وظاهرة اُخرى من علومه هي : معرفته التامة، واحاطته الشاملة بجميع اللغات، قال أبو اسماعيل السندي: «سمعت بالهند ان لله في العرب حجة، فخرجت في طلبه، فدُلِلت على الرضا (عليه السلام) فقصدته وأنا لا اُحسن العربية، فسلّمت عليه بالسندية، فرد عليَّ بلغتي، فجعلت اكلمه بالسندية، وهو يرد عليّ بها، وقلت له : اني سمعت ان لله حجة في العرب، فخرجت في طلبه، فقال(عليه السلام): انا هو، ثم قال لي: سل عما اردته فسألته عن مسائل فاجابني عنها بلغتي»[1] .
وقد اكّد هذه الظاهرة الكثيرون ممن اتصلوا بالامام، يقول ابو الصلت الهروي : كان الرضا (عليه السلام) يكلم الناس بلغاتهم، فقلت له : في ذلك فقال :
يا أبا الصلت أنا حجة الله على خلقه، وما كان الله ليتخذ حجة على قوم، وهو لا يعرف لغاتهم. أوَما بلغك قول امير المؤمنين (عليه السلام): اوتينا فصل الخطاب، وهل هو إلاّ معرفته اللغات.[2]
وروى ياسر الخادم فقال : كان لأبي الحسن(عليه السلام) في البيت صقالبة، وروم، وكان ابو الحسن قريباً منهم فسمعهم يتكلمون بالصقلبية والرومية، ويقولون : انا كنا نفصد كل سنة في بلادنا، ولا نفصد ها هنا، ولمّا كان من الغد بعث اليهم من يفصدهم[3].
اعلام الهداية
------------------------------------------------------------
الهوامش:
[1] الخرائج والجرائح: 1/340، ح 5 وعنه في بحار الأنوار: 49 / 50، ح 51 .
[2] المناقب : 4 / 362.
[3] المناقب: 4/362 ، والفَصد: ضرب العِرق للحجامة.
source : www.tebyan.net