أخیراً، قامت بعض المواقع في الانترنیت بتطبیق روایات آخر الزمان علی الأفراد، و یمکن الإشارة إلی بعضها مثل u313.blogfa.com , seyedkhorasani.blogfa , iranimahdavi.persanblog.ir ،فهل هذا العمل یعدّ مصداقاً لتعیین زمن الظهور، علماً بأنه یأتي بأدلة کثیرة علی مدعاه.
الجواب الإجمالي
لم تکتف الروایات بعدم تعیین وقت و زمان معینين لظهور الإمام المهدي (عج) فحسب، بل نهت عن هذا التعیین أیضاً،[i] لإنحصار العلم بوقت الظهور بالله سبحانه و تعالی فهو من الامور التي استأثر الله بعلمها لنفسه سبحانه، و کل ما جاء في الروایات هو علائم للظهور و لیس فیها ما یدل علی وقت معیّن، و علیه فإذا کان مراد هذه المواقع من التطبیق و ذکر المصداق للروایات تعیین وقت الظهور، فعملهم غیر صحیح، و إن کان المراد من ذلک بیان أن هذه العلائم تدل علی احتمال قرب ظهور الإمام و توقع ذلك من خلال دراسة الروايات من دون تحديد و تعیّن وقت مقرر للظهور، فلا يعدّ علمهم مصداقا للتعيين المنهي عنه ولا يعد هؤلاء من المعینین و الموقتّین للظهور.
[i] مقتبس من السؤال 1856 (الموقع: 1840)، الموضوع: تعیین الوقت لظهور الإمام الحجة (عج).
الجواب التفصيلي
لم تکتف الروایات بعدم تعیین وقت و زمان معین لظهور الإمام المهدي (عج) فحسب، بل نهت عن هذا التعیین أیضاً. نکتفي هنا بالإشارة لعدة روایات في هذا المجال:
1- عن الفضیل قال: " سألت أبا جعفر (ع) هل لهذا الأمر وقت؟ فقال: کذب الوقّاتون کذب الوقّاتون کذب الوقّاتون".[1]
2- عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: " کذب الموقّتون ماوقّتنا فیما مضی، و لا نوقّت فیما یستقبل".[2]
3- و عنه (ع)أيضا: " کذب الوقّاتون، و هلك المستعجلون، و نجی المسلمون و إلینا یصیرون".[3]
4- بل ورد في بعض الروایات بأن الإمام المهدي (عج) نفسه أیضاً لا یعلم بوقت ظهوره و یطلعه الله علی ذلك في وقته عن طریق بعض العلائم.
فعن المفضل بن عمر قال: سألت الإمام الصادق (ع) عن تفسیر قوله تعالى: " فَإِذَا نُقِرَ فىِ النَّاقُور"[4] فقال (ع) في جوابه: " إنّ منّا إماماً مستتراً فإذا أراد الله عزّ و جل إظهار أمره نکت في قلبه نکتة فظهر و أمر بأمر الله عزّ و جل".[5]
فیظهر من هذه الروایات ان الإمام المهدي (عج) و کما قلنا لا یعلم بوقت ظهوره أیضاً، و یعلمه الله سبحانه بذلک عن طریق علائم خاصة.
و علیه، لا یعلم أحد بوقت ظهور و قیام صاحب العصر و الزمان (عج) إلا الله سبحانه، و کل ما جاء في الروایات هي علائم و دلائل للظهور لیس إلا و لا تدل علی وقت خاص. و المحصل؛ مع غض النظر عن أن تعیین المصداق لهذه الروایات و تطبیقها علیهم بشکل یقیني، أمر صحیح أم لا؟ لابد من القول في الجواب عن هذا السؤال: إذا کان مراد هذه المواقع من التطبیق و ذکر المصداق للروایات تعیین وقت الظهور، فعملهم غیر صحیح، و إن کان المراد من ذلک أن هذه علائم للظهور، و سیظهر الإمام (عج) بعدها و لم تعیّن المدة بین هذه العلائم و بین الظهور، فلا تعد من الموقتین و المعینین للوقت.
[1] الصافي الگلپایگاني، لطف الله، منتخب الأثر، ص 463، الطبعة الثالثة، مرکز نشر کتاب طهران؛ الشیخ الطوسي، الغیبة، ص 262.
[2] نفس المصدر.
[3] نفس المصدر.
[4] المدثر، 8.
[5] الصدوق، إکمال الدین و إتمام النعمة، ج 2، ص 349، ح 42.
source : www.islamquest.net