عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

تسابق الحسنين

تسابق الحسنين

نداء الحسين عليه السلام جده وأباه

أبو الفرج الإصبهاني : عن علي عليه السلام أنه قال : كان الحسن عليه السلام في حياة رسول الله صلي الله عليه واله وسلم يدعوني أبا الحسين ، وكان الحسين عليه السلام يدعوني أبا الحسن ، ويدعوان رسول الله صلي الله عليه واله وسلم أباهما ، فلما توفي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم دعواني بأبيهما .

 

تعليم الوضوء

ابن شهر آشوب : عيون المجالس عن الروياني : إن الحسن والحسين مرا على شيخ يتوضأ ولا يحسن ، فأخذا بالتنازع ، يقول كل واحد منهما : أنت لا تحسن الوضوء ، فقالا : أيها الشيخ ! كن حكما بيننا يتوضأ كل واحد منا سوية ، [ فتوضئا ] ، ثم قالا : أينا يحسن ؟ قال : كلاكما تحسنان الوضوء ، ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن ، وقد تعلم الآن منكما وتاب على يديكما ببركتكما وشفقتكما على أمة جدكما .

 

تسابق الحسنين

المجلسي : روي في المراسيل : أن الحسن والحسين كانا يكتبان ، فقال الحسن للحسين عليه السلام: خطي أحسن من خطك ، وقال الحسين عليه السلام: لا ، بل خطي أحسن من خطك ، فقالا لفاطمة : احكمي بيننا .

فكرهت فاطمة أن تؤذي أحدهما ، فقالت لهما : سلا أباكما .

فسألاه ، فكره أن يؤذي أحدهما فقال : سلا جدكما رسول الله صلي الله عليه واله وسلم .

فقال : لا أحكم بينكما حتى أسأل جبرائيل ، فلما جاء جبرائيل قال : لا أحكم بينهما ولكن إسرافيل يحكم بينهما .

فقال إسرافيل : لا أحكم بينهما ولكن أسأل الله أن يحكم بينهما . فسأل الله تعالى ذلك فقال تعالى : لا أحكم بينهما ولكن أمهما فاطمة تحكم بينهما .

فقالت فاطمة : أحكم بينهما يا رب وكانت لها قلادة فقالت لهما : أنا أنثر بينكما جواهر هذه القلادة ، فمن أخذ منهما أكثر فخطه أحسن ، فنثرتها ، وكان جبرائيل وقتئذ عند قائمة العرش ، فأمره الله تعالى أن يهبط إلى الأرض وينصف الجواهر بينهما كيلا يتأذى أحدهما ، ففعل ذلك جبرائيل إكراما لهما وتعظيما .

وعنه : عن بعض مؤلفات أصحابنا مرسلا : أن نصرانيا أتى رسولا من ملك الروم إلى يزيد ، - لعنه الله تعالى - وقد حضر في مجلسه الذي أتي إليه فيه برأس الحسين عليه السلام ، فلما رأى النصراني رأس الحسين عليه السلام بكى وصاح وناح حتى ابتلت لحيته بالدموع ، ثم قال : إعلم يا يزيد إني دخلت المدينة تاجرا في أيام حياة النبى وقد أردت أن آتيه بهدية ، فسألت من أصحابه أي شيء أحب إليه من الهدايا ، فقالوا : الطيب أحب إليه من كل شيء وإن له رغبة فيه .

قال : فحملت من المسك فارتين وقدرا من العنبر الأشهب وجئت بها إليه وهو يومئذ في بيت زوجته ام سلمة ( رضي الله عنها ) ، فلما شاهدت جماله ازداد لعيني من لقائه نورا ساطعا ، وزادني منه سرور ، وقد تعلق قلبي بمحبته ، فسلمت عليه ووضعت العطر بين يديه .

فقال : ما هذا ؟ .

قلت : هدية محقرة أتيت بها إلى حضرتك ، فقال لي : ما اسمك ؟ فقلت : اسمي عبد الشمس .

فقال لي : بدل اسمك ، فأنا أسميك عبد الوهاب ، إن قبلت مني الإسلام ، قبلت منك الهدية .

قال : فنظرته وتأملته فعلمت أنه نبي ، وهو النبي الذي أخبرنا عنه عيسى حيث قال : إني مبشر لكم برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ، فاعتقدت ذلك وأسلمت على يده في تلك الساعة ، ورجعت إلى الروم وأنا أخفي الإسلام ، ولي مدة من السنين وأنا مسلم مع خمس من البنين وأربع من البنات ، وأنا اليوم وزير ملك الروم ، وليس لأحد من النصارى اطلاع على حالنا .

واعلم يا يزيد أني يوم كنت في حضرة النبي وهو في بيت أم سلمة رأيت هذا العزيز الذي رأسه وضع بين يديك مهينا حقيرا ، قد دخل على جده من باب الحجرة ، والنبي فاتح باعه [ بابه ] ليتناوله وهو يقول : مرحبا بك يا حبيبي ، حتى أنه تناوله وأجلسه في حجره ، وجعل يقبل شفتيه ويرشف ثناياه وهو يقول : بعد عن رحمة الله من قتلك ، لعن الله من قتلك يا حسين ! وأعان على قتلك .

والنبي مع ذلك يبكي .

فلما كان اليوم الثاني كنت مع النبى في مسجده إذ أتاه الحسين مع أخيه الحسن وقال : يا جداه ! قد تصارعت مع أخي الحسن ولم يغلب أحدنا الآخر ، وإنما نريد أن نعلم أينا أشد قوة من الآخر ؟ فقال لهما النبى : يا حبيبي ويا مهجتي إن التصارع لا يليق لكما ، إذهبا فتكاتبا ، فمن كان خطه أحسن ، كذلك تكون قوته أكثر .

قال : فمضيا وكتب كل واحد منهما سطرا وأتيا إلى جدهما النبى ، فأعطياه اللوح ليقضي بينهما ، فنظر النبى إليهما ساعة ولم يرد أن يكسر قلب أحدهما فقال لهما : يا حبيبي إني أمي لا أعرف الخط ، إذهبا إلى أبيكما ليحكم بينكما وينظر أيكما أحسن خطا .

قال : فمضيا إليه وقام النبى أيضا معهما ودخلوا جميعا إلى منزل فاطمة ، فما كان إلا ساعة وإذا النبى مقبل وسلمان الفارسي معه ، وكان بيني وبين سلمان صداقة ومودة ، فسألته كيف حكم أبوهما وخط أيهما أحسن ؟ قال سلمان ( رضي الله عنه ) : إن النبى لم يجبهما بشيء ، لأنه تأمل أمرهما وقال : لو قلت : خط الحسن أحسن كان يغتم الحسين ، ولو قلت : خط الحسين أحسن كان يغتم الحسن ، فوجهتهما إلى أبيهما .

فقلت : يا سلمان بحق الصداقة والأخوة التي بيني وبينك وبحق دين الإسلام إلا ما أخبرتني كيف حكم أبوهما بينهما . فقال : لما أتيا إلى أبيهما وتأمل حالهما رق لهما ولم يرد أن يكسر قلب أحدهما ، قال لهما : إمضيا إلى أمكما فهي تحكم بينكما .

فأتيا إلى أمهما وعرضا عليها ما كتبا في اللوح وقالا : يا أماه ! إن جدنا أمرنا أن نتكاتب فكل من كان خطه أحسن تكون قوته أكثر ، فتكاتبنا وجئنا إليه فوجهنا إلى أبينا فلم يحكم بيننا ووجهنا إليك ، فتفكرت فاطمة بأن جدهما وأباهما ما أرادا كسر خاطرهما ، أنا ما أصنع وكيف أحكم بينهما ، فقالت لهما : يا قرتي عيني إني أقطع قلادتي على رأسكما فأيكما يلتقط من لؤلؤها أكثر كان خطه أحسن ، وتكون قوته أكثر .

قال : وكان في قلادتها سبع لؤلؤات ثم إنها قامت فقطعت قلادتها على رأسهما فالتقط الحسن ثلاث لؤلؤات ، والتقط الحسين ثلاث لؤلؤات ، وبقيت الأخرى ، فأراد كل منهما تناولها فأمر الله تعالى جبرائيل بنزوله إلى الأرض وأن يضرب بجناحيه تلك اللؤلؤة ويقدها نصفين بالسوية ليأخذ كل منهما نصفا ؛ لئلا يغتم قلب أحدهما ، فنزل جبرائيل كطرفة عين وقد اللؤلؤة نصفين فأخذ كل منهما نصفا .

فانظر يا يزيد ! كيف رسول الله لم يدخل على أحدهما ألم الترجيح في الكتابة ، ولم يرد كسر قلبهما ، وكذلك أمير المؤمنين وفاطمة ، وكذلك رب العزة لم يرد كسر قلب أحدهما ، بل أمر من يقسم اللؤلؤة بينهما لجبر قلبهما ، وأنت هكذا تفعل بابن بنت رسول الله أف لك ولدينك يا يزيد .

ثم إن النصراني نهض إلى رأس الحسين واحتضنه وجعل يقبله وهو يبكي يقول : يا حسين اشهد لي عند جدك محمد المصطفى ، وعند أبيك علي المرتضى ، وعند أمك فاطمة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعي

 


source : www.tebyan.net
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مظلومیة الزهراء
كيف نصر الله أنبيائه؟
الكميت بن زيد الأسدي وإخلاصه في أهل البيت عليهم ...
السيد محمد ابن الإمام الهادي (ع)
فاطمةالمعصومة علیها السلام
من فضائل الإمام علي (عليه السلام) في كتب أهل السنة
الحديث الفني
استشهاد الامام علي عليه السلام
طفولته وصباه
اهل البیت فی کلام النبی (ص)

 
user comment