أستأذنك في أن أخاطبك، ولتنصت إلي... لظني أن استئذانك من البر الذي أمرني الله سبحانه به.
أستأذنك، وقد أصبحت اليوم في أوج شبابي، أخوض غمار الحياة بحلوها ومرها، بسهلها وصعبها... بحلالها وحرامها.
وكم خطر في بالي أن أعود صغيرا لو أستطيع، ولن أستطيع، لأربي نفسي من جديد، لأتعلم من أخطائي وعيوبي، لأستفيد من وقتي أكثر!
لكن هيهات هيهات...
لأول مرة يا أبي أفهم جيدا أن الساعة التي تمر لن تعود أبدا.
أبتاه،
كنت شديد الحرص على تربيتي وتعليمي، وأن أظهر بمظهر حسن بين الناس، ورفهتني وأستجبت لمطالبي قدر الإمكان، ودافعت عني دوماً! وجعلت الحق معي أبداً!..
لكن، هل كل هذا كان لصالحي ولخير مستقبلي؟!
أبي، عملت لدنياي... وأخشى اليوم على دنياي... وقلبي على آخرتي! "دلعتني"... واليوم أدفع الثمن غالياً... أرجو أن لا يكون باهظاً... أو سبباً لهلاكي.
رفهتني... وتبين أن النعم لا تدوم... أو لا تتوفر دوماً، فتتنغص حياتي
سكت عني وأنا متبع لهواي... والآن هذا الهوى يكويني.
تهاونت عني في رفاق السوء... وظهر أن أهل السوء أعدائي، وكم خسرت من كرامتي أمامهم...
رضخت لإصراري على السهرات والرحلات والحفلات والرقصات... فكانت، والله يا أبي، علي كوابيس، ما زالت تقض مضاجعي!
كم كنت طيباً يا أبي أ، طاوقتني... لكن هل كان ذلك جيداً؟!
كم كنت منفتحاً متحرراً... لكن قيدتني بسجن كبير... قد أقضي فيه ما بقي من حياتي!
كم كنت كريماً معي... لكنه كرم، كانت نتيجته ألم.
حقاً:
لم تمنع عني الأموال... لكن لو منعت بعضها لشكرتك اليوم أكثر
تساهلت معي كثيراً... ولو لم تفعل لكنت اليوم معك باراً أكثر..
أبتاه،
أعترف: ليس كل ما طلبته منك كان لصالحي، وليس كل ما غضبتُ لأجله كان لمصلحتي،
أبتاه،
مع ثقتي بك وحبي لك، أقول:إن أكثر عصبيتي وبكائي ما كان حلها في الرضوخ لمطالبي تماماً، كما لو أعجبتني أكلة معينة، وطلبت منها عشرة صحون، ما كنتَ لتعطيني إياها، لعلمك بضررها لي.
ولدك
أبتاه... لمَ تغيب عنا؟
نفتقدك أنا وأخوتي..
تخرج باكراً، وتعود متأخراً..
أوقات "فراغك" مع زملائك في سهرة أو رحلة، في لهو أو سمر أنسيت أن لك أطفالاً ينتظرونك؟ يشتاقون إلى حنانك، وعطفك، ورأفتك، وابتسامتك، ونظرتك، واعتناءك... وأمنك يريدونك عند طعامهم، ودرسهم، وحاجتهم، ومشكلتهم ونومهم...
لم يفهموا الحياة من دونك، ولم يعرفوها إلا معك...
لا تعتذر بكثرة الأعمال والأشغال، وأنها من أجلنا، فما نفعها لو خسرتنا؟
نفتقدك نحن وأمي..
ألسنا عائلتك، ومرجع أسمائنا إليك...
هذا بيتك، قبل أن يكون بيتنا.
سعادتك سعادتنا، وكيف نسعد من دونك؟
شقاؤنا شقاؤك، وكيف لا نشقى من دونك؟
كل الأمن، دونك، وهم.
وكل الطمأنينة، دونك، سراب.
بيتك، مملكتك، ألا تطمئن عنها؟
أبتاه،
لمن أبث همومي وأحزاني؟ من يرشدني عند أهوائي وآثامي؟ من يستمع لآمالي وأحلامي؟ من يوقظني من غفلتي ومنامي؟ من يبدد آلامي وأوهامي؟
من غيرك يا أبي؟
أماه... ماذا لو غاب أبي؟
ألست أنت نبع الحنان؟
ألست أنت السكينة لنا وله؟
أماه،
لا تتهاوني في ما أنعم الله به عليك أن جعلك مثال الحب والعطاء، وأنت كذلك وأكثر.
أنت التي منحك الله ما لم يمنح غيرك، وأنت رمز العطاء والفداء، فلا تتهاوني بنفسك
أنت أم الأولاد، وأنت أم الأب... أليست السيدة الطاهرة أم أبيها؟
أنت الأم والأب معاً.
أنت ربان السفينة، وإن غاب قبطانها.
المربية أنت، والقدوة، والمعلمة الأولى، والرفيقة الدائمة، والحنون الساحرة،
أول ما تعلمت منك الصلاة، وسمعت القرآن منك، وسحرتني المناجاة منك
أنت الطيف في الأحلام، وظلي بعد المنام..
أماه،
أنت التي لا تعوض، ولو حضر أبي...
أما إذا غاب، فأنت أمي وأبي.
أبتاه... أنا روح وجسد
أبتاه،إهتممت بمأكلي ومشربي وملبسي ومسكني... وجلبت لي مدفأة في الشتاء، ومروحة في الصيف.
ولشتريت لي... وأتخمتني بكل ما أريد، لكن...
ما اهتممت كذلك:
1- في صلاتي أول الوقت... وقراءتي كتاب ربي.
2- في ذهابي إلى المسجد واستماع الدروس.
3- في مطالعة الكتب الاسلامية.
4- في شهر رمضان وبركاته.
5- في زملائي ورفقائي.
6- في ترددي على العلماء ومن أقتديه، وتفقهي في أمور ديني.
7- في حسن أخلاقي وسيرتي.
قال الله سبحانه " وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ "(1)
أبتاه، أنا روح كما أنا جسد، وماذا تنفعني كل عطاياك، لو خسرت نفسي وكنت من أهل النار، لا سمح الله؟
أشكرك على كل ما قدمته لي... وإن كانت هذه وبالاً علي وعلى من حولي من دون عبادة قائمة، وتقوى رادعة، وطاعة دائمة، وعمل صالح.
علمتني دورة لغات أجنبية، ولم تدخلني في دورة قرآنية!
أدخلتني لدورة كمبيوتر، وأنا حتى الآن لا أعرف تلاوة كتاب ربي!
وقمت بدورة محاسبة وتدقيق، وأنا لا أعرف من فقهي شيئاً!
هل أنت مرتاح الضمير لذلك؟
أبتاه،
منذ أيام اتقيت عالماً جليلاً يقول:
يا خادم الجسم كم تسعى لراحته *** أتعبت نفسك فيما فيه خسران
أقبل على الروح فاستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
وأنت يا أماه،
لماذا طغت عاطفتك علي؟
لماذا سكت عن غفلتي وسهوتي؟ وعن صلاتي عند الصباح؟
لماذا ابتسمت في وجهي وأنا أعصي الله العظيم؟
كم من مرة تألمت على أيامك السالفة في المدرسة، وقبل التزامك، وفي فترة شبابك، لماذا لم تستفيدي من تجربتك في تربيتي؟
لماذا تهاونت في الحلال والحرام، عندما تجاوزت الحدود، ولم تردعيني؟
هل كان لصالحي؟
أماه، ألم تلحظي أني غافل، وأن كل شيء زائل، وأيامي في الدنيا قلائل؟
أماه،
نبهيني، أيقظيني...
أبتاه... لم أكن دائماً على حق
كنت إذا أخطأت... تدافع عني!
وإذا أسأت... تبرر فعلي!
وإذا انحرفت... تستر ضلالي!
وإذا آذيت أحداً... تحميني!ودائما قولي هو الأجمل، وفعلي هو الأحسن، وحركتي هي الأصوب، واختياري هو الأنسب!
عجباً، هل كنت معصوماً يا أبت؟!
وهل تنتظر من الناس اليوم، أن يعاملوني، كما عاملتني؟
أبتاه، أماه
دوماً كنت أسمع منكما كلمات المدح والثناء... ولم تصوبا خطئي.
كلا، لم أكن دائماً على حق.
أبتاه... هل أنت السبب؟
دللتني كثيراً، وغنجتني، ولبيت جل مطالبي... ويا ليتك لم تفعل.
عندما خرجت إلى خضم الحياة، صدمت، وما زلت أعاني:
1- ليس كل ما تمنيته أدركته.
2- وليس كل ما رغبت به كان ميسوراً.
3- وليس كل ما عملت لأجله ظفرت به.
4- ومصاعب الحياة كثيرة، ووقائعها مريرة.
5-والكثيرون يسقطون أمام المال والسلطة... وقليلون يستمرون بكرامة.
كان عليك أن تقول "لا" أحياناً... لتأديبي وتدريبي، حتى ولو كنت مستطيعاً كان يجب في بعض المرات، أن تحرمني... لأعتاد على واقع الحياة.
أبتاه،
كان يجب أن أذوق طعم المرارة، لأثمن الحلو وأعرف قدره.
كان يجب أن أحرم، بتعمد منك، لأعرف قيمة العطاء واليسر والأمن والمال...
أبتاه،
الحياة قاسية، والصعوبات جمة، والمفاجآت كثيرة، والبلاءات عديدة... وما لا ينتظر منها، أكثر مما ينتظر.
فهل إلى الحل من سبيل؟
أبتاه، ما زلتُ أعاني...
أبتاه... ساعدني على برك
الغريب يا أبي، أنك لم تساعدني على برك... وكدت أن تخسرني، لولا أن أدركني الله برحمته.
والأغرب أنك طاوعتني وجاريتني في أجواء الشبهات التي كنت أغرق بها...
وحتى اليوم لم أعرف سر تلك السهرات التي كنت تقضيها خارح المنزل، أو سبب مصاحبتك لأشخاص لا يليقون بك، ولمَ كنت مهملاً لعبادة ربك في كثير من الأحيان.
ولو نشأت أنا على هذه الطريقة، ما كنت اليوم قريباً منك محباً مطيعاً.
أبتاه،
كم مشفق أنا اليوم عليك، خائف، عندما يسألك ربك غداً يوم القيامة عني، وعن تربيتي، وعن أخوتي، وفيما رغبتني، ومما منعتني.
فإني أمانة في عنقك، فهل أديت الأمانة؟أخشى عليك من المعاصي التي ارتكبتها...
وأخشى عليك مما أرتكبه اليوم، وكنت أنت فيه سبباً.
أبتاه،
لا تؤاخذني بتقصيري في حقك، فلولا هداية ربي وإسلامي، لكُنا اليوم أعداء...
لكن، رحمك الله ورحمني...
كان عليك أن تتذكر قول الله عز وجل:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ "(2)
أبتاه... حيرتني!
أحياناً أمرتني ببعض الفضائل... ولم تأتمر!
ونهيتني عن بعض الرذائل... ولم تزدجر!
أخجل أن ينطبق عليك قول ربي تبارك وتعالى:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ "(3)
حيرتني، عندما حاسبتني حيث غبت عن المدرسة يوماً، ولم تحاسبني عندما تركت الصلاة شهراً...
وغضبت يوماً عندما لم أتناول الفطور، ولم تغضب مساء السبت عندما ذهبت إلى مكان فجور.
وخاصمتني عندما علمت بذهابي إلى المسجد، وشجعتني لأذهب لحفلة ماجنة!
أدخلتني في معهد لتعلم الموسيقى... ولم تأخذني لدورة أتعلم تجويد القرآن!
وحيرتني،
عندما لبست أختي الحجاب، فاستنكرت عليها، ثم كانت الأخريات من أخواتي يلبسن ما يخجل، وأمام عينيك، فترفق حركاتهن بابتسامة رضى!
وكان بعض نتائج ذلك فيما بعد:
طلاق أختي الكبيرة... وخلافات مستمرة لأختي الصغيرة مع زوجها.
وأكثر ما حيرتني، عندما كنت تتكلم عن الإسلام، ولا تعترف لأحد بمعرفته أكثر منك!
وعندما كنت تعتبر نفسك "صاحب الدين"، والباقين "متزمتين"!
أبتاه... دعني أخدم نفسي
طعامي دائماً جاهز على الطاولة... لمَ لم أسكبه أحياناً بنفسي؟
وصحني الفارغ متروك... لمَ لم أعلم حمله إلى المجلى؟
أمي، باركها الله، تغسل... وكان يجب أن أتحمل عنها مسؤولية الكوي، لثيابي على الأقل، وهكذا إخوتي، بدل ان تكوي لنا جميعاً، ولك يا أبي.
كان يجب أن أتعلم ترتيب سريري، ولا أعتمد على أحد.
وعندما كبرت، يجب أن أحضر أغراض المنزل واحتياجاته من السوق... ولم يكن كل ذلك!
أبتاه... هذه الحقيقةعذراً، لكن لا بد من قول الحق، ليكون عبرة للآخرين.
لستَ على حق، عندما اخترت لي ولإخوتي أسماء ليست "حسنة" كما جاءت الوصية من رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)... بل اخترتَ أسماء غربية غريبة.
ولستَ على حق، عندما لم تعلمنا أصول ديننا.
ولستَ على حق، عندما جعلتنا في مدارس تبشيرية، ما أنشئت، وأنت تعلم، إلا لأهداف خبيثة... وكل هدفك أن نقوي لغتنا الأجنبية!
أخبرك يا أبي، أن آثار سوء هذه المدارس، وآثار عاداتها وسيئاتها وأصنامها... ما زالت حتى الآن في قلبي ونفسي...
أعوذ بالله تعالى من الشرك والضلالة.
ولم تكن محقاً عندما شجعتنا على الاختلاط، فكأنك رميتنا في حفرة فيها ثعبان، ثم قلتَ: حذار.
ولم تكن محقاً عندما سكت عن تأخرنا ليلاً وعن غيابنا كثيراً وسكت عن بعض رفاقنا...
أبتاه... رأفة بأمي
هي التي تعيش معنا أكثر من أي شخص آخر في حياتك.
وهي دعامة بيتك...
وتنسب إليك، وتنسب إليها...
وجعل الله سبحانه بينكما مودة ورحمة.
وجعلكما سكناً لبعضكما.
وكانت معك قبل أن نكون معك.
وتبقى معك بعد أن نترك المنزل...
وأحل الله لك منها، ما لم يحل لأحد من العالمين...
ثم
تتقاتلان، وتتخاصمان!... وبعد الصلح تتجادلان، فتتعبان العائلة كلها...
صحيح أن كل إنسان يختلف في رأيه مع الآخر...
وصحيح أن سوء التفاهم يحصل مع الجميع، لكن لا ينبغي أن يصل لهذه الحدية.
أبتاه،
رأفةً بأمي.
أبتاه... أريد طاعتك
أريد طاعتك، عىل أن تكون في طاعة الله سبحانه،
وأنت قدوتي، على أن يكون محمد(صلی الله عليه وآله وسلم) قدوتك...
لكن، يا أبي، من هؤلاء الذين تساهرهم وتسامرهم؟!
ومن هؤلاء الذين يصرفونك عن صلاتك؟!
وما هذه الموائد العامرة التي تستنزف ما تبقى من طاقتك في النهار؟وما المقصود من أحاديثك مع رفقائك، وما فيها من لغو وكثرة كلام وغيبة ومبالغة وألفظ تخجل ونكات معيبة؟!..
نعم كنت أسمعها يا أبي...
والآن أسألك:
ما هي ردة فعلك لو سمعتها مني؟!
هل ترض لي، أن يكون رفقاؤك رفقائي؟ وأن أسهر تلك السهرات حتى الصباح، وأن أهمل واجباتي، وأقامر بمستقبلي؟
أجلك يا أبي أن ترضى لي ذلك.
أبتاه... أصبحت رجلاً!
مرت سنة بعدها سنة... وربيع يتلوه ربيع...
نعم كنت طفلاً، لكن هذا منذ سنوات، واليوم، أنت أعلم الناس بعمري...
كنت لي أبا رحيماً... شكراً لك يا أبي.
وأريدك اليوم أخاً ورفيقاً وأنيساً... وناصحاً وأميناً.
لم أعد اليوم أريد حلوى ولا ثياباً...
أريدك أن تصدق أني أصبحت رجلاً:
تحترم رأيي، وتثق بي.
خاصةً،
في هذا الزمن الذي أصبح فيه الحق باطلاً... وعز في الصديق الصدوق.
فالأخلاق أصبحت سذاجة و"بساطة"!
والكذب أصبح سياسة،
والنفاق كياسة،
والحيلة ذكاء،
والغش دهاء،
وتقليد الغرب حضارة،
واتباع الدين تخلفاً،
وبذل النصيحة يثمر عداوة،
والموعظة نتيجتها مقت،
والجهر بالحق تهوراً،
والأمر بالمعروف، في أكثر الأحيان، رذيلة!
والمنكر، فضيلة!
أبتاه،
صدقني أصبحت رجلاً يريد نصيحتك:
فالبحر متلاطم، والناجي قليل.
أبتاه... عليك بأخوتي
فهم أمانة الله عندك، والخطر، لا سمح الله، عليك وعليهم:
عليك أن تراقبهم وتعلمهم:
1- أن يصلوا في أول الوقت، وعند سماع الآذان.
2- وأن يحرصوا على صلاة الجمعة والجماعة في المسجد.
3- وأن يتعلموا القرآن الكريم، تلاوةً وحفظاً.
4- وأن يعتادوا الصيام، ولو بالإمساك عن الطعام أول عمرهم.
5- وأن يحذروا من المجلات الخليعة، والأفلام الفاجرة،...
6- وأن يجعلوا يمناهم لمكارم الأمور... كالأخذ والعطاء والأكل والشرب...
7- أن يتأدبوا مع الأقارب والجيران...
8- أن يتعلموا الشجاعة والإقدام في سبيل الله تعالى9-أن تحثهم على الجهاد، وقتال اليهود... وأن تخبرهم أن القدس سترجع يوماً، وسوف ينطق الله الحجر والشجر لتقول:
يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي ورائي تعال فاقتله.
أبتاه... أسألك الدعاء
فدعاؤك، غير مردود، لأنه دعاء الوالد لولده، لدع الله سبحانه لي، فهو مجيب الدعوات،
ادع الله أن يجعل دنياي مزرعة صالحة لآخرتي.
ارفع يديك الى السماء، وقل بقلب محروق:
يارب، ابني.. ابني.. ابني
أبتاه،
إعلم أني أصبر على الجوع والعطش، لكن، لا أصبر على النار.
أبتاه... رسالتها أيضاً!
أبتاه،
أرادت أختي أن تكتب لك أيضاً... لكنها تلعثمت وارتجفت، ثم كتبت، والدمعة تنحدر على خديها:
رسالة أخي، رسالتي أيضاً يا أبي.
قال لقمان عليه السلام لابنه :
" يا بني، لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم * ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون * يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير * يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور * ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور * واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير *"(4)
المصادر :
1- طه /132
2- التحریم / 6
3- الصف /2
4- سورة لقمان / الآيات13-
source : rasekhoon