عربي
Monday 25th of November 2024
0
نفر 0

رثاء المحسن السبط السِقط بدمعة ساخنة

رثاء المحسن السبط السِقط بدمعة ساخنة

دمعة ولاء حمراء على المحسن حبيب الزهراء (عليها السلام)

(للمحسن السقط) حقٌ لو توفّيه (فالمحسن السبط) مظلوم لتبكيه
ميلاده كان رزءاً حين نذكره للمصطفى جدّهِ حقاً نعزّيه
فابن البتولة لا ذكرى تقامُ له ورزؤه رزؤها مذ أُثكلت فيه
مولى هو الفذ في الدنيا بأجمعها فلا شبيه له فيها يوازيه
في أشهر الحمل ستاً نيّفت فعلت على السنين جهاداً حيث ترويه
من يومه بان وجه الزيف في صُحفٍ تُملى وتُتلى كما يرويه راويه
لولا رزيّته في يوم هجمتهم لم يعرف الناس مولى من أعاديه

***

إيهاً بني لُحمة التاريخ نوّلها نيل الولاة وأيديكم تسدّيه
ماذا جرى رحلة المختار مبدؤها أين انتهت؟ آخر الأنباء تحكيه
فقلتمُ غاب صحبٌ عن جنازته فأين راحوا؟ ولم غابوا؟ لنرويه
تصاهلت زمرُ الأطماع في زجل لخدمة الحكم تشويهاً بتمويه
وكان للأصفر الرنّان رنّته عجينة الفكر مطبوعاً بتشويه
فربّما حَدَثٌ قد جاء مبتراً لموقف الحق عن عمدٍ ليطويه
قالوا بنو قيلة ضمّت سقيفتهم عناصر الشر إذ سعداً تناحيه
فأسرع النفر الثالوث مقتنصاً طيرَ الشواهين ما اصطادت لتلقيه
وقد جرى ما جرى والكلّ يعلمه علم اليقين بلا زيف وترويه
إنّ الأولى أسرعوا عافوا نبيّهمُ لم يحضروا الغسل لا دفناً يواريه
من ذا تولّى؟ لذا قالت روايتكم ما كان غير أبي السبطين يكفيه
قلتم عليٌ وأهلوه به اضطلعوا نفسي فداء عليٍ ثم أهليه
ما بارحوا حجرة طابت معالمُها وطاب تربٌ أجنّ المصطفى فيه
وخيّم الحزنُ في الأجواء جلّله خوف الغزاة لبيت مَن يحاميه؟
إذ أضمروا الحقد في غلواء أنفسهم أنّى عليٌّ له المختار يعليه
منذ الغدير فقد جاشت مراجلهم واستضعفوا حيدراً مذ غاب حاميه
شاهت وجوههم رغماً معاطسهم لولا الوصية مَن يقوى يدانيه

***

يا (محسن السقط) في الدنيا ونرثيه أنت (المحسَّن) في الأخرى نرجّيه
حدّث فديتك مظلوماً أفدّيه سِفر الشهادة بدءاً أنت ترويه
ياثالثاً شرف الأسباط سابقها سبق الشهادة جلّى في معاليه
ياأولاً لضحايا العُنف أسّسه حكمُ الأولى لم تزل تترى تواليه
يامنية العمر عند الأم ترقبه كيما تهدهده مهداً تناغيه
فصرت أول مظلوم قضيت وقد نلت الشهادة حملاً شُلّ جانيه
حدث فديتك بعض النثّ تبديه ليكشف الزيف ما التاريخ يطويه
ماذا لقيت من الأصحاب حين أتوا صحابةٌ ظلمت جَداً ذراريه
جاءت لبيتكمُ تغلي مراجلُها وألقت الجزلَ عند الباب توريه
خابت ظنون بني الأحقاد إذ حسبت بجمرة الحقدِ نور الله تطفيه
وجاوزوا الحدّ ضرب الطهر سوط جفا وعصرَها لَمصابٌ أنت تدريه
فأسقطتك على الترباء من وَجَلٍ بزحم قنفذ ياويلي مَواليه
يابن البتولة والجلى تؤرّقها قد هدّ حملُك من صبرٍ رواسيه
عمرٌ من الحمل ماتمت كواملُه فأسقطته لدى الأعتاب تلقيه
كانت تؤمّل أن يبقى ليؤنسها في وحشة الليل إذ يبكي تناغيه
كانت ترجّى بك الزهراء مؤنسها فخاب ظنٌ وكان الحزنُ تاليه

***

ياثاوياً جَدَثاً ضاعت معالمه في تربة البيت ربّ البيت يدريه
إن ضاع قبرك في الأجداث إنّ له من قلب كل وليّ مشهداً فيه
واسيت أمَك فيما قد ألمّ بها حتى بقبرك إذ تخفى مغانيه
روحي فداك فأين القبر ضمكما بيتٌ فقدّس ربّ العرش ثاويه
نفتّ أكبادنا حزناً ليومكمُ ماقيمة الدمع طوفاناً ونذريه
تلكم قلوبٌ تلظّت في محبتكم تُجنّ حبّكمُ طوراً وتبديه

***

ياسيدي وعزائي اليوم منصرفٌ للخمسة الصيد إذ كلاً نعزّيه
للمصطفى جدكم نزجي العزاء أسىً والمرتضى أبداً في الفضل تاليه
نفس النبي بآيٍ أنزلت فيه من ذا يقاس به فضلاً يوازيه
وأنزل الوحيُ هاروناً له شبهاً سماكمُ باسم ابناه لما فيه
فشابه الغدر وصفاً في صحابته قوم ابن عمران إذ خانوه في التيه
ثمّ العزاء لطهر كنت تؤنسها حملاً خفيفاً وجلّ الخطبُ ما فيه
بعدُ العزاء لسبطي أحمد فهما كانا الشقيقين في اسم وتشبيه

***

ياسادتي وحديث السقط ترويه مصادرٌ لجلجت عمداً بتمويه
كم حاول القومُ إنكاراً لمحسننا تخال غاشية الأضواء تخفيه
تسهّموه بأقوال لهم نُجمت عن سرّ فعل لأشياخ الجفا فيه
فأنكروا ذكره طوراً برمّته ودمدموا مثل مخبولٍ ومعتوه
وقال قومٌ فذا قدمات في صِغرٍ أنّى؟ وكيف؟ بذا ضاعت معانيه
وقارب الحقَ من أبدى حقيقته فذاك سقط له الزهراء تلقيه
وأمطروا ساحة التاريخ كذبهمُ غطّى النجودَ فغطّى الكذبُ واديه
وباع للحاكم النوكى ضمائرهم فقدّسوا ذكره الجاني بتنزيه
فأهملوا ما جرى ستراً لشُنعته إذ أنكروا ما إله الخلق مبديه
وضيّعت محسناً بغضاً لوالده وجاوزت حقدها حتى تعاديه
وهكذا جاء تاريخ صحائفُه تتلى وتكتب في أقلام ممليه
فاستـنطقوا (المحسن) المظلوم كيف قضى؟ من ذا الذي باء وزراً من أعاديه؟
سلوا (المحسّن) عما دار في فلك بعد السقوط فمن قد كان جانيه؟
لا تأمنوا حَدَث التاريخ تكتبه زعانفُ الحكم توحيه وتمليه
واستنبطوا النص كشفاً عن دلالته وأعملوا الفكر في شتى نواحيه
لا تخدعوا بحديث شاده سندٌ فربّ آفة إسنادٍ لراويه

***

يا(محسن السبط) ما زالت ظلامتكم في (محسن السقط) عنواناً وتبديه
كم محسن من بني الزهراء أسقطه حقدُ العداة له التاريخ يخفيه
فابن البتولة قدماً مرّ مسقطهُ وقد أصات نعاء الاُم تبكيه
(تقول ياوالدي ضاق الخناق بنا لما مضيت) وباقي البيت ترويه
وابن الحسين سميٌّ كان مسقطه مثل السميّ شبيهٌ في مآسيه
فأمه سُبيت في أسر طاغيةٍ إلى الشئام لدى الشهباء تلقيه
لكنّ هذا وإن عزّت مصيبته ما زال مشهده الأملاك تحميه
يزوره الناس إيماناً ببقعته بالغرب من حَلَبٍ بالشوق تأتيه
لكنما عمّه ضاعت معالمه فضوّع المسكَ في أخبار راويه
فاستنشق العطر من ريّا معطّره وأمطرت لؤلواً حرّى مآقيه

***

يا(مُحْسنانِ) فعذراً إنّني كلف مستنطق زبر التاريخ ما فيه
هل كان حقاً لنا التاريخ يرويه كلاكما كان سقطاً من أعاديه؟
فربما انبثقت عفواً روايته عن وجه حق فذاك الحق يحميه
وتلك فلتة إنسان يسجلها في صحوة من ضمير فيه ما فيه
قالوا بأنّ البتول الطهر لطمتها أصابت القُرط فانداحت لئاليه
قالوا لنا حيدرٌ قد قيد مضطهداً قسراً بحبل وتاج الرأس يلويه
وقد رووا صرخة السبطين يشفعها رنين فاطمة الزهراء تبكيه
فكل هذا جرى والخصم يرويه ويبتغي سفهاً منّا نواليه
ونحن حجتنا قول النبي لهم والوا علياً وعادوا من يعاديه

***

ياسيدي وختام الشعر معتذراً أتيت أنفث وجدي في قوافيه
من طيب شهد علاك استاف عنبره فاقبل فديتك مشتاراً فتوفيه
فأنت أول من يشكو لخالقه من زحم قنفذ في الأخرى يشكّيه
لن يذهبن دمكم طلاّ ً بلا ترةٍ فسوف يأتي الذي دوماً نرجّيه
فاشفع فديتك في عبد يحبكمُ ويرتجي زلفةً ترقى مراقيه
ويحسن الله في الأخرى مثوبته ويبدل الله بالحسنى مساويه

***

8 / جمادى الآخرة / 1425 هـ 94 بيتاً

 


source : www.sibtayn.com
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

فاطمة الزهراء عليها السلام علة غائيّة
الامويون والحسين عليه السلام
حاجة نظام الخلق إلى خليفة الله‏
لا يضحي الإمام بالعدالة للمصلحة
ملامح عقيلة الهاشميّين السيّدة زينب الكبرى *
يوم الخروج وكيفيته
الجزع على الإمام الحسين (عليه السّلام)
الدفاعٌ عن النبیّ صلى الله علیه وآله وسلم
أهل البيت النور المطلق
حديث الغدير ودلالته على ولاية أمير المؤمنين (ع)

 
user comment