عربي
Saturday 27th of April 2024
0
نفر 0

استشهاد الإمام المجتبى

تؤكد الروايات أن الحسن توفي مسموماً، سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس بإغراء من معاوية بن أبي سفيان، لما عزم على البيعة ليزيد ولم يكن شيء اثقل عليه من الحسن بن علي عليه السلام، وبعد أن وعد جعدة بتزويجها بولده يزيد، وبأن يدفع لها مائة ألف درهم. ولكن معاوية بعد تنفيذ هذه الخطة أعطاها المال، ولم يف لها بتزويجها بولده، قائلاً: إنا نحب حياة يزيد، ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه. وقد قال الإمام الصادق كما رواه الكليني في الكافي:
استشهاد الإمام المجتبى

تؤكد الروايات أن الحسن توفي مسموماً، سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس بإغراء من معاوية بن أبي سفيان، لما عزم على البيعة ليزيد ولم يكن شيء اثقل عليه من الحسن بن علي عليه السلام، وبعد أن وعد جعدة بتزويجها بولده يزيد، وبأن يدفع لها مائة ألف درهم. ولكن معاوية بعد تنفيذ هذه الخطة أعطاها المال، ولم يف لها بتزويجها بولده، قائلاً: إنا نحب حياة يزيد، ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه.
وقد قال الإمام الصادق كما رواه الكليني في الكافي:
(إن الأشعث بن قيس شريك في دم أمير المؤمنين، وابنته جعدة سمت الحسن، وابنه محمد شريك في دم الحسين.
وجعدة هذه عريقة بالخيانة، ويكفي أن يكون أبوها الأشعث بن قيس أحد أبطال المؤامرة لاغتيال أمير المؤمنين عليه السلام. وقد كان مداهناً مع معاوية يوم صفين، فهو الذي أصر على وقف القتال عند رفع المصاحف يوم صفين، ولولاه لما كان يوم التحكيم، ولا كان أبوموسى الأشعري حكماً عن العراق. بل كل فسادٍ كان في خلافة علي وكل اضطراب حدث فأصله الأشعث. ويكفي دلالة على ذلك أنه كان إحدى الثلاثة اللاتي تمنى الخليفة أبوبكر عند احتضاره أن يكون قد فعلهن حيث قال: فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أضرب عنقه، فإنه يخيل إليّ أنه لا يرى شراً إلا أعان عليه.
وكان الأشعث قد ارتد عن الإسلام، وأُسر بعد ذلك، ولكن أبا بكر عفا عنه، وزوجَّه أخته أم فروة.
وقد اعتل الإمام الحسن عليه السلام بعد أن سقته جعدة بنت الأشعث أكثر من شهر وكان خلال هذه الفترة لا يكف عن أداء رسالته فكان عليه السلام يجمع أصحابه ويوصيهم ويعلمهم بالرغم من أن السم أخذ يمزق أحشاءه.
وقال عليه السلام: (سقيت السم مرتين وهذه الثالثة) وفي رواية عبد الله البخاري أن الحسن قال (يا أخي إني مفارقك ولاحق بربي وقد سقيت السم ورميت بكبدي في الطشت وأنني لعارف بمن سقاني ومن أين دهيت وأنا أخاصمه إلى الله عز وجل).
فقال له الحسين عليه السلام: ومن سقاكه.
قال عليه السلام: وما تريد به، أتريد أن تقتله. إن يكن هو فالله أشد نقمة منك وإن لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بي بريء).
وبعد أن أوصى أخوته وأبناءه وأهله وصحبه ولم يترك شاردة ولا واردة إلا وذكرها لهم وذكَّرهم بها. وبعد أن أوصى لأخيه الحسين عليه السلام من بعده وسلَّمه وصيته وسلاحه وكتابه كما أوصاه أبوه أمير المؤمنين عليه السلام من قبل.

مكان الدفن

توفي الإمام الحسن مسموماً بالمدينة في شهر صفر سنة 50 للهجرة ودفن بالبقيع المقبرة العامة بعد أن كان أوصى أخاه الحسين عليه السلام بأن يدفنه إلى جنب جده النبي صلى الله عليه وآله، وإن حيل بينه وبين ذلك فيدفنه بالبقيع، وأن لا يريق في أمره دماً. وعندما أراد الحسين عليه السلام دفنه بجنب جده صلى الله عليه وآله، تجمع بنوأمية وأنصارهم وعلى رأسهم مروان بن الحكم، ومنعوه من ذلك، وكادت الفتنة أن تقع بينهم وبين بني هاشم الذين أصروا على دفنه مع جده، وشهر الفريقان السلاح، وأخذ مروان يثير الفتنة ويقول متمثلاً:

يا رب هيجا
هي خير من دعة


أي أيدفن عثمان في أقصى المدينة، ويدفن الحسن عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله لا يكون ذلك أبداً، وأنا احمل السيف.
ولكن الإمام الحسين عليه السلام قطع النزاع وقضى على الفتنة، ونفذ وصية أخيه ودفنه بالبقيع.
وكان عمره يوم وفاته ثمان وأربعين سنة وقيل ست وأربعين سنة.
فسلام عليه يوم ولد ويوم عاش من الإسلام وبه وإليه ويوم جاهد وكافح من أجل إعلاء كلمته وبنى صروحه الشامخة عالية ورفع رايته خفاقة مشرقة، ويوم مات شهيداً ويا لها من شهادة مشرقة تعطر بها التاريخ واكتسى بها أروع حلله.


source : irib
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الامام السجاد (ع) في سطور
أفضلية ارض كربلاء على الکعبة
صفات الإمام الحسين ( عليه السلام ) الجسمية وهيبته
عبد المطلب جد النبي ( صلى الله عليه وآله )
مسلم بن عقيل ( عليه السلام ) (1)
قبسات من أخلاق رسول الله (ص)
كرم الامام الحسين ( عليه السلام )
ليس في البكاء على الحسين(عليه السلام) بدعة
عقيل بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) (1)
رأفة الإمام الرضا بزوار قبره

 
user comment