يقول القائد سيد علی الخامنئی فی حق الامام علی(عليه السلام) إن بالإمكان رسم ملامح تلك الشخصية المعنوية العظيمة فی الذهن ببركة أقوال من هم بمستوى أمير المؤمنين عليه السلام أو أعلى منه وهو خاتم الأنبياء محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
منذ قرون، والعارفون – من المسلمين وغير المسلمين – بهذه الشخصية المقدسة، يتكلمون ويكتبون حول أمير المؤمنين عليه السلام، إلا أن ما قيل ليس كافياً فی بيان جميع أبعاد هذه الشخصية والنموذج للقدرة الإلهية الكاملة، والكلمة التامة لله، وبديهی أننا سبب المشكلة غالباً، فنحن الذين لا يمكننا تصور هذه الشخصية المعنوية والروحية لضعف أذهاننا واستئناسنا بالمقاييس المادية والأناس العاديين، أجل إن بالإمكان رسم ملامح تلك الشخصية المعنوية العظيمة فی الذهن ببركة أقوال من هم بمستوى أمير المؤمنين عليه السلام أو أعلى منه وهو خاتم الأنبياء محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
فقد وردت رواية من طرق غير شيعية أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله قال بجمع من أصحابه: "من أراد أن ينظر إلى آدم فی علمه، وإلى إبراهيم فی حلمه، وإلى موسى فی هيبته، وإلى عيسى فی عبادته، فلينظر إلى علی بن أبی طالب"...
تعنی الرواية المذكورة إن علم آدم عليه السلام الذی ورد عنه فی القرآن الكريم قوله تعالى: "وعلم آدم الأسماء كلها"، وحلم إبراهيم عليه السلام الذی قال تعالى عنه فی القرآن" إن إبراهيم لحليم أواه منيب" وهيبة موسى عليه السلام التی كانت سطوة فرعون وعظمته ضعيفة أمامه، وعبادة عيسى عليه السلام الذی كان مظهراً للزهد والإخلاص والتعبد لله، وفی بعض الروايات المنقولة من غير الشيعة أيضاً، أضيفت عبارة أخرى وهی زهد يحیى بن زكريا.. كلها جمعت فی هذا الإنسان العظيم الذی نعتبر أنفسنا من شيعته. وهذا الكلام يمكنه أن يوضح لنا – إلى حد ما – صورة عن شخصية ذلك الرجل العظيم.
ليكن أمير المؤمنين عليه السلام أسوتنا فی جميع هذه، ونسعى لنكون مثل ذلك الإمام عليه السلام، إذ كيف يمكن لأحد أن يدّعی أنه من شيعة علی بن أبی طالب عليه السلام ويكون أمير المؤمنين عليه السلام إمامه بينما تكون علاقته القلبية مع الله أقل أمر يهتم به.
إن الإمام عليه السلام صرف كل عمره فی العبادة والعمل لله، منذ أول لحظة أشرق نور الهداية الإلهية فی وجود ذلك الإمام عليه السلام عن طريق الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، وحتى تلك اللحظة التی نال فيها لقاء الله، لم يغفل الإمام عليه السلام لحظة عن عبادة الله وعن ذكر الله، وعن الارتباط بالله؛ فقد كان فی ارتباط دائم مع الله، فی الفرح وفی الحزن، فی الحرب وفی السلم، ليلاً ونهاراً، فی المسجد وفی الحرب، فی الحكم وفی القضاء ...
هناك من يدعون بأن الإمام علی عليه السلام إمامهم ولكنهم غير مستعدين لأن يقولوا كلمة واحدة تزعج الاستكبار وأميركا.. يقول هؤلاء إنهم شيعة علی وأنه إمامهم !! فماذا يعنی الإمام!؟.
هذا هو أمير المؤمنين عليه السلام وهذه هی شموليته، وطبعاً لا يمكن توضيح شموليته بهذه الكلمات، إنه أرفع كثيراً من هذا الكلام، إلا أن هذه الصورة الناقصة التی نرسمها جميلة ورفيعة وشاخصة إلى درجة أنها تحیّر الناس، يجب علينا التحرك فی هذا الاتجاه وطبعاً لا يتوقع أحد أن يصل حتى على بعد فرسخ من مستوى أمير المؤمنين عليه السلام وهذه حقيقة. فقد ذكر أمير المؤمنين عليه السلام نفسه فی حديث له: "ولكنكم لا تقدرون على ذلك" فهو فی القمة، تصوروا قمة عالية، علينا أن نصعد إليها أولاً، ولا نقول أننا لا نصل إليها بل يجب أن نتحرك.
source : abna