السؤال: أنتم الشيعة تتّهمون شيخ الإسلام ابن تيمية ، بأنّه يكفّر الشيعة ، فأين دليلكم على ذلك ؟
الجواب : ابن تيمية !! وما أدراك ما ابن تيمية ؟! أصل الفتنة ، وأصل كلّ خلاف ، شديد النصب للإمام علي (عليه السلام) .
ابن تيمية يقول بالتجسيم والتشبيه ، ابن تيمية يقول بقدم غير الله تعالى ، وبحوادث لا أوّل لها .
ابن تيمية ينفي فضائل الإمام علي (عليه السلام) ، حتّى اعترض عليه الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ، وقال عنه : " إنّ هذه الاشتباهات وقع فيها ابن تيمية لتسرّعه في الردّ على الرافضة " .
ابن تيمية يكذّب أكاذيب واضحة ، ولا يتّقي الله ولا يتورّع ، ابن تيمية ردّ عليه كبار علماء المذاهب الإسلامية ، قبل علماء الشيعة ، حتّى إنّ بعضهم نعته بالكفر والزندقة .
ونقول في الجواب على قولك : راجع كتابه " منهاج السنّة النبوية " (1) لتجد ذلك بنفسك .
وفي الختام : نذكّرك بكلام الحافظ أبو الفضل عبد الله الغماري : " وابن تيمية ، يحتجّ كثير من الناس بكلامه ، ويسمّيه بعضهم شيخ الإسلام ، وهو ناصبي ، عدوّ لعلي كرّم الله وجهه ، اتهم فاطمة بأنّ فيها شعبة من النفاق ، وكان مع ذلك مشبهاً ، إلى بدع أُخرى كانت فيه ، ومن ثمّ عاقبه الله تعالى ... فكانت المبتدعة
____________
1- منهاج السنّة النبوية 4 / 363 و 7 / 9 و 27 .
|
الصفحة 109 |
|
بعد عصره تلامذة كتبه ، ونتائج أفكاره ، وثمار غرسه " (1) .
( حيدر القزّاز . كندا . 29 سنة . مهندس )
السؤال: أرجو بيان ما رأي ابن تيمية بالمجرم عبد الرحمن ابن ملجم (لعنه الله) ؟ وما هو رأيه عندما قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) ؟ مع ذكر المصادر إن أمكن .
الجواب : إنّ ابن تيمية كعادته يحاول الطعن بالإمام علي (عليه السلام) ، وذلك بصورة غير مباشرة ، كتكذيب فضائله ، والتشكيك في المسلّمات ، بل وبصورة مباشرة أحياناً ، فتراه ذلك الناصبي المراوغ ، الذي يتلاعب بالألفاظ والأساليب .
فتراه يقول في ابن ملجم : " والذي قتل علياً ، كان يصلّي ويصوم ، ويقرأ القرآن ، وقتله معتقداً أنّ الله ورسوله يحبّ قتل علي ، وفعل ذلك محبّة لله ورسوله في زعمه وإن كان في ذلك ضالاً مبتدعاً " (2) .
ويقول عنه أيضاً : " كان من أعبد الناس " (3) .
هذا قول ابن تيمية في ابن ملجم ، وقد وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله) قاتل علي (عليه السلام) بأنّه : " أشقى الناس " (4) .
____________
1- الصبح السافر : 54 .
2- منهاج السنّة النبوية 7 / 153 .
3- المصدر السابق 5 / 47 .
4- مجمع الزوائد 7 / 14 و 299 ، فيض القدير 1 / 672 و 3 / 128 ، ينابيع المودّة 2 / 200 و 396 ، جواهر المطالب 2 / 106 ، وغيرها من مصادر أهل السنّة ، فضلاً عن المصادر الشيعية .
|
الصفحة 110 |
|
( السيّد أحمد السيّد نزار . البحرين )
ردّ علماء أهل السنّة على قوله بالتجسيم :
السؤال: تحية طيّبة وبعد :
هناك من الأصدقاء من يقول : إنّ ابن تيمية ومحمّد بن عبد الوهّاب لا يقولان بالتجسيم ، وما يقال ذلك عنهما نابع من التعصّب ، وردّ التهمة بتهمة مثلها .
أين هي الكتب والمصادر التي يدّعون فيها أنّهما يقولان بالتجسيم بصراحة ؟ دون أن يكون لها وجه آخر ، أرجو ذكر أقوالهما مع ذكر المصادر لكي تتمّ الحجّة .
الجواب : المعروف عن بعض الحنابلة أنّهم من القائلين بالتجسيم ، بمعنى أنّ لله تعالى يداً ، ووجهاً وعيناً وساقاً ، وأنّه متربّع على العرش ، شأنه شأن الملوك والسلاطين ، واستدلّوا على ذلك ، بآيات من القرآن الكريم ، كقوله تعالى : { يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } ، و { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } ، و { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } ، و { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } وغيرها من الآيات .
وقالوا : إنّ اليد والوجه والساق والاستواء جاءت في القرآن على وجه الحقيقة في معانيها ، وليست مصروفة إلى معانيها المجازية .
وقالوا : نعم يد الله ليست كيدنا ، ووجهه ليس كوجهنا ، وساقه ليس كساقنا بدليل قوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } .
ولا يخفى عليك أنّ ابن تيمية ، ومحمّد بن عبد الوهّاب يدّعيان أنّهما من الحنابلة .
وأقوال ابن تيمية في التجسيم كثيرة جدّاً ، وللوقوف على ذلك راجع مثلاً كتابه " الفتوى الحموية الكبرى في مجموعة الفتاوى ، كتاب الأسماء والصفات " .
وإنّ عقيدته في التجسيم كانت واحدة من أهمّ محاور الصراع الذي خاضه مع علماء عصره ، فهي السبب الوحيد لما دار بينه وبين المالكية من فتن في دمشق ، وهي السبب الوحيد لاستدعائه إلى مصر ، ثمّ سجنه هناك ، كما كانت سبباً في عدّة مجالس عقدت هنا وهناك لمناقشة أقواله .
ولم تنفرد المالكية في الردّ عليه ، بل كان هذا هو شأن الحنفية ، والشافعية
|
الصفحة 111 |
|
أيضاً ، وأمّا الحنبلية فقد نصّوا على شذوذه عنهم .
قال الشيخ الكوثري الحنفي في وصف عقيدة ابن تيمية في الصفات : " إنّها تجسيم صريح " ، ثمّ نقل مثل ذلك عن ابن حجر المكّي في كتابه " شرح الشمائل " .
وللشافعية دورهم البارز في مواجهة هذه العقيدة ، فقد صنّفوا في بيان أخطاء ابن تيمية فيها تصانيفاً كثيرةً ، وربّما يُعدّ من أهمّ تصانيفهم تلك ما كتبه شيخهم شهاب الدين ابن جَهبَل المتوفّى سنة 733 هـ ويكتسب هذا التصنيف أهمّيته لسببين :
أوّلهما : إنّ هذا الشيخ كان معاصراً لابن تيمية ، وقد كتب ردّه هذا في حياة ابن تيمية موجّهاً إليه .
والثاني : إنّه ختمه بتحدٍّ صريح قال فيه : " ونحن ننتظر ما يَرِدُ من تمويههِ وفساده ، لنبيّن مدارج زيغه وعناده ، ونجاهد في الله حقّ جهاده " .
ثمّ لم يذكر لابن تيمية جواباً عليه ، رغم أنّه قد وضع ردّاً على الحموية الكبرى التي ألقاها ابن تيمية على المنبر في سنة 698 هـ .
وأمّا دفاع ابن تيمية عن التجسيم ، فهو دفاع المجسّمة الصرحاء ، فيقول ردّاً على القائلين بتنزيه الله تعالى عن الأعضاء والأجزاء : " إنّهم جعلوا عُمدتهم في تنزيه الربّ عن النقائص على نفي الجسم ، ومن سلك هذا المسلك ، لم يُنزِّه الله عن شيء من النقائص البتّة " (1) .
ثمّ طريق إثبات شيء على المتّهم لا يتمّ بإقراره فقط ومن كتبه ، فإنّه قد لا يذكر ذلك صريحاً ، خوفاً من المسلمين ، ولكن هناك طريقة أُخرى ، وهي شهادة شهود عليه، فإن هذا من أقوى أدلّة الإثبات ، خاصّة إذا كانوا كثيرين .
وقد شهد على ابن تيمية الكثير ، منهم : ابن بطوطة في كتابه ، إذ يقول تحت عنوان : حكاية الفقيه ذي اللُّوثة اللُّوثة بالضمّ : مَسُّ جنون ! :
____________
1- مجموع الفتاوى 13 / 164 .
|
الصفحة 112 |
|
" وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة ، تقي الدين بن تيمية ، كبير الشام ، يتكلّم في الفنون ، إلاّ أنّ في عقله شيئاً ! وكان أهل دمشق يُعظّمونه أشدّ التعظيم ، ويعظهم على المنبر ، وتكلّم مرّة بأمرٍ أنكره الفقهاء ...
قال : وكنت إذ ذاك بدمشق ، فحضرته يوم الجمعة ، وهو يعِظ الناس على منبر الجامع ويذكّرهم ، فكان من جُملة كلامه أنّ قال : إنّ الله ينزِلُ إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ، ونزل درجةً من المنبر !
فعارضه فقيه مالكي ، يعرف بابن الزهراء ، وأنكر ما تكلّم به ، فقامت العامّة إلى هذا الفقيه ، وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً ، حتّى سقطت عمامته ، وظهر على رأسه شاشية حرير ، فأنكروا عليه لباسها ، واحتملوه إلى دار عزّ الدين بن مسلم ، قاضي الحنابلة ، فأمر بسجنه ، وعزّره بعد ذلك ... " (1) .
ومقولة ابن تيمية هذه ذكرها ابن حجر العسقلاني أيضاً في كتابه (2) .
تلك صورة عن عقيدته في الله تعالى ، فهو يجيز عليه تعالى الانتقال والتحوّل والنزول ، وفي هذا التصوّر من التجسيم ما لا يخفى ، فالذي ينتقل من مكان إلى مكان ، وينزل ويصعد ، فلابدّ أنّه كان أوّلاً في مكان ، ثمّ انتقل إلى مكان آخر ، فخلا منه المكان الأوّل ، واحتواه المكان الثاني ، والذي يحويه المكان لا يكون إلاّ محدوداً ! فتعالى الله عمّا يصفون !!
( سامر . فلسطين ... )
مجرد تعليق بسيط : ابن تيمية والوهّابية ، هم ملعونون وهم كفرة ، كما قال ابن عابدين : خوارج العصر ، وشيخنا عبد الله الهرري له باع طويل في الردّ على الكافرين ، ومن كتبه : " المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد ابن تيمية " ، وهو من (500) صفحة ، وله أيضاً الردّ على الوهّابية أكثر
____________
1- رحلة ابن بطوطة : 112 .
2- الدرر الكامنة 1 / 154 .