موضوع الإمامة وإمامة الهادي (عليه السلام)
الإمامة منصب الهي وليس للناس أي حق في تعيين الإمام؛ قال تعالى: )وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (القصص: 68 فهي امتداد طبيعي للنبوة والخيرة لله كما أن اختيار النبي بيد الله تعالى فقد قال تعالى: )وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (البقرة:124.
وقد دلتنا هذه الآية المباركة على أن الإمامة عهد من الله، وأن هذا العهد لا يناله ظالم أبداً.
فمن هذا المنطلق يثبت لدينا بطلان إمامة من ادعي الإمامة من تقمص هذا المنصب بعد رحيل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) من تركهم للعترة الطاهرة الذين عينهم الله أئمة للخلق بعد الرسول وتوليتهم غيرهم ممن لا خبرة له ولا معرفة له بالكتاب العزيز ولا بالسنة الشريفة فتركوا الناس يتخبطون في الفتن والضلال.
أما الأئمة الأطهار من أهل بيت الرسول الكريم فقد ثبتت إمامتهم بالنصوص المتواترة عند جميع المسلمين من السنة والشيعة كما في نص الغدير، وحديث الثقلين المتواترين بين جميع المسلمين ، بل نقل هذين الحديثين من طرق السنة أكثر بكثير مما نقله الشيعة.
وإمامنا الهادي سلام الله عليه هو عاشر أئمة الهدى الذين نص على إمامتهم الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) وقد نقل الينا متواتراً ، كما أن كل إمام منهم نص على إمامة من يأتي بعده إلى الحجة بن الحسن عجل الله فرجه فقد روي عن اسماعيل بن مهران مامضمونه أنه عندما استدعي الإمام الجواد من قبل المعتصم ، واُخرج من المدينة إلى بغداد قال إسماعيل: قلت له عند خروجه: جعلت فداك إنّي اخاف عليك من هذا الوجه، فإلى من الأمر من بعدك؟ فقال (عليه السلام): «الأمر من بعدي إلى ابني عليّ» [1].
وتوجد هناك روايات كثيرة مستفيضة تؤكّد خلافة الإمام الهادي لأبيه الجواد (عليهما السلام) لم ننقلها مراعاتاً للإختصار
source : www.sibtayn.com