عربي
Saturday 4th of May 2024
0
نفر 0

نتائج السقيفة

نتائج السقيفة

نتائج السقيفة :

نجح أبو بكر وحزبه في مواجهة الأنصار والاُمويين، وكسب الموقف بأن أصبح خليفة للمسلمين، ولكنّ هذا النجاح جرّه إلى تناقض سياسي واضح، لأنّه لم يملك في السقيفة من رصيد إلاّ أن يجعلوا حجّتهم مبنيّة على أساس القرابة من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومن ثَمّ يقرّوا مذهب الوراثة للزعامة الدينية.
غير أنّ وجود بني هاشم كطرف معارض بدّل الوضع السياسي، واحتجّت المعارضة على أبي بكر وحزبه بنفس حجّتهم على باقي الأطراف، وهي إذا كانت قريش أولى برسول الله من سائر العرب فبنو هاشم أحقّ بالأمر من بقية قريش.
وهذا ما أعلنه الإمام عليّ (عليه السلام) حين قال: إذا احتجّ المهاجرون بالقُرب من رسول الله (صلى الله عليه وآله) كانت الحجّة لنا على المهاجرين بذلك قائمة، فإن فلجت حجّتهم كانت لنا دونهم، وإلاّ فالأنصار على دعوتهم.
وأوضحه العباس في حديث له مع أبي بكر إذ قال له: وأمّا قولك نحن شجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإنكم جيرانها ونحن أغصانها[21].
فالإمام عليّ (عليه السلام) كان مصدر رعب ورهب في نفوس الفائزين في لعبة السقيفة وسدّاً منيعاً ازاء رغباتهم وطموحاتهم، وكان بإمكانه أن يستغلّ النفعيّين ـ وما أكثرهم! ـ والذين يميلون مع كلّ ريح وينعقون مع كلّ ناعق والذين يعرضون أصواتهم ومواقفهم رخيصة في الأسواق السياسية، وأن يشبع نهمهم ممّا خلّفه الرسول (صلى الله عليه وآله) من الخمس وغلاّت أراضي المدينة ونتاج فدك التي كانت تدرّ بالخيرات، إلاّ أنّه (عليه السلام) أبى عن كلّ ذلك لكمال شخصيّته وسموّ منزلته، هذا من جانب، ومن جانب آخر كان بوسعه (عليه السلام) أن يتحرّك محتجّاً أمام أرباب السقيفة بمبدأ القرابة الذي يعدّ ورقة رابحة بيده حتى ألمح لذلك بقوله (عليه السلام): احتجوّا بالشجرة وأضاعوا الثمرة. وكان السواد الأعظم من الناس يقدّسون أهل البيت ويحترمونهم لذلك السبب، وبالتالي سيدفع السلطة الحاكمة الى أزمة سياسية حرجة لا مخرج منها، بيد أنّه (عليه السلام) كان أسمى من ذلك وأجلّ، حيث قدّم (عليه السلام) المصلحة الإسلامية العليا على كلّ المصالح الخاصة .
ولتلافي احتمال تحرّك الإمام على هذا المسار تردّدت السلطة بين موقفين:
أوّلاً: أن لا تقرّ للقرابة بشأن في الخلافة، وهذا معناه نزع الثوب الشرعي عن خلافة أبي بكر الذي تقمّصه يوم السقيفة.
ثانياً: أن تناقض السلطة الحاكمة نفسها وإصرارها على مبادئها التي أعلنتها في السقيفة مقابل بقيّة الأطراف، فلا ترى أيّ حق للهاشميّين في السلطة وهم أقرب الناس إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)، أو تراه لهم، ولكن في غير ذلك الظرف الذي يكون معنى المعارضة مقابلة حكم قائم ووضع قد تعاقد عليه الناس.
وكان الخيار الثاني هو خيار السلطة[22].

_____________________________________
[21] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 5.
[22] راجع تفصيل ذلك في فدك في التأريخ للشهيد الصدر: 84 ـ 96، وتأريخ الطبري: 2 / 449 و 450 (أحداث السقيفة).

 


source : www.sibtayn.com
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مصرع طلحة :
البيعة
آية الابرار:
التشيع العقيدي .
ثقات الإسلام
حديثٌ حول صوم الجوارح
بلال ، حضرت فاطمہ (س ) کي نظر ميں
عبد المطلب بن هاشم جد النبي (ص) وكبير قريش
رسالة فی معنی المولى
خطبة الإمام الحسين ( عليه السلام ) الأولى يوم ...

 
user comment