عربي
Sunday 24th of November 2024
0
نفر 0

أفضلیة فاطمة الزهراء (ع) في کتب أهل السنة(القسم الثاني)

وإليک نظم هذا الفصّ بذکر النصّ: الأوّل: عن عبداللّه‏ بن عبّاس مرفوعا: «أفضل نساء أهل الجنّة خديجة ، وفاطمة ، ومريم وآسية» . رواه‏النسائي بإسنادٍ صحيح ، کما قال الحافظ في (فتحه)(15) ـ اه .
أفضلیة فاطمة الزهراء (ع) في کتب أهل السنة(القسم الثاني)

وإليک نظم هذا الفصّ بذکر النصّ:

الأوّل: عن عبداللّه‌ بن عبّاس مرفوعا: «أفضل نساء أهل الجنّة خديجة ، وفاطمة ، ومريم وآسية» .

رواه‌النسائي بإسنادٍ صحيح ، کما قال الحافظ في (فتحه)(15) ـ اه .

وهو في الحاکم بلفظ: خطّ رسول اللّه‌ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله أربعة خطوط ، ثمّ قال: أتدرون ما هذا؟ فقالوا: اللّه‌ ورسوله أعلم ، فقال رسول اللّه‌ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله : «أفضل نساء أهل الجنّة

أربعة: خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد . . .» الحديث ، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه(16) وأقرّه الذهبي .

وورد في طريق من حديث ابن عبّاس مرفوعا(17): «سيدة نساء العالمين مريم ، ثمّ فاطمة ، ثمّ خديجة ، ثمّ آسية» .

قال الحافظ رحمه اللّه‌ تعالى(18): الحديث الدالّ على الترتيب ليس بثابت .

قلت: قال أبو عمرفي(استيعابه)(19): وذکر الزبير ، عن محمّد بن حسين ، عن الدراوردي ، عن موسى بن عقبة ، عن کريب ، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه‌ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله : «سيدة نساء العالمين مريم ، ثمّ فاطمة ، ثمّ خديجة ، ثمّ آسية» .

قال أبو عمر(20): هکذا رواه الزبير ، وذکر أبو داود قال: حدّثنا عبداللّه‌ بن محمّد النفيلي ، حدّثنا عبدالعزيز بن محمّد ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن کريب ، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه‌ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله : «سيدة نساء أهل الجنّة بعد مريم بنت عمران فاطمة بنت محمّد ، وخديجة ، وآسية امرأة فرعون» .

قال أبو عمر: هذا هو الصواب في إسناد هذا الحديث ومتنه ، وإنّما رواية الدراوردي عن إبراهيم بن عقبة لا عن موسى بن عقبة .

الحديث الثاني: عن حذيفة رضي اللّه‌ تعالى عنه ، قال رسول اللّه‌ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله : «إنّ هذا ملَک لم ينزل الأرض قطّ قبل هذه الليلة ، استأذن ربّه أن يسلّم علي ويبشّرني بأنّ‌فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة ، وأنّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة».

رواه أحمد والترمذي وقال: حسن(21) .

الحديث الثالث: عن عائشة قالت لفاطمة:ألاأُبشّرکِ؟ إنّي سمعت رسول اللّه‌ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله يقول: «سيدات نساء أهل الجنّة أربع: مريم بنت عمران ، وفاطمة بنت رسول اللّه‌ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله وخديجة بنت خويلد ، وآسية» .

رواه الحاکم وصحّحه ، وأقرّه الذهبي(22) .

وفي الباب أحاديث کثيرة ، وهي مفيدة التواتر من غير شکّ ، وأمّا هنا فيکفي من القلادة ما أحاط بالعنق ، وأخذ بالطَّوق .

ولا أظنّ منصفا بعد هذا ـ کيفما کان حاله ـ يجادل في أنّ سيدة نساء العالمين فاطمة بنت الرسول صلى‌الله‌عليه‌و‌آله .

فإن قيل: إنّک تقول: فاطمة سيدتهم مطلقا ، مع أنّ الحديث يقول في بعض الروايات: «بعد مريم بنت عمران» فکيف الجمع بين قولک وهذه الرواية ؟

ونقول في الجواب: إنّ الجمع بين هذا هو أنّ الطحاوي قال في کتاب (مشکل الآثار)(23): حدّثنا محمّد بن علي بن داود ، حدّثنا مثنّى بن معاذ ،

حدّثنا ليث بن داود البغدادي ، أخبرنا مبارک بن فضالة ، حدّثنا الحسن ، قال: قال عمران بن حصين: خرجت يوما فإذا أنا برسول اللّه‌ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله فقال لي : ياعمران ، إنّ فاطمة مريضة فهل لک أن تعودها؟

قال: قلت: فداک أبي وأُمّي ، وأي شيء أشرف من هذا؟

قال: فانطَلِقْ ، فانطلق رسول اللّه‌ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله وانطلقت معه حتّى أتى الباب.

فدخل رسول اللّه‌ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله ودخلت معه ، فقعد عند رأسها ، وقعدت قريبا منه ، فقال: أي بُنية ، کيف تجدين؟

قالت: واللّه‌ ـ يارسول اللّه‌ ـ إنّي لوَجِعَة ، وإنّه ليزيد في وجعا أنّه ليس عندي ما آکل .

فبکى رسول اللّه‌ صلى‌الله‌عليه‌و‌آله وبکت فاطمة عليهاالسلام وبکيت معهما ، فقال لها: أي بُنية ، تصبّريني ـ مرّتين أو ثلاثا ـ ثمّ قال لها: أي بُنية ، أما ترضين أن تکوني سيدة نساء العالمين .

قالت: وأين مريم ابنة عمران؟

فقال: أي بُنية ، تلک سيدة نساء عالمها ، وأنت سيدة نساء عالمک ، والذي بعثني بالحقّ لقد زوّجتک سيدا في الدنيا وفي الآخرة ، لايبغضه إلاّ منافق .

فأفاد هذا الحديث أنّ فاطمة سيدة نساء العالمين مطلقا ، دالٌّ على أنّه متأخّر عن حديث أنّها سيدة نساء العالمين إلاّ مريم ، بدليل قول فاطمة عليهاالسلام ـ لمّا قال لها والدها المقدّس صلى‌الله‌عليه‌و‌آله : أما ترضين أن تکوني سيدة نساء العالمين ـ : وأين مريم بنت عمران؟ لأنّها کانت تسمع أنّها ـ أي مريم ـ مقدّمة عليها ، فلمّا فهمت منه في هذه المرّة العموم؛ سألته عمّا سبق منه من قوله: إنّها سيدة نساء العالمين بعد مريم ، فأفادها أنّ مريم سيدة نساء عالمها ، وأنت سيدة نساء عالمک .

وهذا غير بعيد ، فقد يکون الرسول صلى‌الله‌عليه‌و‌آله قال: إنّ فاطمة سيدة نساء العالمين بعد مريم ، قبل أن يطلعه اللّه‌ تعالى على أنّ مريم سيدة نساء عالمها فقط ، فلمّا أطلعه اللّه‌ تعالى على ذلک بين وأخبر أنّ مريم سيدة نساء عالمها فقط .

وإذا ثبت أنّ مريم سيدة نساء عالمها؛ ففاطمة عليها الصلاة والسلام سيدة نساء العالمين مطلقا ، لما تقرّر وعُلم أنّ أُمّتنا خير الأُمم وأفضلها ، فعامّتها أفضل من عامّة من سبق ، وخواصّها أفضل من خواصّ مَن سبق جَعَلْنَاکُمْ أُمَّةً وَسَطا لِتَکُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ(24)کُنْتُمْ خَيرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ(25) وهذا لا يشکّ فيه ذو عقل ، فاعلمه وتحقّقه وتأمّله ، وقل بعده للناصبي الخبيث: بفيک الحجر .


source : abna
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

مظلومیة الزهراء
كيف نصر الله أنبيائه؟
الكميت بن زيد الأسدي وإخلاصه في أهل البيت عليهم ...
السيد محمد ابن الإمام الهادي (ع)
فاطمةالمعصومة علیها السلام
من فضائل الإمام علي (عليه السلام) في كتب أهل السنة
الحديث الفني
استشهاد الامام علي عليه السلام
طفولته وصباه
اهل البیت فی کلام النبی (ص)

 
user comment