عربي
Thursday 29th of August 2024
0
نفر 0

أشراط الساعة و أهوالها

قال الله تعالى فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها و قال سبحانه السّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَ السّاعَةُ أَدْهى وَ أَمَرُّ و قال تعالى أَنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها . و خطب رسول الله (صل
أشراط الساعة و أهوالها

قال الله تعالى فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها و قال سبحانه السّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَ السّاعَةُ أَدْهى وَ أَمَرُّ و قال تعالى أَنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها .
و خطب رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)فقال أصدق الحديث كتاب الله و أفضل الهدي هدي الله و شر الأمور محدثاتها و كل بدعة ضلالة فقام إليه رجل و قال يا رسول الله متى الساعة فقال :
ما المسئول بأعلم بها من السائل لا تأتيكم إلا بغتة فقال فأعلمنا أشراطها فقال لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم و تكثر الزلازل و تكثر الفتن و يظهر الهرج و المرج و تكثر فيكم الأهواء و يخرب العامر و يعمر الخراب و يكون خسف بالمشرق و خسف بالمغرب و خسف بجزيرة العرب و تطلع الشمس من مغربها و تخرج الدابة و يظهر الدجال و ينتشر يأجوج و مأجوج و ينزل عيسى ابن مريم فهناك تأتي ريح من جهة اليمن ألين من الحرير فلا تدع أحدا فيه مثقال ذرة من الإيمان إلا قبضته و إنه لا تقوم الساعة على الأشرار ثم تأتي نار من قبل عدن تسوق سائر من على الأرض تحشرهم فقالوا فمتى يكون يا رسول الله قال:
إذا داهن قراؤكم أمراءكم و عظمتم أغنياءكم و أهنتم فقراءكم و ظهر فيكم الغناء و فشا الزناء و علا البناء و تغنيتم بالقرآن و ظهر أهل الباطل على أهل الحق و قل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أضيعت الصلوات و اتبعت الشهوات و ميل مع الهوى و قدم أمراء الجور فكانوا خونة و الوزراء فسقة و ظهر الحرص في القراء و النفاق في العلماء فعند ذلك ينزل بهم البلاء مع أنه ما تقدست أمة لا ينتصر لضعيفها من قويها تزخرف المساجد و تذهب بالمصاحف و تعلى المنابر و تكثر الصفوف و ترتفع الضجات في المساجد و تجتمع الأجساد و الألسن مختلفة و دين أحدهم لعقة على لسانه إن أعطي شكر و إن منع كفر لا يرحمون صغيرا و لا يوقرون كبيرا يستأثرون أنفسهم توطأ حريمهم و يجورون في حكمهم يحكم عليهم العبيد و تملكهم الصبيان و تدبر أمورهم النساء تتحلى الذكور بالذهب و الفضة و يلبسون الحرير و الديباج و يسبون الجواري و يقطعون الأرحام و يخيفون السبيل و ينصبون العشارين و يجاهدون المسلمين و يسالمون الكافرين فهناك يكثر المطر و يقل النبات و تكثر الهزات و يقل العلماء و يكثر الأمراء و يقل الأمناء فعند ذلك ينحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل الناس عليه فيقتل من المائة تسعة و تسعون و يسلم واحد .
و قال رجل صلى بنا رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)من غلس فنادى رجل متى الساعة يا رسول الله فزجره حتى إذا أسفرنا رفع طرفه إلى السماء فقال تبارك خالقها و واضعها و ممهدها و محليها بالنبات ثم قال أيها السائل عن الساعة تكون عند خبث الأمراء و مداهنة القراء و نفاق العلماء و إذا صدقت أمتي بالنجوم و كذبت بالقدر ذلك حين يتخذون الأمانة مغنما و الصدقة مغرما و الفاحشة إباحة و العبادة تكبرا و استطالة على الناس .
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم):
و الذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكون عليكم أمراء فجرة و وزراء خونة و عرفاء ظلمة و قراء فسدة و عباد جهال يفتح الله عليهم فتنة غبراء مظلمة فيتيهون فيها كما تاهت اليهود فحينئذ ينقض الإسلام عروة عروة يقال الله الله .
و قال أمير المؤمنين (عليه السلام)ما من سلطان آتاه الله قوة و نعمة فاستعان بها على ظلم عباده إلا كان حقا على الله أن ينزعها منه أ لم تر إلى قول الله تعالى إِنَّ اللّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْم حَتّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ .
و قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم):
لا تزال هذه الأمة تحت يد الله و في كنفه ما لم يمالئ قراؤها أمراءها و لم يوال صلحاؤها أشرارها فإذا فعلوا ذلك نزع الله يده منهم و رماهم بالفقر و الفاقة و سلط عليهم أشرارهم و ملأ قلوبهم رعبا و رمى جبابرتهم بالعذاب المهين فيدعون دعاء الغريق و لا يستجيب لهم .
و قال بئس العبد عبد يسأل المغفرة و هو يعمل بالمعصية و يرجو النجاة و لا يعمل لها و يخاف العذاب و لا يحذره و يعجل الذنب و يؤخر التوبة و يتمنى على الله الأماني الكاذبة فويل له ثم ويل له من يوم العرض على الله تعالى .
و روي أن عمر بن هبيرة لما ولي العراق من قبل هشام بن عبد الملك أحضر السبيعي و الحسن البصري و قال لهما إن هشام بن عبد الملك أخذ بيعتي له على السمع و الطاعة ثم ولاني عراقكم من غير أن أسأله و لا تزال كتبه تأتيني بقطع قطائع الناس و ضرب الرقاب و أخذ الأموال فما تريان في ذلك فأما السبيعي فداهنه و قال قولا ضعيفا و أما الحسن البصري فإنه قال له يا عمر إني أنهاك عن التعرض لغضب الله برضى هشام و اعلم أن الله يمنعك من هشام و لا يمنعك هشام من الله تعالى و لا أهل الأرض أيأتيك كتاب من الله بالعمل بكتابه و العدل و الإحسان و كتاب من رسول الله نبيك و كتاب من هشام بخلاف ذلك فتعمل بكتاب هشام و تترك كتاب الله و سنة رسول الله إن هذا لهو الحرب الكبير و الخسران المبين فاتق الله و احذره فإنه يوشك أن ينزل إليك ملك من السماء فينزلك من علو سريرك و يجرك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ثم لا يوسعه عليك إلا عملك إن كان حسنا و لا يوحشك إلا هو إن كان قبيحا و اعلم أنك إن تنصر الله ينصرك و يثبت أقدامك فإن الله تعالى ضمن إعزاز من يعزه و نصر من ينصره قال سبحانه وَ لَيَنْصُرَنَّ اللّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ .
و قال كيف أنتم إذا ظهر فيكم البدع حتى يربو فيها الصغير و يهرم الكبير و يسلم عليها الأعاجم و إذا ظهرت البدع قيل سنة و إذا عمل بالسنة قيل بدعة قيل و متى يا رسول الله يكون ذلك قال إذا ابتعتم الدنيا بعمل الآخرة و قال ابن عباس لا يأتي على الناس زمان إلا أماتوا فيه سنة و أحيوا فيه بدعة حتى تموت السنن و تحيا البدع و بعد فو الله ما أهلك الناس و أزالهم عن الحجة قديما و حديثا إلا علماء السوء قعدوا على طريق الآخرة فمنعوا الناس سلوكها و الوصول إليها و شككوهم فيها مثل ذلك مثل رجل كان عطشانا فرأى جرة مملوءة ماء فأراد أن يشرب منها فقال له رجل لا تدخل يدك فيها فإن فيها أفعى تلسعك و قد ملأتها سما فامتنع الرجل من ذلك ثم إن المخبر عن ذلك أخذ يدخل يده فيها قال العطشان لو كان فيها سما لما أدخل يده و كذلك حال الناس مع علماء السوء زهدوا الناس في الدنيا و رغبوهم فيها و منعوا الناس من الدخول إلى الولاة و التعظيم لهم و دخلوا هم إليهم و عظموهم و مدحوهم و حسنوا إليهم أفعالهم و وعدوهم بالسلامة لا بل قالوا لهم قد رأينا لكم المنامات بعظيم المنازل و القبول ففتنوهم و غروهم و نسوا قول الله تعالى إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيم وَ إِنَّ الْفُجّارَ لَفِي جَحِيم و قوله تعالى ما لِلظّالِمِينَ مِنْ حَمِيم وَ لا شَفِيع يُطاعُ و قوله تعالى يَوْمَ يَعَضُّ الظّالِمُ عَلى يَدَيْهِ و قوله تعالى يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً .
و قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)الجنة محرمة على جسد غذي بالحرام .
و قال أمير المؤمنين (عليه السلام)ليس من شيعتي من أكل مال امرئ حراما .
و قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)لا يشم ريح الجنة جسد نبت على الحرام .
و قال (عليه السلام)إن أحدكم ليرفع يديه إلى السماء فيقول يا رب يا رب و مطعمه حرام و ملبسه حرام فأي دعاء يستجاب لهذا و أي عمل يقبل منه و هو ينفق من غير حل إن حج حج حراما و إن تصدق تصدق بحرام و إن تزوج تزوج بحرام و إن صام أفطر على حرام فيا ويحه ما علم أن الله طيب لا يقبل إلاالطيب و قد قال في كتابه إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ .
و قال النبي (صلی الله عليه وآله وسلم)ليكون عليكم أمراء سوء فمن صدق قولهم و أعانهم على ظلمهم و غشي أبوابهم فليس مني و لست منه و لن يرد علي الحوض .
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)لحذيفة كيف أنت يا حذيفة إذا كانت أمراء إن أطعتموهم كفروكم و إن عصيتموهم قتلوكم فقال حذيفة كيف أصنع يا رسول الله قال جاهدهم إن قويت و اهرب عنهم إن ضعفت .
و قال (صلی الله عليه وآله وسلم)صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس و إذا فسدا فسد الناس الأمراء و العلماء قال الله تعالى وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النّارُ . و قال و لا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي و الله ما فسدت أمور الناس إلا بفساد هذين الصنفين و خصوصا الجائر في قضائه القابل الرشا في الحكم ، و لقد أحسن أبو نواس في قوله شعرا :
إذا خان الأمير و كاتباه *** و قاضي الأمر داهن في القضاء
فويل ثم ويل ثم ويل *** لقاضي الأرض من قاضي السماء
و جاء في تفسير قوله تعالى لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْ آخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ الآية نزلت فيمن يخالط السلاطين و الظلمة .
و قال (عليه السلام)الإسلام علانية باللسان و الإيمان سر بالقلب و التقوى عمل بالجوارح كيف تكون مسلما و لا يسلم الناس منك و كيف تكون مؤمنا و لا تأمنك الناس و كيف تكون تقيا و الناس يتقون من شرك و أذاك ؟
و قال إن من ادعى حبنا و هو لا يعمل بقولنا فليس منا و لا نحن منه أ ما سمعوا قول الله تعالى يقول مخبرا عن نبيه قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ .
و لما بايع أصحابه أخذ عليهم العهد و الميثاق بالسمع لله تعالى و الطاعة له في العسر و اليسر و على أن يقولوا الحق أينما كانوا و أن لا يأخذهم في الله لومة لائم قال إن الله ليحصي على العبد كل شيء حتى أنينه في مرضه و الشاهد على ذلك قوله تعالى ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْل إِلّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ و قوله تعالى وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ و قوله تعالى إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللّهُ .
المصدر :
ارشاد القلوب / الشیخ ابو محمد الحسن بن محمد الدیلمی


source : tebyan
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

ما معنى الخط و النقطة و ما معنى "أنا النقطة تحت ...
تعريف الجوهر والعرض ـ عدد المقولات
لباس النساء بين القرآن والكتاب المقدس
في صفات الواجب الوجود تعالى معنى اتصافه بها
عقيدة الشيعة الإمامية
العفو
اقسام البدعة
مساءلة منكر ونكير
مفتاح التقرّب الى الله
قضاء وقدر ام جبر وتفويض

 
user comment