ان السلوك والتصرف والمعاشرة ومصاحبة الآخرين يجب أن تكون- في نظر الاسلام- بنحوٍ لا يعرِّض الاسرة أو الفرد للتهمة، إذ ان التهمة تطيح بصرح الاسرة وتثير المتاعب والمنغصات وتعكّر صفو الحياة.
فربما يواجه المرء موقفاً أو فعلًا أو شخصاً يرى عدم وجود مانعٍ من التعامل معه، غير أن الآخرين ونظراً لجهلهم بواقع الأمر وعدم امساكهم لألسنتهم عن
______________________________
(1)- البحار: 72/ 67.
(2)- نفس الصمدر.
(3)- البحار: 72/ 68.
الأسرة و نظامها فی الاسلام، ص: 432
تقييم الامور فإنّهم يشيعون ما يحصل بين الناس بصورة مغايرة وحينها نظرة الناس لا سيما الجيران حول الشخص، وبذلك توجه ضربة ما حقة بحيثية الاسرة وكرامتها، وتلحق خسارة فادحة بمستقبل الاسرة وابنائها، فاذا ما اراد الدخول بعملية تجارية أو حاول اقامة علاقات مع اصدقاء له، أو اراد تزويج ابنه أو بنته، فان ذلك يحول دون انجاز هذه الأعمال البناءة نتيجة تلك التهمة التي وقعت بلا مبرر الّا ان الانسان تسبب بها نتيجة لغفلته.
قال الامام الصادق (عليه السلام):
«يا بنيَّ مَنْ يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم، ومن لا يملك لسانه يندم» «1».
ويقول النبي الاكرم (صلى الله عليه و آله):
«أولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة» «2».
وقال أميرالمؤمنين (عليه السلام):
«مَنْ وقف نفسه موقف التهمة فلا يلومنَّ من أساء الظنّ به» «3».
وفي رواية عجيبة قال الامام الصادق (عليه السلام):
«اتّقوا مواضع الرِّيب، ولا يقفنَّ احدكم مع امه في الطريق، فإنّه ليس كلُّ أحدٍ يعرفها» «4».
نعم، فربا اشاع جاهل بين الناس ان فلاناً قد غازل امرأة غريبة وهو مشهورٌ بين الناس بعدم صلاحه، فعلى الناس ان يتبينوا أمره لئلا ينال من نواميس
______________________________
(1)- البحار: 72/ 90.
(2)- نفس الصمدر.
(3)- نفس الصمدر.
(4)- البحار: 72/ 91.
الآخرين.
يتعين على رب الاسرة وزوجته وأولادهما الابتعاد عن مواطن التهمة وان لا يضعوا انفسهم فيما ينال من كرامتهم، إذ ان الاسلام كثيراً بهذا الشأن.
الأسرة و نظامها فی الاسلام
source : من اثار الاستاذ انصاریان حفظه الله