عربي
Friday 22nd of November 2024
0
نفر 0

بعض من علوم الامام السجاد علیه السلام

بعض من علوم الامام السجاد علیه السلام


كان الإمام زين العابدين من أوسع الناس علماً، ومن أكثرهم دراسة في جميع العلوم والفنون. وقد ورث هذه العلوم عن آبائه الذين ورثوا علوم النبي المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ونشروها في جميع أنحاء الأرض فكانت نوراً يهتدي بها جميع الناس من قريب وبعيد. فعلوم الإمام السجاد (عليه السّلام) تعد امتداداً ذاتياً لعلوم آبائه. وقد روى العلماء والرواة عنه ما لا يحصى من العلوم(1). وسوف نعرض بعض علومه ومعارفه التي كان يلقيها محاضرات على العلماء والفقهاء وطلاب العلم من تلامذته.

في رحاب القرآن:
كان الإمام السجاد (عليه السّلام) شغوفاً بتلاوة القرآن الكريم لأنه يجد فيه متعة خاصة لا تعد لها أي متعة. قال (عليه السّلام): (لو مات من بين المشرق والمغرب ما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي)(2)
كما كان (عليه السّلام) من أحسن الناس صوتاً في تلاوة القرآن الكريم فلا يكاد يسمعه أحد إلا ويتأثر به، يقول الرواة: (إن السقائين الذين يمرون ببابه كانوا يقفون لاستماع صوته)(3)
ولا ريب أن الإمام السجاد (عليه السّلام) لم يقرأ القرآن الكريم قراءة عابرة، وإنما كان يتلو آياته بتدبر وإمعان، ويتأمل تأملاً هادئاً بما انطوت عليه من كنوز الحكمة وأنوار المعرفة. وهو القائل (عليه السّلام): (آيات القرآن خزائن كلما فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها)(4)
وعندما يختم القرآن الكريم كان يدعو الله مبتهجاً بهذا الدعاء الشريف:
(اللهم إنك أعنتني على ختم كتابك الذي أنزلته نوراً وجعلته مهيمناً على كل كتاب أنزلته، وفضلته على كل حديث قصصته، وفرقاناً فرقت به بين حلالك وحرامك وقرآناً أعربت به عن شرائع أحكامك، وكتاباً فصلته لعبادك تفصيلاً، ووحياً أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه وآله تنزيلاً، وجعلته نوراً نهتدي من ظلم الضلالة والجهالة باتباعه، وشفاءً لمن أنصت بفهم التصديق إلى استماعه، وميزان قسط لا يحيف(5) عن الحق لسانه، ونور هدى لا يطفأ عن الشاهدين برهانه، وعلم نجاة لا يضل من أمَّ قصد سنته، ولا تنال أيدي الهلكات من تعلق بعروة عصمته. ويتابع دعاءه (عليه السّلام):اللهم فإذا أفدتنا المعونة على تلاوته، وسهلت جواسي(6) ألسنتنا بحسن عبادته فاجعلنا ممن يرعاه حق رعايته، ويدين لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته، ويفزع إلى الإقرار بمتشابهه، وموضحات بيناته، اللهم إنك أنزلته على نبيك محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وألهمته علم عجائبه مكملاً، وورثتنا علمه مفسراً، وفضلتنا على من جهل علمه، وقويتنا عليه لترفعنا فوق من لم يطق حمله.اللهم فكما جعلت قلوبنا له حملة، وعرفتنا برحمتك شرفه وفضله، فصل على محمد الخطيب به، وعلى آله الخزان له، واجعلنا ممن يعترف بأنه من عندك حتى لا يعارضنا الشك في تصديقه، ولا يختلجنا الزيع عن قصد طريقه)(7).
تحدث سليل النبوة عن القرآن المعجزة الكبرى فقال (عليه السّلام): إن الله عز وجل أنزل كتابه هذا نوراً يهدي به الضالين إلى الصراط المستقيم ويوضح به القصد لكل المؤمنين ويرشد به الحائرين إلى سواء السبيل.
كما جعله سبحانه وتعالى مهيمناً على جميع الكتب التي أنزلها على أنبيائه المرسلين وما حدث فيها من تبديل وتحريف من قبل دعاة الضلال والمنحرفين.
يُعتبر القرآن الكريم منهجاً عاماً للحياة الحرة الكريمة، ودستوراً شاملاً يفرق بين الحق والباطل (فرقان) ويعرب عن شرائع الأحكام مفصلاً جميع ما يحتاجه الناس تفصيلاً كاملاً لا لبس فيه ولا غموض.
إن الذكر الحكيم أنزل وحياً على الرسول الأمين من رب العالمين بالقسط والعدل بعيداً عن المصالح الشخصية والأغراض الدنيوية الرخيصة.
ثم طلب الإمام السجاد (عليه السّلام) من الله تعالى أن يتفضل عليه برعاية كتابه والتسليم لمحكم آياته، والإقرار بمتشابهاته.
وأخيراً منح الله سبحانه وتعالى رسوله الأعظم خاتم النبيين عجائب ما في كتابه المعجزة من أسرار، فألهمه القدرة على شرحه وتفسيره، كما أشاد بأئمة الهدى من العترة الطاهرة الذين رفعهم الله وأعلى درجتهم، فجعلهم خزنة علمه، وقيضهم أعلاماً يقتدى بهم ويقتص أثرهم، وبذلك كله حياة الدين وقوام الصالح العام والسعادة الكبرى للناس أجمعين.
وهذه نماذج من تفسيراته لبعض آيات من القرآن الكريم:

1- أثر عنه أنه سئل (عليه السّلام) عن تفسير الآية الكريمة: (ورتل القرآن ترتيلا) (8). فأجاب: بيّنه في تلاوته تبييناً ولا تنثره نثر البقل، ولا تهذه هذي الشعر، قفوا عند عجائبه لتحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.
2- روى الإمام الصادق (عليه السّلام) عن جده الإمام زين العابدين (عليه السّلام) تفسير الآية الكريمة (يقبل التوبة من عباده، ويأخذ الصدقات) (9).
قال (عليه السّلام): ويأخذ الصدقات، إني ضامن على ربي تعالى أن الصدقة لا تقع في يد العبد حتى تقع في يد الرب تعالى...وكان يقول: ليس من شيء إلا وكل به ملك، إلا الصدقة فإنها تقع في يد الله.
3- وسئل (عليه السّلام) عن تفسير الآية الكريمة: (ادخلوا في السلم كافة)(10). السلم هو ولاية الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السّلام)(11). ولا ريب أن عهد أمير المؤمنين، باب مدينة العلم، هو السلم الحقيقي الذي ينعم الناس في ظلاله بالأمن والرخاء والعدل والاستقرار، ولو أن المسلمين دانوا بعهده (عليه السّلام) بعد وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لما أصابهم أي مكروه ولما داهمتهم أية أزمات في حياتهم السياسية والاجتماعية والدينية والقضائية. لكن أكثر المسلمين آثروا الحياة الدنيا وعزتهم المناصب حتى حدث ما حدث.
4- وسئل (عليه السّلام) عن تفسير الآية الكريمة: (وأشرقت الأرض بنور ربها وجيء بالنبيين والشهداء)(12). فأجاب الإمام بجواب مطول عن أهوال يوم القيامة قال (عليه السّلام): (إذا كان يوم القيامة بعث الله الناس عزلاً، جرداً، مرداً، صعيد في واحد يسوقهم النور، وتجمعهم الظلمة حتى يقفوا على عتبة المحشر، فيزدحمون دونها، ويمنعون من المضي، فتشتد أنفاسهم، ويكثر عرقهم، وتضيق بهم أمورهم، ويشتد ضجيجهم، وترتفع أصواتهم، وهو أول هول من أهوال القيامة، فعندما يشرف الجبار تبارك وتعالى من فوق العرش، ويقول:يا معشر الخلائق أنصتوا، واسمعوا منادي الجبار، فيسمع آخرهم كما يسمع أولهم، فتخشع قلوبهم، وتضطرب فرائصهم، ويرفعون رؤوسهم إلى ناحية الصوت مهطعين إلى الداعي، ويقول الكافرين: هذا يوم عسير فيأتي النداء من قبل الجبار: أنا الله لا إله إلا أنا، أنا الحكم الذي لا يجور، أحكم اليوم بينكم بعدلي وقسطي، لا يظلم اليوم عندي أحد آخذ للضعيف من القوي، ولصاحب المظلمة بالقصاص من الحسنات والسيئات، وأثيب على الهبات ولا يجوز هذه العقبة ظالم. ولا أحد عنده مظلمة يهبها لصاحبها، إلا وأثيبه عليها، وآخذ له بها عند الحساب واطلبوا مظالمكم عند من ظلمكم بها في الدنيا، وأنا شاهدكم وكفى بي شهيداً)(13)
ثم يعرض الإمام (عليه السّلام) بصورة شاملة أهوال يوم القيامة بكل ما فيها من مخاوف وكل ما يعاني فيها الإنسان من إرهاق كبير وخطوب فادحة.
5- وسئل (عليه السّلام) عن معنى كلمة (الصمد) فقال: الصمد الذي لا شريك له، ولا يؤده حفظ شيء، ولا يعزب عنه شيء)(14)
6- وسئل (عليه السّلام) عن تفسير الآية الكريمة: (واشتروا بثمن بخس دراهم)(15). فقال: بأن الثمن البخس اشتروا به يوسف كان عشرين درهماً(16)
7- وسئل (عليه السّلام) عن تفسير الآية الكريمة: (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً)(17) فأجابه بقوله: (إن هابيل تقرب إلى الله تعالى بأسمن كبش كان في حيازته، وتقرب قابيل بضغث من سنبل فقبل الله تعالى من هابيل، ولم يقبل من قابيل، فوسوس إبليس لقابيل، بأن أولاد هابيل سيفخرون على أولادك ويقولون: بأنهم أبناء من قبل الله قربانه، وتحكم فيه هذا الخيال حتى حسد قابيل أخاه هابيل، وعزم على قتله لئلا يكون منه نسل، ولم يدر كيف يصنع؟ فعلمه إبليس أن يضع رأسه بين حجرين ويقتله، ففعل ذلك ولم يدر كيف يواريه، حتى جاء غرابان، واقتتلا ثم حفر أحدهما للآخر وواراه، وقابيل ينظر إليه، فقام وحفر لهابيل ودفنه، وأصبح من النادمين، وصار هذا سنة في دفن الموتى.ولما سأله آدم عن أخيه هابيل، قال له: أجعلتني راعياً له؟ ثم جاء به إلى مكان القربان فاستبان له أنه قتله، فلعن قابيل، وأمر بلعنه، وبكى على ولده أربعين سنة حتى أوحى الله إليه أني واهب لك ذكراً يكون خلفاً عن هابيل، فولدت له حواء غلاماً زكياً مباركاً، وفي اليوم السابع أوحى الله إليه أن سمه (هبة الله) فسماه بذلك(18)
8- قال عيد بن جبير: سألت الإمام زين العابدين (عليه السّلام) عن القربى في الآية الكريمة: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)(19). فقال (عليه السّلام): هي قرابتنا أهل البيت(20)
9- روى الإمام محمد الباقر عن أبيه (عليهما السّلام) في تفسير الآية الكريمة: (الذي جعل لكم الأرض فراشاً)(21)
قال: لقد جعل الله تعالى الأرض ملائمة لطباعكم، موافقه لأجسادكم، ولم يجعلها شديدة الحمأ(22) والحرارة فتحرقكم، ولا شديدة البرودة فتجمدكم، ولا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم، ولا شديدة النتن فتعطبكم(23)، ولا شديدة اللين كالماء، فتغرقكم، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم وأبنيتكم، وقبور موتاكم، ولكنه عز وجل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به، وتتماسكون، وتتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم، وجعل فيها ما تنقاد به لدوركم، وقبوركم، وكثير من منافعكم، فلذلك جعل الأرض فراشاً لكم، ثم قال عز وجل (والسماء بناءً)، أي سقفاً من فوقكم، محفوظاً يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم، ثم قال عز وجل: (فأخرج من الثمرات رزقاً لكم) يعني مما يخرجه من الأرض رزقاً لكم (فلا تجعلوا لله أنداداً) أي أشباهاً وأمثالاً من الأصنام التي لا تعقل ولا تسمع ولا تبصر ولا تقدر على شيء.
(وأنتم تعلمون) أنها لا تقدر على شيء من هذه النعم الجليلة التي أنعمها عليكم ربكم تبارك وتعالى(24)
حفلت هذه القطعة الكريمة من كلام الإمام زين العابدين (عليه السّلام) بأروع أدلة التوحيد، فأعطت صورة مشرقة كاملة من سر خلق الله للأرض، فقد خلقها سبحانه بكيفية رائعة فليست صلبة ولا شديدة اللين وذلك ليسهل على الإنسان العيش عليها والانتفاع بخيراتها التي لا تحصى...إن الأرض بما فيها من العجائب كالجبال والأودية والبحار والأنهار والمعادن المختلفة الأنواع وغير ذلك، من أعظم الأدلة وأوضحها على وجود الخالق العظيم الحكيم، قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) (25)
كما استدل الإمام (عليه السّلام) على عظمة الخالق سبحانه وتعالى بخلقه السماء وما تحوي من شمس وقمر وسائر الكواكب التي تنير هذه الأرض بأنوارها. وكلنا يعلم ما لأشعة الشمس من أثر بالغ في تكوين الحياة النباتية. وما لأشعة القمر من أثر على البحار في مدها وجزرها، وكذلك الحال بالنسبة لسائر الكواكب فإن لأشعتها هي أيضاً الأثر التام في منح الحياة العامة لجميع الموجودات الحيوانية والنباتية في الأرض وما نلفت إليه أن هذه الظواهر الكونية لم تكتشف إلا في هذه العصور الحديثة إلا أن الإمام زين العابدين (عليه السّلام) ألمح إليها في كلامه، فكان بلا ريب هو وأبناؤه وآباؤه المعصومون الرواد الأوائل الذين رفعوا راية العلم وساهموا مساهمة فعالة في تكوين الحضارة الإنسانية.ثم أشار الإمام (عليه السّلام) إلى العناية الإلهية في سقوط المطر وكيف يتساقط بصورة رتيبة وفي أوقات خاصة، وذلك لإحياء الأرض، وإخراج الثمرات والطيبات. ولو هطلت هذه الأمطار دفعة واحدة لأهلك الحرث والنسل. قال تعالى: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم)(26)
بعدما أقام الإمام (عليه السّلام) الأدلة المحسوسة على وجود الخالق الحكيم دعا إلى عبادته سبحانه وتعالى ونبذ الأصنام والأوهام التي تشل الفكر وتعيق حركة الوعي وتفقد أي قدرة على تصريف شؤون الحياة وإدارة هذا الكون إدارة حكيمة عادلة.
10- سأل رجل الإمام زين العابدين (عليه السّلام) عن الحق المعلوم الذي ورد في قوله تعالى: (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)(27)
فقال (عليه السّلام): (الحق المعلوم الشيء الذي يخرجه من ماله ليس من الزكاة والصدقة المفروضتين. فقال له الرجل: فما يصنع به؟ فقال (عليه السّلام): يصل به رحماً، ويقوي به ضعيفاً ويحمل له كله أو يصل أخاً له في الله، أو لنائبة تنوبه.وبهر الرجل من علم الإمام وراح يقول له: الله أعلم حيث يجعل رسالته في من يشاء(28)

في رحاب الحديث الشريف:
لا يخفى ما للحديث الشريف من أهمية كبرى في العلوم الإسلامية فهو يعرض بصورة موضوعية وشاملة لتفصيل الأحكام الشرعية الواردة في القرآن الكريم، كما يعرض لمعظم الفقه الإسلامي فيذكر الواجب والحرام والمستحب والمكروه والممنوع والمباح ويوضح عموميات كتاب الله ومطلقاته فيقيدها ويخصصها. إلى جانب ذلك يتناول الحديث الشريف آداب السلوك وقواعد الأخلاق وكل ما يسعد الإنسان في حياته الشخصية وعلاقاته الاجتماعية.
والإمام زين العابدين (عليه السّلام) كان من أعظم الرواة وأهمهم في الإسلام، ورواياته لها أهمية خاصة عند علماء الحديث وبصورة خاصة ما يرويه الزهري عنه. قال أبو بكر بن أبي شيبة: أصح الأسانيد الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب. وقد روى مجموعة كبيرة من الأحاديث عن جديه الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وعن أبيه الامام الحسين (عليه السّلام) وغيرهم..
وسوف نورد كوكبة مشرقة من الأحاديث رواها الإمام (عليه السّلام) بسنده عن جده رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم).
1- روى الإمام (عليه السّلام) أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (الإيمان قول وعمل)(29)
لا يخفى أن الإيمان بالله تعالى وبرسله ليس ظاهرة لفظية يردده اللسان وإنما هو عمل وجهاد يترجم ما استقر في دخائل النفس من إيمان عميق. واتحاد القول بالعمل أمر ضروري في نجاح الحياة وتطورها. جاء في كتاب (لأنك حبيبتي) للدكتور أسعد علي قوله: عندما يتحد القول بالعمل ينجبان صبياً يسميانه الصدق. وعندما يتحد القول بالعمل يرزقان بنتاً يسميانها الوفاء، ويلعب الجميع لعبة أظنها الحرية. أمر مهم جداً أن يؤمن الإنسان والأمر الأهم أن يترجم هذا الإيمان إلى عمل.
2- روى (عليه السّلام) أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال:(الإيمان إقرار باللسان ومعرفة بالقلب وعمل بالأركان)(30)

فالإيمان يترجم بثلاثة أركان:
الأول: الإقرار باللسان الذي يترجم ما انطبع في أعماق النفس.
والثاني: أن يعرف القلب(31) الشيء الذي آمن به معرفة تفصيلية فإذا لم تكن هناك معرفة، فإن الإيمان به ينتفي موضوعياً.
والثالث: أن يصحب ذلك العمل بالأركان فيترجم أعمالاً صالحة.
3- وروى الإمام (عليه السّلام) أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (والذي نفسي بيده ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم)(32) العلم مع الحلم من الصفات الأصيلة التي تتغذى بها شخصية الإنسان فتنمو وتتطور وتزدهر.
والعلم والحلم صنوان متلازمان لا يفيد الواحد منهما دون الآخر. فالعصر الجاهلي سمي كذلك لأنه يفتقد إلى الحلم، فقد كان النزق والطيش والحمق تسيطر جميعها على عامة الجاهليين، كما كانت الحروب تشتعل لأتفه الأسباب، كل ذلك لعدم وجود الحلم والروية. ولما بزغ نور الإسلام أنقذهم من جهلهم وطيشهم وأوصلهم إلى شاطئ الأمان بالحلم والعلم معاً.
4- وروى الإمام (عليه السّلام) عن أبيه عن جده أمير المؤمنين (عليهم السّلام): أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت..)(33)
حفل هذا الحديث الشريف بعدة أمور تحذر الإنسان قبل أن يدركه ملاك الموت ويبدأ بالندم وتصعيد الحسرات.
أ - فالإنسان يسأل أمام الله تعالى في يوم حشره، يوم الحساب عن أيام عمره كيف قضاها، فهل أفناها في طاعة الله ورضوانه حتى يثاب على ذلك، أم أنه أنفقها في اقتراف المنكرات وفي معصية الله لينال جزاءه ويكسب رضاه؟
ب - ويسأل أيضاً عن شبابه أفضل أيام حياته وأنشطها، هل انطوت في المعاصي والأعمال المنكرة ليعاقب عليها، أم في طاعة الله والأعمال الصالحة ليثاب عليها؟
ج - ويسأل الإنسان يوم الحشر والنشر عن أمواله، هل اكتسبها بالطرق الحلال المشروعة، وهل أنفقها في ما يرضي الله ليشكر في الدنيا ويؤجر عليها في الآخرة؟، أم أنه اكتسبها بطرق حرام غير مشروعة كأكل المال بالباطل والربا وتجارة المخدرات وغيره، وهل أنفقها في معاصي الله ومحرماته ليعاقب عليها؟ قال تعالى: (كل نفس بما كسبت رهينة)(34). وقال تعالى: (...لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)(35)
وفي نهاية الحديث: يسأل الإنسان يوم الحساب عن محبته لأهل البيت أعلام الهدى وسفينة النجاة وأمن العباد وأنوار الحياة. فهم المجاهدون الأبرار الذين جاهدوا من أجل إحقاق الحق ورفع الظلم ونشر الرسالة الإسلامية في شتى أنحاء الأرض. فمن أبغضهم فقد أبغض الحق ومن أبغض الحق فقد أبغض الله، ومن أحبهم فقد أحب الحق ومن أحب الحق فقد أحب الله.
5- وقال (عليه السّلام): كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول في آخر خطبته: (طوبى لمن طاب خلقه، وطهرت سجيته، وصلحت سريرته وحسنت علانيته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، وأنصف الناس من نفسه)(36)
دعا الإسلام إلى التخلق بالأخلاق الحسنة والالتزام بالصفات النبيلة والنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) دعا المسلمين إلى الاتصاف بمحاسن الصفات فأوجز في هذا الحديث الشريف أموراً عدة:
أ - التخلق بالأخلاق الحسنة.
ب - طهارة النفس والضمير.
ج - التحلي بالفضائل النبيلة والآداب العالية.
هـ - حفظ اللسان وعدم الخوض في توافه الأمور.
ح - إنصاف الناس بالحق والعدل ولو على نفسه.
6- والأحاديث التي تحض على مكارم الأخلاق كثيرة منها قوله (عليه السّلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق)(37)
إن التحلي بمكارم الأخلاق من أفضل ما يملكه الإنسان في حياته، فصاحب الخلق الحسن يمتلك محبة الآخرين وتعلو قيمته بين الناس أجمعين في هذه الدنيا. وكذلك في الآخرة فإنه يدخر خير زاد ليوم المعاد.
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في أهمية الخلق الحسن: أقربكم مني يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً الذين يألفون ويؤلفون.
وقال الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
7- ومن الأحاديث التي تشد المؤمنين إلى بعضهم البعض وتمتن الروابط الاجتماعية بينهم ما رواه (عليه السّلام) عن أبيه عن جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال: (إن أحب الأعمال إلى الله تعالى إدخال السرور على المؤمن)(38)
حرص الإسلام كل الحرص على وحدة المسلمين وتماسكهم ليكونوا وحدة متضامنة على الخير والشر، من أجل ذلك جعل من أهم برامجه حثه المؤمنين على إدخال السرور بعضهم على بعض في أفراحهم وأتراحهم وكل ما يحف بهم من مشاكل في حياتهم. وهذا مما يوجب شيوع الألفة والمحبة والمودة بينهم، ومما يوحد صفوفهم ويمتن العلاقات الاجتماعية بين أفراد مجتمعهم. وللرسول الأعظم أحاديث عدة في هذا المجال منها: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد فإذا تداعى عضو منه تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر).وقال أحد الشعراء يوصي بنيه قبل موته:
كونوا جميعاً يا بني إذ اعترى خطب ولا تفرقوا أفرادا
تأبى العصي إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت آحادا
فالمؤمن عليه أن يساعد أخاه المؤمن فيؤنسه ويساعده ويخفف عنه مصائبه ويشاركه في كل ما يحتاج إليه، لأن الرابط بينهم هو الإيمان، والأخوة في الإيمان تستدعي المساعدة والمشاركة وإدخال البهجة والسرور إلى قلوب جميع المؤمنين. فهنيئاً لكل من استطاع مساعدة الآخرين من إخوانه في الدين فيكسب محبة الدنيا وسعادة الآخرة.
8- وقال عليه السلام في تمجيد العقل:
روى (عليه السّلام) بسنده عن آبائه أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (إن الله عز وجل خلق العقل من نور مخزون مكنون، في سابق علمه الذي لم يطلع عليه نبي مرسل، ولا ملك مقرب، فجعل العلم نفسه، والفهم روحه، والزهد رأسه، والحياء عينه، والحكمة لسانه، والرأفة همه، والرحمة قلبه، فلنتأمل هذا التسلسل المنطقي العظيم:
جعل العلم أول كل شيء لأنه هو أساس فهم كل الأمور (يخشى الله من عباده العلماء) (والعلماء ورثة الأنبياء) ثم ألحق العلم بالفهم، ما فائدة العلم إذا كان يخزن في الذاكرة بلا فهم ولا وعي ولا إدراك! أبداً، إن فهم العلوم يجعلنا نستفيد منها ونستعملها فيما يسعدنا ويسعد الآخرين. وكم من العلماء العقلاء أنقذوا البشرية وطوروا الحياة الإنسانية إلى الأفضل.
والزهد رأسه: وذلك حتى يبتعد الإنسان عن الطمع والجشع والأنانية.
والحياء عينه: يكمن الحياء في العين وهو صفة إنسانية تهب الإنسان قيمة وتقديراً.
والحكمة لسانه: اللسان هو ترجمان العقل يعبر عنه بكل حالاته فعليه أن ينطق بالحكمة التي هي ميزان العقل وبرهان العطاء.
والرأفة همه: القلب الرؤوف هو القلب الحنون الذي يشعر مع الآخرين ويعطف عليهم في المواقف الإنسانية الحقة.
والرحمة قلبه: والرحمة صفة إلهية كريمة وصف الرحمن نفسه بها: رحمة الله الكبرى التي وسعت كل شيء فالمؤمنون رحماء فيما بينهم يتعاونون ويتآلفون، ويحب الواحد منهم للآخر كما يحب لنفسه.
ثم يتابع الحديث (عليه السّلام) فيقول:...ثم حشاه وقواه بعشرة أشياء:
باليقين، والإيمان، والصدق، والسكينة، والإخلاص، والرفق، والعطية، والقنوع، والتسليم، والشكر.
هذه الصفات العشر تقوي العقل وتزكيه وتكسبه قوة وتألقاً وعطاء خيراً يفيض بهجة وسعادة وهناء.
ثم قال له عز وجل: أدبر فأدبر، أقبل فأقبل، ثم قال له: تكلم، فقال: الحمد لله الذي ليس له سند ولا ند، ولا شبيه ولا كفو، ولا عديل، ولا مثيل، الذي كل شيء لعظمته خاضع ذليل، فقال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أحسن منك، ولا أطوع لي منك، ولا أرفع منك، ولا أشرف منك، ولا أعز منك، بك أواخذ، وبك أعطي، وبك أوحد، وبك أعبد، وبك أدعى، بك أرتجى، وبك أبتغي، وبك أخاف، وبك أحذر، وبك الثواب وبك العقاب..)(39)
حفل هذا الحديث الشريف بتمجيد العقل، وتعظيمه وماله من أهمية في حياة الإنسان الشخصية والاجتماعية والدينية. ولذلك منحه الله أفضل الخصائص وأهمها. فهو أفضل الموجودات التي خلقها الله، وقد منحه الله للإنسان وميزه على بقية المخلوقات والكائنات.
ولا يخفى أن وجود العقل، هذه الهبة الإلهية العظيمة، هو شرط من شروط التكليف في الإسلام، فالفاقد عقله هو كالحيوان الأبكم لا يصح أن يتوجه له التكليف. قال بعض الحكماء: (إذا أخذ ما وهب سقط ما وجب).
9- وقال (عليه السّلام)، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (كفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه..)(40)
من الجهل الأكبر أن يتغاضى الإنسان عن عيوب نفسه ويفتش عن عيوب الآخرين فينتقد ويجرح دون أي وازع أو رقيب. وكان الأولى به أن يراقب نفسه ويصلح أخطاءه ولا يلتفت إلى عورات الآخرين. قال أمير المؤمنين (عليه السّلام):
لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس أعين
كما أن من عيوب المرء أن يؤذي جليسه بما لا يعنيه، فيتدخل في شؤونه ويحرجه في قضاياه الخاصة. فلو شاء صديقه لأفضى إليه بسره
وعرض عليه ما يعاني، أما أن يكثر من أسئلته عليه فهذا ما يؤذي الجليس ويتحول من صديق حميم إلى عدو لئيم وهو في غنى عن ذلك.
وقد أخذ هذا المعنى شعراء كثيرون وبنوا عليه في قصائدهم منهم الشاعر الفرنسي (لافنتين) الذي سمى قصيدته بعنوان (الخرج) فيضع عينة على صدره يضع فيها أخطاء الآخرين وعينة على ظهره يضع فيها أخطاءه، فيتعامى عنها ولا يراها بينما يتأمل أخطاء غيره فينقدها وينشرها.وكذلك الشاعر أحمد شوقي أخذ المعنى نفسه ونسجه في شوقياته.
10- وقال (عليه السّلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (في الجنة ثلاث درجات، وفي الآخرة ثلاث درجات: فأعلى درجات الجنة لمن أحبنا بقلبه، ونصرنا بلسانه ويده. والدرجة الثانية لمن أحبنا بقلبه، ونصرنا بلسانه. والدرجة الثالثة: لمن أحبنا بقلبه.وفي أسفل الدرك من النار من أبغضنا بقلبه وأعان بلسانه، وفي الدرك الثالث من أبغضنا بقلبه..)(41)
إن محبة أهل البيت (عليهم السّلام) مدعاة إلى الفوز بأسمى الدرجات في الفردوس الأعلى، ومحبتهم تعني محبة الحق في سبيل الله، ومحبة الخير من أجل خير عباد الله، ومحبة الصلاح من أجل كسب رضا الله.
كما أن بغضهم من أساب الهلكة والتردي في أسفل درك النار. فبغضهم يعني بغض الحق والبعد عن خط رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخط الدعوة الإسلامية التي أوكلوا بنشرها والوقوف في وجه كل من عرقل مسيرتها.
11- وقال (عليه السّلام) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (ستة لعنهم الله وكل نبي مجاب. الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والتارك لسنتي، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والمتسلط بالجبروت ليذل من أعزه الله، ويعز من أذله الله، والمستأثر بفيء المسلمين، المستحل له...)(42)
هؤلاء الأصناف الذين لعنهم الله تعالى، ولعنهم كل نبي مجاب، هم المنحرفون عن الحق، والرافضون لكل ما سنه الله في شريعته العادلة. من هؤلاء كان حكام الأمويين الذين ناصبوا العداء لأهل البيت، للعترة الطاهرة، ونشروا الفساد في البلاد والجور والطغيان في بقاع الأرض. لكنهم لم يستطيعوا إطفاء الشعلة المنيرة وإزالة القوة المجاهدة التي تصدت لردع الظلم ورد كيد الظالمين. والشاهد الواضح على ذلك هو سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السّلام) شهيد كربلاء الذي ضحى بنفسه ودمه الطاهر من أجل إحقاق الحق وتقومي الاعوجاج. وهو القائل: ما خرجت لا أشراً ولا بطراً وإنما خرجت من أجل الإصلاح في أمة جدي.
12- وهذا حديث شريف من أغنى الأحاديث النبوية التي ضمت كنوز العلم الخيرة والحكمة الهادية والعرفان الجميل.
قال الإمام زين العابدين (عليه السّلام) حدثني أبي أن جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (أعبد الناس من أقام الفرائض، وأسخى الناس من أدى الزكاة، وأزهد الناس من اجتنب المحارم، وأتقى الناس من قال بالحق في ما له وما عليه، وأعدل الناس من رضى للناس بما يرضى لنفسه، وأكيس الناس من كان أشد ذكراً للموت، وأغبط الناس من كان تحت التراب قد أمن العقاب، ويرجو الثواب، وأعقل الناس من يتعظ بتغير الدنيا من حال إلى حال، وأعظم الناس في الدنيا خطراً من لم يجعل للدنيا خطراً، وأعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه، وأشجع الناس من غلب هواه، وأكثر الناس قيمة أكثرهم علماً، وأقل الناس لذة الحسود، وأقل الناس راحة البخيل، وأبخل الناس من بخل بما افترض الله عليه، وأولى الناس بالحق أعلمهم، وأقل الناس حرمة الفاسق، وأقل الناس وفاءً الملوك، وأقل الناس صديقاً الملوك، وأفقر الناس الطماع، وأغنى الناس من لم يكن للحرص أسيراً، وأفضل الناس إيماناً أحسنهم خلقاً، وأكثر الناس عقلاً أتقاهم، وأعظم الناس حذراً من ترك ما لا يعنيه، وأورع الناس من ترك المراء، وإن كان محقاً، وأقل الناس مروءة من كان كاذباً، وأشقى الناس الملوك، وأمقت الناس المتكبر، وأشد الناس اجتهاداً من ترك الذنوب، وأحلم الناس من فرَّ من جهال الناس، وأسعد الناس من حالف كرام الناس وأعقل الناس أشدهم مداراة للناس، وأولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة، وأعتى الناس من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأحق الناس بالذنب السفيه، المغتاب، وأذل الناس من أهان الناس، وأحزم الناس أكظمهم للغيظ، وأصلح الناس أصلحهم للناس، وخير الناس من انتفع به الناس)(43)
كما ترى هذا الحديث الشريف يلقي أضواء على طبائع الناس واتجاهاتهم وميولهم ومنازعهم، وقد وضع المناهج الحية للإصلاح الشامل للعديد من القضايا النفسية والتربوية والاجتماعية. فهو منجم ثمين من مناجم المعرفة.
المصادر :
1- الإمام زين العابدين لباقر شريف القرشي، ص5
2- البحار، ج46، ص107
3- أصول الكافي، ج2، ص616
4- المصدر نفسه، ص602
5- لا يحيف: لا يميل
6- الجواسي: جمع جاسية وهي الغليظة والمراد غلاظ الألسنة
7- أصول الكافي، ج2 ص602
8- سورة المزمل: الآية4
9- سورة التوبة: الآية105
10- سورة البقرة: الآية208
11- تفسير البرهان، ج1، ص129
12- سورة الزمر: الآية69
13- تفسير البرهان، ج2، ص95
14- سورة التوحيد: الآية 9
15- سورة يوسف: الآية 20
16- مجمع البيان، ج5، ص221
17- سورة المائدة: الآية 21
18- تفسير البرهان، ج1، ص280
19- سورة الشورى: الآية42
20- أحكام القرآن للجصاص، ج3، ص475
21- سورة البقرة: الآية22
22- الحمأ: شدة حرارة الشمس
23- تعطبكم: أي تهلككم
24- عيون أخبار الرضا، ج1، ص137
25- سورة القمر: الآية49
26- سورة الحجر: الآية21
27- المعارج، الآية24
28- وسائل الشيعة، ج6، ص69
29- الخصال، ص53
30- المصدر نفسه، ص165. وتاريخ بغداد، ج1، ص255
31- القلب يعني العقل
32- الخصال، ص5
33- المصدر نفسه، ص231
34- سورة المدثر: الآية38
35- سورة البقرة: الآية 286
36- أصول الكافي، ج2، ص156
37- المصدر نفسه، ج2، ص99
38- الإمام زين العابدين لباقر شريف قرشي، ص8
39- الخصال، ص396-397
40- أصول الكافي، ج2، ص46
41- زين العابدين للقرشي، ص12
42- الخصال، ص308
43- زين العابدين للقرشي، ص16

 


source : .www.rasekhoon.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

استحباب زیادة الف رکعة فی شهر رمضان المبارک
العاشر من ربيع الثاني..ذكرى وفاة السيدة فاطمة ...
المصادر الشيعية لحديث (فاطمة بضعة مِنِّي)
مفاتيح الجنان(1_200)
مفهوم الدعاء والتضرع الى الله
الإعجاز في ولادة الإمام المهدي (عج)
الإعجاز العلمی فی القرآن
هل المهديّ المنتظر هو المسيح عليهما السلام
أسرار الحج
العلم الحديث ونشاة الكون

 
user comment