ألقابها
للسيدة فاطمة بنت الإمام الكاظم ( عليهما السلام ) عدة القاب ، منها :
(1) المعصومة :
وهي أكثر ما تعرف به ، وقد نقل عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال : « من زار المعصومة بقم [ كان ] كمن زارني » (1) .
(ب) كريمة أهل البيت :
ينقل عن آية الله السيد محمود المرعشي ( قدس سره ) انه كان قد توسل بالأئمة الطاهرين ( صولات الله وسلامه عليهم ) ، كي يبينوا له موضع قبر الصديقة الطاهرة سيدة النساء فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها ) .
وبعد توسّلات كثيرة تلقى الجواب منهم ( صلوات الله عليهم ) أن لا تطلب منّا هذا الشيء فإنه ليس من المقدر أن نظهر قبرها المخفي ، لكن لاجل أن لا تُحرم شيعتنا ومحبونا من فيض زيارة قبرها عليكم بزيارة كريمة أهل البيت . .
فاستفسر السيد : ومن هي كريمة أهل البيت ؟
أجابوه : فاطمة بنت موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) المدفونة بقم .
فهذه وإن كانت رؤيا صالحة ، ولكنٌ الواقع الخارجي يصدقها ، فما نسمعه ونراه من كبير كرم ، وحسن استضافة هذه السيدة الجليلة لدليل واضح على ذلك ، ولا عجب فهي سليلة أصل الجود والكرم .
ويكفي في كرمها احتضانها لحوزة التشيع في العصر الأخير ، بل منذ العصور الغابرة ، حيث كانت قم بلد التشيع ، ومركز حفظة أحاديث وعلوم أهل البيت ( عليهم السلام ) . حتى أنه دفن في جوارها مائة الف محدث كما هو المعروف .
فببركة التمسك بحبل ولائهم ( عليهم السلام ) أفاضوا على قم وأهلها ما أفاضوا ، وذلك عبر سليتهم الكريمة ، فاطمة المعصومة .
(ج) اُخت الرضا :
. . . قال أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي (2) للإمام الجواد ( عليه السلام ) : إن قوماً من مخالفيكم يزعمون أباك إنّما سمّاه المأمون الرضا لما رضيه بولاية عهده .
فقال ( عليه السلام ) : كذبوا والله وفجروا ، بل الله تبارك وتعالى سمّاه الرضا ، لأنّه كان رضى لله عز وجل في سمائه ، ورضى لرسوله والأئمة من بعده ( صلوات الله عليهم ) في أرضه .
قال الراوي : ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين ( عليهم السلام ) رضى لله تعالى ولرسوله والأئمة ( عليهم السلام ) ؟
فقال ( عليه السلام ) : بلى .
قال الراوي : فلم سمي أبوك من بينهم الرضا ؟
قال : لانّه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من اوليائه ، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه ( عليهم السلام ) ، فلذلك سمي من بينهم الرضا ( عليه السلام ) » (3) .
فلأن الإمام رضي به المخالف والمؤالف ، كان كل من يتصل به نسباً يُنسب إليه ، فالإمام الجواد ( عليه السلام ) عرف بابن الرضا ، وكان من القابه (4) ، كما أن الإمام الهادي والعسكري ( عليهم السلام ) كان يعرف كل منهما في زمانه بابن الرضا (5) .
ولذلك أيضاً كانت السيدة المعصومة ( عليها السلام ) تعرف بـ ( اخت الرضا ) .
وهذا وإن لم يذكر في كتاب معتبر ، ولكن الشواهد السالفة كافية لإثبات هذا اللقب لها . فهي كانت ( عليه السلام ) اخت الرضا حقيقة ، كما عرفت به القبا .
____________
(1) ناسخ التواريخ : ج7 ص 337 .
(2) أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي : من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وكان من خواص أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، كما وأنه أدرك الإمام الجواد ( عليه السلام ) و(بزنط) موضع في العراق .
(3) عيون أخبار الرضا : ج1 ص13 .
(4) مناقب آل ابي طالب : ج4 ص 379 .
(5) المصدر السابق : ج4 ص 421 .
source : sibtayn