للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) دور كبير في بناء وتدعيم قواعد الدين الإسلامي وتثبيت أركانه، إذ يقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: «ولولا فاطمة لما خلقتكما».
فالزهراء (عليها السلام) هبة إلهية وعطية ربانية للرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله)، ومزيد نعمة وهي سر الإمامة، ومحور خلق الأئمة المعصومين(عليهم السلام).. إذ انها أنارت الحياة، وأقامت الدين الحق بأبنائها المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم) وبمواقفها التاريخية..
والى يومنا هذا ترى الإسلام محفوظاً بفضل وجودها ووجود آخر أئمة الهدى صاحب العصر والزّمان الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) وهو بركة من بركات الصديقة الطاهرة، عليها وعلى أبنائها أفضل الصلاة والسلام..
وهناك أحاديث كثيرة وربما متواترة توضح مقام الزهراء (عليها السلام) وقد رواها الفريقان في مختلف كتبهم.
كما أن تعظيم مقام الزهراء(عليها السلام) تعظيم لمقام النبوة، وتعظيم للقيم الدينية التي أنزلها الله سبحانه.
الزهراء (عليها السلام) نور الله
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «خلق الله نور فاطمة (عليها السلام) قبل أن يخلق الأرض والسماء.
فقال بعض الناس: يا نبي الله فليست هي إنسيّة؟
فقال(صلّى الله عليه وآله): فاطمة حوراءُ إنسيّة.
قالوا: يا نبي الله وكيف هي حوراء إنسيّة؟
قال: خلقها الله عزّ وجلّ من نوره قبل أن يخلق آدم؛ إذ كانت الأرواح، فلما خلق الله عزّ وجلّ آدم عُرضت عليه..
قيل: يا نبي الله وأين كانت فاطمة؟
قال: كانت في حقّة تحت ساق العرش.
قالوا: يا نبي الله فما كان طعامها؟
قال (صلّى الله عليه وآله): التسبيح والتهليل والتحميد، فلما خلق الله عزّ وجلّ آدم وأخرجني من صلبه أحب الله عزّ وجلّ أن يخرجها من صلبي، جعلها تفّاحة في الجنة وأتاني بها جبرئيل (عليها السلام) فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، يا محمد!
قلت: وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل.
فقال: يا محمد إن ربك يُقرؤك السلام.
قلت: منه السلام واليه يعود السلام.
قال: يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عزّ وجلّ إليك من الجنة.
فأخذتها وضممتها إلى صدري.
قال: يا محمد يقول الله جل جلاله كلها.
ففلقتها.. فرأيت نوراً ساطعاً ففزعت منه.
فقال: يا محمد مالك لا تأكل؟ كلها ولا تخف فإن ذلك النور للمنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة.
قلت: حبيبي جبرئيل ولم سميت في السماء المنصورة وفي الأرض فاطمة؟
قال: سميت في الأرض فاطمة لأنها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداؤها عن حبها، وهي في السماء المنصورة وذلك قول الله عزّ وجلّ: ((ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم)) يعني نصر فاطمة لمحبيها».
وقد أنشد المرحوم والدي (قدس الله نفسه الزكية) قصيدة رائعة وطويلة لمولدها المبارك، وهذه بعض أبياتها:
درة أشرقت بأبهى سناها***فتلألأ الورى فيها بشراها القلل
لمع الكون من سنا نور قدس***بسنا ناره أضاء طواها
يا لها لمعة أضاءت فأبدت***لمعات أهدى الأنام هداها
---------------
اشارة إلى قوله تعالى ((إنا اعطيناك الكوثر)) سورة الكوثر: 1.
سورة الروم: 4و5.
معاني الأخبار: 396 و397.
هو آية الله العظمى الميرزا مهدي الشيرازي (قدس سره) (1304هـ ـ1380هـ).
source : sibtayn