من المحتمل أن یکون هذا السؤال مرتبطا بالتوقیع الشریف للإمام الحجة (عج) ففی غیبته الصغرى (ع) و فی فترة نیابة النائب الثانی، "محمد بن عثمان العمری" وجهت له (ع) عدة أسئلة مکتوبة أحدها عن إبن جعفر بن الإمام الهادی (ع) عم الإمام الحجة (عج) و أولاده. و قد کتب الإمام الحجة (عج) فی جوابه ما یلی: "أما سبیل عمی جعفر و ولده فسبیل إخوة یوسف"،[1] أی کما أن إخوة یوسف ندموا على ما فعلوه مع یوسف و اعترفوا به و طلبوا منه المعذرة و ذلک بعد أن صار عزیز مصر[2] و قد أجابهم یوسف (ع) بقوله " لا تثریب علیکم الیوم یغفر الله لکم و هو أرحم الرّاحمین"،[3] أی إنه عفا عنهم وأجابهم إلى ما طلبوا بدون أی تریث.[4]
کما أن أخوة یوسف (ع) جاءوا إلى أبیهم أیضاً (ع) و أظهروا أمامه ندمهم على ما فعلوا و طلبوا منه أن یستغفر لذنبهم[5] و قد وعدهم أبوهم بأن یستغفر لهم الله الغفور الرحیم.[6] و قد أوحى الله إلیه بعد إستغفار یعقوب أن قد غفرت لهم.[7]
و بتشبیه الإمام الحجة (عج) عمه و أولاده بإخوة یوسف (ع) نستنتج:
"إحتمال ندم جعفر و أولاده أیضاً من عملهم و توبتهم و إن الله سبحانه قد قبل توبتهم و عفا عنهم".
علماً أن کلمة "ابن" قد أضیفت إلى متن الروایة فی مصدر واحد فقط،[8] فقد جاء فیها: "أما سبیل ابن عمی جعفر و ولده فسبیل إخوة یوسف (ع)" و من المحتمل أن یکون ذلک زیادة من النساخ نظرا إلى عدم وجودها فی کثیر من المصادر مثل کمال الدین و کتاب الغیبة للطوسی و أعلام الورى و الخرائج و الجرائح و بحار الأنوار و إلزام الناصب و...
أولاد و أحفاد جعفر التواب
لجعفر ابن الإمام الهادی (ع) ثلاثة أولاد، إثنان منهم ذکور و إسمهما "عیسى" و "إبراهیم" و بنت واحدة إسمها "بریهة".[9]
و "بریهة" کانت من أهل الکمال و الفضل حیث تزوجها "محمد بن موسى المبرقع" حفید الإمام الجواد(ع).[10]
توفیت بریهة فی قم و یقع قبرها الشریف قرب المرقد المطهر لـ "موسى المبرقع ابن الإمام الجواد (ع)" واقع فی روضة الأربعون کوکباً(المسماة بالفارسیة جهل اختران" فی قم فی محلة یقال لها آذر.[11]
و قد خرج "إبراهیم" من مدینة قم، أما "یحیى" فقد کان یسکن فی میدان زکریا بن آدم قرب مقبرة "حمزة بن الإمام موسى بن جعفر (ع)" و قد تزوج "شهر بانویة" بنت أمین الدین أبو القاسم بن مرزبان بن مقاتل و کانت نتیجة هذا الزواج ثلاثة أولاد باسم "أبو جعفر" و "فخر العراق" و "ستیّة" و قد ترکوا أولادا کثیرین فی قم یعرفون هناک "بالصوفیة" و کان بعضهم من المتدینین و من علماء الأنساب و حفاظ للقرآن الکریم.[12]
[1] المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، محقق، مصحح، جمع من المحقققین، ج 50، ص 227، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، الطبعة الثانیة، 1403 ق.
[2] "قالوا تالله لقد أترک الله علینا و إن کنّا لخاطئین"، یوسف، 91.
[3] یوسف، 92.
[4] ابن بابویة، محمد بن علی، علل الشرائع، ج 1، ص 54، مکتبة داوری، قم، الطبعة الأولى، 1385 ش.
[5] "یا أبانا إستغفر لنا ذنوبنا إنّا کنّا خاطئین"، یوسف، 97.
[6] "قال سوف أستغفر لکم ربّی إنّه هو الغفور الرّحیم"، یوسف، 98.
[7] الفیض الکاشانی، ملا محسن، تفسیر الصافی، المحقق، اعلمی، حسین، ج 3، ص 46، الصدر، طهران، الطبعة الثانیة، 1415 ق.
[8] الطبرسی، احمد بن علی، الإحتجاج على أهل اللجاج، المحقق، المصحح، الخرسان، محمد باقر، ج 2، ص 470، نشر مرتضى، مشهد، الطبعة الأولى، 1403 ق.
[9] القمی، حسن بن محمد، تاریخ قم، ترجمة، القمی، حسن بن علی، المحقق و المصحح، أنصاری، محمد رضا، ص 583، مکتبة آیة الله المرعشی، قم، الطبعة الأولى، 1385 ش.
[10] الفخر الرازی، أبو عبد الله محمد بن عمر، الشجرة المبارکة فی أنساب الطالبیة، ص 92، مکتبة آیة الله المرعشی النجفی، قم، الطبعة الثانیة، 1419 ق.
[11] السودانی، فاضل محمد، قم المقدسة عش التشیّع و قیادة الأمة، ص 173، موضع "الأربعون کوکباً".
[12] نفس المصدر، ص 584.
source : www.islamquest.net