وهو يعني العدل وتقديم الخدمة للآخرين، وان يحب المرء لغيره ما يحب لنفسه ويبغض لهم ما يبغض لها، وينبغي ان تسود هذه الخصلة على تصرفات الزوجين فيما بينهما وعلى تصرفاتهما ازاء أولادهما وعلى تصرفات الاولاد ازاء والديهم، فكلّ فردٍ في المجتمع مأمورٌ بأن ينصف الآخرين وان يراعي الناس في كل عمل يقوم به.
قال الصادق (عليه السلام) عن رسول اللَّه (صلى الله عليه و آله):
«أعدل الناس من رضي للناس ما يرضى لنفسه وكره لهم ما يكره لنفسه» «1».
______________________________
(1)- البحار: 72/ 25.
الأسرة و نظامها فی الإسلام ص 427
وقال (صلى الله عليه و آله):
«مَنْ واسى الفقير وانصفَ الناس من نفسه فذلك المؤمن حقاً» «1».
وقال (صلى الله عليه و آله) لأميرالمؤمنين:
«الانفاق من الاقتار، وانصاف الناس من نفسك، وبذلُ العلم للمتعلِّم» «2».
وقال رجلٌ لرسول اللَّه (صلى الله عليه و آله):
«علمني عملًا لا يحال بينه وبين الجنة قال: لا تغضب، ولا تسأل الناس شيئاً، وارض للناس ما ترضى لنفسك» «3».
وقال أميرالمؤمنين (عليه السلام):
«الا إنّه مَنْ يُنصف الناس من نفسه لم يزده اللَّه الّا عزّاً» «4».
ما اجملها من حياةٍ واحلاها حين يتوسم الزوج الانصاف أزاء زوجته، والزوجة ازاء زوجها، وكلاهما حيال أولادهما، والأولاد حيال أبويهم، ويحبُّ كلٌّ منهم للآخر ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لها.
فلا تكن الراحة من نصيب رب الاسرة وأولاده فيما تتحمل الام اعباء البيت ومشاقه، أو يشقى الابوان فيما يصب الاولاد همهم على الأكل والنوم فقط بل يمنّون على أبويهم كذلك، على الجميع ان يُنصف بعضهم البعض ويخدمه ويعدل بحقه، وان يعين بعضهم بعضاً في انجاز اعمال البيت كي يتوفر جانبٌ من سعادتهم وينجون من الشقاء.
______________________________
(1)- البحار: 72/ 25- 28.
(2)- نفس المصدر.
(3)- البحار: ج 96/ 150 ح 2، وج 86/ 78 ح 1.
(4)- البحار: 72/ 33.
الأسرة و نظامها فی الإسلام
source : من اثار الاستاذ انصاریان حفظه الله