تُعَدُّ الإمامة السبب الرئيسي في النزاعات والخلافات والحروب التي مزقت المسلمين حتى قال الشهرستاني: (وأعظم خلاف في الامة خلاف الإمامة وما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة في كل زمان)(1)، من هنا نفهم الشروخ العميقة التي تفصل بين الذهنيات المذهبية المختلفة حول حقيقة الإمامةهل هي أصل أم فرع؟ ما هي صفات الإمام؟ ما الطرق لنصبه ومعرفته؟... الخ
ولكن ما يهمنا في المقام كيفية دراسة باقر الصدر للمسألة انطلاقاً من منهجيته المتميزة ففي منظوره أن الإمامة كالنبوة حاجة حضارية متأصلة في حركة المجتمع والتاريخ. لقد شرح باقر الصدر هذا التوافق والانسجام بين النبوة والإمامة وانهما يعبران عن حقيقة واحدة في أطروحته (خلافة الإنسان وشهادة الأنبياء) حيث أبرز كيف أن البشرية في مسيرتها تمثّل خط الخلافة لله عزوجل.
وهذه المسيرة تحتاج إلى إشراف وتوجيه وتسديد: وهو الخط الثاني الذي تولى هذه المهمة (خط الشهادة) (وضع الله سبحانه وتعالى إلى جانب خط الخلافة خلافة الإنسان الخليفة من الإنحراف وتوجيهه نحو اهداف الخلافة الرشيدة)(2). لقد حدد الصدر أهداف هذا الخط: خط الشهادة (ذكرناها في أصل النبوة)، ولقد اعتمد في تحديد هذا المهام على الآية 44 من سورة المائدة (إنَّا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء) كما استخلص من هذه الآية في تفسير فريد مبتكر حلقات هذا الخط ـ خط الشهادة ـ وهم: الأنبياء ـ الأئمة ـ فالفقهاء العدول، ويقدم بذلك استدلاللا متميزاً غير مسبوق ولقد التفت (شبي ملاط) في دراسته (تجديد الفقه الإسلامي محمد باقر الصدر بين النجف وشيعة العالم) لهذا الابتكار فقارن بين تفسير باقر الصدر للآية وبين غيره من المفسرين من علماء الشيعة والسنة ليستنتج: (أن قراءة الصدر لهذه الآية قراءة دستورية تختلف مع القراءة القديمة التي تحصر الآية في أسباب النزول)(3). إن هذه الأهداف: أضحت في فترة تاريخية معنية من مسار خلافة الإنسان تمثل حاجة ماسة فالمجتمع البشري مر بمرحلة الفطرة (التوحيد) ولم تكن هناك انقسامات أوخلافات تمزق وحدة المجتمع ولكن في مسار تطور المجتمع.. بدأ الانشقاق يدب وبدأت الخلافات تظهر بحكم تفاوت القابليات والإمكانات (وما كان الناس إلاّ أمة واحدة فاختلفوا) (4)، وأتاح ذلك ظهور طبقات وفئات مستغلة واخرى مستضعفة محرومة... وكان لابدَّ من (ثورة) على هذه الأوضاع تعيد الأمور إلى نصابها وترجع للمجتمع وحدته وانسجامه هذه الثورة: قادها الأنبياء: (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه)(5)، (ومن هنا دعا الأنبياء إلى جهادين أحدهما (الجهاد الأكبر) من أجل أن يكون المستضعفون أئمة وينتصروا على شهواتهم وبينوا أنفسهم بناء ثورياً صالحاً والآخر الجهاد الأصغر من أجل إزالة المستغلين والظالمين عن مواقعهم)(6)
ولكن لما كانت هذه الثورة الالهية على يد الأنبياء ثورة شاملة. على الجاهلية والانحراف بكل محتواه الفكري والنفسي وبكل جذوره العفنة ومظاهره المتخلفة من استبداد واستغلال (كان شوط الثورة أطول عادة من العمر الاعتيادي للرسول القائد وكان لابد للرسول أن يترك الثورة في وسط الطريق ليلتحق بالرفيق الأعلى وهي في خضم أمواج المعركة بين الحق والباطل)(7). فالإمام كالنبي شهيد وخليفة لله في الأرض من أجل أن يواصل الحفاظ على الثورة وتحقيق أهدافها غير أن جزء من دور الرسول يكون قد اكتمل وهو إعطاء الرسالة والتبشير بها والبدء بالثورة الاجتماعية على أساسها فالوصي ليس صاحب رسالة ولا يأتي بدين جديد بل هو المؤتمن على الرسالة والثورة التي جاء بها الرسول(8)، هكذا وفي ضوء هذه النظرية للنبوة كثورة إلهية والامامة كامتداد لها في الزمن تصبح الأصول العقائدية الخمسة البرنامج الثوري لهذه القيادة الإلهية (وإذا عرفنا أن النبي هو حامل الثورة ورسولها من السماء وأن الإمامة بمعنى الوصاية هي مرحلة الانتقال التي تواصل السماء من خلال قيمومتها على الثورة إلى أن ترتفع الأمة إلى مستوى النضج الثوري المطلوب إذا عرفنا ذلك يتبين بكل وضوح أن أصول الدين الخمسة التي تمثل على الصعيد العقائدي جوهر الإسلام والمحتوى الأساسي لرسالة السماء هي في نفس الوقت تمثل باوجهها الاجتماعية على صعيد الثورة الاجتماعية التي قادها الأنبياء الصورة المتكاملة لأسس هذه الثورة وترسم للمسيرة البشرية معالم خلافتها العامة على الأرض)(9)
الدليل الاستقرائي في بحوث الإمامة:
إلى حد الآن كنا نتحدث عن الإمامة العامة في فكر الصدر أما الإمامة الخاصة فنحن نلتقي معه على منهج جديد لاثبات ولاية علي(عليه السلام) حيث يستند إلى دليل يقترب في جوهره من نظرية الاحتمالات كما بلورها في المذهب الذاتي للمعرفة(10). حيث يحصر الطرق التي كان بامكان رسول الله اتخذاها لتدبير مستقبل الدعوة في ثلاثة احتمالات ثم يبطل كل من الاحتمال الاول والثاني ليثبت الاحتمال الأخير بعد ان يعزّزه بشواهد يستقرئها من تاريخ الدعوة الإسلامية ومن أحاديث رسول الله(صلى الله عليه وآله) أما الاحتمالات الثلاثة فهي:
الاحتمال الأول: الطريق السلبي وإهمال أمر الخلافة وهذا لا يمكن قبوله في حق رسول الله(صلى الله عليه وآله) لانه ناشىء من أحد أمرين:
الأمر الأول: أن يعتقد الرسول ان ذلك غير مؤثر في مستقبل الرسالة.
الأمر الثاني: نظرته للدعوة نظرة مصلحية ولا يهمه إلاّ أن يحافظ على الرسالة ما دام حياً ولا يعنيه مستقبلها وحمايتها من بعده.
الاحتمال الثاني: الموقف الايجابي المتمثل في نظام الشورى ولكن الصدر بحكم طبيعة الأشياء واستقراء جملة من الشواهد من تاريخ الرعيل الأول ومواقفه يبطل هذه الفرضية.
الاحتمال الثالث: الإيجابية متمثلة في إعداد من يقود الأمة (وهذا هو الطريق الوحيد الذي بقي منسجماً مع طبيعة الأشياء ومعقولا في ضوء ظروف الدعوة والدعاة وسلوك النبي(صلى الله عليه وآله) وهو أن يقف النبي من مستقبل الدعوة بعد وفاته موقفاً ايجابياً فيختار بأمر الله سبحانه وتعالى شخصاً يرشحه عمق وجوده في كيان الدعوة فيعده إعداداً رسالياً وقيادياً خاصاً لتمثل فيه المرجعية الفكرية والزعامة السياسية للتجربة)(11)، ويستدل على هذا الاعداد الخاص بشواهد من التاريخ ونصوص من أحاديث رسول الله(صلى الله عليه وآله) كحديث (الدار) وحديث (الثقلين) و(المنزلة) وحديث (الغدير) وغيرها...
أمّا التطبيق الثاني للدليل الاستقرائي في بحوث الإمامة: فيتمثل في الاستدلال على إمامة المهدي (عج) رغم صغر سنه ودفع الشبهة الواردة في المقام: لقد مثلت الإمامة المبكرة ظاهرة في الفترة الأخيرة من تاريخ الأئمة الأطهار فالامام الجواد تولى الإمامة وهو في الثامنة والإمام الهادي تولاها وعمره تسع سنين والإمام العسكري والد المهدي تولى الإمامة وهو في الثانية والعشرين من عمره.. إن هذه ظاهرة حسية عاينها الناس ولمسوها عن قرب (ولا يمكن ان نطالب باثبات لظاهرة من الظواهر أوضح وأقوى من تجربة أمة)(12)
ولكن يمكن أن نستل من كلمات السيد استدلالا استقرائياً قائماً على رصد جملة من الظواهر ينحصر تفسيرها في واقعية هذه (القضية) وهي الإمامة المبكرة.
فلابدَّ أن نسجل هذه الحقائق أولا: وهي:
أولا: إن الإمامة لم تكن مركزاً من مراكز السلطان وإنما كانت تكتسب ولاء قواعدها الشيعة من الاقتناع الفكري والروحي للجماهير بهذه الزعامة.
ثانياً: أن القاعدة الشعبية الشيعية تشكلت في عصر الباقر والصادق(عليهما السلام) وأصبحت مدرسة تتسع للعديد من الفقهاء والمتكلمين والعلماء وتياراً فكرياً واسعاً.
ثالثاً: إن الشروط التي تؤمن بها هذه المدرسة في الإمام شروط شديدة.
رابعاً: إن المدرسة وقواعدها كانت دوماً تقدم تضحيات جسام في سبيل الصمود على عقيدة الإمامية.
خامساً: إن الأئمة(عليهم السلام) لم يكونوا معزولين عن قواعدهم ولم يكونوا يحتجبون عن الناس إلاّ أن تفعل ذلك السلطات القائمة: فالأئمة لهم أصحاب ينشرون علومهم في الآفاق ولهم وكلائهم في البلدان حتى في الظروف المستعصية لهم قنوات خاصة للاتصال بشيعتهم.
سادساً: إن الخلافة المعاصرة للأئمة(عليهم السلام) كانت تنظر اليهم على أنهم مصدر على كيانها ووجودها. لذلك تبعث للتنكيل بالأئمة وبشيعتهم.
وبلحاظ هذه النقاط السابقة: لا يمكن أن نُفسر انقياد الشيعة بكل رموزها وعلمائها، وصمود الشيعة وتضحياتهم الجسام في سبيل اعتقادهم بامامة الحجة وعدم لعب السلطات بهذه الورقات لتشويه الشيعة والطعن في الإمامة لا يمكن أن نفسر كل هذه الظواهر إلاّ بالاقرار ان ظاهر الإمامة المبكرة ظاهرة واقعية وأن إمامة المهدي (عجل الله فرجه الشریف) مثلها كمثل نبوة يحيى(عليه السلام) في تاريخ الرسالات (يا يحيى خذ الكتب بقوة وآتيناه الحكم صبياً)(13)
العصمة ومدلولها الاجتماعي:
من النكات الدقيقة التي اشار اليها الصدر في بحوثه حول الإمامة رؤيته المتميزة للعصمة وإلحاحه على القراءة الاجتماعية لهذه المفردة العقائدية التي تبدو لأول وهلة موغلة في الغيبية بعيدة كل البعد عن الجانب الرسالي والحركي للمعصوم.
لكن الصدر له تقريبان أساسيان لمسألة العصمة يدفع من خلالهما هذا الوهم المسيطر:
التقريب الأول: نقرأه في محاضراته: (أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف) فانه يؤكد أن العصمة ليست بدعة شيعية وإنما هو شرط يشترطه أي اتجاه عقائدي فان (أي اتجاه عقائدي في العالم ان يبني الإنسان من جديد في إطاره ويريد ان ينشىء للإنسانية معالم جديدة فكرية وروحية واجتماعية يشترط لأن ينجح وأن ينجز وأن يأخذ مجراه في خط التاريخ يشترط أن يكون القائد الذي يمارس تطبيق هذا الاتجاه معصوماً)(14)، ولكن كل ما في الأمر أن العصمة في الإسلام ذات صيغة اوسع نطاقاً من العصمة في الاتجاهات العقائدية الاخرى لأن رسالة الإسلام رسالة شمولية تمس كل جوانب الحياة وتدخل في كل ابعاد الإنسان. ولما كان الإسلام يؤسس لعاطفة وفكر وسلوك معين اقتضت العصمة الاندماج الكامل في هذه الأبعاد الثلاثة وتكون (عصمة الإمام عبارة عن نزاهة في كل فكرة وفي كل عاطفة وكل شأن والنزاهة في كل هذا عبارة عن انصهار كامل مع مفاهيم وأحكام الرسالة الإسلامية في كل مجالات هذه الأفكار والعواطف والشؤون)(15)
التقريب الثاني: نعثر على هذا التقريب في اطروحته (خلافة الانسان وشهادةالأنبياء) فهو يرى أن العصمة لابدَّ أن تتوفر في الشاهد الرباني لانه يكون في نفس الوقت خليفة بما هو إنسان وممثل لخط الخلافة وهو أيضاً شهيد وممثل لخط الشهادة وهذا الاندماج بين الخطين في ذات النبي(صلى الله عليه وآله) أو الإمام(عليه السلام) يوجب كونهما معصومين لان هذا الاندماج يوجب درجة عالية من النزاهة والموضوعية وإلاّ بدونها كيف يكون رقيباً ومراقباً في نفس الوقت؟ يقول باقر الصدر (في كل حالة يقدر للخطين ان يجتمعا في شخص واحد بحكم ضرورات التغيير الرشيد نجد ان العصمة شرط اساسي في المحور الذي يقدر له ان يمارس الخطين معاً لأنه سوف يكون هو الشهيد وهو المشهود عليه في وقت واحد)(16) ويتحدث عن عصمة الإمام خاصة فيقول: (وهذا القائد الرباني هو الإمام ويجب أن يكون معصوماً لأنه يستقطب الخطين معاً ويمارس وفقاً لظروف الثورة خط الخلافة إلى جانب خط الشهادة معاً وعمصة الإمام تعني أن يكون قد استوعب الرسالة التي جاء بها الرسول القائد استيعاباً كاملا بكل وجوده وفكره ومشاعره وسلوكه ولم يعش لحظة شيئاً من رواسب الجاهلية وقيمها (لم تدنسه الجاهلية بانجاسها ولم تلبسه من مدلهمات ثيابها) لكي يكون قادراً على الجمع بين الخطين في دور واحد)(17)
وفي محاضراته القرآنية (المدرسة القرآنية) يعطي سراً آخر من أسرار العصمة والاستقامة على خط الجهاد والتغيير(18)، قد يسأل: لماذا كان الأنبياء على مر التاريخ اصلب الثوار على الساحة التاريخية؟ لماذا كانوا على الساحة التاريخية فوق كل مساومة وفوق كل مهادنة وفوق كل تملل يمنة أو يسرة؟ لماذا كانوا هكذا؟ لماذا انهار كثير من الثوار على مر التاريخ ولم يسمع أن نبياً من أنبياء التوحيد انهار أو تململ أو انحرف يمنة أو يسرة عن الرسالة التي بيده وعن الكتاب الذي يحمله من السماء؟ ثم يجيب (لأن المثل الأعلى المنفصل عنه الذي هو فوقه الذي اعطاه نفحة موضوعية من الشعور بالمسؤولية وهذا الشعور بالمسؤولية تجسد في كل كيانه في كل مشاعره وأفكاره وعواطفه.ومن هنا كان النبي معصوماً على مر التاريخ)، ان هذا التحليل وإن كان يهم مباشرة النبي لكن بنفس الملاك يجري على الإمام وهو يعتبر ان الشعور الموضوعي بالمسؤولية الذي يمثّل حاجة ماسة للإنسان تساهم العبادات في إشباعها كما بين الصدر في نظرة عامة في العبادات (خاتمة الفتاوى الواضحة) .
ولكن هذه الحاجة تشهد لدى المعصوم أقوى استجابة وأعمقها فهو يعيش ارقى الاتصال بالله والانشداد له ومن هنا يستشعر أعلى درجة ممكنة من المسؤولية تجاه الله عزوجل. والعصمة في المنظور الصدري لا تلغي الجانب الموضوعي من تكامل المعصوم وخضوع دوره التاريخي وتفاعله الاجتماعي للقوانين العامة والنواميس الكونية لأن العصمة لا تخرج المعصوم عن الاطار التاريخي لحركة الإنسان لانها لا تخرجه عن كونه انساناً متعالياً ولا تجعل منه (ما فوق الإنسان)، ان حال المعصوم في هذه الجهة حال الرسالة نفسها التي رغم كونها في مضمونها الرسالي ربانية ولا ترتبط بالظروف الموضوعية و(لكنها في جانبها التنفيذي تعتمد الظروف الموضوعية ويرتبط نجاحها وتوقيتها بتلك الظروف)(19)
كنموذج لخضوع (العصمة) للقوانين الموضوعية وسنن التغيير:
نذكر مثالين أشار إليها في موضعين مختلفين:
المثال الأول: تفسيره لظاهرة أن الأوصياء يكونون دائماً من سلالة النبي. حيث يؤكد (أن هذا ليس من أجل القرابة بوصفها علاقة مادية تشكل اساساً للتوارث بل من أجل القرابة بوصفها تشكل عادة الاطار السليم لتربية الوصي وإعداده للقيام بدوره الرباني واما إذا لم تحقق القرابة هذا الاطار فلا أثر لها في حساب السماء قال الله تعالى: (وإذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)(20)
المثال الثاني: تفسيره(قدس سره) لسر غيبة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشریف) وارجاع ذلك في بعض الأبعاد لما يمكن أن يسمى (بتكامل ما بعد العصمة): أي (ذلك الكمال الذي يؤهله إلى مرتبة أعلى وأعمق وأسهل في نفس الوقت من اساليب القيادة العالمية العادلة)(21)، فالشهيد محمد باقر الصدر يعتقد ان غيبة الإمام وطول عمره من عوامل نجاح ثورته العالمية (لأن التغيير العالمي الذي سيمارسه المهدي يتطلب وصفاً نفسياً في القائد الممارس مشحوناً بالشعور بالتفوق والاحساس بضالة الكائنات الشامخة التي اعد للقضاء عليها بتحويلها حضارياً إلى عالم جديد)(22)، فالإمام المهدي بمعاصرته لحضارات عديدة ودول كثيرة قامت ثم زالت تجعل الباطل متصاغراً في نفسه ولن يخشى أي قوة حضارية مهما كانت قوتها اضافة إلى ان مواكبته لهذه الحضارات من شأنه أن يعمق الخبرة القيادية للمهدي (عجل الله فرجه الشریف)
المصادر :
1- الشهرستاني: الملل والنحل/ ج1 ص24
2- محمد باقر الصدر، الإسلام يقود الحياة/ ص161
3- شبلي ملاط/ ص86
4- يونس: 19
5- البقرة: 213
6- محمد باقر الصدر، الإسلام يقود الحياة، م. س، ص178
7- میزان الحکمة ص181
8- میزان الحکمة ص182
9- میزان الحکمة ص52
10- صاغ هذا الدليل في بحثه حول نشأة التشيع. نُشر تحت عنوان بحث حول الولاية وكذلك تحت عنوان نشأة الشيعة والتشيع. وهو في الحقيقة مقدمة لكتاب عبدالله فياض (تاريخ الإمامة واسلافهم من الشيعة، صدر سنة 1970)
11- محمد باقر الصدر، نشأة الشيعة والتشيع، تحقيق عبدالجبار شرارة، مؤسسة الثقلين، ص63
12- محمد باقر الصدر، بحث حول المهدي، دار التعارف، ص52
13- مريم: 12
14- محمد باقر الصدر، أهل البيت/ص73
15- میزان الحکمة ص75
16- محمد باقر الصدر، الإسلام يقود الحياة /ص179
17- میزان الحکمة ص182
18- محمد باقر الصدر، المدرسة القرآنية، ص187
19- محمد باقر الصدر، بحث حول المهدي، ص76
20- البقرة: 124/محمد باقر الصدر، الإسلام يقود الحياة، ص185
21- محمد الصدر، تاريخ الغيبة الكبرى، منشورات ذو الفقار قم، ص277
22- محمد باقر الصدر، بحث حول المهدي، ص42
source : .www.rasekhoon.net