عربي
Wednesday 27th of November 2024
0
نفر 0

ملامح المنهج التربوي في النهضة الحسينية » ،

بأسلوبٍ سلس وهادف خالٍ من التعقيد، وبيانٍ واضح مشوّق بعيدٍ عن الجمود، افتتح المؤلف كتابه الجديد بمقدمة رائعة جاء فيها: إن حركة الإمام الحسين (ع) في حقيقتها كانت نحو الفتح الكبير على مستوى الرؤية الإسلامية

صدر عن دار الهادي - بيروت ، كتاب : « ملامح المنهج التربوي في النهضة الحسينية » ، لمؤلفه : الشيخ حسين علي المصطفى ، الطبعة الأولى 1429هـ / 2008، وجاء الكتاب في « 237 » صفحة من الحجم المتوسط.

بأسلوبٍ سلس وهادف خالٍ من التعقيد، وبيانٍ واضح مشوّق بعيدٍ عن الجمود، افتتح المؤلف كتابه الجديد بمقدمة رائعة جاء فيها: "إن حركة الإمام الحسين عليه السلام في حقيقتها كانت نحو الفتح الكبير على مستوى الرؤية الإسلامية التي يريد أن يطلقها باتجاه قضايا الحرية والعدالة في المنهج الإسلامي القويم، لهذا أراد الإمام الحسين عليه السلام أن ينبهم إلى أنهم من أمة محمد excaim ، وأن هناك فساداً عاتياً في الأمة ، وأنه عليه السلام انطلق ليصلح من شأنها ويعيد إليها كرامتها ومجدها، وأنّ عليهم أن يتبعوه لتحقيق هذا الهدف، هكذا طرح الإمام عليه السلام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أساس أنه يمثل الرقابة الاجتماعية التي يتحول فيها كل مسلم إلى حارس للقيم وللنهج الشرعي في حياة الناس".
وخلص سماحته بقوله بأن "علينا أن نفهم الإمام الحسين عليه السلام في كل هذه الرحابة التي تعطيها الإمامة من خلال ما تمثله من رحابة الإسلام في عقائده وشرائعه ومناهجه ووسائله وغاياته".

احتوى الكتاب على ثمانية فصول رئيسية :
الفصل الأول : الحسين وريث صفات النبوة.

تناول المؤلف في هذا الفصل ستة ركائز تربوية جسّدها الرسول الأكرم excaim على سبطه وريحانته وأفاض عليه بمكرماته ومُثُله، وغذّاه بقيمه ومكوناته

وفي نهاية هذا الفصل ذكر سماحته بأنّ "شخصية الحسين عليه السلام اصطبغت بلا حدود بالصفات التي ورثها عن جده excaim ، فكانت قوته وجرأته قد ظهرت منذ صباه".
الفصل الثاني : ملامح شخصية الإمام الحسين عليه السلام.

ركّز المؤلف في هذا الفصل على أن الإمام الحسين عليه السلام جسّد كل القيم الإلهية والإنسانية تجسيداً متماثلاً ، حيث تربى في أحضان النبوّة ونهل من شربها الصافي ، فأصبح قلب هذا الإمام العظيم يشعّ رحمة ونقاء وصدقاً ، ولذا تعرض سماحته في هذا الفصل إلى جوانب عديدة من شخصية الإمام عليه السلام : ( علاقته بالله - كرمه وسخاءه - تواضعه للضعفاء - شجاعته وبطولته ... وغيرها ).
الفصل الثالث : الإصلاح والدعوة في وعي الحسين عليه السلام.

في هذا الفصل أشار سماحته إلى أن الرسول الأكرم excaim أرسى نظام مجتمع قائم على عدة ركائز:
أولاً: العبودية المطلقة لله تعالى ومالها من دور مهم في بناء المجتمع وإرساء العلاقات الاجتماعية بين الناس.
ثانياً: المعرفة الكاملة للمجتمع ومتطلباته .
ثالثاً: العدالة التي لا محاباة فيها والتي أراد منها العدل التام فيما يتعلق بعامة الناس في جميع شؤون الحياة العامة.
رابعاً: التآخي الكامل والمحبة الصادقة والعاطفة الفيّاضة التي أضحت بلا منازع من السمات الأساسية للمجتمع الإسلامي .
وتحدث من خلال عرض رائع وممتع عن تلاعب السلطة الأموية بالمقدّس وبروح الأسلاف الشرفاء ومصالحها السياسية التي اقتضت أن تجعل من المعرفة الدينية أداة تستخدمها لخدمة مشروعها السلطوي ركّز سماحته على بعض الأحداث التي مرت بها تلك الفترة وأجازتها السلطة.
وتطرق المؤلف في نهاية بحثه الرائع في هذا الفصل إلى أنّ هذه الأطروحة التي تبنتها السلطة الأموية وراحت تشاع من قبل أجهزتها على مستوى أن تكون عقيدة للأمة "صارت توظف سياسياً باصطناع فقه سياسي يسوّغ جور الحاكم السلطان، ويسبغ في الفقه السياسي السلطاني المنتج مشروعيةً لطاعته وتسليم الأُمة وانقيادها إليه ، وكانت نتيجة هذا النهج هو إبطال فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كركن متين لتقويم البنية الاجتماعية ، وفرض الرقابة على السلطة السياسية".
الفصل الرابع : الحسين عليه السلام وخط مراحل الثورة .

تحدث الشيخ الأستاذ في هذا الفصل عن الظروف التي عاشها الإمام الحسين عليه السلام والتي دعته إلى التوجه إلى الكوفة بعد استلامه تقريراً إيجابياً من ابن عمه مسلم بن عقيل ليشكل هناك حكومة مركزية ، وأشار إلى أن نهضة الإمام الحسين عليه السلام لها أربع مراحل:
المرحلة الأولى : مرحلة الدفاع، أي الإبتعاد عن منطقة سيطرة حكومة يزيد واللجوء إلى بيت الله.
المرحلة الثانية: مرحلة اتخاذ القرار الصائب للتوجه إلى الكوفة.
المرحلة الثالثة : عدم الاستسلام وبذل الجهد من أجل الابتعاد عن القتال.
المرحلة الرابعة: بعد صدور الأوامر من جيش ابن زياد باتجاه معسكر الحسين عليه السلام قام الإمام عليه السلام بالدفاع مضطراً ومجبراً، ودافع دفاع الأبطال ، واستشهد بكل فخر واعتزاز.
الفصل الخامس : المنهج الأخلاقي والتربوي في ثورة الحسين عليه السلام.

تحدث سماحته في هذا الفصل عن القانون الأخلاقي، وأن الأخلاق هي جوهر السلوك الإسلامي، وأن البناء الأخلاقي هو وسيلة جوهرية للوصول إلى الغاية السامية والعظمى، والتي تمثّلت بقول الرسول الأكرمexcaim : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ، وهو ما جسّده الإمام الحسين عليه السلام في ثورته المباركة ، وذكر بعد ذلك خمسة أبعاد مهمة :

البعد الأول : الإيمان أساس الحق.
البعد الثاني : الحرية.
البعد الثالث: الابتعاد عن الحمية والعصبية ( التمييز العنصري ).
البعد الرابع: المسؤولية والواقعية.
وأشار في هذا البعد إلى أن "ثورة الإمام الحسين عليه السلام أنتجت تصحيح بعض المفاهيم والأفكار والعقائد التي أخذت تنتشر في بعض الأوساط الإسلامية آنذاك وشكّلت انحرافاً فكرياً وانقلاباً على المفاهيم والعقائد الإسلامية الأصيلة ، وأن الإمام الحسين عليه السلام كان له دورٌ بارز في مواجهتها" وذلك من خلال :
1- إطاعة السلطان الجائر.
2- إطاحة مبدأ الاعتزال.
3- فصل السلطة التشريعية والمرجعية الدينية عن السلطة التنفيذية والخلافة: وهو من أهم النتائج لهذه النهضة الحسينية وذلك من أجل الحفاظ على روح الإسلام.

البعد الخامس: المحبة والرحمة.
ثم تحدّث سماحته عن جوانب مهمة :
-التوحيد في الحب .
-كيف تكون التربية على حب الله ؟
-الحب يتحول إلى ولاء .
-مقتطفات من حب الحسين، وأشار إلى: ( تقديس الكعبة - علاقته بأصحابه الكرام - نكران الذات - مراعاة العواطف والأحاسيس - صيانة المرأة...) .
وذيّل المؤلف هذا الفصل بعدة فروع:
-منهج الحب مع المخالفين .
-الإنسانية والرحمة بالأعداء .
-احترام وشائج القربى .
-قبول توبة المخالفين والعفو عنهم .
-الهداية لا إراقة الدماء .
-لا إكراه على المناصرة .
الفصل السادس : على خطى كربلاء.

أشار المؤلف في هذا الفصل إلى أن "أهل البيت excaim نشر العقيدة الحقة، وهي أن ما يجري على يد الطغاة الظالمين من قتل وظلم وجور وفساد لا يمثل إرادة الله ، وهذا ما تمثّل في موقف الإمام زين العابدين عليه السلام والسيدة زينب excaim ، حيث واصلا طريق النهضة الحسينية بنفس النهج الذي رسمه سيد الشهداء عليه السلام الذي يحقق أهداف ثورته المباركة".
الفصل السابع : نتائج وآثار.

ركّز الشيخ المؤلف على الآثار والنتائج لثورة الإمام عليه السلام ، وأنها ثورة رائدة فذّة العطاء، غنية القيمة والتأثير واسعة الأهداف ، والتي كان من أهمها تغيير الأوضاع وإصلاح المجتمع ، وممارسة عملية البناء والتوجيه .
الفصل الثامن : من شذرات كلمات الإمام الحسين عليه السلام.

حيث عرض المؤلف إلى مجموعة من كلمات الإمام الحسين عليه السلام وسلط الضوء عليها شرحاً وتحليلاً، واستخلص منها المفاهيم المهمة مما يعكس لنا نتاج الإمام الحسين الحركي.

هذا عرض موجز لأهم ما احتواه الكتاب الجديد لشيخنا الأستاذ سماحة العلامة الشيخ حسين المصطفى حفظه الله تعالى ، الكتاب جميل ورائع ، يحمل بين طياته الكثير من الجوانب التربوية والأخلاقية للنهضة الحسينية ، والتي خطّها أبو الأحرار الإمام الحسين عليه السلام لتكون منهجاً يحتذى به في حياة الأمة ، وفّق الله شيخنا الأستاذ للعلم والعمل الصالح ، ونفع به الدين والمجتمع بحق محمد وآله الطاهرين.

 


source : http://al-marefa.com
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

أهل البيت^ الحبل المتصل بين الخالق والمخلوق
مقام علي الأكبر (ع) في كلمات الأئمة (عليهم السلام)
وقفوهم إنهم مسئولون
مكانة السيدة المعصومة (عليها السلام):
يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا
ملامح شخصية الإمام جعفر الصادق عليه السلام
أحاديث في الخشية من الله (عزّ وجلّ)
أقوال علماء أهل السنة في اختصاص آية التطهير ...
فاطمة هي فاطمة.. وما أدراك ما فاطمة
معرفة فاطمة عليها السلام

 
user comment