عربي
Wednesday 27th of November 2024
0
نفر 0

اندفاع نحو الشهادة

الإندفاع نحو الشهادة ظاهره نلمسها بوضوح في جمرة غفيرة من مسلمي صدر الإسلام . و حين يتطلع الإنسان إلى هذه الظاهرة ، يحس أن في أعماق هذه الفئة المؤمنة شوقا و لهفة إلى الشهادة. هذا علي - عليه السلام - يقول : ( أنه لما أنزل الله سبحانه ، قوله : " أفحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون " علمت أن الفتنه لا تنزل بنا و رسول الله - صلى الله عليه وآله - بين أظهرنا ". فقلت : " يا رسول الله ، ما هذه الفتنه التي أخبرك الله تعالى بها ؟ " ، فقال : "يا علي، إن أم
اندفاع نحو الشهادة

الإندفاع نحو الشهادة ظاهره نلمسها بوضوح في جمرة غفيرة من مسلمي صدر الإسلام . و حين يتطلع الإنسان إلى هذه الظاهرة ، يحس أن في أعماق هذه الفئة المؤمنة شوقا و لهفة إلى الشهادة.

هذا علي - عليه السلام - يقول : ( أنه لما أنزل الله سبحانه ، قوله : " أفحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون  " علمت أن الفتنه لا تنزل بنا و رسول الله  - صلى الله عليه وآله - بين أظهرنا ".

فقلت : " يا رسول الله ، ما هذه الفتنه التي أخبرك الله تعالى بها  ؟ " ،

فقال : "يا علي، إن أمتي سيفتنون من بعدي " .

فقلت : " يا رسول الله أو ليس قد قلت لي يوم أحد ، حيث استشهد من أستشهد من المسلمين " .

و حيزت عني الشهادة ، فشق ذلك علي . فقلت لي : " أبشر فان الشهادة من ورائك ؟ " ،

فقال لي : " إن ذلك لكذلك، فكيف صبرك إذن ؟ "،

فقلت : " يا رسول الله ، ليس هذا من مواطن الصبر . ولكن من مواطن البشرى و الشكر"!!

و يقول علي أيضا : " إن أكرم الموت القتل ! و الذي نفس ابن أبي طالب بيده ، لألف ضربة بالسيف أهون علي من ميتة على الفراش في غير طاعة الله  ".

هذا الإندفاع لم يكن مقصورا على علي  و أمثال علي ، بل إن عامة الناس كانوا يأتون إلى الرسول يطلبون منه أن يدعو الله لهم بالشهادة ، تكررت هذه الظاهرة في إيران أبان الثورة الإسلامية ، فاندفعت الملايين تطلب الموت ، فوهب الله لها الحياة . و الإمام القائد ( ره ) ، ذكر مرارا ان الأفراد ياتون اليه باستمرار يطلبون منه ان يدعو الله لهم أن يرزقهم الشهادة !!.

هذا " خثيمة " واحد من سائر الناس يتنازع مع ابنه ليسبقه في الإستشهاد . الأب يصر على الإبن أن يبقى في البيت ليذهب هو للجهاد . و الإبن يصر على الأب كذلك بالبقاء في البيت ليذهب هو .. فيقترعان .. فتقع القرعة على الإبن ، فيذهب ، و يستشهد .ثم يرى الأب ولده في عالم الرؤيا يقول له :  " يا أبت، انه قد وعدني ربي حقا !! ، تصاعد شوق الإستشهاد في نفس الرجل العجوز فهرع إلى النبي يقول له : لقد وهن عظمي و خارت قواي ، لكني اشتاق إلى الشهادة ، فاسأل الله أن يرزقني إياها " .

فدعا له رسول الله ، و لم يمر عام حتى نال الرجل ما تمناه .. فقد سقط في معركة أحد مضمّخا بدم الشهادة !و " عمر بن الجموح " .. كان قد أصيب في إحدى رجليه و سقط عنه حكم الجهاد إذ ( ليس على الأعرج حرج )  .

و حانت معركة أحد ، فتجهز أولاد هذا الرجل للمعركة ، و هم هو أيضا أن يشارك مع أبنائه . نصحه أولاده فلم يستجيب لهم ، اجتمع أهله و أقاربه ، ينصحونه بالبقاء فأبى أن يصغي لهم .. و ذهب إلى الرسول شاكيا يقول : " أبنائي يمنعوني أن أفوز بالشهادة " . فأجازه رسول الله أن يشارك في المعركة ، و طلب من أبنائه أن يدعوه يحقق أمنيته في الإستشهاد . فخاض المعركة و استشهد . و عندما بلغ خبر فشل المسلمين في أحد إلى المدينة سارع من كان في المدينة إلى جبل أحد ، و بينهم امرأة عمر بن الجموح . عثرت هذه المرأة على جسد زوجها و إبنها و أخيها ، فوضعت الأجساد على ظهر بعير ، و قفلت راجعة إلى المدينة لتدفن قتلاها في البقيع .. لكنها الفت البعير يأبى الإتجاه نحو المدينة ، و لا يتحرك إليها إلاّ بمشقة . فالتقت بنسوة قادمات من المدينة نحو أحد بينهن عائشة زوج الرسول .

سألتها عائشة : من أي مكان تأتين ؟

أجابت : من أحد .

قالت عائشة : فما هذا الذي على ظهر البعير ؟

أجابت ببرود تام: أجسام زوجي و إبني و أخي ، اذهب بهم إلى المدينة لأدفنهم هناك .

ثم سألتها عمّا وراءها .

أجابت المرأة : خيرا .. النبي سالم و الحمد لله ، ورد الله الذين كفروا بغيظهم .

ثم قالت المرأة لعائشة : إن هذا البعير يأبى العودة إلى المدينة ، و كأنه يروم الذهاب إلى أحد .

قالت عائشة : لننطلق معا إلى النبي في أحد، ثم قصت المرأة على النبي ما كان من شأن البعير . فسألها رسول الله عما قاله زوجها حين غادر المنزل ، قالت : رفع يده إلى السماء ، و سأل الله تعالى أن لا يعيده إلى بيته .

فأخبرها النبي باستجابة دعوة زوجها ، و أمر بدفنه مع سائر الشهداء في أحد . روح الاندفاع نحو الشهادة تجسدت في كل أئمة آل البيت  و أتباعهم ، و هذه الروح تطفح في أدعيتهم التي خلفوها لنا و منها:

اللهم برحمتك في الصالحين فأدخلنا ، و في عليين فارفعنا .. و قتلا في سبيلك مع وليك فوفق لنا.

و الحسين بن علي - عليه السلام - يردد و هو يسير نحو كربلاء هذه الأبيات :

فان تكن الدنيا تعد نفيسة ، فدار ثواب الله أعلى ، و أنبلوان تكن الاموال للترك جمعها فما بال متروك به المرء ، يبخلوان تكن الأبدان للموت ، انشأت فقتل امرئ بالسيف في الله أجمل .


source : tebyan
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

القرآن وتنظيم الأسرة
المسرح المدرسي
العقيدة و المرجعية
ماذا تفعل الزوجة فى مواجهة الزوج اللعوب؟
انعقاد مؤتمر تحت شعار"من سيرة الإمام علي (ع) ...
لاتلاحقي زوجك وتعاملي معه بنفسية الرجل
الأحكام الثابتة والمتغيّرة
حقوق الأبوين في القرآن الكريم والسنة النبوية
و الصحه الصوم
الفاكهـــة و فـــوائدهــــا

 
user comment