عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

استجابة دعاء اهل البیت (علیهم السلام)

استجابة دعاء اهل البیت (علیهم السلام)

الابتهال إلى اللّه وطلب الخیر منه أو طلب دفع الشرِّ ومغفرة الذنوب أمر مرغوب، یقوم به الاِنسان تارة بنفسه، وأُخرى یتوصل إلیه بدعاءالغیر.
واستجابة الدعاء رهن خرق الحجب و الوصول إلیه سبحانه، حتى یکون الدعاء مصداقاً لقوله سبحانه: (أُدْعُونی أَسْتَجِبْ لَکُمْ)(1) ولیس کلّ دعاء مستجاباً و صاعداً إلیه سبحانه، فانّ لاستجابة الدعاء شروطاً مختلفة قلّما تجتمع فی دعاء الاِنسان العادی.
نعم هناک أُناس مطهرون من الذنوب یکون دعاوَهم صاعداً إلى اللّه سبحانه و مستجاباً قطعاً ولذلک حثَّ سبحانه المسلمین على التشرّف بحضرة النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) و طلب الاستغفار منه، قال سبحانه: (وَلَو انّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أنفسهُمْ جاءُوکَ فاستغْفروا اللّه وَاسْتَغْفر لَهُمُ الرَّسُول لَوَجدوا اللّه تَوّاباً رَحیماً) .(2)
وقال سبحانه: (وَإِذا قیلَ لَهُمْ تَعالَوا یَسْتَغْفِر لَکُمْ رَسُول اللّه لَوّوا رُوَوسهُمْ وَرأیتهم یَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَکْبِرُونَ) .(3)
ولذلک طالب أبناء یعقوب أباهم أن یستغفر فی حقّهم (قالُوا یا أَبانا استَغْفِر لَنا ذُنُوبنا إنّاکُنّا خاطِئین) .(4)
ویظهر ممّا جرى بین النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) و وفد نجران من المحاجَّة والمباهلة انّ أهل البیت إذ أمَّنوا لدعاء النبی صلى الله علیه وآله وسلم یُستجاب دعاءه، فقد وفد نصارى نجران على الرسول وطلبوا منه المحاجَّة، فحاجَّهم الرسول صلى الله علیه وآله وسلم ببرهان عقلی تشیر إلیه الآیة المبارکة: (إِنَّ مَثل عیسى عِنْدَاللّه کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍثُمَّ قال لَهُ کُنْ فَیَکُون) .(5)
فقد قارعهم النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) بهذا البیان البلیغ الذی لا یرتاب فیه ذو مریة، حیث کانوا نصارى نجران یحتجون ببنوة المسیح بولادته بلا أب فوافاهم الجواب: «بأنّ مثل المسیح کمثل آدم، إذ لم یکن للثانی أب ولا أُمّ مع أنّه لم یکن إبناً للّه سبحانه» وأولى منه أن لا یکون المسیح إبناً له.
ولمّا أُفحموا فی المحاجة التجأوا إلى المباهلة والملاعنة، وهی وإن کانت دائرة بین الرسولص و رجال النصارى، لکن عمَّت الدعوة للاَبناء والنساء، لیکون أولى على اطمئنان الداعی بصدق دعوته وکونه على الحقّ وذلک لما أودع اللّه سبحانه فی قلب الاِنسان من محبة الاَولاد والشفقة علیهم، فتراه یقیهم بنفسه ویرکب الاَهوال و الاِخطار دونهم، ولذلک قدَّم سبحانه فی الآیة المبارکة الاَبناء على النساء، وقال: (فَمَنْ حاجّکَ فیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعالَوا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءُکُمْ وَنساءَناو نساءکُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنُفسَکُمْ ثُمّ نَبْتَهِل فَنَجْعَل لَعْنَة اللّه عَلى الکاذِبین) .(6)
فأتوا رسول اللّه (صلى الله علیه وآله وسلم) وقد غدا محتضناً الحسین، آخذاً بید الحسن وفاطمة وعلی خلفه ،وهو یقول: «إذا أنا دعوت فأمَّنوا». یعنی قولوا : آمین
فقال أُسقف نجران: یا معشر النصارى! إنّی لاَرى وجوهاً لو شاء اللّه أن یُزیل جبلاً من مکانه لاَزاله بها فلا تباهلوا فتُهلکوا، ولا یبقى على وجه الاَرض نصرانی إلى یوم القیامة، فقالوا: یا أبا القاسم رأینا أن لا نباهلک، وأن نقرّک على دینک، ونثبت على دیننا. قال: «فإذا أبیتم المباهلة، فأسلموا، یکن لکم ما للمسلمین، وعلیکم ما علیهم».
وقال: «والذی نفسی بیده انّ الهلاک قد تدلى على أهل نجران، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازیر ولا ضطرم علیهم الوادی ناراً، ولاستأصل اللّه نجران وأهله حتى الطیر على روَوس الشجر، ولما حال الحول على النصارى کلّهم حتى یهلکوا».

الشاهدعلى استجابة دعائهم أمران:
أ: قول النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) إذا أنا دعوت فأمّنوا، فکان دعاء النبی یصعد بتأمینهم، وأیُّ مقام أعلى وأنبل من أن یکون دعاء النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) صاعداً بفضل دعائهم.
ب: قول أُسقف نجران: «انّی لاَرى وجوهاً لوشاء اللّه أن یزیل جبلاً من مکانه لاَزاله بها» والضمیر یرجع إلى الوجوه، أی لازاله بدعائهم أو لاَزاله بالقسم على اللّهبهم، وقد أیَّد القول الثانی ابن البطریق فی «العمدة» حیث قال: المباهلة بهم تصدق دعوى النبی (صلى الله علیه وآله وسلم)، فقد صار إبطال محاجَّة أهل نجران فی القرآن الکریم بالقسم على اللّه بهم.(7)
وقد ترکت مباهلة النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) وأهل بیته أثراً بالغاً فی نفوس المسلمین، یشهد بها ما أخرجه مسلم فی صحیحه عن عامر بن سعد بن أبی وقاص،عن أبیه، قال: أمر معاویة بن أبی سفیان سعداً، فقال: ما یمنعک أن تسبَّ أباتراب؟ فقال: أما ما ذکرت ثلاثاً قالهنّ له رسول اللّه (صلى الله علیه وآله وسلم)، فلن أسبَّه، لاَن تکون لی واحدة منهنّ أحبّ إلیّ من حمر النعم.
سمعت رسول اللّه (صلى الله علیه وآله وسلم) یقول له وقد خلفه فی بعض مغازیه، فقال له علی: یا رسول اللّه، خلّفتنی مع النساء والصبیان؟ فقال له رسول اللّه (صلى الله علیه وآله وسلم): أما ترضى أن تکون منّی بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوّة بعدی؟
و سمعته یوم خیبر، یقول: لاَعطینّ الرایة رجلاً یحب اللّه ورسوله،ویحبّه اللّه ورسوله. قال: فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لی علیّاً، فأُتی به أرمد العین، فبصق فی عینیه، ودفع الرایة إلیه، ففتح اللّه على یدیه.
ولما نزلت هذه الآیة: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءکم ونساءنا ونساءکم وأنفسنا وأنفسکم) دعا رسول اللّه علیّاً وفاطمة وحسناً وحسیناً، وقال: اللّهم هوَلاء أهل بیتی.(8)
المصادر :
1- غافر: 60.
2- آل عمران: 65.
3- المنافقون: 5.
4- یوسف: 97.
5- آل عمران: 59.
6- آل عمران :61
7- العمدة: 243.
8- صحیح مسلم: 7|120، باب فضائل علی بن أبی طالب (علیه السلام).

 


source : .www.rasekhoon.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مظلومیة الزهراء
كيف نصر الله أنبيائه؟
الكميت بن زيد الأسدي وإخلاصه في أهل البيت عليهم ...
السيد محمد ابن الإمام الهادي (ع)
فاطمةالمعصومة علیها السلام
من فضائل الإمام علي (عليه السلام) في كتب أهل السنة
الحديث الفني
استشهاد الامام علي عليه السلام
طفولته وصباه
اهل البیت فی کلام النبی (ص)

 
user comment