عربي
Monday 25th of November 2024
0
نفر 0

الکذب والنميمة

الکذب والنميمة

قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ*هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ *مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾(1).
النميمة مرض نفسيّ لسانيّ قاتل وخطير، وهي تعني: "نقل قول الغير إلى المقول فيه سواء بالتكلّم أو الكتابة أو الإشارة أو الرمز"(2).
وهي المصداق البارز لإشاعة الفاحشة في المجتمع المؤمن، لما فيها من الفساد والإفساد.
عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: "من قال في مؤمنٍ ما رأته عيناه وسمعته أذناه، فهو من الذين قال الله عزّ وجلّ ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (3)
وعنه عليه السلام قال: "وإنّ من أكبر السحر النميمة، يفرّق بها بين المتحابّين، ويجلب العداوة على المتصافين، ويسفك بها الدماء، ويهدم بها الدور ويكشف بها الستور، والنمّام أشرّ من وطى ء الأرض بقدمٍ"(4).

وينبغي لكلّ من حُملت إليه النميمة:
1- عدم التصديق: وذلك لقوله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ *هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ﴾(5).
2- التبيّن قبل ترتيب الأثر لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾(6).
3- أن ينهاه عن ذلك لقوله تعالى: ﴿وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾(7).
4- أن يبغضَه في الله إذا علم منه معرفته بعمله وإصراره على فعله؛ لأنّه ملعون بعيدٌ عن الله. ورد في الخبر عن أمير المؤمنين عليه السلام: "إيّاك والنميمة فإنّها تزرع الضغينة وتبعد عن الله"(8).
5- أن لا تظنّ بأخيك السوء: ﴿اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾(9).
6- أن لا يحملك القول فيك على التجسّس ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا﴾(10).
7- أن لا ترضى لنفسك ما نُهيت عنه، فتقع فيما وقع فيه غيرك.
ومن الجميل أن نتعلّم من أهل البيت عليهم السلام كيفيّة التعاطي مع النمّام.
حيث روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه أتاه رجل يسعى إليه برجلٍ، فقال له عليه السلام: "يا فلان نحن نسأل عمّا قلت، فإن كنت صادقاً مقتناك، وإن كنت كاذباً عاقبناك، وإن شئت أن نقيلك أقلناك، قال: أقلني يا أمير المؤمنين"(11).

آثار النميمة الدنيويـّة والأخرويـّة

1- الحقد والضغينة:
عن الإمام عليّ عليه السلام: "إيّاك والنميمة فإنّها تزرع الضغينة"(12).
وعن الإمام جعفر عليه السلام: "إيّاك والنميمة فإنّها تزرع الشحناء في قلوب الرجال"(13).

2- غضب الله وهتك الستر:
من كتاب الصادق عليه السلام إلى عبد الله النجاشي والي الأهواز، قال له: "إيّاك والسعاة وأهل النمائم، فلا يلتزقن بك أحدٌ منهم، ولا يراك الله يوماً وليلة وأنت تقبل منهم صرفاً ولا عدلاً، فيسخط الله عليك ويهتك سترك"(14).

3- شرار خلق الله :
عن رسول الله صلى الله عليه واله، قال: "ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال صلى الله عليه واله: المشّاؤون بالنميمة، المفرّقون بين الأحبّة، الباغون للبراء العيب"(15).

4- عذاب القبر:
عن الإمام عليّ عليه السلام قال: "عذاب القبر يكون من النميمة"(16).

5- عدم دخول الجنّة:
عن النبيّ صلى الله عليه واله: "لا يدخل الجنّة نمّام"(17).
عبدٌ نمـّام
باع أحدهم عبداً وقال للمشتري ما فيه عيب إلّا النميمة قال رضيت به.
فمكث الغلام أيّاماً ثمّ قال لزوجة مولاه: إنّ زوجك لا يحبّك ويريد أن يتسرّى(18) عليك فخذي بعض الشعر منه لأسحره لك.
ثمّ قال للزوج: إنّ امرأتك اتخذت خليلاً، وتريد أن تقتلك فتناوم(19) لها حتى تعرف.
فتناوم فجاءته امرأته تحمل سكّيناً فظن أنّها تقتله فقتلها، وجاء أهل المرأة فقتلوا الزوج، ووقع القتال بين القبيلتين.

نزّه لسانك عن الكذب
الكذب من أسوأ الذنوب الّتي يمكن للعبد أن يرتكبها، والكذّاب يفقد ثقة الناس به لأنّ العلاقات الاجتماعيّة السليمة الّتي يبتغيها الناس هي العلاقات القائمة على الصدق، وقد كثرت الآيات والروايات الّتي تحذّر من الكذب مبيّنة مبغوضيّته عند الله تعالى، يقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾(20)، وهذا ما أكّدته الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله: "إيّاكم والكذب، فإنّ الكذب مجانب للإيمان"(21).
وفي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه واله: "أعظم الخطايا اللسان الكذوب"(22).
وعنه صلى الله عليه واله: "إذا كذب العبد تباعد الملك عنه ميلا من نتن ما جاء به"(23).
وعن الإمام عليّ عليه السلام: "الكذب شَيْن الأخلاق"(24).

الاستخفاف بالكذب
هناك نماذج من الكذب قد يستخفّ بها الإنسان ويعتبرها غير سيّئة وقد يعطيها تسميات لتخفيفها كاسم كذبة بيضاء أو كذبة أوّل نيسان... وقد أكّد الإسلام على رفض ذلك وعدم استسهال الكذب بجميع مسمّياته، وفي رواية عن عبد الله بن عامر قال: دعتني أمّي يوماً ورسول الله صلى الله عليه واله قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله: ما أردت أن تعطيه؟ قالت: أردت أن أعطيه تمراً، فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله: "أما إنّك لو لم تعطه شيئاً كتبت عليك كذبة"(25).
حتّى إنّ الروايات الشريفة أكّدت على أن يكون الإنسان حريصاً فيما ينقل من الكلام الّذي يسمعه من الآخرين، فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله: "حسبك من الكذب أن تحدّث بكلّ ما سمعت"(26)، وفي رواية أخرى عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله لمّا سألته أسماء بنت يزيد: إن قالت إحدانا لشي ء تشتهيه: لا أشتهيه، يعدّ ذلك كذباً؟ قال صلى الله عليه واله: "إنّ الكذب يكتب كذباً حتّى تكتب الكُذَيْبة كُذَيْبَة"(27).

آثار الكذب
إنّ للكذب آثاراً على الإنسان المسلم، منها:
1- الحرمان من الهداية: فإنّ الكذب يحرمه من نعمة الهداية كما أشار القرآن الكريم إلى ذلك، يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾(28)، ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾(29).
2- ينبت النفاق: يقول الله تعالى: ﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ﴾(30).
3- المهانة في الدنيا والآخرة: فعن الإمام عليّ عليه السلام: "ثمرة الكذب المهانة في الدنيا والعذاب في الآخرة"(31)، وأمّا سبب العذاب في الآخرة فلأنّ الكذّاب سيظهر كذبه أمام الملأ، وسيجرّ إلى جهنّم كما وعده الله تعالى، وأمّا المهانة في الدنيا فلأنَّ الكذب يذهب بهيبة الإنسان وبهائه، إذ إنّ الكاذب منبوذ بين الناس ويشيرون إليه بالأصابع لعدم ثقتهم به، وعن الإمام عليّ عليه السلام: "من عُرف بالكذب قلّت الثقة به، من تجنّب الكذب صدقت أقواله"(32).
4- قلّة التوفيق من الله تعالى لأداء السنن: ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل"(33).
5- نقصان الرزق: فعن رسول الله صلى الله عليه واله: "الكذب ينقص الرزق"(34)، وعن الإمام عليّ عليه السلام: "اعتياد الكذب يورث الفقر"(35).

نزّه لسانك عن الفحش من القول
من العادات القبيحة الّتي لا ينبغي أن تكون في الإنسان المؤمن: الفحش وبذاءة اللسان، والفحش هو أن يستعمل الإنسان الألفاظ القبيحة في السبّ والشتم وغيرها من المقالات السيّئة، وقد ذمّ الله تعالى هذا الصنف من الناس في كتابه العزيز حيث قال: ﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾(36)، ومعنى الآية الشريفة كما روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله: "هو الفاحش اللئيم"(37).
وقد وصفت الروايات الشريفة الإنسان الفاحش بأوصاف كثيرة منها:
أ- أنّه مبغوض لدى الله تعالى، ففي الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام: "إنّ الله يبغض الفاحش المتفحّش"(38).
ب- السفيه، ففي الرواية عن الإمام عليّ عليه السلام: "أسفه السفهاء المتبجّح بفحش الكلام"(39).
ج- من أهل النار، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "من خاف الناس لسانه فهو في النار"(40).
د- من شرّ الناس، فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله: "إنّ من شرّ الناس من تركه الناس اتقاء فحشه"(41).
إلى أوصاف أخرى تدلّل على مدى قبح هذه الصفة، نسأل الله تعالى أن ينزّهنا عن النقائص والعيوب، إنّه نعم الموفّق والمعين.

أسر الشهوات
من مواعظ الإمام الخمينيّ قدس سره في كتاب "الأربعون حديثاً":
إنّ الإنسان العاقل الروؤف بنفسه لا بدّ له من السعي واللجوء إلى كلّ سبيل لإنقاذ نفسه من الأسر، والنهوض أمام النفس الأمّارة والشيطان الباطنيّ، ما دامت الفرصة سانحة، وقواه الجسديّة سالمة، وما دام على قيد الحياة وفي صحّة موفورة وفتوّة موجودة، ثمّ يراقب حياته فترة من الوقت، ويتأمّل في أحوال نفسه وأحوال الماضين، ويتمعّن في سوء عاقبة بعضهم ويُفهم نفسه أنّ هذه الأيّام القليلة تبلى، ويوقظ قلبه ويفهمه الحقيقة التالية المنقولة عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله حيث خاطبنا قائلاً: "الدُّنْيَا مَزْرَعَةُ الآخِرَةِ" فلو أنّنا لم نزرع في هذه الأيّام المعدودة، ولم نعمل عملاً صالحاً، لفاتتنا الفرصة، وإذا غشينا الموت، وحلّ العالم الآخر، لانقطعت أعمالنا جميعاً وذهبت آمالنا نهائيّاً، وإذا جاء ملك الموت ونحن لا نزال عبيد الشهوات وأسارى قيود أهواء النفس المتشعّبة - والعياذ بالله - لكان من الممكن للشيطان أن يسرق إيماننا الّذي هو غايته القصوى وأن يحتال ويتراءى أمام قلبنا بصورة نخرج من الدنيا ونحن أعداء الحقّ المتعالي والأنبياء والأولياء، والله سبحانه أعلم ماذا وراء هذا الحجاب من الشقاوات والظلمات والوحشة؟.
فيا أيّتها النفس الدنيئة ويا أيّها القلب الساهي، استيقظا وانهضا أمام هذا العدوّ الّذي ألجمكما منذ سنين، وربطكما بأغلال الأسر وقادكما إلى كلّ جهة حيث يريد، ودفع بكما إلى كلّ عمل قبيح وسلوك بشع وأجبركما عليه، وحطِّما هذه القيود، وكسِّرا هذه السلاسل.
وكن أيّها الإنسان حرّاً، وادفع عن نفسك الذلّ والهوان، وضع في رقبتك طوق العبوديّة للحقّ جلّ جلاله حتّى تتحرّر من كلّ عبوديّة وترقى إلى السلطة الإلهيّة في العالمين.
أيّها العزيز، على الرغم من أنّ هذا العالم ليس بدار الجزاء والمكافأة وليس بمحلّ لظهور سلطة الحقّ المتعالي، وإنّما هو سجن المؤمن، فلو تحرّرت من أسر النفس، وأصبحت عبداً للحقّ المتعالي، وجعلت القلب موحّداً وأجليت مرآة روحك من غبار النفاق والإثنينيّة، وأرسلت قلبك إلى النقطة المركزيّة للكمال المطلق لشاهدت بعينك آثار ذلك في هذا العالم ولتوسّع قلبك بقدر يغدو محلّاً لظهور السلطنة التامّة الإلهيّة حيث تصير مساحتها أوسع من جميع العوالم "لا يَسعُني أَرْضِي وَلاَ سَمَائِي وَلكِنْ يَسَعُنِي قَلْبُ عَبْدِي المُؤْمِن" ولشعرت غنى واضحاً في النفس، حيث لم تعبأ بكلّ العوالم الغيبيّة والماديّة، ولأصبحت إرادتك قويّة حيث لم تفكّر في عالَمَيِ المُلك والملكوت ولم تجد لهما اللياقة لاحتضانك...
المصادر :
1- القلم: 10- 13
2- مجمع البحرين، الطريحي، ج6، ص180
3- النور: 19./ الكافي، الكليني، ج2، ص357
4- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج9، ص151
5- القلم: 10 و11
6- الحجرات: 6
7- لقمان: 17
8- غرر الحكم، الآمدي، ص222
9- الحجرات: 12
10- الحجرات: 12
11- بحار الأنوار، ج72، ص270
12- غرر الحكم، الآمدي، ص222
13- بحار الأنوار، المجلسي، ج75، ص202
14- وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج17، ص207
15- بحار الأنوار، المجلسي، ج72، ص212
16- وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج1، ص339
17- بحار الأنوار، المجلسي، ج72، ص268
18- يتسرى: أي السرية وهي الزوجة الجارية مقابل الزوجة الحرة
19- فتناوم: تصنع النوم
20- النحل:105
21- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج3، ص2674
22- ميزان الحكمة ، ج3، ص2672
23- ميزان الحكمة ، ج3، ص2673
24- 25- ميزان الحكمة، ج3، ص2673
25- ميزان الحكمة ، ج3، ص2675
26- ميزان الحكمة ، ج3، ص2676
27- ميزان الحكمة ، ج3، ص2675
28- الزمر:3
29- غافر: 28
30- التوبة:77
31- عيون الحكم والمواعظ، الواسطي، ص 209
32- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج3، ص2677
33- ميزان الحكمة ، ج3، ص2678
34- ميزان الحكمة
35- ميزان الحكمة
36- القلم:13
37- ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج3، ص2377
38- ميزان الحكمة ج3، ص2376
39- ميزان الحكمة
40- ميزان الحكمة
41- ميزان الحكمة

 


source : .www.rasekhoon.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الازواج المتقون
العلاقات الزوجية الناجحة تُحسِّن مناخ الأرض
السيد محسن الأمين العاملي ( قدس سره ) ( 1284 هـ ـ 1371 ...
المرأة في القرآن
مدير قناة الجزيرة في باكستان عضو في القاعدة ...
ربط الطفل بالسلف الصالح
إصدار كتاب "المنهج الحق كتاب الله والعترة ...
الإمام الخميني رجل القرن العشرين، ورجل القرن ...
إصدار كتاب "النَّثر الفنِّي في ثورة ...
رجل ضعيف وامرأة قوية .. صراع بين قوتين

 
user comment