عربي
Thursday 26th of December 2024
0
نفر 0

عصيان قريش للحديث النبوي في حجة الوداع سنة

عصيان قريش للحديث النبوي في حجة الوداع سنة 10 هـ

بعد ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لخلافة الثقلين له وعدَّدَ وسمّى خلفاءه من أهل البيت (عليهم السلام)في عرفة ومنى ثارت قريش الطلقاء على قوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعصت أوامره في هذا الموضوع لكرهها آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ورغبتها في تناوب خلافة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بين قبائلها.

نقل الشعبي عن الصحابي الشهير جابر بن عبدالله الأنصاري أنّه قال:

خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع بعرفات([284]) فقال:

لا يزال هذا الأمر عزيزاً منيعاً ظاهراً على من ناوأه حتى يملك اثنا عشر كلهم من قريش، فجعل الناس يقومون ويقعدون!([285]).

أي جعل المنافقون يلغطون ويهيجون.

وقال أحمد بن حنبل زعيم المذهب الحنبلي وأبو داود أحد أصحاب السنن: فكبرَّ الناس وضجوا([286]). والذي عنده القدرة على إثارة الضجة هو الحزب القرشي.

وقال أحمد بن حنبل: ثم لغط القوم وتكلموا([287]).

وفي سنن أبي داود عن جابر بن سمرة قال:

سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثني عشر خليفة»، قال: فكبَّر الناس وضجوا، ثم قال كلمة خفية، قلت لأبي يا أبة ما قال؟ قال: كلهم من قريش([288]).

الملاحظ من هذه النصوص المذكورة في مسند أحمد وسنن أبي داود أن قريشاً الطلقاء ومن لف لفهم من الأعراب والمنافقين قد أعلنوا العصيان وضجوا ولغطوا وأخذوا يقومون ويقعدون احتجاجاً على ولاية أهل البيت (عليهم السلام)وخلافتهم!!

وهذا الاحتجاج يشكل ثاني معارضة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منذ إسلامهم القهري في فتح مكة ويثبت استمرار كفرهم الباطني وإسلامهم العلني، ومعارضتهم الأولى كانت في هزيمتهم المدبرة في معركة حنين!

وهذا العصيان الكافر هو الذي دعاهم للامتناع عن ذكر أسماء خلفاء رسول الله من أهل البيت (عليهم السلام)وحذف عبارة كلهم من أهل بيتي وذكر كلهم من قريش فقط! وفي الأصل (كلهم من أهل بيتي من قريش) .

وهو منحى قبائل قريش للقبض على السلطة وتناوبها بينهم، ذكره عمر بن الخطاب قائلاً: إنَّ قريشاً تحسد اجتماع النبوة والخلافة في بني هاشم([289])، وهذه الرواية تثبت الخلافة في بني هاشم وحسد قريش لهم.

وموقف قريش جاء رداً على حديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع وغدير خم ومجلس يوم الخميس بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): كلهم من قريش من بني هاشم([290]).

ثم سعى رموز قريش بعدها إلى التآمر للقضاء على تلك الأطروحة بقتل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)أوّلاً والاستحواذ على السلطة ثانياً. وفعلاً نجحت خطة قريش المذكورة على أرض الواقع!

وكرههم لآل البيت وعلى رأسهم علي (عليه السلام)وضَّحه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلاً:

يا علي إن فيك مثلاً من عيسى بن مريم إن اليهود أبغضوه حتّى بهتوه، وإن النصارى أحبوه حتى جعلوه إلهاً، ويهلك فيك رجلان محب مفرط ومبغض مفتر، قال المنافقون ما قالوا: رفع بضبع ابن عمه، جعله مثلاً لعيسى ابن مريم وكيف يكون هذا؟ وضجوا ما قالوا([291]).

وذكر الطبراني والهيثمي ذلك العصيان الكافر للطلقاء والمنافقين في حجة الوداع: لغط قوم قرب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال أصحابه: يا رسول الله لو بعثت إلى هؤلاء بعض من ينهاهم عن هذا.

فقال رسول الله  (صلى الله عليه وآله وسلم):

«لو بعثت إليهم فنهيتهم أن يأتوا الحجون لأتاه بعضهم وإن لم يكن له به حاجة»([292]).

وتعليق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على قول أصحابه يبين شدة عصيان المنافقين من الطلقاء وغيرهم للنبي بحيث أنهم يفعلون عكس ما يقوله الرسول دائماً!!

وامتداداً لذلك المنحى فقد فعل رجال قريش نفس العمل في المدينة عندما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بصحيفة ودواة ليكتب الوصية لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) إذ جاء.

عن جابر بن عبد الله الانصارى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتاباً لا يضلون بعده، وكان في البيت لغط فتكلم عمر بن الخطاب...([293]).

الملاحظ من نصوص معارضة زعماء قريش للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في عرفة ومنى والمدينة أن عصيانهم يتركز حول خلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ففي الموقف الأول والثاني ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خلافة الثقلين له وهوية الخلفاء وعددهم، وفي الموقف الثاني أراد كتابة الوصية لعلي بن أبي طالب (عليه السلام).

فارتكب العصاة لله ورسوله لغطاً وضجيجاً، وقالوا ألفاظاً قبيحة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)مثل يهجر، مما يكشف عن كون القيادة للعصيان واحدة في الموقفين!! بزعامة أبي بكر وعمر وأبي سفيان وابن الجراح.

ولم تسنح الفرصة أمام الطلقاء لإعلان كفرهم في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد موته (صلى الله عليه وآله وسلم)جاءت الفرصة فضجَّ أهل مكة وارتدوا عن الإسلام!!

ففي سنة 11 هجرية ضجَّ أهل مكة مثلما ضجوا في منى في سنة 10 هجرية، فهرب والي مكة عتاب بن أُسيد خوفاً منهم([294]).

وظاهر الأمر من الروايات أن عدَّة العاصين كانت كثيرة بحيث أنهم أحدثوا ضجيجاً عالياً لم يمكن الآخرين من سماع خطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في عرفة ومنى!

وآية البلاغ التي نزلت بعد ذلك بأيام في غدير خم أوضحت قوتهم الكبيرة بقوله تعالى: (بلِّغ ما اُنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)([295]) .

فالناس يقصد بهم الله تعالى أولئك الذين أحدثوا ضجيجاً ولغطاً في منى كما جاء في الرواية فكبّر الناس وضجّوا([296]) ثم قالوا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يهجر في المدينة، وهؤلاء هم الذين منعوا دفن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ريثما يرتِّبوا قضية السقيفة والاستحواذ على السلطة، ووطأوا صدر سعد بن عبادة (رئيس الأنصار)، ووضعوا التراب في فم الحباب بن المنذر (الرئيس الثاني للأنصار)([297]).

ولو كانت قوى الكفر والنفاق المذكورة قليلة لما قال الله سبحانه لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم):

(والله يعصمك من الناس) .

والناس عبارة عن جماعة عظيمة فنقول: جمع الناس إذا شهدوا الجمعة([298]).

وأراد بهم سبحانه وتعالى كل المعارضين لله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان عدد المنافقين مع عبدالله بن أُبي مثل عدد جيش رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ([299]) وكان عدد المحاربين لأهل البيت (عليهم السلام) بعد حادثة السقيفة أربعة آلاف رجل([300]) والآخرون معارضة متفرقون.

ولم يقتصر عمل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على ذكر حديثي الثقلين وأسماء الأئمة الإثني عشر وولاية على (عليه السلام) بل أمر الناس بالتسليم بإمرة المؤمنين على علي (عليه السلام)في حجة الوداع.

إذ قال أبو ذر: إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أمرهم قبل وبعد حجة الوداع بالتسليم بإمرة المؤمنين([301]) على علي بن أبي طالب (عليه السلام).

ولكن أهل السقيفة قد صمموا على سلب الخلافة من أهل البيت (عليهم السلام) في حجة الوداع([302]).

أي أنّهم واجهوا مشروع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) السياسي بمشروعهم القرشي في تناوب الخلافة بينهم وحرمان أهل البيت منها .

ويجب معرفة الامام المعصوم بعد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وحقوقه على الناس([303]) .

قال رسول(صلى الله عليه وآله وسلم): «حب علي يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب»([304]) .

عشر فضائل للامام علي(عليه السلام) ليست لاحد غيره([305])

قوله تعالى: (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أهْلِي * هَارُونَ أخِي * اشْدُدْ بِهِ أزْرِي)([306]).

إن وزارة علي من رسول الله(صلى الله عليه وآله) كوزارة هارون من موسى([307]).

آية التبليغ قوله تعالى:

(يَا أيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا اُنزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ..)([308]) الخ .

نزلت هذه الآية في 18 من ذي الحجة في غدير خم بجعل الإمام علي (عليه السلام)خليفة من بعد الرسول(صلى الله عليه وآله) .

حديث المنزلة برواية سعد: راجع: ترجمة الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ([309]).

حديث المنزلة برواية معاوية ([310]) :

قول الرسول(صلى الله عليه وآله) لعلي(عليه السلام): «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» وغيره من الالفاظ.

وهذا الحديث من الأحاديث المتواترة فقد رواه جماعة كثيرة من الصحابة منهم: سعد بن أبي وقاص، معاوية، حبشي بن جنادة، جابر، أبو سعيد الخدري، سعد بن مالك، أسماء بنت عميس، هبد الله بن عمر، ابن أبي ليلى، مالك بن الحويرث، علي بن أبي طالب (عليه السلام)، عمر بن الخطاب، عبد الله بن عباس، أم سلمة، عبد الله بن مسعود، أنس بن مالك، زيد بن أرقم، أبو أيوب، أبو بردة، جابر بن سمرة، البراء، أبو هريرة، زيد بن أبي أوفى، نبيط بن شريط، فاطمة بنت حمزة. وهذا الحديث يوجد في كتب ([311]).

([312])   …

حديث المنزلة في غير غزوة تبوك من طريق الشيعة:

1 - يوم تسمية الحسن باسمه ([313]).

2 - حديث (لحمه من لحمي) يشتمل على حديث المنزلة كما في: ([314]) .

3 - في حجة الوداع: ([315]).

4 - في منى: ([316]) .

5 - في يوم غدير خم:([317]) .

6 - في يوم المؤاخاة: ([318]) .

7 - يوم المباهلة: ([319]).

8 - عند الرجوع بغنائم خيبر: ([320]).

9 - يوم كان يمشي مع النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): ([321]) .

حديث المنزلة في غير غزوة تبوك من طريق السنة:

قال الرسول(صلى الله عليه وآله): «مكتوب على باب الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله، علي أخو رسول اللّه... الخ»([322]).

مبيت الامام أمير المؤمنين على فراش النبي(صلى الله عليه وآله) عند الهجرة يوجد في ([323]).

قول الامام على(عليه السلام): «أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصدِّيق الاكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب» ([324]).بينما يكذب الوهابيون بتمية ابى بكر بالصديِّق وهو الذى كذب على النبي (صلى الله عليه وآله) فى حياته ومماته .

قوله(عليه السلام): «والله اني لاخوه ووليه، وابن عمه ووارث علمه فمن أحق به مني»([325]).

قول الامام أمير المؤمنين لاهل الشورى: «أنشدكم الله هل فيكم أحد آخى رسول الله بينه وبينه، إذ آخى بين المسلمين غيري .

قالوا: اللهم لا» ([326]).

قال الامام علي (عليه السلام)لما برز للوليد يوم بدر: «قال له الوليد من أنت ؟

قال علي «أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصدِّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب» ([327]).

بينما اختلق الأمويون لقب الصدِّيق لأبي بكر في زمن معاوية حسداً لعلي(عليه السلام) .

قال ابن عباس : إن علياً دخل على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) فقام إليه وعانقه وقبَّل ما بين عينيه فقال العباس : أتحب هذا يا رسول الله ؟

فقال النبي : يا عم والله، اللهُ أشدّ حبَّاً له منىِّ ([328]).

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الأوضاع قبل البعثة النبوية
وجه الشبه بين الحسين عليه السلام و بين نبي الله ...
عشر في تقدم الشيعة في فنون الشعر في الإسلام
حالة العالم قبل البعثة المحمدية
مناظرة هشام مع ضرار
ابو طالب (علیه السلام)
المذهب الحنبلي
المقال الذي سبب أزمة فى مصر
أقوال شاذة :
مقام الإمام المهدي عليه السلام عند الله تعالى:

 
user comment