تسمية الإمام صاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) بـ (المهدي) كانت بفتح الميم ، وليس بضمها ؛ لتكون الدلالة على أنّه هو مَن يهدي الأمّة إلى الصراط المستقيم ، لا أن يكون قد تمّت هدايته من شخص ما ؟
المهدي بحسب اللغة : هو مَن هداه الله إلى الحقّ ، ومن المعلوم أنّ مَن هداه الله تعالى إلى الحقّ هو الذي يتمكن من هداية الخلق ، فلا مانع أن يكون المهدي بمعنى المفعول ، أيّ مَن تمّت هدايته من قبل غيره ، لكن لم يتمّ هدايته من قبل شخص آخر ، بل تمّت هدايته من قبل الله تعالى .
وفي الأحاديث أنّ المهدي إنمّا سمّي مهدياً ؛ لأنّه يهدي إلى أمر خفي ، فيكون المهدي بمعنى الهادي .(1)
التسمية الصحيحة عبارة عن فتح الميم وليس بضمّها ، والنكتة واضحة ؛ فإن ( المَهدي ) بفتح الميم اسم مفعول من ( هَدى يَهدي ) أيّ الذي تمّت هدايته من قبل هادٍ ، والأئمة (عليهم السلام) كلّهم كذلك ، وكذا الأنبياء فلقد هَداهم الله تبارك وتعالى بهدايته الخاصّة ، وربّاهم بتربيته ، وأدّبهم بآدابه ، فهم المَهديون ، كما نقرأ في زيارة الجامعة الكبيرة :
« وَاَشْهَدُ اَنَّكُمُ الاَْئِمَّةُ الرّاشِدُونَ الْمُهْتَدُونَ »
والهادي لهم هو الله تبارك و تعالى وليس غيره .
أمّا ( المُهدي ) بضمّ الميم فهو اسم مفعول من ( أهدى يُهدي ) فهو من باب الإهداء وليس من باب الهداية ، و هذا لا معنى له بالنسبة إلى أيّ واحد من الأئمة (عليهم السلام) كما هو واضح .
أمّا مَن يهدي الأمّة إلى الصراط المستقيم فهو ( المُهدي ) بضمّ الميم فهو خطأ طبق قواعد اللغة العربية ؛ فإنّ مَن يَهدي غيره إلى الصراط المستقيم يُعبّر عنه باسم الفاعل من باب ( هَدى ) أيّ يعبّر عنه بـ( الهادي ) لا ( المُهدي ).(2)
الهوامش:
1- السيّد جعفر علم الهدى
2- السيّد علي الحائري
source : www.tebyan.net