السؤال: ما هی وجهة نظر الشیعة حول المرجعیة؟
الجواب: علی کل مسلم مکلّف، اذا لم یکن مجتهدا _ أی لم یستطع أن یستنبط الاحکام الشرعیة من الکتاب و السنة _ أن یقلد مرجعا جامعا للشرائط من العلم و العدل و الورع و الزهد و التقوی. کما قال الله تعالی فی کتابه الحکیم: «فَسْأَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِن کُنتُم لاَ تَعْلَمُونَ» (1)
و إذا بحثنا هذا الموضوع نجد الشیعة الإمامیة قد واکبوا الأحداث فلم تنقطع عندهم سلسلة المرجعیة أبدا منذ وفاة النبی (صلى الله علیه و آله و سلم) إلى الیوم الحاضر. و قد واصل الشیعة تقلید الأئمة الاثنی عشر من أهل البیت (علیهم السلام) ، و قد استمر وجود هؤلاء الأئمة أکثر من ثلاثة قرون على نسق واحد فلم یخالف واحد منهم قول الثانی لأن النصوص الشرعیة من الکتاب و السنة کانت هی المتبعة عندهم جمیعا و لم یعملوا بقیاس و لا باجتهاد و لو فعلوا لکان الاختلاف عندهم شائعا، کما وقع لأتباع أهل السنة و الجماعة. ثم جاءت مرحلة ما بعد غیبة الإمام المعصوم (علیه السلام) الذی أمروا الناس خلاله بتقلید العالم الفقیه الجامع للشرائط . و بدأت سلسلة الفقهاء المجتهدین منذ ذلک العهد إلى الیوم الحاضر تتوالى بدون انقطاع، و فی کل عصر یبرز فی الأمة مرجع واحد أو عدة مراجع للشیعة یقلدونهم فی أعمالهم حسب الرسائل العملیة التی یستنبطها کل مرجع من الکتاب و السنة.
و لا اجتهاد إلا فی الأمور المستحدثة التی عرفها هذا القرن بسبب التقدم العلمی والتکنولوجی ، کعملیة زرع القلب أو أی عضو جسدی من شخص لآخر، أو التلقیح الاصطناعی، أو المعاملات البنکیة و أمثالها. فالاعلم من بین هؤلاء المجتهدین یسمی المرجع الأعلى للشیعة أو زعیم الطائفة و الحوزة العلمیة، و الذی یحظى بتقدیر و احترام کل المراجع الآخرین. و یقلد الشیعة على مر العصور الفقیه الحی الذی یعیش مشاکل الناس و یهتم بهمومهم فیسألونه و یجیبهم. و بهذا بقی الشیعة فی کل العصور یحافظون على المصدرین الأساسیین للشریعة الإسلامیة من الکتاب و السنة. و النصوص المنقولة عبر الأئمة الاثنی عشر من العترة الطاهرة (علیهم السلام) جعلت علماؤهم یستغنون عن القیاس والقول بالرأی، لأن الشیعة اعتنوا بتدوین السنة النبویة و احتفظوا بها. (النحل / 43)
مصدر: مکتب سماحة آیة الله العظمی مکارم الشیرازی
source : .www.rasekhoon.net