عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

معرفة القرآن في کلام الشهيد مطهري فرق، جعلوا القرآن وسيلة للوصول الي اغراضهم

وفي مقابل الفرق ، التي تركت القرآن من الأساس، ظهرت فرقة أخرى جعلوا القرآن وسيلة للوصول إلى أغراضهم و أهدافهم الشخصية. و كلما كانت تقتضي مصالحهم ، قاموا بتأويل القرآن ، و نسبوا إليه أمورا ، لا ترتبط أساسا بروح القرآن، وعند مواجهتهم أي اعتراض ، كانوا يجيبون أنهم دون غيرهم ،يعرفون بباطن الآيات، و أن المعاني المستخرجة ، حصلوا عليها من معرفة بباطن الآيات.
معرفة القرآن في کلام الشهيد مطهري    فرق، جعلوا القرآن  وسيلة للوصول الي اغراضهم

وفي مقابل الفرق ، التي تركت القرآن من الأساس، ظهرت فرقة أخرى جعلوا القرآن وسيلة للوصول إلى أغراضهم و أهدافهم الشخصية. و كلما كانت تقتضي مصالحهم ، قاموا بتأويل القرآن ، و نسبوا إليه أمورا ، لا ترتبط أساسا بروح القرآن، وعند مواجهتهم أي اعتراض ، كانوا يجيبون أنهم دون غيرهم ،يعرفون بباطن الآيات، و أن المعاني المستخرجة ، حصلوا عليها من معرفة بباطن الآيات.
المعاني و المفاهيم، القابلة لإدراك، بحيث يشبع حاجة الزمان

وأن أبطال هذه الحركة في تاريخ الإسلام فرقتان: أولاها الإسماعيلية ، و يقال لهم الباطنية ، و ثانيتها المتصوفة.

 الإسماعيلية يسكنون الهند ، و يسكن بعضهم في إيران. و قد نجحوا في استلام الحكم، و هي الحكومة الفاطمية في مصر.
يعرف الإسماعيليون بأنهم من الشيعة، و يعتقدون بستة من الأئمة، ولكن، أجمع علماء الشيعة الإثنا عشرية، أن هؤلاء بعيدون عن التشيع كل البعد،

 حتى أهل السنة ، الذين لا يعتقدون بأئمة الشيعة كما تعتقد الشيعة، اقرب إلى التشيع من هؤلاء الشيعة المعتقدين بستة من الأئمة (اشترك جماعة - بالنيابة عن الإسماعيلين - في مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية الذي تأسس قبل 35 سنة تقريبا، و اجتمعت فيه جميع الفرق الإسلامية، و هناك اتفق علماْ الشيعة والسنة، إن الإسماعيليين ليسوا من الفرق الإسلامية، و لم يسمحوا لهم بالاشتراك في ذلك المجمع).

ارتكب الإسماعيليون بواسطة اعتقادهم بالباطنية ، خيانات كثيرة في تاريخ الإسلام، و كان لهم دور كبير في إيجاد الانحراف في الأمور الإسلامية.

و إذا انصرفنا عن الإسماعيلية، فهناك المتصوفة الذين لهم دور كبير في مسألة تحريف الآيات، و تأويلها ، طبقا لعقائدهم الشخصية، أذكر هنا مثالا واحدا لتفاسيرهم، حتى تتضح طريقتهم في التحريف، و ليقرأ القارئ حديثا مفصلا من هذا المجمل.

عندما ورد ذكر إبراهيم (ع) وابنه ، اسماعيل (ع) في القرآن، يحكي القرآن أن إبراهيم، كان يؤمر في المنام - عدة مرات - بذبح ابنه في سبيل الله. يتعجب إبراهيم في البداية من هذا الأمر، ولكن بعد تكرر الرؤيا يتيقن ، و يسلم أمره إلى الله، ثم يخبر ابنه عن هذا الموضوع، و يقبل ابنه بكل إخلاص ، ويستسلم لحكم الله (قال تعالى..) : « ..يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ، فَانظُرْ مَاذَا تَرَى ، قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ، سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ » ، (سورة الصافات، الآية 102)، و الغرض هو إظهار التسليم ، و الرضى بقضاء الله، و لذلك فعندما يستعد الأب و الابن بكل إخلاص لتنفيذ أمر الله تبارك و تعالى، يتوقف تنفيذ الحكم بإذن الله.

و في تفسير هذه الحادثة يقول المتصوفة: إن المقصود من إبراهيم هو العقل، و المقصود من إسماعيل ، هو النفس،  والعقل - هنا - كان يريد أن يذبح النفس!!

و واضح أن هذا النوع من التفسير ، لا يكون لعبا بالقرآن، و إظهار نوع من المعرفة الانحرافية. و بالنسبة لهذه التفاسير المنحرفة و المبتنية على الأميال و الأهواء النفسية و الحزبية، يقول الرسول الأعظم (ص):

(من فسر القرآن برأيه ، فليتبوأ مقعده في النار). و هذا النوع من التفسير (المتقدم) ، يعتبر اتخاذ القرآن لعبا، و أنه خيانة كبرى ( لقد كثرت في عصرنا الحاضر - و للأسف - التفاسير الانحرافية و الإلتقاطية، و قد أخذت الأفكار الإلحادية صبغة إسلامية أحيانا.  وقد بدأ أستاذنا الشهيد حركة واسعة النطاق لمواجهة مثل هذه الحركات الانحرافية، و ناضل بفكره و يراعه ما استطاع، حتى أنه استشهد في هذا السبيل )

اتخذ القرآن أسلوبا وسطا في مقابل الجمود و التفكر الجاف للأخباريين و نظرائهم، و كذلك في مقابل الانحرافات و التفاسير الخاطئة للباطنية ، وغيرهم، و هذا الأسلوب (الوسط) ، عبارة عن التأمل و التدبر المنصف والبعيد عن  الأغراض و الأهواء.

القرآن يدعو المؤمنين، بل وحتى المخالفين بالتفكير في آياته، و يدعوهم بأن يتأملوا في آياته بدلا عن صدها و إنكارها.

يقول في خطاب مع المخالفين: «أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»،(محمد 24).

 

«كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ» ،(ص 29). أنه كتاب مبارك مثمر أرسلناه إليك، لماذا؟ لم نرسله ليقبلوه، و يضعوه فوق الرفوف، بل أرسلناه ،ليفكروا ، و يتدبروا في آياته.

هذه الآيات و عشرات الآيات الأخرى التي تؤكد على تدبر القرآن، تجوز ، و تؤيد تفسير القرآن ‎، ولكن ليس تفسيرا على الهوى و الميل النفسي، بل على أساس الصدق و الإنصاف، بعيدا عن الأغراض الشخصية. عندما تتأمل في القرآن بإنصاف و بدون غرض‎، فلا ضرورة لنا في إمكانية معرفة كل مسائلة.

القرآن من هذه الجهة يشبه الطبيعة. فكم من أسرار في الطبيعة لم تنكشف بعد، وليس هناك أمل في اكتشافها، في الأوضاع الحالية، ولكنها سوف تكشف في المستقبل.


source : tebyan
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

تربية الأطفال بين الهدف والوسيلة
زيارة عاشُوراء غَير المشهُورة
تأثير التلفزيون على الأطفال
ماذا يحب الرجل في المرأه ..
دعوة للتكامل مع الاحتفاظ بخصوصية الآخر
خصائص الأسرة المسلمة
هل يعاني الشباب حقاً من مشكلة؟
إصدار كتاب "كربلاء كما شاهدت
اعتصام “زينبيات صمود” ومسيرات “أنات الإنتصار” ...
الواصلية

 
user comment