عربي
Thursday 10th of October 2024
0
نفر 0

ثمرات الصلاة علی النبي (ص) وآله (ع)

 ثمرات الصلاة علی النبي (ص) وآله (ع)

من محاضرات: سماحة آیة الله الشیخ مجتبی الطهراني
ترجمة: الأستاذ علي فاضل السعدي

ثمرات الصلاة علی النبي (ص) وآله (ع)

أ- النتائج الدنيوية

1- رضاء الله: إنّ الأولياء المعصومين هم أحبّاء الله والصلاة عليهم ستؤدّي إلى رضا الله تعالى. فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حبيب الله تعالى وأنّ الصلاة عليه سبب لرضاه تعالى. فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:

صلاتكم عليّ... مرضاة لربكم(1)

2- القرب إلى الله ورسوله: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الطاهرين (عليهم السلام) يمثلون أقرب الناس إلى الله تعالى وأحبهم اليه، كما أنّ الدعاء لهم سبب لاقتراب الإنسان من الله تعالى. فالتقرب منهم من خلال الصلاة عليهم أمر ممكن وميسّر للجميع، فقد روى السيد عبد العظيم الحسني (رحمه الله) عن الإمام الحسن العسكري أنّه قال:

إنّما اتخذ الله إبراهيم الخليل لكثرة صلاته على محمدّ وأهل بيته صلوات الله عليهم.(2)

والمفهوم من كلام الإمام (عليه السلام) أن الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل بيته (عليهم السلام) لها تأثير في تقرّب الإنسان من الله تعالى إلى مستوى جعل النبي إبراهيم (عليه السلام) ينال مقام الخلّة من الله تعالى ببركة هذا العمل. كما أنّ من القطعي أن يكون هذا المقام ناشيء من شدّة قرب هذا النبي (عليه السلام) من الله تعالى.

كما أنّ إمكانية القول بأنّ الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سبب للتقرّب إلى الله تعالى هي لأنّ هذا السلوك إطاعة لأمر الله تعالى حيث أمر سبحانه بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكلّ طاعة تقرّب الإنسان إلى الله تعالى. يقول تعالى في القرآن الكريم:

يا أيها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلموا تسليما.(3)

كما ويمكن أن القول بأن صلاة الله على النبي(ص) تعني أن هذا السلوك يمثل سلوكه تعالی وهذا هو ما يكون سببا للقرب من الله تعالى. قال أمير المؤمنين:

تخلّقوا بأخلاق الله(4)

كذلك فالصلاة على النبي ستكون سبباً للتقرب من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأن المصلّي إنّما يصلي على النبي(ص) وعلى آله (عليهم السلام). ومن الطبيعي أن يحبّ آل البيت (عليهم السلام) من يصلي عليهم.

3- إجابة الدعاء: لقد وعد الله تعالى عباده بالإستجابة لدعائهم إذا دعوه، ولأن إحدى أسمائه الحسنى هي"المجيب"؛ فلاستجابة الدعاء تجد شروطا وعوامل مختلفة قد يطلق عليها شروط الإجابة. فمن الواضح الآن أنّ انتظار الإجابة سوف لا يكون صحيحاً إلّا إذا تحققت الشروط والأسباب ومن تلك الأسباب الصلاة على النبي(ص) وآل بيته الكرام (عليهم السلام) وقد روي عن الإمام الصادق أنّه قال:

لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلي على محمدّ وآل محمد(5)

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بعد هذا هو هل أنّ جميع ما يطلبه الإنسان يبقى محجوبا أو أن بعض تلك المطالب ستكون هكذا؟ وإذا كان الجواب هو الأوّل فهل أنّ الصلاة تزيل جميع حوائج الإنسان وأنّه الشرط لاقتراب مطالب الإنسان للإجابة؟ أو أنّ زوال الحجب ناشيء من بعض المطالب؟

فقد أشار الإمام (عليه السلام) في كلام أن حجب الدعاء يشمل جميع ما يسأل ويشير صراحة إلى عدم ارتفاع الدعاء. حيث يقول:

كل دعاء يدعى الله عزّ وجل به محجوب عن السماء حتى يصلي على محمد وآل محمدّ(6)

فبالصلاة على محمدّ وآله (عليهم السلام) يزول الحجاب بين الدعاء والسماء ليرتفع إلی سماء الصفاء وليبلغ مقارب عرش الله حيث يكون قريبا من الإجابة ومن دون هذا سيكون هذا الحجاب، مانعاً لارتفاع الدعاء. فعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):

ما من دعاء إلّا بينه وبين السماء حجاب، فإذا دعا العبد ولم يصل عليّ في أوله، عسى يرفع إلى الحجاب ثم يرد، وإذا صلى عليّ في أوله، تصعد الصلاة فتفتق الحجاب، وتصعد إلى السماء، ويتبعها الدعاء إلى دون العرش، فهناك ترجى الإجابة.(7)

فانحسار الحجب المختلفة بين العبد وربّه وارتفاع الدعاء إلى السماء ووصوله إلى الله تعالى، يدلّ على اقتراب الدعاء إلى الإجابة بل على الإجابة وهو ما رواه الإمام الصادق (عليه السلام) نقلا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

صلاتكم عليّ إجابة لدعائكم(8)

وبعد هذا يمكن القول أنّه ورغم حسن إرفاق الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام) مع الدعاء والطلبات المختلفة الأخرى وبكافة الأشكال والانحاء وأن ذلك يبعث إلى التعجيل في إجابتها، غير أنّنا نری الإمام (عليه السلام) وفي وصيّة أخرى يعلّم السائلين أفضل كيفية للسؤال من الله تعالى إلى جنب الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام) فيقول:

من كانت له إلى الله عزّ وجل حاجة فليبدأ بالصلاة على محمد وآله، ثم يسأل حاجته، ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد، فإن الله عزّ وجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط إذا كانت الصلاة على محمد وآل محمد لا تحجب عنه.(9)

ويعتبر الإمام (عليه السلام) أنّ الاكثار من هذا السلوك السامي مؤثر في قضاء الحوائج وذلك حين يقول:

من قال: يا رب صل على محمد وآل محمد مائة مرة قضيت له مائة حاجة ثلاثون للدنيا [والباقي للآخرة ].(10)

4- دحض النفاق: يعتبر النفاق ومع ملاحظة مراتبه الخفيّة والجليّة من أشدّ وأرزی الأمراض التي تبتلى بها القلوب. لكن الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام)، وبصوت جليّ تعدّ عاملا من عوامل دحض النفاق، فالإنسان ومن خلال هذا السلوك يعلن حبّه للأئمة المعصومين (عليهم السلام) وهذا ما يعدّ سبباً لرشده وكماله.

روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه روى عن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

الصلاة عليّ وعلى أهل بيتي تذهب بالنفاق. (11)

5- الطهارة وزكاة الأعمال: إنّ الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) وعلاوة على دحضها وإبعادها للنفاق فإنّها سبب لطهارة أعمال المرء. كما أن طهر الأعمال يؤدي إلى نموّ العمل. وما أكثر ما يكون زوال النفاق الباطني من الإنسان سبباً لطهارة أعماله. وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله:

صلاتكم عليّ إجابة لدعائكم وزكاة لاعمالكم.(12)

6 - السعة في الرزق: إنّ الصلاة على النبي وآله المعصومين (عليهم السلام) ستكون نتيجتها رحمة الله تعالى وستكون سبباً لفتح ابواب الرزق وسعته بوجه الإنسان فعن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال:

ومن سرّ آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في الصلاة على النبي وآله اللهم صل على محمد وآل محمد في الأولين، وصل على محمد وآل محمد في الآخرين، وصل على محمد وآل محمد في الملا الاعلى، وصل على محمد وآل محمد في المرسلين، اللهم أعط محمدا الوسيلة والشرف والفضيلة والدرجة الكبيرة، اللهم إني آمنت بمحمد وآله ولم أره فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته، وارزقني صحبته، وتوفني على ملته، واسقني من حوضه مشربا رويّا سائغا هنيئا لا أظما بعده أبدا إنّك على كل شئ قدير، اللهم كما آمنت بمحمد ولم أره فعرفني في الجنان وجهه، اللهم بلغ روح محمد عني تحية كثيرة وسلاما. فإنّ من صلى على النبي بهذه الصلوات هدمت ذنوبه، وغفرت خطاياه، ودام سروره، واستجيب دعاؤه وأعطي أمله، وبسط له في رزقه.(13)

7- صلاة الله وملائكته: حينما يصلي الإنسان على الأئمة المعصومين (عليهم السلام) فإنّ الله وملائكته سيصلون عليه لأنّه صلى على أولياء الله وأحبّائه وهذا سلوك يجلب رضا الله كما مرّ. إذاً فالله تعالى سيصلّي عليه كما صلى هو ويالها من فضيلة ونعمة أن يصلي الله على إنسان. يقول الإمام الصادق (عليه السلام):

يا إسحاق بن فروخ من صلى على محمد وآل محمد عشرا صلى الله عليه وملائكته مائة مرة، ومن صلى على محمد وآل محمد مائة [مرة] صلى الله عليه وملائكته ألفا، أما تسمع قول الله عزّ وجل: "هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما"(14).(15)

وقد نقل الإمام (عليه السلام) هذا المعنى من كلام لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يبشر فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ذات يوم لأمير المؤمنين (عليه السلام): ألا أبشرك؟ قال بلى- إلى أن قال- أخبرني جبرئيل أن الرجل من أمتي إذا صلى علي واتبع بالصلاة على أهل بيتي فتحت له أبواب السماء، وصلت عليه الملائكة سبعين صلاة وإنه ( لمذنب خطأ) ثم تحات عنه الذنوب كما يتحات الورق من الشجر ويقول الله تبارك وتعالى: لبيك عبدي وسعديك، يا ملائكتي، أنتم تصلون عليه سبعين صلاة، وأنا أصلي عليه سبعمائة صلاة.(16)

إن صلاة الله على عبده تمثل الرحمة التي تهبط عليه. إذاً فكثرة هذه الصلاة تحكي رحمة الله الجمّة على المصلي على النبي وآله. فعن ابن أبي حمزة، عن أبيه قال:

سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجل " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"(17) فقال: الصلاة من الله عزّ وجل رحمة ومن الملائكة تزكية، ومن الناس دعاء.(18)

وهنا يمكننا أن نستنتج أنّ الصلاة على النبي وآله (عليهم السلام) سبب لنزول رحمة الله تعالى على الإنسان؛ وهو الأمر الذي ورد عن أمير المؤمنين في خطبة له بعد رحيل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث يقول فيها:

بالشهادتين تدخلون الجنة، وبالصلاة تنالون الرحمة، فأكثروا من الصلاة على نبيكم وآله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"(19).(20)

فحينما يصلي الله وملائكته على المصلي على محمدّ (صلى الله عليه وآله وسلم)وآله (عليهم السلام) فمعناه أنّ لا مخلوق في الوجود إلّا وصلى على هذا الإنسان، فكأنّ رحمة الله وتزكية الملائكة، سبب لحدوث الطلب من قبل مخلوقات الله للصلاة على المصلي على محمد وآله روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:

إذا ذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأكثروا الصلاة عليه فإنّه من صلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة واحده صلى الله عليه ألف صلاه في ألف صف من الملائكة ولم يبق شئ مما خلقة الله إلّا صلى على العبد لصلاة الله عليه وصلاة ملائكته.(21)

8- العافية: إنّ الحماية من الأخطار، الأضرار، والمزالق التي تواجه الإنسان والتخلص مما ألمّ به، مرهونة بالعافية التي يهبها الله إياها لأنّ الله تعالى "ولي العافية" و" المعافي" فكلّ صلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام) ستفتح باباً من العافية بوجه الإنسان، وذلك ما نقل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

من صلّى عليّ مرّة فتح الله عليه باباً من العافية.(22)

ب- الثمرات الأخروية للصلاة على النبي(ص) وآله (عليهم السلام)

كما أنّ للصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام) آثار حسنة في الدنيا فإن لهذه الصلاة آثار قيّمة في الآخرة على الإنسان المصلّي وهي كالتالي:

1- البشارة عند الموت

تمثل اللحظات الأخيرة من عمر الإنسان إحدى أصعب لحظات حياته وعندها يكون محتاجاً جدّاً إلى لطف الله تعالى لكن الصلاة على النبي(ص) وآله (عليهم السلام) تعتبر عاملا مهمّاً في إدخال السرور على قلب هذا الإنسان ومن هذا المنطلق تعدّ الصلاة على النبي وآله (عليهم السلام) بشارة وسروراً على مطلقها. يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

من صلى عليّ وعلى آلي لم يمت حتى يبشر بإيمانه.(23)

2- ضياء في القبر والقيامة

القبر بيت الظلمة والوحدة والوحشة فينبغي أن يجتهد الإنسان ومن خلال الاسباب الحسنة والمفيدة في إضفاء النور عليه والتخفيف من وحشته. والصلاة على النبي(ص) وآله المعصومين (عليهم السلام) سبب لإنارة الظلمات بعد موت الإنسان. فالأولياء المعصومون (عليهم السلام) نور وذكرهم يضفي النور على عتمة القلب. ولهذا ينار أيضاً قبر الإنسان وقيامته. يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

أكثروا الصلاة عليّ فإنّ الصلاة عليّ نورٌ في القبر ونور على الصراط ونور في الجنّة(24).

إنّ النور الذي يضيء القيامة للمصلي على النبي وآله (عليهم السلام) هو النور الذي يشمله من كلّ الجهات ويضيء وجوده بأسره وبعبارة أخرى فإنّ المصلي سيتحول إلى كتلة من النور. فقد نقل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

من صلى علي مرة خلق الله تعالى يوم القيامة على رأسه نورا، وعلى يمينه نورا، وعلى شماله نورا، وعلى فوقه نورا، وعلى تحته نورا، وفي جميع أعضائه نورا.(25)

3- نيل الحسنات العظام

إن الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام) تمثّل كما مرّ دعائاً يدعو به عباد الله الصالحون لأئمتهم (عليهم السلام) والدعاء لكل مؤمن يمثل سلوكاً حسناً في حقه. وحينما يكون الشخص المؤمن إماما لجميع أهل الإيمان فإن الدعاء له يعتبر حسنة كبيرة. روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): قال: وجدت في بعض الكتب: من صلى على محمد وآل محمد كتب الله له مائة حسنة، ومن قال: صلى الله على محمد وأهل بيته، كتب الله له ألف حسنة.(26)

4- محو السيئات المكتوبة

تمحى السيئات التي يفعلها الإنسان بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام) لأن الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله تمتاز بقيمة هي من العظمة ما تجعل الإنسان ينسلخ عن الذنوب غير العمديّة كانسلاخ الورق عن الشجر عندما تهب عليها الريح، فقد روي عن الإمام الصادق عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال في حديثه السابق عمّن يصلّي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام):

وإنه لمذنب خطأ (وإن كان مذنبا خطّاء) ثم تتحات عنه الذنوب كما يتحات الورق من الشجر.(27)

فينبغي علی الإنسان أن يجهد نفسه وبسلوك حسن في أن يخفف من ذنوبه ليأمن غضب الله تعالى وعذابه. يقول تعالى في القرآن الكريم:

إن الحسنات يذهبن السيئات(28)

إذاً ينبغي أن يجهد المرء في محو الذوب، ومن أحسن السبل إلى ذلك الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الكرام (عليهم السلام) روي عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال:

الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمحق للخطايا من الماء للنار، والسلام على النبي (عليه السلام) أفضل من عتق رقاب.(29)

وهنا يمكن أن ندّعي أن الصلاة على النبي وآله (عليهم السلام) تمحق الذنوب والآثار التي لايمكن لصاحبها أن يمحوها بطريقة ما ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام):

من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد وآله، فإنها تهدم الذنوب هدما.(30)

إنّ هكذا نتاج للصلوة على النبي وآله (عليهم السلام) لايتحقق إلّا إذا كانت الصلوات مقرونة بحبّ النبي وآله والشوق اليهم. فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال:

من صلى عليّ كل يوم ثلاث مرّات، وفي كل ليلة ثلاث مرات حبا لي وشوقا إلي، كان حقا على الله عزّ وجل أن يغفر له ذنوبه تلك الليلة، وذلك اليوم.(31)

5- تثقيل كفة الحسنات

إنّ الميزان من مواقف القيامة التي سيتجلى للإنسان فيها قيمة عمله ففي مثل هذه المواقف التي ستهيمن فيها على الإنسان حالة من الرهبة والخشية من أن تكون موازينه خفيفة فإنّ الصلاة على النبي(ص) وآله (عليهم السلام) يعدّ سلوكاً له قيمة وعظمة ما يؤمل الإنسان بثقل كفة حسناته.

ورد عن ابن عبد الحميد وهو من أصحاب الإمام الباقر والإمام الصادق (عليه السلام) أنّه نقل عن أحدهما (عليهما السلام):

أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة الصلاة على محمد وأهل بيته.(32)

إنّ الأمل في ثقل كفة الحسنات تصل مرحلة الكمال خصوصاً حينما إذا علمنا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو من يعد بهذه الحقيقة. فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:

أنا عند الميزان يوم القيامة، فمن ثقلت سيئاته على حسناته جئت بالصلاة عليّ حتى أثقل بها حسناته.(33)

وقد روى محمدّ بن مسلم عن الإمام الباقر (عليه السلام) أو الإمام الصادق (عليه السلام) حتميّة هذا الوعد وذلك ما ورد عن أحدهما (عليهما السلام):

ما في الميزان شئ أثقل من الصلاة على محمد وآل محمد وإن الرجل لتوضع أعماله في الميزان فتميل به فيخرج (صلى الله عليه وآله وسلم) الصلاة عليه فيضعها في ميزانه فيرجح [ به].(34)

6- الشفاعة

إنّ مقام ومرتبة الشفاعة هي من جملة المراتب التي قد نالها وأوجدها المعصومون (عليهم السلام). فخصلة الكرم والعفو هي أيضاً من جملة الخصال الحسنة المعدودة لهم (عليهم السلام) ولذلك يمكن القول أن الأولياء المعصومين (عليهم السلام) أكرم من أن لا يغدقوا على من صلى عليهم (عليهم السلام) وعلى جدهم (صلى الله عليه وآله وسلم)

إنّ الوساطة بين الله والمذنب الذي كان من المصلين على النبي(ص) هي من جملة الموارد التي وعد بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك في وصيته إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال:

يا علي من صلى عليّ كل يوم أو كل ليلة وجبت له شفاعتي، ولو كان من أهل الكبائر.(35)

7- الأمان من النار

إن نار جهنم التي أعدّها الله ستدخل في طياتها الكثير من المذنبين وسيحرق سعيرها الكثيرين؛ لكن المصلين على النبي(ص) وآله سوف لن يدخلوها؛ فقد ورد في ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

لن يلج النّار من صلّى عليّ( 36)

لكن هذا منوط بكون عمله مصوناً من الآفات، ففي مثل هذه الحالة سيأمن الإنسان النار. يقول صباح بن سيابه قال لي الإمام الصادق (عليه السلام):

ألا أعلمك شيئا يقي الله به وجهك من حر جهنم؟ قال قلت بلى قال قل بعد الفجر " اللهم صل على محمد وآل محمد " مائة مرة يقي الله بها وجهك من حر جهنم.(37)

8- دخول الجنّة

بعد أن ينال المصلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله (عليهم السلام) الشفاعة والنجاة من النار فإنّه سيدخل الجنة لأنّه دعا لأفضل خلق الله تعالى. ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

من كان آخر كلامه الصلاة عليّ وعلى عليّ دخل الجنة(38)

فكلما كانت الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله المعصومين (عليهم السلام) أكمل وأتمّ فأّنّه سينال فضيلة أعظم وأكبر حتى سيوصل شكل خاصّ منه الإنسان إلى مرتبة الرفقة مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أعلى درجات لجنة، وقد اعتبر الإمام الرضا (عليه السلام) ذلك من آثار الصلاة الخاصّة المذكورة والتي عرّفها بأنها من أسرار آل محمدّ (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال:

ويجعل من رفقاء نبيه في الجنان الأعلى، يقولهن ثلاث مرات غدوة وثلاث مرات عشية(39)

----------------------------------

(1) المصدر السابق، ج91، ص68، ح56؛ نقلا عن جمال الاسبوع، للسيد بن طاووس، ص242.

(2) المصدر السابق، ص54، ح23، نقلا عن علل الشرائع للصدوق ج1 ص33.

(3) الاحزاب: 56.

(4) بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج58، ص130.

(5) الكافي: للكليني، ج2، ص491، ح1.

(6) المصدر السابق، ص493، ح10.

(7) مستدرك الوسائل: الميرزا النوري، ج 5، ص 227، ح5755؛ نقلا عن تفسير الشيخ ابو الفتوح الرازي.

(8) بحار الأنوار: للعلامة المجلسي، ج91 ص54، ح22؛ نقلا عن أمالي الشيخ الطوسي، ص215، ح376.

(9) الكافي: الشيخ الكليني، ج 2، ص 494، ح16

(10) المصدر السابق، ص 493، ح9.

(11) المصدر السابق، ص 492، ح8.

(12) بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج 91، ص 54، ح 22 ؛ نقلا عن الأمالي للشيخ الطوسي، ج1، ص219.

(13) المصدر السابق، ج 83، ص 266، ح3؛ نقلا عن ثواب الاعمال ص156

(14) الأحزاب:43.

(15) الكافي: الشيخ الكليني، ج 2، ص 493 - 494، ح14.

(16) وسائل الشيعة: الحر العاملي، ج 7، ص 204، ح9120 ؛ وبحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج91،ص 56، ح30.

(17) الأحزاب: 56.

(18) بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج 91، ص 55، ح27؛ نقلا عن معاني الأخبار، ص 368.

(19) الأحزاب: 56.

(20) بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج 91، ص 48، ح3؛ نقلا عن الأمالي للشيخ الصدوق، ص 193؛ وتوحيد الصدوق، ص54.

(21) الكافي: الشيخ الكليني، ج 2، ص 492، ح6.

(22) بحار الأنوار: للعلامة المجلسي، ج91، ص63، ح52، نقلا عن جامع الأخبار، ص59.

(23) الأنوار في مولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، أحمد بن عبد الله البكري، ص186.

(24) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج91، ص70، ح63؛ نقلا عن دعوات الراوندي، ص216، ح581.

(25) المدر السابق، ص 64، ح52.

(26) وسائل الشيعة: الحر العاملي، ج 7، ص 195، ح9098.

(27) المصدر السابق، ص 204، ح9120.

(28) هود: 114.

(29) وسائل الشيعة: الحر العاملي، ج 7، ص 195، ح9120.

(30) بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج 91، ص 47؛ نقلا عن الأمالي للصدوق، ص 45.

(31) المصدر السابق،ص70، ح63.

(32) وسائل الشيعة، ح7، ص197، ح9102.

(33) المصدر السابق، ص195، ح9097.

(34) الكافي: الشيخ الكليني، ج 2، ص 494، ح15.

(35) بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج 91، ص 63، ح52؛ نقلا عن جامع الأخبار، ص59.

(36) المصدر السابق، ص64، ح52.

(37) وسائل الشيعة: الحر العاملي، ج 6، ص 479، ح8491.

(38) المصدر السابق، ح7، ص199، ح9107.

(39) بحار الأنوار: العلامة المجلسي، ج 83، ص 96، ح3؛ نقلا عن ثواب الأعمال، ص156.

 


source : www.abna.ir
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

احوال النبی ص
حوار المعارضة في القرآن الكريم .. المشروعية ...
الحزن و الخوف
الشفاعة بين العبادة والاستعانة من منظور قوله ...
أعمال شهر رجب العامة
الاحاديث‌ من‌ طريق‌ السُنّة‌:
مسلم بن عقيل عليه السلام
الزواج في القرآن
علماء وادباء اجانب شغفوا بالقران الكريم
في قوله ( ص ) نَفَسُ المهموم لِظُلمِنَا تسبيح

 
user comment