الحمد لله الّذي رفع السماء العلم وزينها ببروجها للناظرين ، وعلق عليها قناديل الأنوار بشموس النبوة وأقمار الامامة لمن أراد سلوك مسالك اليقين حمداً دائماً سرمداً فنشكره على نعمه التى لا تُحصى وأفضل صلواته وسلامه على رسوله وعلى آله آل الله الذين هم ائمة الأنام ومفاتيح الكلام وغيوث الانعام الذين جسدوا أوامر رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
لا شك في ان الاُسرة تمثل حجر الاساس في المجتمع البشري ، ومن المعتذر الحصول على مجتمع صالح دون اصلاح واقع الاُسرة ، يقول تعالى :
( إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْم حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ )(1) .
إنَّ المجتمع الاسلامي مثل أعلى لجميع الأمم وعليه أن يكون قدوةً ونموذجاً يحتذى به في جميع المجالات لا سيما فيما يتعلق بالأسرة والزواج وما قد يطرأ بعد ذلك من طلاق وانفصال ، إذ ينبغي أن تنعدم فيه هذه الظاهرة أو تنخفض إلى ادنى المعدلات ، وهذا لا يتيسر إلاّ من خلال ادراك الازواج لمسؤولياتهم المتقابلة ومسؤولياتهم ازاء أبنائهم وكذلك ادراك الأبناء لمسؤولياتهم تجاه الوالدين .
وكثيراً ما نشاهد ان اغلب المشاكل التي تعاني منها الاُسر والتى قد تؤدي إلى الطلاق ، سببها جهل الناس لواجبات الحياة الزوجيّة والذي من شأنه أن يؤدّي إلى القيل والقال أو التدخل غير المبرر من قبل الاقارب والآخرين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الرعد : 11 .
بناءً على ذلك وشعوراً بالمسؤولية ، فقد توجه مسؤول مؤسسة أم أبيها إلى طهران برفقة عدد من طلبة الحوزة العلمية بقم خلال أيام شهادة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام) وذلك للقاء سماحة العالم المدقق والمحقق الأستاذ حسين أنصاريان لاستئذانه في تحرير محاضراته المسجّلة على الأشرطة والتي كان قد ألقاها على مدى ثلاثين درساً تناول فيها نظام الاُسرة في المنظور الاسلامي بأسلوب جذّاب وبليغ ينم عن الحرص وجمعها في كتاب ليكون في متناول أيدي الجميع .
وافق الأستاذ على ذلك وباشر بتحرير ما تحتويه الأشرطة على الورق فاستغرقت عملية تدوين المواضيع والفهارس مدة أربعة أشهر وبالرغم ممّا كان يعانيه من ضيق الوقت حيث الانشغال بالمحاضرات والتدريس والمقابلات والتصنيف إلاّ أنّه استقبل ذلك برحابة صدر ووجه بشوش وراجع ما قد تمّ انجازه ومن ثمّ أعاده بغية طبعه .
وفي الختام نرى لزاماً علينا أن نتقدم بوافر الشكر والامتنان للاخوة العاملين في مؤسسة أنصاريان للطباعة والنشر لا سيما سماحة السيّد المسؤول محمد تقي أنصاريان لما بذلوه من جهود في هذا المجال .