عربي
Tuesday 26th of November 2024
0
نفر 0

الولاية باطن الرسالة الإلهية

الولاية باطن الرسالة الإلهية

يجب أن نفهم بأن الولاية هى باطن الرسالة؛ لأنه ما لم يكن الإنسان ولياً ولم يكن قد بلغ من الوجود والمعرفة مقام ولى الله فإنه لا يمكنه أن يكون رسولًا، وإذن فإن كل رسول هو ولىّ، ولكن ليس كل ولى رسولًا.

قال النبى (ص):

«خلقتُ أنا وعلى من نور واحد» «3».

يعنى أن الرسول (ص) ووصيه على (ع) كانا معاً فى جميع العوالم إلى أن وصلا عالم الخلق والشهادة فكانا نورين أحدهما فى‌

______________________________
(1) سورة الأعراف: الآية 196.

(2) سورة الأحزاب: الآية 6.

(3) الأمالى للصدوق: 236، مجلس 41 ح 10، الخصال: 1/ 31، ح 108، بحار الأنوار: 35/ 34 باب 1 ح 33.

 

اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 112

صلب عبد الله والآخر فى صلب أبى طالب، إن على بن أبى طالب وهو ولى الله وهو باطن محمد (ص) وعلى هو كالنبى إلا النبوّة.

وإذن فهو أول صادر ومظهر وأول نور وهو وجه الله وصراط الله وخليفة الله والكل تحت ولايته حتى الأنبياء تحت لوائه.

وعن النبى (ص) قال: «آدم ومن دونه تحت لوائى يوم القيامة فإذا حكم الله بين العباد أخذ أمير المؤمنين اللواء» «1».

وإذن عندما تكون رسالة جميع الأنبياء تحت رسالة نبى الإسلام فإن ولاية الأنبياء أيضاً على أساس ولاية على وأمير المؤمنين هو رأس الأنبياء والأولياء جميعاً وهو مع جميع الأنبياء فى الباطن ومع النبى الأكرم (ص) فى الظاهر.

وعلى هذا فإن مقام الروحانية والولاية النبوّية متحد مع مقام الولاية المطلقة العلوية. وهو الرابط بين الحادث والقديم وبين المتغير والثابت. مع فرق هو أن علياً (ع) هو المظهر التام للاسم الباطن، ولهذا فإنه يتعذّر على كل إنسان أن يسلك الصراط المستقيم إلى الله من دون أن يتمسك بالولاية العلوية، ولن يصل إلى الحقيقة وسيبقى متخبطاً حيراناً فى الباطل.

ولما كان الأئمة (ع) من نور واحد فحكم أحدهم يسرى على غيره.

إن الرابط بين الخلق و الخالق وجود منبسط الذى له مقام البرزخية الكبرى والوسطية العظمى وهو مقام الروحانية والولاية للنبى الأكرم (ص) وأهل بيته المعصومين ولا يصدر شى‌ء عن الله عز وجل إلا من خلالهم وإن ارتباط القلوب ناقص ومقيد، والأرواح النازلة والمحدودة لا تتم ولا تتحقق للمطلق من جميع الجهات من دون وسائط روحانية وروابط غيبية فى عوالم الوجود.

______________________________
(1) بحار الأنوار: 35/ 36 34.

 

اهل البيت (ع) ملائكه الارض، ص: 113

طبعاً يجب أن نفرق بين مقام الكثرة ومقام الوحدة. فى مقام الوحدة وفناء التعينات والكثرة، فإن جميع الوجودات مرتبطة بالله بشكل مباشر ومن دون واسطة، وأن الحق تعالى له علاقة مع كل مخلوق على نحو الإحاطة القيومية وهو تعالى محيط بكل كائنات الوجود من دون وسائط.

وَ كانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ مُحِيطاً «1».

وأما فى مقام الكثرة، فإن الفيض الإلهى يجرى فى وسائط متعددة فى عوالم الوجود، وفى مقام الكثرة يكون الارتباط بين الحق والخلق بواسطة الوجود المنبسط للرحمن نفسه، وتتحقق خلاصته فى خليفة الله يعنى الحقيقة المحمدية والعلوية ووجود أهل البيت (ع).

 

اهل البيت (ع) ملائكه الارض       111     الولاية باطن الرسالة الإلهية ..... ص : 111

 

من اثار الاستاذ العلامة حسین انصاریان حفظه الله

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

فاطمة هي فاطمة.. وما أدراك ما فاطمة
معرفة فاطمة عليها السلام
علي مع الحق - علي مع القرآن - شبهة وجوابها - خلاصة ...
صدق الحدیث
السيد الشاه عبدالعظيم الحسني رضوان الله عليه
كلمات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) القصار
من آثار وفلسفة وأفكارالهادي (عليه السلام)
مصادر علم الائمة من اهل البيت عليهم السلام
من حقوق أهل البيت (عليهم السلام) : 5 - دفع الخمس ...
ارتباط قضية المهدي (ع) بنهاية حركة التاريخ

 
user comment