الشهادة في محراب العبادة من دلائل النبوة
عن أنس بن مالك، قال: مرض عليّ عليه السلام فدخلت عليه وعنده أبو بكر وعمر وعثمان فجلست عنده معهم، فجاء النبيّ صلى الله عليه وآله فنظر في وجهه فقال أبو بكر وعمر: قد تخوّفنا عليه يا رسول اللَّه، فقال صلى الله عليه وآله: لا بأس عليه ولن يموت الآن ولا يموت حتّى يملأ غيظاً ولن يموت إلّا مقتولاً
[ روى السيوطي في الخصائص الكبرى: 210/2 الحديث بهذا اللّفظ: قال أنس: دخلت مع النّبيّ صلى الله عليه وآله على عليّ وهو مريض. وعنده أبو بكر وعمر، فقال أحدهما لصاحبه: ما أراه إلّا هالكاً، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله: إنه لن يموت إلّا مقتولاً، ولن يموت حتّى يملأ غيظاً. وفي تأريخ دمشق: 266/3 ح 1343 و 1344 قريب من هذا ولكن فيه فدخل عليه النبيّ صلى الله عليه وآله بدل دخلت عليه و تحوّلتُ عن مجلسي بدل فجلست عنده معهم و فجلس النبيّ صلى الله عليه وآله بدل فجاء ولم يشر إلى قول أبي بكر وعمر بل قال الحديث بلفظ: إنّ هذا لايموت حتّى... وفي ح 1344 ذكر قول أبي بكر و عمر: يا نبيّ اللَّه، لانراه إلّا لما به فقال صلى الله عليه وآله: لن يموت هذا الآن، ولن يموت إلّا مقتولاً.]
وعن فضالة الأنصاري
[ هو مولى النبيّ صلى الله عليه وآله نزل الشّام بعد ذلك كما جاء في المعارف: 148 وقتل أبو فضاله مع عليّ يوم صفين كما جاء في تأريخ دمشق: 283/3 ح 1372.]
قال: خرجت مع أبي إلى يَنْبُع عائدين لعليّ بن أبي طالب وكان مريضاً بها قد نُقل إليها من المدينة، فقال له: مايقيمك بهذا المنزل؟ ولو هلكت به لم يدفنك إلّا أعراب جهينة، وكان أبو فضالة من أهل بدر
[ تأريخ دمشق: 284/3 ح 1374، الاستيعاب: 681/2، مسند أحمد: 102/1، الرّياض النّضرة: 223/2، ومسند أبي داود: 23/1، بحار الأنوار: 195/42.]
، فقال له عليّ: لستُ بميّتٍ من وجعي هذا وذلك أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عهد إليَّ أن لا أموت حتّى اُؤمر وتخضب هذه من دم هذا - وأشار إلى لحيته ورأسه - قضاءً مقضياً وعهداً معهوداً منه إليَّ
[ هذا الحديث ورد بألفاظ متعدّدة وبطرق أيضاً متعدّدة عن أبي فضالة وغيره كماجاء في البداية والنهاية: 218/6، و: 358/7، ورواه الطبراني، وقال الهيثمي: إسناده حسن كما جاء في الزوائد: 137/9، والحاكم في المستدرك وصحيحه: 113/3 و 143، ورواه الفتح الربّاني: 163/23، وكنز العمّال: 297/11، وذخائر العقبى: 115، والصواعق المحرقة: 121 ب 9 فصل 2. وفي المناقب لابن شهر آشوب: 111/3 الرواية عن عمّار أيضاً بلفظ: أتعلم من أشقى الناس؟ أشقى الناس اثنان: أُحيمر ثمود الذي عقر الناقة، وأشقاها الّذي يخضب هذه ووضع يده على لحيته. والمناقب لابن المغازلي: 8 ح5، ينابيع المودّة: 396/2 ط اُسوة، تأريخ دمشق: 278/3 ح 1364 و 1365 نفس الحديث مع اختلاف يسير في اللفظ وكذلك في فرائد السمطين: 327/390/1.]
وقال أبو المؤيد الخوارزمي في كتابه المناقب يرفعه بسنده إلى أبي الأسود الدؤلي أنه عاد عليّاً في شكوى اشتكاها. قال: فقلت له: قد تخوّفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه، فقال: لكنّي واللَّه ما تخوّفت على نفسي لأني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: إنّك ستُضرب ضربةً هاهنا - وأشار إلى رأسه - فيسيل دمها حتّى تخضب لحيتك، يكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر النّاقة أشقى ثمود
[ المصادر السابقة بألفاظ مختلفة وبطرق عديدة فانظر المناقب للخوارزمي: 380 ح 400، مسند أحمد: 263/4، الحاكم في المستدرك: 140/3، ابن كثير في تاريخه: 247/3، الطبري في تاريخه: 261/2، السيرة لابن هشام: 236/2، مجمع الزوائد: 136/9، عمدة القارى للعيني: 630/7، طبقات ابن سعد: 509، عيون الأثر لابن سيّد الناس: 226/1، الإمتاع للمقريزي: 55، السيرة الحلبية: 142/2، تأريخ الخميس: 364/2، الغدير: 336/6.
فروى أحمد وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات أنه صلى الله عليه وآله قال لعليّ: ألا أُحدثك بأشقى الناس رجلين: أُحيمر ثمود الّذي عقر الناقة، والّذي يضربك يا عليّ على هذه "يعنى رأسه" حتّى تبتل منه هذه "يعنى لحيته" وقال صلى الله عليه وآله له: إنّ الاُمّة ستغدر بك بعدي... وإنّ هذه ستخضب من هذا "يعنى لحيته من رأسه". وعن أبي سنان أنه عاد عليّاً في شكوى اشتكاها فقال لعليّ: لقد تخوّفنا عليك في شكواك هذه. فقال: ما تخوّفتُ على نفسي، عهد إليَّ أن لا أموت حتّى تخضب هذه من هذه. رواه الطبراني وقال الهيثمي اسناده حسَن: 137/9، والحاكم صحّحه: 113/3، وفرائد السمطين: 387/1 حديث 320.
وروي أنّ رجلاً من الخوارج يقال له الجعد بن بعجة قال لعليّ: اتق اللَّه - ياعليّ - فإنّك ميّت، فقال: بل مقتول، ضربة على هذا تخضب هذه، عهد معهود وقضاء مقضي وقد خاب من افترى. انظر المصادر السّابقة.
وعن عليّ عليه السلام مرفوعاً: - ياعليّ - أتدري من أشقى الأولين؟ قلت: اللَّه ورسوله أعلم، قال: عاقر الناقة، قال: أتدري من أشقى الآخرين؟ قلت: اللَّه ورسوله أعلم، قال: الّذي يضربك على هذه - وأشار إلى رأسه - فتبتلّ منها هذه - وأخذ بلحيته -. أخرجه أحمد في المناقب، وابن الضحّاك كما جاء في ذخائر العقبى: 115، وينابيع المودّة: 199/2 ط اُسوة. وجاء في الصواعق: قال أبو الأسود: فما رأيت كاليوم قط محارباً يخبر بذا عن نفسه. وفي الينابيع: فما رأيتُ أحداً قطّ يُخبرُ عن قتل نفسه غير عليٍّ. وانظر تأريخ دمشق: 273/3 ح 1354.]
قيل: وسئل عليّ؛ وهو على المنبر في الكوفة؛ عن قوله تعالى: }مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوامَا عَهَدُوااللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً{
[ الأحزاب: 23.]
فقال: اللّهمّ غفراً، هذه الآية نزلت فيَّ وفي عمّي حمزة وفي ابن عمّي عبيدة بن الحارث بن عبدالمطّلب، فأمّا عبيدة بن الحارث فإنّه قضى نحبه شهيداً يوم بدر، وأمّا عمّي حمزة فإنّه قضى نحبه شهيداً يوم أُحد، وأمّا أنا فأنتظر أشقى الاُمّة
[ في نسخة: أشقاها.]
يخضب هذه من هذا - وأشار بيده إلى لحيته ورأسه وقال: - عهدٌ عهده إليَّ حبيبي أبو القاسم صلى الله عليه وآله
[ انظر الصواعق المحرقة: 134 ب 9 فصل 5 في وفاته وص 207 ط دار الكتب العلمية بيروت وص80 ط القاهرة، المناقب للخوارزمي: 279 و197 ح 270 ط الحيدرية، شواهد التنزيل: 2/2 ح 627 و628، ونفس اللفظ ورد في سمط النجوم: 469/2، الغدير: 51/2 ط بيروت، الفضائل الخمسة: 287/2 عن الصواعق: 80 ط الميمنية، و: 132 ط المحمدية بمصر، نور الأبصار: 97، كشف اليقين: 371.
وانظر تعليق الشيخ المظفر في دلائل الصدق: 250/2، المسترشد في الإمامة: 647 وفيه ولم يقل كلّ مؤمن، بل كانت البيعة على الموت وعلى أن لايفرّوا ، كفاية الطّالب: 249 ط الحيدرية و: 122 ط الغري، ينابيع المودّة: 96 ط اسلامبول و: 110 ط الحيدرية، و: 285/1، و: 421/2 ط اُسوة، تذكرة الخواصّ: 17، تفسير الخازن: 203/5، معالم التّنزيل بهامش تفسير الخازن: 203/5، إحقاق الحقّ: 363/3.]
source : sibtayn