمر " أى تكثر، والسفاح " مراودة الرجل المرأة بدون نكاح، والزنا، أواراقة الدم، وفى الحديث " أوله سفاح وآخره نكاح " أراد به ان المرأة تسافح الرجل مدة ثم يتزوجها.
(5) كذا، ولعله جمع هلال بمعنى الغلام الجميل، ويمكن أن يكون الاصل " تغطى الاهلة " أى يستر عن الناس هلال كل شهر.والاول بالسياق أنسب.
(*)
[249]
فحدث رجل عن علي بن أبى طالب(عليه السلام) أنه قام إليه رجل حين تحدث بهذا الحديث فقال له: يا أميرالمؤمنين وكيف نصنع في ذلك الزمان، فقال: الهرب الهرب فإنه لا يزال عدل الله مبسوطا على هذه الامة مالم يمل قراؤهم إلى أمرائهم وما لم يزل أبرارهم ينهى فجارهم، فإن لم يفعلوا ثم استنفروا فقالوا: " لا إله إلا الله " قال الله في عرشه: كذبتم لستم بها صادقين "(1).
4 - حدثنا محمد بن همام في منزله ببغداد في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وثلاثمائة قال: حدثنى أحمد بن مابنداذ سنة سبع وثمانين ومائتين، قال: حدثنا أحمد بن هلال، قال: حدثني الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا سفيان بن إبراهيم الجريري، عن أبيه(2)، عن أبي صادق، عن أميرالمؤمنين(عليه السلام) أنه قال: " ملك بني العباس يسر لا عسر فيه، لو أجتمع عليهم الترك والديلم والسند والهند والبربر والطيلسان(3) لن يزيلوه، ولا يزالون في غضارة من ملكهم حتى يشذ عنهم مواليهم وأصحاب دولتهم(4) ويسلط الله عليهم علجا يخرج من حيث بدأ ملكهم، لا يمر بمدينة إلا فتحها، ولا ترفع له راية إلا هدها، ولا نعمة إلا أزالها، الويل لمن ناواه(5)، فلا يزال كذلك حتى يظفر ويدفع بظفره إلى رجل من عترتى، يقول
___________________________________
(1) قوله: " فان لم يفعلوا " أى فان مال أهل العلم - والقراء كناية عنهم - إلى الامراء، وترك الابرار النهى عن المنكرات ثم أظهروا النفرة، وتباعدوا عن أهل المعاصى واستظهروا بكلمة " لا اله الا الله " يعنى أظهروا التوحيد، فقال الله تعالى: كذبتم ما كنتم بأهله، أعنى لم يقبل الله منهم.
(2) ابراهيم بن مرثد - أو مزيد - الجريرى الازدى من أصحاب أبى جعفر الباقر عليه السلام كوفى، يروى عن أخيه عبد خير المكنى بأبى الصادق الازدى وهو من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.
(3) الطيلسان - بفتح أوله وسكون ثانيه ولام مفتوحة وسين مهملة وآخره نون -: اقليم واسع كثير البلدان والسكان من نواحى الديلم والخزر، والخزر بلاد الترك خلف باب الابواب وهم صنف من الترك.
(4) في بعض النسخ " أصحاب الويتهم " جمع لواء.
(5) ناواه مناواة ومناوأة ونواء أى عارضه وعاداه.
(*)
[250 ]
[ب] الحق ويعمل به ".
قال أبوعلى(1): " يقول أهل اللغة: العلج: الكافر، والعلج: الجافى في الخلقة، والعلج: اللئيم، والعلج: الجلد الشديد في أمره، وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) لرجلين كانا عنده: " إنكما تعالجان عن دينكما وكانا من العرب "(2).
5 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد(عليهما السلام) أنه قال: " إن قدام قيام القائم علامات: بلوى من الله تعالى لعباده المؤمنين، قلت: وما هى؟ قال: ذلك قول الله عزوجل: " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين "(3) قال لنبلونكم يعنى المؤمنين " بشئ من الخوف " من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم، " والجوع " بغلاء أسعارهم، و " نقص من الاموال " فساد التجارات وقلة الفضل فيها، " والانفس " قال: موت ذريع(4) " والثمرات " قلة ريع ما يزرع وقلة بركة الثمار، " وبشر الصابرين " عند ذلك بخروج القائم [(عليه السلام)] ".
ثم قال لي: يا محمد هذا تأويله، إن الله عزوجل يقول: " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم "(5).
6 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبوالحسن الجعفي من كتابه، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران عن
___________________________________
(1) يعنى محمد بن همام بن سهيل.
(2) قال ذلك لكون العلج - بكسر العين - قد يطلق في لسان أهل اللغة على الكفار من العجم دون العرب.وسيأتى الكلام في المراد بالعلج في ذيل الحديث الثامن عشر من الباب ان شاء الله تعالى.
(3) البقرة: 155.
(4) الموت الذريع أى فاش أو سريع.
(5) آل عمران: 7(*)
[251]
الحسن بن على بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله(عليه السلام): " لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الاموال والانفس والثمرات، فإن ذلك في كتاب الله لبين، ثم تلا هذه الآية " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ".
7 - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن حفص، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي قال: " سألت أبا جعفر محمد بن علي(عليهما السلام) عن قول الله تعالى " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع - الآية " فقال: يا جابر ذلك خاص وعام، فأما الخاص من الجوع فبالكوفة، ويخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم، وأما العام فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم مثله [قط]، وأما الجوع فقبل قيام القائم(عليه السلام)، وأما الخوف فبعد قيام القائم(عليه السلام) ".
8 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم ابن قيس، قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا ثعلبة بن ميمون عن معمر بن يحيى، عن داود الدجاجي(1)، عن أبي جعفر محمد بن علي(عليهما السلام)، قال: " سئل أمير المؤمنين(عليه السلام) عن قوله تعالى: " فاختلف الاحزاب من بينهم "(2) فقال: أنتظروا الفرج من ثلاث، فقيل: يا أميرالمؤمنين وما هن؟ فقال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان.
فقيل: وما الفزعة في شهر رمضان؟ فقال: أو ما سمعتم قول الله عزوجل في القرآن: " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين "(3) هي آية تخرج الفتاة
___________________________________
(1) هو داود بن أبى داود الدجاجى المعنونفي منهج المقال لميرزا محمد الاسترابادى كان من أصحاب أبى جعفر الباقر عليه السلام يروى عنه معمر بن يحيى العجلى الكوفى وهو ثقة عند ابى داود والعلامة والنجاشى.
(2) مريم: 37.
(3) الشعراء: 4.
(*)
[252]
من خدرها(1)، وتوقظ النائم، وتفزع اليقظان ".
9 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزارى، قال: حدثني عبدالله بن خالد التميمي(2)، قال: حدثني بعض أصحابنا، عن محمد بن أبي - عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " للقائم خمس علامات: [ظهور] السفياني، واليماني، والصيحة من السماء، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء ".
10 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، قال: حدثنى موسى بن جعفر بن وهب، قال: حدثنى الحسن بن علي الوشاء، عن عباس بن عبدالله(3)، عن داود بن سرحان، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " العام الذى فيه الصيحة قبله الآية في رجب، قلت: وماهى؟ قال: وجه يطلع في القمر، و يد بارزة "(4).
11 - أخبرنا على بن أحمد البندنيجي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العلوى، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد بن مروان، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وكف يطلع من السماء من المحتوم، قال: وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وتخرج
___________________________________
(1) الخدر - بكسر الخاء المعجمة -: ستر يمد للجارية، وما يفرد لها من السكن، وكل ما تتوارى به.
(2) هو عبدالله بن محمد بن خالد الطيالسى التميمى المكنى بأبى العباس رجل من أصحابنا ثقة سليم الجنبة، وكانه روى الخبر عن الحسين بن سعيد الاهوازى، عن ابن أبى عمير كما يظهر من كمال الدين.
(3) في بعض النسخ " عباس بن عبيد " وكأنه " عباس بن عتبة " فصحف في النسخ.
(4) في بعض النسخ " وجه يطلع في القبر ويدانيه " ويمكن أن يقرء كما في احدى النسخ المخطوطة " وجه يطلع في القبر وبدا فيه ".
(*)
[253]
الفتاة من خدرها ".
12 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنى علي بن عاصم(1)، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا(عليه السلام) أنه قال: " قبل هذا الامر السفيانى، واليماني، والمرواني، وشعيب بن صالح، فكيف يقول هذا هذا؟ "(2).
13 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب ابوالحسن الجعفي من كتابه، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن على بن أبي حمزة، عن أبيه ; ووهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمد بن علي(عليهما السلام) أنه قال: " إذا رأيتم نارا من [قبل] المشرق شبه الهردى العظيم(3) تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد(عليهم السلام)(4) إن شاء الله
___________________________________
(1) على بن عاصم رجل من العامة مرمى بالتشيع عندهم وهو الذى أجتمع في مجلسه أكثر من ثلاثين ألفا، نقل عن يعقوب بن شيبة قال: أصحابنا - يعنى العامة - مختلفون فيه منهم من أنكر عليه كثرة الغلط، ومنهم من أنكر عليه تماديه في ذلك وتركه الرجوع عما يخالف فيه الناس، ومنهم من تكلم في سوء حفظه، وقد كان من أهل الصلاح والدين والخير، مات بواسط سنة احدى ومائتين في خلافة المأمون كما في معارف ابن قتيبة.
(2) أى كيف يقول محمد بن ابراهيم بن اسماعيل - المعروف بابن طباطبا - ابن ابراهيم بن الحسن المثنى: انى القائم؟.وهو الذى خرج مع أبى السرايا في عصر المأمون وقصته معروفة في التواريخ.وفى بعض النسخ " وكف يقول هذا وهذا " وقوله " يقول " أى يشير وقال بيده أى أشار، ومعنى الجملة كف يشير هكذا وهكذا، وهذه النسخة أنسب بالمقام عند بعض لكن في البحار كما في المتن.
(3) الهردى - بضم الهاء ككرسى - المصبوغ بالهرد - بالضم - وهو الكركم الاصفر، وطين أحمر، وعروق يصبغ بها، ونقل عن التكملة أن الهرد بالضم عروق وللعروق صبغ أصفر يصبغ به، يعنى نارا يشبه الهردى من حيث اللون تكون أصفر أو أحمر، وقرءها في البحار " الهروى " وقال: لعل المراد الثياب الهروية شبهت بها في عظمها وبياضها.
(4) في بعض النسخ " فتوقعوا الفرج بظهور القائم عليه السلام - الخ ".
(*)
[254]
عزوجل، إن الله عزيز حكيم، ثم قال: الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان [لان شهر رمضان] شهر الله، [والصيحة فيه] هي صيحة جبرئيل(عليه السلام) إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم(عليه السلام) فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا أستيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعا من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب، فإن الصوت الاول هو صوت جبرئيل الروح الامين(عليه السلام).
ثم قال(عليه السلام): يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين، فلا تشكوا في ذلك، واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما، ليشكك الناس ويفتنهم، فكم في ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا فيه إنه صوت جبرئيل، وعلا مة ذلك أنه ينادي باسم القائم واسم أبيه حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج.
وقال: لابد من هذين الصوتين قبل خروج القائم(عليه السلام): صوت من السماء وهو صوت جبرئيل [باسم صاحب هذا الامر واسم أبيه]، والصوت الثانى من الارض(1) وهو صوت إبليس اللعين ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوما يريد بذلك الفتنة، فاتبعوا الصوت الاول، وإياكم والاخير أن تفتنوا به.
وقال:(عليه السلام): لا يقوم القائم(عليه السلام) إلا علي خوف سديد من الناس، زلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد في الناس، وتشتت في دينهم وتغير من حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عظم ما يرى من كلب الناس(2) وأكل بعضهم بعضا، فخروجه
___________________________________
(1) في بعض النسخ " وصوت من الارض ".
(2) أى ما يسومهم الدهر من العذاب والنكال، والكلب - محركة -: الاذى والشر.وداء يشبه الجنون يأخذ الكلب فتعقر الناس، فتكلب الناس أيضا.
(*)
[255]
إذا خرج عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجا، فياطوبى لمن أدركه وكان من أنصاره، والويل كل الويل لمن ناواه وخالفه، وخالف أمره، وكان من أعدائه.
وقال(عليه السلام): إذا خرج يقوم بأمر جديد، وكتاب جديد، وسنة جديدة وقضاء جديد، على العرب شديد، وليس شأنه إلا القتل، لا يستبقي أحدا، ولا تأخذه في الله لومة لائم(1).
ثم قال(عليه السلام): إذا اختلفت بنو فلان فيما بينهم، فعند ذلك فانتظروا الفرج، وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان، فإذا أختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج القائم(عليه السلام)، إن الله يفعل ما يشاء، ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا كان كذلك(2) طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة، وخرج السفياني.
وقال: لابد لبني فلان من أن يملكوا، فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق، وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان(3)، هذا من هنا، وهذا من هنا حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما، أما إنهم لا يبقون منهم أحدا.
ثم قال(عليه السلام): خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة، في
___________________________________
(1) تقدمت هذه القطعة من الخبر أعنى من قوله " لا يقوم القائم عليه السلام الا على خوف - إلى هنا " عن أبى حمزة الثمالى عنه عليه السلام في فصل سيرة القائم ص 235 وفيه " وخروجه اذا خرج عند الاياس والقنوط " بدون ذكر " من أن يروا فرجا " وفيه أيضا " ثم قال عليه السلام: اذا خرج يقوم " وأيضا " فلا يستتيب أحدا " لكن فيما عندى من النسخ مخطوطها ومطبوعها " ولا يستبقى أحدا " ولا ريب أن أحدهما تصحيف الاخر، وما ههنا معناه لا يبقى أحدا من المجرمين المعاندين الذين لم يرتدعوا عن العناد والعداء أعنى يقتلهم ولا يحبسهم.وتقدم معنى الاستتابة وبيانها.
(2) كذا في المخطوط، وفى البحار " فاذا كان ذلك ".
(3) فرسى رهان - بصيغة التثنية - مثل يضرب للمتساويين في الفضل وللمتسابقين في المجاراة.
(*)
[256]
شهر واحد، في يوم واحد، نظام كنظام الخرز(1) يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم، وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هى راية هدى لانه يدعو إلى صاحبكم(2) فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليمانى فانهض إليه، فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه(3)، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لانه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
ثم قال لي: إن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار، وكرجل(4) كانت في يده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه عنها فأنكسرت، فقال حين سقطت: هاه - شبه الفزع - فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه.
وقال أمير المؤمنين(عليه السلام) على منبر الكوفة: " إن الله عزوجل ذكره قدر فيما قدر وقضى وحتم بأنه كائن لا بد منه أنه يأخذ بنى أمية بالسيف جهرة، وأنه يأخذ بنى فلان بغتة(5) ".
وقال(عليه السلام): لابد من رحى تطحن، فإذا قامت على قطبها وثبتت على
___________________________________
(1) الخرز - محركة -: ماينظم في السلك.
(2) قد جاءت أخبار في أن كل راية ترفع قبل قيام القائم فهى في النار، أو - صاحبها طاغوت - وامثال ذلك، واستثنى في هذا الخبر راية اليمانى لكونها في طليعة الظهور، وأما اليمانى من هو؟ فعلمه إلى الله، أنما علامته معيته مع الرايات الاربعة الاخر.والضمير المذكر في " لانه " راجع إلى اليمانى.
(3) التوى الشئ: انعطف، والتوى عليه الامر: اعتاص.وفى بعض النسخ " ولا يحل لمسلم أن يتكبر عليه ".
وهو قريب من معناه.
(4) في بعض النسخ " وذلك كمثل رجل ".
(5) في بعض النسخ " قدر فيما قدر وقضى بأنه كائن لابد منه أخذ بني أمية بالسيف جهرة،وأن أخذ بنى فلان بغتة ".
(*)
[257]
ساقها بعث الله عليها عبدا عنيفا(1) خاملا أصله، يكون النصرمعه، أصحابه الطويلة شعورهم، أصحاب السبال(2)، سود ثيابهم، أصحاب رايات سود، ويل لمن ناواهم، يقتلونهم هرجا، والله لكأنى أنظر إليهم وإلى أفعالهم وما يلقى الفجار منهم والاعراب الجفاة يسلطهم الله عليهم بلا رحمة، فيقتلونهم هرجا على مدينتهم بشاطئ الفرات البرية والبحرية، جزاء بما عملوا، وماربك بظلام للعبيد ".
14 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن شرحبيل قال: قال أبو جعفر(عليه السلام) - وقد سألته عن القائم(عليه السلام) - فقال: " إنه لا يكون حتى ينادي مناد من السماء يسمع أهل المشرق والمغرب حتى تسمعه الفتاة في خدرها ".
15 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، عن يعقوب ابن يزيد، عن زياد القندي، عن غير واحد من أصحابه، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " قلنا له: السفياني من المحتوم؟ فقال: نعم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، والقائم من المحتوم، وخسف البيداء من المحتوم، وكف تطلع من السماء من المحتوم، والنداء [من السماء من المحتوم] فقلت: وأي شئ يكون النداء؟ فقال: مناد ينادي باسم القائم واسم أبيه [(عليهما السلام)] ".
16 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني علي بن الحسن، عن علي ابن مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، قال: حدثني ابن أبي -
___________________________________
(1) كذا في بعض النسخ، والعنيف: الشديد الذى لا يرفق، والعنف: القساوة، وفى بعض النسخ " عسفا " بالسين المهملة بمعنى المعسوف أى المغصوبة نفسها بالخدمة، من عسف فلانا أى استخدمه، وفلانة غضبها نفسها فهى معسوفة.
أو بمعنى العاسف أى الذى ركب الامر بلا روية ولا هداية.والخامل: الساقط، والذى لا نباهة له، وفى نسخة مخطوطة " ذا بلا أصله ".
(2) جمع السبلة وهى ما على الشارب من الشعر.
(*)
[258]
يعفور، قال: قال لى أبوعبدالله(عليه السلام): أمسك بيدك هلاك الفلاني(*) [- اسم رجل من بني العباس(1) -] وخروج السفياني، وقتل النفس، وجيش الخسف، والصوت، قلت: وما الصوت أهو المنادي، فقال: نعم وبه يعرف صاحب هذا الامر، ثم قال: الفرج كله هلاك الفلاني(*) [من بني العباس] ".
17 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني علي بن الحسن، عن علي ابن مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن عبدالرحمن بن سيابة عن عمران بن ميثم، عن عباية بن ربعي الاسدي قال: " دخلت على أميرالمؤمنين علي(عليه السلام) وأنا خامس خمسة وأصغر القوم سنا، فسمعته يقول: حدثني أخي رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) أنه قال: " إنى خاتم ألف نبى وإنك خاتم ألف وصي " وكلفت مالم يكلفوا(2).
فقلت: ما أنصفك القوم يا أمير المؤمنين، فقال: ليس حيث تذهب بك المذاهب يا ابن أخى، والله إنى لاعلم ألف كلمة لا يعلمها غيري وغير محمد(صلى الله عليه واله وسلم) وإنهم ليقرؤون منها آية في كتاب الله عزوجل، وهي " إذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون "(3) وما يتدبرونها حق تدبرها.
ألا اخبركم بآخر ملك بني فلان؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: قتل نفس حرام، في يوم حرام، في بلد حرام عن قوم من قريش، والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة، قلنا: هل قبل هذا أو بعده من شئ(4) فقال: صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان، وتوقظ النائم،
___________________________________
(1) ما بين القوسين موجود في المخطوط وليس في المطبوع الحجرى في الصلب ولا في البحار.
(*) كذا.
(2) قوله عليه السلام " كلفت مالم يكلفوا " من كلام أمير المؤمنين عليه السلام ولذا ميزناه عن كلام النبى صلى الله عليه وآله.
(3) النمل: 82.
(4) راجع الصفحة الاتية في توضيح الكلام.
(*)
[259]
وتخرج الفتاة من خدرها ".
18 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبوعبدالله يحيى بن زكريا ابن شيبان قال: حدثنا أبوسليمان يوسف بن كليب، قال: حدثنا الحسن بن علي ابن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن أبى بكر الحضرمي، عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) أنه سمعه يقول: " لابد أن يملك بنو العباس، فإذا ملكوا واختلفوا وتشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق، وهذا من المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان، هذا من ههنا وهذا من ههنا حتى يكون هلاكهم على أيديهما، أما إنهما لا يبقون منهم أحدا أبدا "(1).
___________________________________
(1) هذه الاخبار وما شابهها اخبار عما سيكون في طيلة الزمان من الحوادث الكائنة وليس المراد منها علامات ظهور القائم عليه السلام، وحيث أن تأليف الكتاب كان في أواسط خلافة بنى العباس، وكان انقراض دولتهم بيد الخراسانى في القرن السابع تعد كلها من المعجزات للاخبار بما سيكون، نظير ما نقله ابن الوردى عن ابن خلكان أنه قال في تاريخه: " ان عليا - كرم الله وجهه - أفتقد عبدالله بن العباس وقت الصلاة الظهر، فقال لاصحابه: ما بال أبى العباس لم يحضر الظهر؟ فقالوا: ولد له مولود، فلما صلى على عليه السلام قال: امضوا بنا اليه، فأتاه فهنأه فقال: شكرت الواهب، وبورك لك في الموهوب، ما سميته؟ فقال: أو يجوز أن أسميه حتى تسميه؟ فأمر به فأخرج اليه، فأخذه وحنكه ودعا له ثم رده اليه، وقال: خذ اليك أبا الاملاك قد سميته عليا وكنيته أبا الحسن، ودخل على - هذا - يوما على هشام بن عبدالملك ومعه ابنا ابنه: السفاح والمنصور ابنا محمد بن على المذكور، فأوسع له على سريره وسأله عن حاجته، فقال ثلاثون ألف درهم على دين، فأمر بقضائها، قال له: وتستوصى بابنى هذين خيرا، ففعل فشكره وقال: وصلتك رحم، فلما ولى على قال هشام لاصحابه: ان هذا الشيخ قد اختل وأسن وخلط فصار يقول: ان هذا الامر سينقل إلى ولده فسمعه على، فقال: والله ليكونن ذلك وليملكن هذان ".
وقال ابن الوردى: قال ابن واصل: أخبرنى من أثق به أنه، وقف على كتاب عتيق فيه ما صورته " ان على بن عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب بلغ بعض خلفاء بنى أمية عنه أنه يقول: ان الخلافة تصير إلى ولده، فامر الاموى بعلى بن عبدالله، فحمل على جمل وطيف به وضرب وكان يقال عند ضربه: هذا جزاء من يفترى ويقول: ان الخلافة في ولدى " ولا تزال فيهم حتى يأتيهم العلج من خراسان فينتزعها منهم فكان كما قال، والعلج المذكور هلاكو.
وهو الذى جاء من قبل المشرق - انتهى.
أقول: والمراد بالكوفة في الخبر العراق. وابتداء دولة بنى العباس سنة اثنتين وثلاثين ومائة وهى السنة التى بويع فيه السفاح بالخلافة وقتل فيها مروان الحمار آخر خلفاء بنى أمية.
وآخرها سنة ست وخمسين وستمائة سنة استيلاء التتر وفيه قتل المستعصم بالله آخر خلفاء بنى العباس وأما السفيانى فيلزم أن يكون مع هلاكو حيث أنه جاء في غير واحد من الاحاديث كما سيأتى أن السفيانى والقائم في سنة واحدة.
وقد تقدم أن خروج السفيانى والخراسانى واليمانى في سنة واحدة، فكون المراد بالخراسانى هلاكو غير مسلم، نعم لا يبعد ان يكون المراد بالعلج هو.
فيكون من باب الاخبار بالحوادث التى تحدث في طول الغيبة لا علائم الظهور.
[260]
19 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملى، قال: حدثنا عمرو بن عثمان(1) عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان قال: " كنت عند أبى عبدالله(عليه السلام) فسمعت رجلا من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة يعيرونا(2) ويقولون لنا: إنكم تزعمون أن مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الامر، وكان متكئا فغضب وجلس، ثم قال: لا ترووه عني وارووه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك، أشهد أني قد سمعت أبي(عليه السلام) يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عزوجل لبين حيث يقول: " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين "(3) فلا يبقى في الارض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الارض إذا سمعوا الصوت من السماء " ألا إن الحق في علي بن أبى طالب
___________________________________
(1) هو عمرو بن عثمان الثقفى الخزاز أبوعلى الكوفى ثقة، له كتب، عنه على بن الحسن بن فضال، وكان نقى الحديث، صحيح الحكايات كما في فهرست النجاشى.
(2) التعيير: التعييب، وعيره - من باب التفعيل -: أى عابه.
(3) الشعراء: 3.
(*)
[261]
[عليه السلام] وشيعته ".
قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن أهل الارض، ثم ينادي " ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته فإنه قتل مظلوما فاطلبوا بدمه " قال: فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الاول، ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرؤون منا ويتناولونا(1) فيقولون: إن المنادي الاول سحر من سحر أهل [هذا] البيت، ثم تلا أبوعبدالله(عليه السلام) قول الله عزوجل: " وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر "(2).
قال:(3) وحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم ; وسعدان بن إسحاق بن سعيد ; وأحمد بن الحسين بن عبدالملك ; ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان مثله سواء بلفظه.
20 - قال: وحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام الناشري، عن عبدالله بن جبلة، عن عبدالصمد بن بشير، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد(عليهما السلام) وقد سأله عمارة الهمداني فقال له: أصلحك الله إن ناسا(4) يعيرونا ويقولون إنكم تزعمون أنه سيكون صوت من السماء، فقال له: لا تروعني واروه عن أبي، كان أبى يقول: هو في كتاب الله " إن نشأ نزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " فيؤمن أهل الارض جميعا للصوت الاول، فإذا كان من الغد صعد إبليس اللعين حتى يتوارى من الارض
___________________________________
(1) كذا، أى يشتموننا ويسبوننا، والقياس ينالون منا، من نال من عرضه أى سبه، ونال من فلان وقع فيه.
(2) القمر: .وقراءته عليه السلام هذه الاية عندئذ من باب تعيين المصداق لا التأويل المصطلح.
(3) قوله " قال " من كلام أبى الحسن الشجاعى الكاتب - رحمه الله -وكذا فيما يأتى.
(4) في بعض النسخ " ان الناس ".
(*)
[262]
في جو السماء، ثم ينادي " ألا إن عثمان قتل مظلوما فاطلبوا بدمه " فيرجع من اراد الله عزوجل به سوءا، ويقولون: هذا سحر الشيعة، وحتى يتناولونا ويقولون: هو من سحرهم، وهو قول الله عزوجل " وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ".
21 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد قال: حدثنا عبيس بن هشام، قال: حدثنا عبدالله بن جبلة، عن أبيه، عن محمد بن الصامت، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: " قلت له: ما من علامة بين يدي هذا الامر؟ فقال: بلى، قلت: وما هي؟ قال: هلاك العباسي، وخروج السفياني، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء، والصوت من السماء، فقلت: جعلت فداك أخاف أن يطول هذا الامر؟ فقال: لا إنما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا".
22 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب أبوالحسن الجعفي، قال: حدثني إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه ; ووهيب، عن أبي بصير، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: " يقوم القائم(عليه السلام) في وتر من السنين: تسع، واحدة، ثلاث، خمس.
وقال: إذا اختلفت بنو امية وذهب ملكهم، ثم يملك بنو العباس، فلا يزالون في عنفوان من الملك وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم، فإذا اختلفوا ذهب ملكهم، واختلف أهل المشرق وأهل المغرب، نعم وأهل القبلة(1) ويلقى الناس جهد شديد مما يمر بهم من الخوف، فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء، فإذا نادى فالنفير النفير(2)، فوالله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد، وكتاب جديد، وسلطان جديد من السماء(3)، أما إنه لا يرد له
___________________________________
(1) بقرينة قوله " وأهل القبلة " أن المراد بأهل المشرق والمغرب الكفار اما أهل الكتاب أو غيرهم من المشركين أو الملاحدة والدهريين.
(2) في بعض النسخ والبحار " فالنفر النفر " وهو بمعنى السرعة في الذهاب كالنفير.
(3) المراد من سلطان جديد من السماء النظام الالهى الجديد في الحكومة لم يسبق مثله.
(*)
[263]
راية أبدا حتى يموت ".
23 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، عن أبيه، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن الحسين بن موسى(1)، عن فضيل بن محمد مولى محمد بن راشد البجلي، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " أما إن النداء من السماء باسم القائم في كتاب الله لبين، فقلت: فأين هو أصلحك الله، فقال: في " طسم تلك آيات الكتاب المبين " قوله: " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " قال: إذا سمعوا الصوت أصبحوا وكأنما على رؤوسهم الطير "(2).
24 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " إذا صعد العباسي أعواد منبر مروان أدرج ملك بني العباس، وقال(عليه السلام): قال لى أبى - يعني الباقر(عليه السلام) -: لابد لنار من آذربيجان لا يقوم لها شئ، فإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم، وألبدوا ما ألبدنا، فإذا تحرك متحر كنا فاسعوا إليه ولو حبوا، والله لكأنى أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد على العرب شديد، قال: وويل للعرب من شر قد اقترب ".
25 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني علي بن الحسن التيملي، قال: حدثنا محمد وأحمد ابنا الحسن، عن علي بن يعقوب الهاشمي، عن هارون بن مسلم، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " ينادي باسم القائم، فيؤتى وهو خلف المقام فيقال له: قد نودي باسمك فما تنتظر؟ ثم يؤخذ بيده فيبايع.
___________________________________
(1) في بعض النسخ " الحسن بن موسى ".
والصواب ما اخترناه لما في الرجال " الحسين بن موسى " ابن سالم الخياط الكوفى مولى بنى أسد، وله كتاب.
(2) في النهاية " في صفة الصحابة: كأن على رؤوسهم الطير " وصفهم بالسكون والوقار وانهم لم يكن فيهم طيش ولا خفة، لان الطير لا تكاد تقع الاعلى شئ ساكن.
وقال العلامة الملجسى(ره) بعد نقل ذلك عن النهاية: لعل المراد هنا دهشتهم وتحيرهم.
(*)
[264]
قال: قال لى زرارة: الحمد لله فد كنا نسمع أن القائم(عليه السلام) يبايع مستكرها فلم نكن نعلم وجه استكراهه، فعلمنا أنه استكراه لا إثم فيه ".
26 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بإسناده عن هارون بن مسلم، عن أبي خالد القماط، عن حمران بن أعين، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " من المحتوم الذي لابد أن يكون من قبل قيام القائم خروج السفياني، وخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية، والمنادي من السماء ".
27 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني أحمد بن يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي، عن أبيه ; ووهيب ابن حفص، عن ناجية القطان(1) أنه سمع أبا جعفر(عليه السلام) يقول: " إن المنادي ينادي: " إن المهدي [من آل محمد] فلان بن فلان " باسمه واسم أبيه، فينادي الشيطان: " إن فلانا وشيعته على الحق - يعني رجلا من بني امية - ".
28 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، عن العباس ابن عامر بن رباح الثقفي، عن عبدالله بن بكير، عن زرارة بن أعين، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " ينادي مناد من السماء: " إن فلاناهو الامير " وينادي مناد: " إن عليا وشيعته هم الفائزون ".
قلت: فمن يقاتل المهدي بعد هذا؟(2) فقال: إن الشيطان ينادي: إن فلانا وشيعته هم الفائزون - لرجل من بني امية"(3) قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب؟ قال: يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا ويقولون إنه يكون قبل أن يكون، ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون ".
29 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي،
___________________________________
(1) في بعض النسخ " ناجية العطار " والظاهر كونه ناجية بن أبى عمارة بقرينة رواية الحسن بن على بن فضال عنه، وهو من أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام.
(2) في بعض النسخ " فمن يقاتل القائم عليه السلام بعد هذا ".
(3) في بعض النسخ " يعى رجلا من بني امية ".
(*)
[265]
عن الحسن بن علي بن يوسف، عن المثني(1)، عن زرارة بن أعين قال: " قال: " قلت لابي عبدالله(عليه السلام): عجبت أصلحك الله، وإني لاعجب من القائم كيف يقاتل مع ما يرون من العجائب من خسف البيداء بالجيش، ومن النداء الذي يكون من السماء؟ فقال: إن الشيطان لا يدعهم حتى ينادي كما نادى برسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) يوم العقبة "(2).
30 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن عبدالله(3)، عن محمد بن أبى عمير، عن هشام بن سالم قال: " قلت لابي - عبدالله(عليه السلام) إن الجريري(4) أخا إسحاق يقول لنا: إنكم تقولون: هما نداءان فأيهما الصادق من الكاذب؟ فقال أبوعبدالله(عليه السلام) قولوا له: إن الذي أخبرنا بذلك - وأنت تنكر أن هذا يكون - هو الصادق "(5).
31 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بهذا الاسناد عن هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " هما صيحتان صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر اللية الثانية، قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، وواحدة
___________________________________
(1) هو المثني بن الوليد الحناط بقرينة رواية الحسن بن على الخزاز عنه.وما في بعض النسخ من " الميثمي " فهو تصحيف وقع من النساخ.
(2) المراد العقبة الثانية حيث ان الشيطان - بعد بيعة النقباء له صلى الله عليه وآله - صرخ من رأس العقبة بأنفذ صوت: يا أهل الجباجب - والجباجب المنازل - هل لكم في مذمم والصباة معه، قد اجتمعوا على حربكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " هذا أزب العقبة: هذا ابن أزيب أتسمع أى عدو الله، أما والله لافرغن لك ".
راجع سيرة ابن هشام العقبة الثانية.
(3) يعنى محمد بن عبدالله بن زرارة.
وما في بعض النسخ من " محمد بن عبدالرحمن " تصحيف وقع من النساخ.
(4) في بعض النسخ " ان الحريزى ".
(5) يعنى يعرف ذلك من يعتقده قبل أن يكون ومثلك لا يعرف المحق من المبطل كما تنكره الان.
فالذى يصدق قول الحق الان فقد يصدق به اذا يكون، ويؤيد ما قلناه الخبر الآتي.
(*)
[266]
من إبليس، فقلت: وكيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون "(1).
32 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، عن أبيه، عن محمد بن خالد، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبدالرحمن بن مسلمة الجريري قال: " قلت لابى عبدالله(عليه السلام): إن الناس يوبخونا ويقولون: من أين يعرف المحق من المبطل إذا كانتا؟ فقال: ما تردون عليهم؟ قلت: فما نرد عليهم شيئا، قال: فقال: قولوا لهم يصدق بها إذا كانت من كان مؤمنا يؤمن بها قبل أن تكون [قال] إن الله عزوجل يقول: " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ".
33 - حدثنا أحمد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في رجب سنة سبع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا محمد بن عمر بن يزيد بياع السابري ; و محمد بن الوليد بن خالد الخزاز جميعا، عن حماد بن عثمان(2) عن عبدالله بن سنان قال: سمعت أباعبدالله(عليه السلام) يقول: " إنه ينادي باسم صاحب هذا الامر مناد من السماء: ألا إن الامر لفلان بن فلان ففي م: القتال؟ ".
34 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري في شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين، عن عبدالله بن سنان، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " لا يكون هذا الامر الذي تمدون إليه أعناقكم حتى ينادي مناد من السماء: ألا إن فلانا صاحب الامر، فعلي م القتال؟ ".
___________________________________
(1) أى من كان يصدقها قبل كونه لانه يؤمن بالغيب والذين يؤمنون بالغيب لهم قوة التمييز بين الحق والباطل.
(2) في بعض النسخ " حماد بن عيسى " والصواب ما في الصلب لرواية محمد بن الوليد عنه كثيرا، وعدم روايته عن حماد بن عيسى.
(*)
[267]
35 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم ; وسعدان بن إسحاق بن سعيد ; وأحمد بن الحسين بن عبدالملك ; ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني قالوا جميعا: حدثنا الحسن بن محبوب الزراد، قال: حدثنا عبدالله بن سنان، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " يشمل الناس موت وقتل حتى يلجأ الناس عند ذلك إلى الحرم فينادي مناد صادق من شدة القتال(1) فيم القتل والقتال؟ صاحبكم فلان ".
36 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن عبدالله بن جبلة، عن محمد بن سليمان، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر محمد بن علي(عليهما السلام) أنه قال: " السفياني والقائم في سنة واحدة ".
37 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي أبوالحسن، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه ; ووهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: " بينا الناس وقوف بعرفات إذا أتاهم راكب علي ناقة ذعلبة يخبرهم بموت خليفة يكون عند موته فرج آل محمد(صلى الله عليه واله وسلم) وفرج الناس جميعا.
وقال(عليه السلام): إذا رأيتم علامة في السماء نارا عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالى، فعندها فرج الناس وهي قدام القائم(عليه السلام) بقليل ".
38 - حدثنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي، قال: حدثنا محمد بن موسى، عن أحمد بن أبي أحمد الوراق الجرجاني(2)، عن محمد بن
___________________________________
(1) في بعض النسخ " من شدة البلاء ".
(2) لم أجده بهذا العنوان، ولعله أحمد بن محمد بن أحمد الجرجاني نزيل مصر وكان ثقة في حديثه ورعا لا يطعن عليه، سمع الحديث وأكثر من أصحابنا والعامة، ذكر أصحابنا أنه وقع اليهم من كتبه كتاب كبير في ذكر من روى من طرق أصحاب الحديث أن المهدى عليه السلام من ولد الحسين صلوات الله عليه وفيه أخبار القائم عليه السلام كما في فهرست النجاشى.
(*)
[268]
علي، عن علي بن الحكم، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي الطفيل، قال: سأل ابن الكواء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) عن الغضب، فقال: هيهات الغضب، هيهات موتات بينهن موتات، وراكب الذعلبة(1)، وما راكب الذعلبة، مختلط جوفها بوضينها(2)، يخبرهم بخبر فيقتلونه، ثم الغضب عند ذلك ".
39 - حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري، عن أبى مالك الحضرمي، عن محمد بن أبي الحكم، عن عبدالله بن عثمان، عن أسلم المكي(3)، عن أبى الطفيل، عن حذيفة بن اليمان، قال: يقتل خليفة ما له في السماء عاذر، ولا في الارض ناصر، ويخلع خليفة حتى يمشى على وجه الارض ليس له من الارض شئ، ويستخلف ابن السبية(4) قال: فقال أبوالطفيل: يا ابن أختى ليتنى أنا وأنت
___________________________________
(1) الذعلبة - بالكسر -: الناقة السريعة.
(2) الوضين: بطان منسوج بعضه عل بعض يشد به الرحل على البعير كالحزام على السرج، وقال في النهاية منه الحديث " اليك تغدو قلقا وضينها " أراد أنها هزلت ودقت للسير عليها.
وقال العلامة الملجسى(ره) بعد نقل ذلك عن الجزري: يحتمل أن يكون ما في الخبر كناية عن السمن أو الهزال أو كثرة سير الراكب عليها واسراعه.
(3) في بعض النسخ " حصين المكى " وفى بعضها " حكم المكى " وكلاهما تصحيف والصواب كما يظهر من نسخة مخطوطة " أسلم المكى " وهو مولى محمد بن الحنفية وله قصة مع أبى جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام لا بأس بذكرها، نقل أنه قال له أبوجعفر عليه السلام: " أما انه - يعنى محمد بن عبدالله بن الحسن - سيظهر ويقتل في حال مضيقة، ثم قال: يا أسلم لا تحدث بهذا الحديث أحدا فانه عندك أمانة، قال: فحدثت معروف بن خربوذ بذلك وأخذت عليه العهد مثل ما أخذ على، فسأله معروف عن ذلك، فالتفت عليه السلام إلى أسلم، وقال أسلم: جعلت فداك أخذت عليه مثل الذى أخذت على، فقال عليه السلام: لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم شكاكا، والربع الاخر أحمق ".رواه الكشى في رجاله.
(4) تقدم الكلام فيه في عنوانه ص 230.
(*)
[269]
من كوره(1)، قال: قلت: ولم تتمنى يا خال ذلك؟ قال: لان حذيفة: حدثني أن الملك يرجع في أهل النبوة ".
40 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب من كتابه، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي ابن أبي حمزة، عن أبيه ; ووهيب، عن أبى بصير قال: " سئل أبوجعفر الباقر(عليه السلام) عن تفسيرقول الله عزوجل " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق "(2) فقال: يريهم في أنفسهم المسخ، ويريهم في الآفاق انتقاص الآفاق عليهم، فيرون قدرة الله في أنفسهم وفي الآفاق.
وقوله: حتى يتبين لهم أنه الحق " يعني بذلك خروج القائم هو الحق من الله عزوجل يراه هذا الخلق لابد منه ".
41 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، عن علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبى بصير، قال: " قلت لابى عبدالله(عليه السلام) قول الله عزوجل " عذاب الخزي في الحيوة الدنيا وفي الآخرة "(3) ما هو عذاب خزي الدنيا؟ فقال: وأي خزي أخزى يا أبا بصير من أن يكون الرجل في بيته وحجاله وعلى إخوانه وسط عياله إذ شق أهله الجيوب عليه وصرخوا، فيقول الناس: ما هذا؟ فيقال " مسخ فلان الساعة، فقلت: قبل قيام القائم(عليه السلام) أو بعده؟ قال: لا، بل قبله ".
___________________________________
(1) كذا وفى بعض النسخ " من كورة " بالتاء المنقوطة المدورة، والمراد من أهل زمانه، والكور - بفتح الكاف الجماعة الكثيرة من الابل والقطيع من الغنم.
والكورة - بالضم -: المدينة والصقع والبقعة التي يجتمع فيها قرى ومحال، جمعها كور - كتحف -.
ولعل المراد الكرة ومعناه الرجعة، ولابى الطفيل في الرجعة كلام مع أمير المؤمنين عليه السلام رواه سليم بن قيس في كتابه يؤيد ما قلناه.
(2) فصلت: 53.
(3) راجع فصلت: 16.
(*)
[270]
42 - أخبرنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن محمد بن موسى، عن أحمد بن أبي أحمد الوراق، عن يعقوب [بن] السراج، قال: " قلت لابي عبدالله(عليه السلام): متى فرج شيعتكم؟ قال: إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم، وطمع فيهم من لم يكن يطمع وخلعت العرب أعنتها(1)، ورفع كل ذى صيصية صيصيته، وظهر السفياني، وأقبل اليماني، وتحرك الحسني، خرج صاحب هذا الامر من المدينة إى مكة بتراث رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم)، قلت: وما تراث رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم)؟ فقال: سيفه، ودرعه، وعمامته، وبرده، ورايته، وقضيبه، وفرسه، ولامته(2) وسرجه "(3).
43 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل ; وسعدان بن إسحاق بن سعيد ; وأحمد بن الحسين بن عبدالملك، ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني قالوا جميعا: حدثنا الحسن بن محبوب، عن يعقوب السراج، قال: قلت لابي - عبدالله(عليه السلام): متى فرخ شيعتكم؟ فقال: إذا اختلف ولد العباس، ووهى سلطانهم فذكر الحديث بعينه حتى انتهى إلى ذكر اللامة والسرج، وزاد فيه " حتى ينزل بأعلى مكة فيخرج السيف من غمده، ويلبس الدرع، وينشر الراية والبردة، ويعتم بالعمامة، ويتناول القضيب بيده، ويستأذن الله في ظهوره، فيطلع على ذلك بعض مواليه، فيأتي الحسني فيخبره الخبر، فيبتدره الحسنى إلى الخروج فيثب عليه أهل مكة فيقتلونه ويبعثون برأسه إلى الشامي فيظهر عند ذلك صاحب هذا الامر فيبايعه الناس ويتبعونه، ويبعث عند ذلك الشامي جيشا إلى المدينة فيهلكهم الله دونها، ويهرب من المدينة يومئذ من كان بالمدينة من ولد علي(عليه السلام) إلى مكة فيلحقون بصاحب الامر، ويقبل صاحب الامر نحو العراق، ويبعث جيشا
___________________________________
(1) قوله " خلعت العرب أعنتها " أى تصير مخلوعة العنان تفعل ما تشاء.
(2) لامة الحرب: أداته.
(3) هذه العلائم بعضها من علائم زمان الغيبة وبعضها من علائم الفرج، وبعضها من علائم الظهور.
(*)
[271]
إلى المدينة، فيأمر أهلها فيرجعون إليها ".
44 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا معاوية بن حكيم، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبى نصر، قال: سمعت الرضا(عليه السلام) يقول: " قبل هذا الامر بيوح، فلم أدر ما البيوح، فحججت فسمعت أعرابيا يقول: هذا يوم بيوح، فقلت له: ما البيوح، فقال: الشديد الحر "(1).
45 - أخبرني أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي، عن أحمد ومحمد ابني الحسن، عن أبيهما، عن ثعلبة بن ميمون، عن بدر بن الخليل الاسدي قال: " كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليهما السلام) فذكر آيتين تكونان قبل قيام القائم(عليه السلام) لم تكونا منذ أهبط الله آدم صلوات الله عليه أبدا، وذلك أن الشمس تنكسف في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره، فقال له رجل: يا ابن رسول الله لابل الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف(2)، فقال له أبوجعفر(عليه السلام): إنى لاعلم بالذي أقول ; إنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم ".
46 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن بن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام الناشري، عن عبدالله بن جبلة، عن الحكم بن أيمن، عن ورد(3) - أخي الكميت -، عن أبي جعفر محمد بن علي(عليهما السلام) أنه قال:
___________________________________
(1) في البحار الطبعة الحروفية " البئوح " ولم أجده في اللغة بهذا انما فيها " بوح " وزان بوق بمعنى الشمس، وكأنه مفرد على وزن صبور.
وفى قرب الاسناد " ابن عيسى عن البزنطى عن الرضا عليه السلام " قدام هذا الامر قتل بيوح، قلت: وما البيوح؟ قال: دائم لا يفتر " وفى القاموس البوح - بالضم - الاختلاط في الامر، وباح: ظهر، وبسره بوحا وبؤوحا أظهره كأباحه، وهو بؤوح بما في صدره، واستباحهم استأصلهم.
(2) ذلك لكون الخسوف على حساب المنجمين لا يكون الا في أواسط الشهر والكسوف في أواخره جزئيا كانا أو كليا.
وما في الخبر الاتى من سقوط حساب المنجمين ناظر إلى هذا الامر.
(3) هو ورد بن زيد الاسدى الكوفى أخو كميت بن زيد، وكان من أصحاب أبى جعفر عليه السلام.
وما في بعض النسخ من " وردان " أو " داود " تصحيف وقع من الكتاب.
(*)
[272]
إن بين يدي هذا الامر انكساف القمر لخمس تبقى، والشمس لخمس عشرة وذلك في شهر رمضان، وعنده يسقط حساب المنجمين ".
47 - و..............(1) عن علي بن أبي - حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: علامة خروج المهدي كسوف الشمس في شهر رمضان في ثلاث عشرة وأربع عشرة منه ".
48 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبى الخطاب، عن الحسن بن علي، عن صالح بن سهل، عن أبي - عبدالله جعفر بن محمد(عليهما السلام) " في قوله تعالى: " سأل سائل بعذاب واقع "(2) قال: تأويلها فيما يأتي: عذاب يقع في الثوية - يعنى نار - حتى ينتهى إلى الكناسة كناسة بني أسد حتى تمر بثقيف، لاتدع وترا لآل محمد إلا أحرقته، وذلك قبل خروج القائم(عليه السلام) ".
49 - حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن عبدالله بن حماد الانصاري، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: قال أبوجعفر(عليه السلام): " كيف تقرؤون هذه السورة؟ قلت: وأية سورة؟ قال: سورة " سأل سائل بعذاب واقع " فقال: ليس هو " سأل سائل بعذاب واقع " إنما هو سال سيل، وهي نار تقع في الثوية، ثم تمضي إلى كناسة بني أسد(3)، ثم تمضي إلى
___________________________________
(1) كذا وفيه سقط والمؤلف يروى عن الحسن بن على بن أبى حمزة بواسطة أحمد ابن محمد بن سعيد، عن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن اسماعيل بن مهران، عنه عن أبيه على والسقط أما من قلم المؤلف إذ ليس من دأبهم اذا لم يكن السند معلقا على الذى قبله ذلك، واما من النساخ.والصواب أن نأتى بالسند تماما في الصلب لكنه خلاف الامانة.
(2) المعارج: 1.
(3) الثوية - بالفتح ثم الكسر، وياء مشددة ويقال بلفظ التصغير -: موضع بالكوفة، أو قريب من الكوفة، وقيل: خريبة إلى جانب الحيرة على ساعة منها.
والكناسة - بضم الكاف - محلة بالكوفة عندها أوقع يوسف بن عمرو الثقفى - والى العراق من قبل هشام ابن عبدالملك - زيد بن على بن الحسين عليهما السلام، وقصته مشهورة وفى التاريخ راجع مقاتل الطالبيين لابى الفرج الاصفهانى.
(*)
[273]
ثقيف، فلا تدع وترا لآل محمد إلا أحرقته "(1).
50 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني على بن الحسن، عن أخيه ; محمد بن الحسن(2)، عن أبيه، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن الحسين بن موسى، عن معمر بن يحيى بن سام، عن أبى خالد الكابلى، عن أبى جعفر(عليه السلام) أنه قال: " كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يقوموا، ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم، قتلاهم شهداء، أما إنى لو ادركت ذلك لا ستبقيت نفسي لصاحب هذا الامر " 51 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، عن يعقوب ابن يزيد، عن زياد القندي، عن ابن اذينة، عن معروف بن خربوذ، قال: " ما دخلنا علي أبى جعفر الباقر(عليه السلام) قط إلا قال: " خراسان خراسان، سجستان سجستان " كأنه يبشرنا بذلك "(3).
___________________________________
(1) كأنه سأل أبوجعفر عليه السلام من الراوى عما تضمنته الاية أهو ما وقع فيما مضى أو هو يقع فيما يأتى بعد.
ثم أشار إلى ما قد يقع من مصاديق الاية، وفى تفسير القمى: " سئل ابوجعفر(ع) عن معنى الاية فقال: نار تخرج من المغرب وملك يسوقها من خلفها حتى يأتى من جهة دار بنى سعد بن همام عند مسجدهم، فلا تدع دارا لبنى امية الا أحرقتها وأهلها، ولا تدع دارا فيها وتر لآل محمد الا أحرقتها، وذلك المهدي [ع] ".
والمراد أن ذلك من علامات المهدى(ع) يعنى كما أنهم قتلوا زيد بن على ومن معه من أولاد النبى صلى الله عليه وآله بالكوفة عند الثوية إلى الكناسة ثم إلى ثقيف، كذلك يعاقبون، ولا يبقى بيت من البيوت التى اريق فيه دم لال محمد الا احرق، والوتر القتيل الذى لم يدرك بدمه.
(2) في النسخ " عن أبيه ; ومحمد بن الحسن " وكأن " أبيه ; و " زائد والصواب " علي بن الحسن عن محمد بن الحسن، عن أبيه " وهو المعمول في اسانيد الكتاب فان ابن فضال كان يروى بواسطه أخويه محمد وأحمد عن أبيه.
(3) ظاهره من علائم الظهور، ولا يبعد كونه اشارة إلى الحوادث التى استوقعها في زمانه عليه السلام كقيام أبى مسلم وانقراض دولة بنى امية.
(*)
[274]
52 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا الحسن ومحمد ابنا علي بن يوسف، عن أبيهما، عن أحمد بن عمر الحلبي(1)، عن صالح بن أبى الاسود عن أبى الجارود قال: سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول: " إذا ظهرت بيعة الصبى قام كل ذي صيصية بصيصيته "(2).
53 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن عبدالله، عن محمد بن أبى عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " ما يكون هذا الامر حتى لا يبقى صنف من الناس إلا وقد ولوا على الناس(3) حتى لا يقول قائل " إنا لو ولينا لعدلنا " ثم يقوم القائم بالحق والعدل "(4).
54 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بهذا الاسناد، عن هشام بن سالم، عن زرارة قال: " قلت لابى عبدالله(عليه السلام) النداء حق؟ قال: إي والله حتى يسمعه كل قوم بلسانهم.
وقال(عليه السلام): لا يكون هذا الامر حتى يذهب تسعة أعشار الناس "(5).
55 - أخبرنا علي بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العلوي، قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري، قال: حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء(6)، قال: حدثني أبى، عن أبى عبدالله جعفر بن محمد(عليهما السلام): " أن أمير المؤمنين(عليه السلام)
___________________________________
(1) يعنى به أحمد بن عمر بن أبى شعبة، وهو ثقة.
(2) تقدم أن الصيصية: شوكة الديك، وقرن البقر والظباء، والحصن، وكل ما امتنع به.أى أظهر كل ذى قوة قوته.
(3) أى لا يبقى نوع من أنواع الحكومة الا وقد عمل به في البسيطة غير الحكومة الحقة الالهية التى يقول بها الشيعة الامامية الاثنا عشرية.
(4) قوله: بالحق والعدل " يعطينا خبرا بأن الحكومات المعمولة السابقة لها كلها باطلة ظالمة، غير عادلة.
(5) في بعض النسخ " حتى يهلك تسعة أعشار الناس ".
(6) في بعض النسخ " ابراهيم بن عبدالله بن العلاء " وظنى أن كليهما تصحيف والصواب " ابراهيم بن عبدالحميد بن أبى العلاء " والله أعلم.
(*)
[275]
حدث عن أشياء تكون بعده إلى قيام القائم، فقال الحسين: يا أميرالمؤمنين متى يطهر الله الارض من الظالمين؟ فقال أميرالمؤمنين(عليه السلام): لايطهرالله الارض من الظالمين حتى يسفك الدم الحرام.
- ثم ذكر أمر بني أمية وبني العباس في حديث طويل - ثم قال: إذا قام القائم بخراسان وغلب على أرض كوفان وملتان، وجاز جزيرة بني كاوان(1)، وقام منا قائم بجيلان وأجابته الآبر والديلم [ان](2)، وظهرت لولدي رايات الترك متفرقات في الاقطار والجنبات(3)، وكانوا بين هنات وهنات(4) إذا خربت البصرة، وقام أمير الامرة بمصر - فحكى(عليه السلام) حكاية طويلة - ثم قال: إذا جهزت الالوف، وصفت الصفوف، وقتل الكبش الخروف،(5) هناك يقوم الآخر ويثور الثائر، ويهلك الكافر، ثم يقوم القائم المأمول، والامام المجهول، له الشرف والفضل وهو من ولدك يا حسين، لا ابن مثله(6) يظهر بين الركنين، في دريسين باليين(7) يظهر على الثقلين، ولا يترك في الارض دمين(8)، طوبى لمن أدرك
___________________________________
(1) كوفان اسم للكوفة، وفى بعض النسخ " كرمان ".
وملتان - بضم الميم -: مدينة من الهند قرب غزنة، قال في المراصد: أهلها مسلمون منذ قديم.
وفى المراصد أيضا: جزيرة كاوان ويقال: جزيرة بنى كاوان، جزيرة عظيمة يقال لها: جزيرة لا فت في بحر فارس بين عمان والبحرين، كان بها قرى ومزارع، وهى الان خراب - اه.
(2) الابر: قرية قرب الاسترآباد.وفى جل النسخ " الديلم " والديلمان جمع الديلم بلغة الفرس من قرى اصبهان بناحيه جرجان.كما في المراصد.
(3) في بعض النسخ " والحرمات ".
(4) هنات وهنوات جمع هنيئة بمعنى ساعة يسيرة، أو من قولهم " في فلان هنات " أى خصلات شر.
(5) الخروف - كصبور - الذكر من أولاد الضأن.
(6) في بعض النسخ " لا، أين مثله؟ ".
(7) الدريس: البالى من الثياب.
والبالى: الخلقان من الثياب.
(8) كذا في جل النسخ وفى بعضها " الادنين " كما في البحار، وفى نسخة " لا يترك في الارض شرا " وكأن الكلمة في الاصل غير مقروءة فكتبها كل على حسب أجتهاده، مع< تصرف، ويحتمل كونه " ولا يترك في الارض دينين " أو " ولا يترك في الارض المين " بفتح الميم بمعنى الكذب، والاصوب عندى أن الجملة في الاصل كانت " ولا يترك الارض بلامين " فصحفت ; يعنى لا يترك الارض بلا حرث ولا زراعة، ففى اللغة: مان الارض مينا: شقها وحرثها للزراعة.وهذا مؤيد بروايات اخر لامجال لنا هنا لذكرها.
[276]
زمانه، لحق أوانه، وشهد أيامه ".
56 - محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي، قال: حدثني محمد بن أحمد(1)، عن محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن أبى عبدالله(عليه السلام) قال: " إذاكان ليلة الجمعة أهبط الرب تعالى ملكا إلى السماء الدنيا، فإذا طلع الفجر جلس ذلك الملك على العرش فوق البيت المعمور(2)، ونصب لمحمد وعلي والحسن والحسين(عليهم السلام) منابر من نور، فيصعدون عليها وتجمع لهم الملائكة والنبيون والمؤمنون، وتفتح أبواب السماء، فإذا زالت الشمس قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): يارب ميعادك الذي وعدت به في كتابك، هو هذه الآية: " وعدالله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم وليبد لنهم من بعد خوفهم أمنا "(3) ثم يقول الملائكة والنبيون مثل ذلك، ثم يخر محمد وعلي والحسن والحسين سجدا، ثم يقولون: يارب أغضب فإنه قدهتك حريمك وقتل أصفياؤك(4) وأذل عبادك الصالحون، فيفعل الله ما يشاء، وذلك يوم معلوم ".
57 - حدثنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشى، قال: حدثنى محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا محمد بن سنان،
___________________________________
(1) يعنى محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعرى كما صرح به في البحار.
(2) البيت المعمور هو في السماء الرابعة بحيال الكعبة وهو الضراح يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لايعودون اليه أبدا، وقيل هو الكعبة لكونها معمورة بالحجاج والعمار.
(3) النور: 55.
(4) في بعض النسخ " أنهتك حريمك وذل أصفياؤك ".
(*)
[277]
عن الحسين بن المختار، عن خالد القلانسي، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " إذا هدم حائط مسجد الكوفة من مؤخره مما يلى دار ابن مسعود، فعند ذلك زوال ملك بني فلان، أما إن هادمه لا يبنيه ".
58 - حدثنا عبدالواحد بن عبدالله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن رباح الزهري، قال: حدثنا أحمد بن على الحميري، عن الحسن بن أيوب، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي، عن رجل، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " لا يقوم القائم حتى يقوم أثنا عشر رجلا كلهم يجمع على قول أنهم قد رأوه فيكذبهم ".
59 - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد، قال: حدثنا الحسن ابن محمد بن سماعة، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبي الحسن علي بن محمد، عن معاذ بن مطر(1)، عن رجل - قال: ولا أعلمه إلا مسمعا أبا سيار - قال: قال أبوعبدالله(عليه السلام): " قبل قيام القائم تحرك حرب قيس(2) ".
60 - حدثنا على بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازى، عن محمد بن علي الكوفي، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن عبيد بن زرارة، قال: " ذكر عند أبي عبدالله(عليه السلام) السفياني فقال: أني يخرج ذلك؟ ولما يخرج كاسر عينيه بصنعاء(3) ".
61 - أخبرنا علي بن الحسين قال: أخبرنا محمد بن يحيى، عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الكوفي، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن علي بن محمد ابن الاعلم الازدي، عن أبيه، عن جده(4) قال: قال أميرالمؤمنين(عليه السلام) " بين
___________________________________
(1) في بعض النسخ، عن أحمد بن محمد بن معاذ بن مطر " وعلى بن محمد هو أبوالحسن السواق ظاهرا.
وأما معاذ بن مطر فلم أجده.
(2) في بعض النسخ " يحرك حرب قيس ".
(3) في بعض النسخ " كاسر عينه بصنعاء ".
(4) الاعلم الازدى كان من أولياء امير المؤمنين عليه السلام كما في رجال البرقى، وضبطه في اختصاص المفيد " العلم الازدى ".
(*)
[278]
يدي القائم موت أحمر، وموت أبيض، وجراد في حينه، وجراد في غير حينه أحمر كالدم، فأما الموت الاحمر فبالسيف، وأما الموت الابيض فالطاعون "(1).
62 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في رجب سنة سبع وسبعين ومائتين قال: حدثنا محمد بن عمربن يزيد بياع السابري ومحمد بن الوليد بن خالد الخزاز جميعا قالا: حدثنا حماد بن عثمان، عن عبدالله بن سنان قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن أبي البلاد وقال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن الاصبغ ابن نباتة قال: سمعت عليا(عليه السلام) يقول: " إن بين يدي القائم سنين خداعة، يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويقرب فيها الماحل - وفى حديث " وينطق فيها الرويبضة " - فقلت: وما الرويبضة وما الماحل(2)؟ قال: أو ما تقرؤون القرآن قوله " وهو شديد المحال "(3) قال: يريد المكر، فقلت: وما الماحل: قال: يريد المكار ".
63 - حدثنا عبدالواحد بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنى محمد بن سنان، عن حذيفة بن المنصور، عن - أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " إن لله مائدة - وفي غيرهذه الرواية " مأدبة "(4) " بقر قيسياء يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الارض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين "(5).
___________________________________
(1) في بعض النسخ " وأما الموت الابيض فبالطاعون ".
(2) في الخبر هنا سقط، سقط جوابه عليه السلام عن معنى الرويبضة، وفى نهاية الجزرى: في حديث اشراط الساعة " وأن ينطق الرويبضة في أمر العامة، قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ فقال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة " والرويبضة تصغير الرابضة، وهو العاجز الذى ربض عن معالى الامور وقعد عن طلبها، والتاء فيه للمبالغة.
والتافه: الخسيس الحقير.
(3) الرعد: 13.والمحال - بكسر الميم -: الكيد، والنكال، والمكر.والماحل: الذى يرفع عن الانسان قولا أو فعلا إلى الحاكم فيوقع الانسان في مكروه.
(4) المأدبة هى الطعام الذى يصنعه الرجل ويدعو اليه الناس.
(5) في روضة الكافى تحت رقم 451 خبرعن ميسر عن أبى جعفر عليه السلام فيه توضيح ما لهذا الخبر.
ولا مجال هنا لذكره، فلتراجع.
(*)
[279]
64 - حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري، عن أبي بصير، قال: حدثنا أبوعبدالله(عليه السلام) [وقال]: " ينادى باسم القائم يا فلان بن فلان قم ".
65 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل ; وسعدان بن إسحاق بن سعيد ; وأحمد بن الحسين بن عبدالملك ; ومحمد بن أحمد بن الحسن جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السراج، عن جابر، عن أبي جعفر(عليه السلام) أنه قال: " ياجابر لا يظهر القائم حتى يشمل [الناس ب] الشام فتنة يطلبون المخرج منها فلا يجدونه، ويكون قتل بين الكوفة والحيرة، قتلاهم على سواء، وينادى مناد من السماء ".
66 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن هؤلاء الرجال الاربعة، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر(عليه السلام) أنه قال: توقعوا الصوت يأتيكم بغتة من قبل دمشق، فيه لكم فرج عظيم ".
67 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن هؤلاء الرجال الاربعة عن ابن محبوب.
وأخبرنا محمد بن يعقوب الكلينى أبوجعفر قال: حدثنى علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه ; قال: وحدثني محمدبن عمران قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، قال: وحدثني علي بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد جميعا، عن الحسن بن محبوب [قال] و(1) حدثنا عبدالواحد بن عبدالله الموصلي، عن أبي علي أحمد بن محمد بن أبي ناشر(2) عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبوجعفر محمد بن علي الباقر(عليهما السلام): " يا جابر الزم الارض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها: أولها اختلاف بني العباس وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به من بعدي عني ; ومناد ينادي من السماء، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح، وتخسف
___________________________________
(1) القائل هو المصنف.
(2) في بعض النسخ " أبى ياسر ".
(*)
[280]
قرية من قرى الشام تسمى الجابية(1)، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الايمن، ومارقة(2) تمرق من ناحية الترك، ويعقبها هرج الروم، وسيقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة، وسيقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب، فأول أرض تخرب أرض الشام(3) ثم يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: راية الاصهب، وراية الابقع، وراية السفياني، فيلتقى السفياني بالابقع فيقتتلون، فيقتله السفيانى ومن تبعه، ثم يقتل الاصهب ثم لا يكون له همة إلا الاقبال نحو العراق، ويمر جيشه بقرقيسياء(4)، فيقتتلون بها، فيقتل بها من الجبارين مائة ألف، ويبعث السفيانى جيشا إلى الكوفة، وعدتهم سبعون ألفا، فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا، فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان(5) وتطوي المنازل طيا حثيثا، ومعهم نفر من أصحاب القائم، ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله(6) أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة، ويبعث السفيانى بعثا إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة، فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران [(عليه السلام)].
قال فينزل أمير جيش السفياني البيداء، فينادي مناد من السماء " يا بيداء أبيدي القوم "(7) فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر يحول الله وجوههم إلى
___________________________________
(1) الجابية: قرية من أعمال دمشق، ثم من عمل الجيدور من ناحية جولان قرب مرج الصفر.
(2) يعنى الجماعة الذين يخرجون من الدين ببدعة أو ضلالة.
(3) في بعض النسخ " فأول أرض المغرب أرض الشام ".
ورواه العياشى في تفسيره وفيه " أول أرض المغرب تخرب أرض الشام " ونحوه في اختصاص المفيد(ره).
(4) قرقيسياء - بالفتح ثم السكون -: بلد على الخابور، وهى على الفرات.
(5) في بعض النسخ " من ناحية خراسان " وفى بعضها " نحو خراسان ".
(6) في بعض النسخ " فيقتتله ".وفى اختصاص المفيد " فيقتله ".
(7) أباده أى أهلكه.
وفى نسخة يا بيدا بيدى القوم ".
(*)
[281]
أقفيتهم وهم من كلب، وفيهم نزلت هذه الآية: " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها - الآية(1) ".
قال: والقائم يومئذ بمكة، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا به، فينادي: يا أيها الناس إنا نستنصر الله، فمن أجابنا من الناس؟ فإنا أهل بيت نبيكم محمد، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد(صلى الله عليه وآله)، فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجني في محمد(صلى الله عليه وآله) فأنا أولى الناس بمحمد(صلى الله عليه وآله)، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين، أليس الله يقول في محكم كتابه: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم(2) "؟ فأنا بقية من آدم وذخيرة من نوح، ومصطفى من إبراهيم، وصفوة من محمد صلى الله عليهم أجمعين.
ألا فمن حاجنى في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما(أ) بلغ الشاهد [منكم] الغائب، وأسألكم بحق الله، وحق رسوله(صلى الله عليه واله وسلم) وبحقي، فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله إلا أعنتمونا(3) ومنعتمونا ممن يظلمنا، فقد أخفنا وظلمنا، وطردنا من ديارنا أبنائنا، وبغي علينا، ودفعنا عن حقنا، وافترى أهل الباطل علينا(4)، فالله الله فينا، لا تخذلونا، وانصرونا ينصركم الله تعالى.
___________________________________
(1) النساء: 47.
(2) آل عمران: 34.
(3) في بعض النسخ " لما أعنتمونا ".
(4) في البحار الطبعة الكمبانى " فأوثر أهل الباطل علينا " وفى الاختصاص " وآثر علينا أهل الباطل ".
وما في البحار أنسب.
(*)
[282]
قال: فيجمع الله عليه أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، ويجمعهم الله له على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف(1)، وهي ياجابر الآية التى ذكرها الله في كتابه " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير "(2) فيبايعونه بين الركن والمقام، ومعه عهد من رسول الله(صلى الله عليه وآله) قد توارثته الابناء عن الآباء، والقائم يا جابر رجل من ولد الحسين يصلح الله له أمره في ليلة، فما أشكل على الناس من ذلك يا جابر فلا يشكلن عليهم ولا دته من رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ووراثته العلماء عالما بعد عالم، فإن أشكل هذا كله عليهم، فإن الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه وامه "(3).
68 - حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: يقوم القائم يوم عاشوراء ".
هذه العلامات التي ذكرها الائمة(عليهم السلام) مع كثرتها واتصال الروايات بها وتواترها واتفاقها موجبة ألا يظهر القائم إلا بعد مجيئها وكونها، إذ كانوا قد أخبروا أن لابد منها وهم الصادقون، حتى إنه قيل لهم: " نرجو أن يكون ما نؤمل من أمر القائم(عليه السلام) ولا يكون قبله السفياني " فقالوا: " بلى والله إنه لمن المحتوم الذي لابد منه ".
ثم حققوا كون العلامات الخمس التي أعظم الدلائل والبراهين على ظهور الحق بعدها، كما أبطلوا أمر التوقيت وقالوا: " من روى لكم عنا توقيتا فلا تهابوا أن تكذبوه كائنا من كان فإنا لا نوقت " وهذا من أعدل الشواهد على بطلان أمر
___________________________________
(1)(القزع: قطع السحاب، والخريف الفصل الثالث من الفصول الاربعة، وانما خص الخريف لانه أول الشتاء، والسحاب يكون فيه متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك.
(2) البقرة: 148.
(3) راجع تفسير العياشى ج 1 ص 244 و 245، واختصاص المفيد ص 255 إلى 257.
(*)
[283]
كل من ادعي أو ادعى له مرتبة القائم ومنزلته، وظهر قبل مجئ هذه العلامات، لا سيما وأحواله كلها شاهدة ببطلان دعوى من يدعى له، ونسأل الله أن لا يجعلنا ممن يطلب الدنيا بالز خارف في الدين، والتمويه على ضعفاء المرتدين، ولا يسلبنا ما منحنا به من نور الهدى وضيائه، وجمال الحق وبهائه بمنه وطوله.