عربي
Wednesday 27th of November 2024
0
نفر 0

المهدویة في الفكر الإسلامي(بصورة موجزة)

المهدویة في الفكر الإسلامي(بصورة موجزة)

 

الاعتقاد بظهور المهدي المنتظر في آخر الزمان؛ ممّا اتّفق و أجمع علیه المسلمون ، و في هذا الباب أحادیث صحّت من طرق عدیدة ، بل هي متوافرة.

قال الحافظ الآبري (ت : 363هـ ) : « قد تواترت الأخبار و استفاضت بكثرة رواتها عن المصطفی صلی الله علیه و سلّم ، في المهدي ، و أنّه من أهل بیته ، و أنّه یملك سبع سنین، و یملأ الأرض عدلاً، و أن عیسی علیه الصلاة و السلام یخرج ، فیساعده علی قتل الدّجال ، و أنّه یؤمُّ هذه الأمّة و عیسی خلفه، في طول من قصته و أمره»(1)(1) نقل قوله ابن حجر في « تهذیب التهذیب»: 7/133 ، دار الفكر ـ بیروت.

و حكم الكتاني بتواتر أحادیث الباب ، و حكی القول بالتواتر عن جماعة ، منهم : الحافظ السخاوي ، و محمد بن أحمد السفاریني الخنبلي ، و محمّد بن علي الشوكاني ... و غیرهم (2).(2) نظم المتناثر من الحدیث المتواتر : 228 ـ 229 ، دار الكتب السلفیة ـ مصر.

هذا؛ و أمّا ما صحّ من الأحادیث فكثیر ، نذكر منها:

ما عن أبي سعید الخدري، قال : قال رسول الله صلّی الله علیه و سلم : « لا تقوم الساعة حتّی تمتلیء الأرض ظلماً و عدواناً ، قال : ثمّ یخرج رجل من عترتي أو من أهل بیتي، یملؤها قسطاً و عدلاً ، كما ملئت ظلماً و عدواناً»(3) (3) مسند أحمد: 3/36 ، صحیح ابن حبان :15/236 ، المستدرك علی الصحیحین : 4/557، و غیرها.

و صحّحه الحاكم علی شرط الشیخین ، وافقه الذهبي (4) (4) الستدرك للحاكم و معه تلخیصه للذهبي : 4/557، دار المعرفة ـ بیروت، و قال الألباني: « و هو كما قالا»(5) (5) سلسة الأحادیث الصحیحة : 4/39 ـ 40، حدیث (1529) ، مكتبة المعارف. .

و عن أمّ سلمة ، قالت : « سمعت رسول الله صلّی الله علیه و سلّم یقول : المهدي من عترتي من ولد فاطمة»(6)(6)سننن أبي داود : 2/310، سنن ابن ماجة : 4/154 ، المستدرك علی الصحیحین : 4/557... و غیرها.

قال الألباني : « هذا سند جیّد ، رجاله كلهم ثقات ، وله شواهد كثیرة»(7) (7) سلسلة الأحادیث الضعیفة : 1/181، مكتبة المعارف. و قد جاء به هنا رداً علی الحدیث الموضوع « المهدي من ولد العباس عمي».

و قال محقّق « سیر أعلام النبلاء » : « سنده جیّد»(8) (8) سیر أعلام النبلاء : 10/663، مؤسسة الرسالة ـ بیروت.

قال الشیخ الألباني، بعد أن ذكر تصحیح الترمذي ، و الذهبي، و الحاكم ، و ابن حبان، و ابن تیمیة ، ما نصّه : « فهؤلاء خمسة من كبار أئمة الحدیث قد صحّحوا أحادیث خروج المهدي ، و معهم أضعافهم من المتقدّمن و المتأخرین ، أذكر أسماء من تیسّر لي منهم:

1ـ أبو داود في « السنن»؛ بسكوته علی أحادیث المهدي.

2ـ العقیلي.

3ـ ابن العربي في « عارضة الأحوذي».

4ـ القرطبي كما « أخبار المهدي » للسیوطي.

5ـ الطیبي كما في « مرقاة المفاتیح» للشیخ القاریء.

6ـ ابن قیم الجوزیة في « المنار المنیف » خلافاً لمن كذب علیه.

7ـ الحافظ ابن حجر في « فتح الباري».

8ـ أبو الحسن الآبري في « مناقب الشافعي » كما في « فتح الباري» .

9ـ الشیخ علي القاريء في « المرقاة».

10ـ السیوطي في « العرف الوردي».

11ـ العلامة المباركفوري في « تحفة الأحوذي».

و غیرهم كثیر و كثیر جداً»(1) (1) سلسلة الأحادیث الصحیحة للألباني : 4/41 ، في تعلیقه علی حدیث (1529)، مكتبة المعارف للنشر و التوزیع.

فتبیّن أنّه لا مجال للریب في ظهور المهدي المنتظر؛ لذلك ارتأینا أن یكون فصلنا هذا مختلفاً عمّا تقدّمه من الفصول ، حیث سنصب الكلام هاهنا علی مسألة ولادته(ع).

فإنّ اعتقاد الشیعة الإمامیة الاثنا عشریة علی أنّ المهدي المنتظر قد ولد ، و هو محمد بن الحسن العسكري (ع) ،و هو حي غائب عن الأبصار ، في حین انقسم علماء أهل السنة إلی فریقین : حیث قال جمٌّ غفیر منهم بنفس ما تقول له الشیعة الإمامیة ، بینما اكتفی فریقٌ آخر بذكر ولادة محمد بن الحسن مع إنكار مهدویته أو السكوت عن ذلك.

و الملاحظ أنّ جلّ من قال بولادة محمد بن الحسن ـ عجّل الله فرجه الشریفـ من المنكرین أو الساكتین عن مهدویته ؛ لم یقل بوفاته ، بل التزم الصمت إزاء ذلك ، ما عدا البعض الذین تكهّنوا بوفاته رجما بالغیب ... و هذا بنفسه یؤكد صحة ما تقول به الشیعة من كونه (ع) حیّا غائباً عن الأنظار.

ثمّ إنّ البعض راح ینكر ولادة محمد بن الحسن ؛ بدعوی أنّ الحسن العسكري مات من غیر عقب!

و هذا الفضل في الواقع ردّ علی هذا الزعم المفتقر إلی الدلیل، و الذي هو مع ذلك یصطدم مع مقتضی الأدلّة و البراهین، و التي تتصدّرها تصریحات و عبارات علماء و أعلام أهل السنّة الصریحة في ولادة ابن الحسن العسكري...

و لأجل أن تكون الرؤیة واضحة ؛ ارتأینا أن نقسّم الأقوال إلی قسمین : یتضمن الأوّل طائفة من أقوال علماء و أعلام أهل السنّة الذاهبین إلی ولادة محمد بن الحسن ، مع كونهم منكرین لمهدویته أو ساكتین عن ذلك ، و یتضمّن الثّاني طائفة من أقوال الذاهبین إلی ولادة محمد بن الحسن ، مع قولهم بكونه المهدي المنتظر وصلوات الله و سلامه علیه.

 

القسم الأول

من أقوال الذاهبین إلی ولادة محمد بن الحسن (ع) المنكرین لمهدویته أو الساكتین عن ذلك

1ـ ابن الأزرق الفارقي (ت : بعد 577هـ ):

قال : « إنّ الحجّة المذكور ولد تاسع شهر ربیع الأول ، سنة ثمان و خمسین و مائتین ، وقیل ثامن شعبان سنة ست و خمسین ، وهو الأصح...» (1) (1) نقل قوله ابن خلّكان في « وفیات الأعیان » : 4/30 ـ 31 ، دار الكتب العلمیة..

2ـ یاقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي (ت : 626هـ ):

قال في سیاق ذكره للإمامین الهادي و العسكري (ع) : « و دُفنا بسامرا ، و قبورهما مشهورة هناك ، و لولدهما المنتظر هناك مشاهد معروفة » (2) (2) معجم البلدان : ج5ـ6، ص 328 ، دار إحیاء التراث العربي.

3ـ ابن الأثیر الجزري (ت: 630 هـ ) :

قال :« و فیها [أي سنة 260 هـ ] توفّي أبو محمد العلوي العسكري ... و هو ومالد محمّد الذي یعتقدونه المنتظر...](1) (1) الكامل

 


source : www.abna.ir
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الامام المهدی المنتظر عجل الله فرجه الشریف
من کرامات السیدة رقیة علیها السلام
الإمام المنتظر
إن سياسة النبذ والإهمال المتعمد والإقصاء ...
عالمية حكومة الإمام المهدي عليه السلام
أصحاب المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) صفاتهم ...
يا قائم آل محمد (عجل الله تعالى فرجه)
لنظرية المهدوية و صناعة التاريخ-2
الإمام المهدي عليه السلام طموح الأحرار في العالم
الحكمة التفصيلية مكتومة:

 
user comment