عربي
Sunday 25th of August 2024
0
نفر 0

في أن أشرف الملائكة أشدهم حبا لعلي ع‏

في أن أشرف الملائكة أشدهم حبا لعلي ع‏

 

و كان رسول الله ص يقول في بعض أحاديثه «إن الملائكة أشرفها عند الله أشدها لعلي بن أبي طالب ع حبا، و إن قسم الملائكة فيما بينهم و الذي شرف عليا ع على جميع الورى بعد محمد المصطفى». و يقول مرة [أخرى‌] «إن ملائكة السماوات و الحجب ليشتاقون إلى رؤية علي بن أبي طالب ع كما تشتاق الوالدة الشفيقة إلى ولدها البار الشفيق آخر من بقي عليها بعد عشرة دفنتهم» فكان هؤلاء النصاب يقولون إلى متى يقول محمد جبرئيل و ميكائيل و الملائكة كل ذلك تفخيم لعلي و تعظيم لشأنه و يقول الله تعالى لعلي خاص من دون سائر الخلق برئنا من رب و من ملائكة و من جبرئيل و ميكائيل هم‌

 

                         تفسيرالإمام‌العسكري ص : 453

لعلي بعد محمد مفضلون. و برئنا من رسل الله الذين هم لعلي بن أبي طالب بعد محمد مفضلون. و أما ما قاله اليهود، فهو أن اليهود أعداء الله لما قدم رسول الله ص المدينة أتوه بعبد الله بن صوريا، فقال يا محمد كيف نومك فإنا قد أخبرنا عن نوم النبي الذي يأتي في آخر الزمان. فقال رسول الله ص تنام عيني و قلبي يقظان. قال صدقت يا محمد. قال و أخبرني يا محمد الولد يكون من الرجل أو من المرأة فقال النبي ص أما العظام و العصب و العروق فمن الرجل، و أما اللحم و الدم و الشعر فمن المرأة. قال صدقت يا محمد، ثم قال فما بال الولد يشبه أعمامه ليس فيه من شبه أخواله شي‌ء، و يشبه أخواله ليس فيه من شبه أعمامه شي‌ء فقال رسول الله ص أيهما علا ماؤه ماء صاحبه كان الشبه له. قال صدقت يا محمد، فأخبرني عمن لا يولد له [و من يولد له‌] فقال إذا مغرت النطفة لم يولد له أي إذا احمرت و كدرت فإذا كانت صافية ولد له. فقال أخبرني عن ربك ما هو فنزلت قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إلى آخرها. فقال ابن صوريا صدقت [يا محمد] خصلة بقيت إن قلتها آمنت بك و اتبعتك أي ملك يأتيك بما تقوله عن الله قال جبرئيل. قال ابن صوريا ذلك عدونا من بين الملائكة، ينزل بالقتال و الشدة و الحرب و رسولنا ميكائيل يأتي بالسرور و الرخاء، فلو كان ميكائيل هو الذي يأتيك آمنا بك لأنه كان يشدد ملكنا، و جبرئيل كان يهلك ملكنا فهو عدونا لذلك. فقال له سلمان الفارسي (رضي الله عنه) و ما بدأ عداوته لكم قال نعم يا سلمان عادانا مرارا كثيرة، و كان من أشد ذلك علينا أن الله أنزل

 

                         تفسيرالإمام‌العسكري ص : 454

على أنبيائه أن بيت المقدس يخرب على يد رجل يقال له «بخت‌نصر» و في زمانه أخبرنا بالحين الذي يخرب فيه، و الله يحدث الأمر بعد الأمر فيمحو ما يشاء و يثبت. فلما بلغ ذلك الحين الذي يكون فيه هلاك بيت المقدس بعث أوائلنا رجلا من أقوياء بني إسرائيل و أفاضلهم كان يعد من أنبيائهم يقال له «دانيال» في طلب «بخت‌نصر» ليقتله.

 

                         تفسيرالإمام‌العسكري ص : 455

فحمل معه وقر مال لينفقه في ذلك، فلما انطلق في طلبه لقيه ببابل غلاما ضعيفا مسكينا ليس له قوة و لا منعة، فأخذه صاحبنا ليقتله، فدفع عنه جبرئيل و قال لصاحبنا إن كان ربكم هو الذي أمره بهلاككم، فإن الله لا يسلطك عليه، و إن لم يكن هذا فعلى أي شي‌ء تقتله فصدقه صاحبنا، و تركه و رجع إلينا فأخبرنا بذلك، و قوي «بخت‌نصر و» ملك و غزانا و خرب بيت المقدس، فلهذا نتخذه عدوا، و ميكائيل عدو لجبرئيل. فقال سلمان يا ابن صوريا بهذا العقل المسلوك به غير سبيله ضللتم، أ رأيتم أوائلكم كيف بعثوا من يقتل «بخت‌نصر» و قد أخبر الله تعالى في كتبه على ألسنة رسله أنه يملك و يخرب بيت المقدس و أرادوا تكذيب أنبياء الله في أخبارهم و اتهموهم [في أخبارهم‌] أو صدقوهم في الخبر عن الله، و مع ذلك أرادوا مغالبة الله، هل كان هؤلاء و من وجهوه إلا كفارا بالله و أي عداوة يجوز أن يعتقد لجبرئيل و هو يصد عن مغالبة الله عز و جل، و ينهى عن تكذيب خبر الله تعالى فقال ابن صوريا قد كان الله تعالى أخبر بذلك على ألسن أنبيائه، و لكنه‌

 

                         تفسيرالإمام‌العسكري ص : 456

يمحو ما يشاء و يثبت. قال سلمان فإذا لا تثقوا بشي‌ء مما في التوراة من الأخبار عما مضى و ما يستأنف فإن الله يمحو ما يشاء و يثبت، و إذا لعل الله قد كان عزل موسى و هارون عن النبوة و أبطلا في دعواهما لأن الله يمحو ما يشاء و يثبت، و لعل كل ما أخبراكم أنه يكون لا يكون و ما أخبراكم أنه لا يكون يكون، و كذلك ما أخبراكم عما كان لعله لم يكن، و ما أخبراكم أنه لم يكن لعله كان، و لعل ما وعده من الثواب يمحوه و لعل ما توعده من العقاب يمحوه، فإنه يمحو ما يشاء و يثبت، إنكم جهلتم معنى يمحو الله ما يشاء و يثبت. فلذلك أنتم بالله كافرون و لأخباره عن الغيوب مكذبون، و عن دين الله منسلخون. ثم قال سلمان فإني أشهد أن من كان عدوا لجبرئيل، فإنه عدو لميكائيل، و إنهما جميعا عدوان لمن عاداهما، سلمان لمن سالمهما. فأنزل الله عز و جل [عند ذلك‌] موافقا لقول سلمان (ره) قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ في مظاهرته لأولياء الله على أعداء الله، و نزوله بفضائل علي ولي الله من عند الله فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ فإن جبرئيل نزل هذا القرآن عَلى‌ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ بأمر الله مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ من سائر كتب الله وَ هُدىً من الضلالة وَ بُشْرى‌ لِلْمُؤْمِنِينَ بنبوة محمد ص و ولاية علي ع و من بعده من الأئمة بأنهم أولياء الله حقا إذا ماتوا على موالاتهم لمحمد و علي و آلهما الطيبين. ثم قال رسول الله ص يا سلمان إن الله صدق قيلك و وثق رأيك، و إن جبرئيل عن الله تعالى يقول يا محمد، سلمان و المقداد أخوان متصافيان في ودادك و وداد علي أخيك و وصيك و صفيك، و هما في أصحابك كجبرئيل و ميكائيل في‌

 

                         تفسيرالإمام‌العسكري ص : 457

الملائكة [عدوان لمن أبغض أحدهما، و وليان لمن والاهما، و والى محمدا و عليا و] عدوان لمن عادى محمدا و عليا و أولياءهما و لو أحب أهل الأرض سلمان و المقداد كما يحبهما ملائكة السماوات و الحجب و الكرسي و العرش لمحض ودادهما لمحمد و علي و موالاتهما لأوليائهما و معاداتهما لأعدائهما لما عذب الله تعالى أحدا منهم بعذاب البتة

299- قال الحسن بن علي ع فلما قال ذلك رسول الله ص في سلمان و المقداد، سر به المؤمنون و انقادوا، و ساء ذلك المنافقين فعاندوا و عابوا، و قالوا يمدح محمد الأباعد و يترك الأدنين من أهله لا يمدحهم و لا يذكرهم. فاتصل ذلك برسول الله ص فقال ما لهم لحاهم الله يبغون للمسلمين السوء و هل نال أصحابي ما نالوه من درجات الفضل إلا بحبهم لي و لأهل بيتي و الذي بعثني بالحق نبيا إنكم لن تؤمنوا حتى يكون محمد و آله أحب إليكم من أنفسكم و أهليكم و أموالكم و من في الأرض جميعا. ثم دعا بعلي و فاطمة و الحسن و الحسين ع فغمتهم بعباءته القطوانية. ثم قال هؤلاء خمسة لا سادس لهم من البشر. ثم قال أنا حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم.

 

                         تفسيرالإمام‌العسكري ص : 458

فقالت أم سلمة و رفعت جانب العباء لتدخل، فكفها رسول الله ص و قال لست هناك و إن كنت في خير و إلى خير. فانقطع عنها طمع البشر. و كان جبرئيل معهم، فقال يا رسول الله و أنا سادسكم فقال رسول الله ص نعم أنت سادسنا. فارتقى السماوات، و قد كساه الله من زيادة الأنوار ما كادت الملائكة لا تبينه حتى قال بخ بخ من مثلي أنا جبرئيل سادس محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع. و ذلك ما فضل الله به جبرئيل على سائر الملائكة في الأرضين و السماوات. قال ثم تناول رسول الله ص الحسن بيمينه و الحسين بشماله، فوضع هذا على كاهله الأيمن، و هذا على كاهله الأيسر، ثم وضعهما على الأرض، فمشى بعضهما إلى بعض يتجاذبان، ثم اصطرعا، فجعل رسول الله ص يقول للحسن «إيها [يا] أبا محمد» فيقوي الحسن. و يكاد يغلب الحسين [ثم يقوي الحسين ع فيقاومه‌]. فقالت فاطمة ع يا رسول الله أ تشجع الكبير على الصغير فقال لها رسول الله ص يا فاطمة أما إن جبرئيل و ميكائيل كما قلت للحسن «إيها [يا] أبا محمد» قالا للحسين «إيها [يا] أبا عبد الله» فلذلك تقاوما و تساويا أما إن الحسن و الحسين حين كان يقول رسول الله ص للحسن «إيها أبا محمد» و يقول جبرئيل «إيها أبا عبد الله» لو رام كل واحد منهما حمل الأرض بما عليها من جبالها و بحارها و تلالها، و سائر ما على ظهرها لكان أخف عليهما من شعرة على أبدانهما، و إنما تقاوما لأن كل واحد منهما نظير الآخر هذان قرتا عيني، هذان‌

 

                         تفسيرالإمام‌العسكري ص : 459

ثمرتا فؤادي، هذان سندا ظهري، هذان سيدا شباب أهل الجنة من الأولين و الآخرين و أبوهما خير منهما، و جدهما رسول الله خيرهم أجمعين. فلما قال ذلك رسول الله ص قالت اليهود و النواصب إلى الآن كنا نبغض جبرئيل وحده، و الآن قد صرنا نبغض ميكائيل أيضا لادعائهما لمحمد و علي إياهما و لولديه. فقال الله عز و جل مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِيلَ وَ مِيكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ‌

قوله عز و جل وَ لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَ ما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ

300- قال الإمام ع قال الله تعالى وَ لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ يا محمد آياتٍ بَيِّناتٍ دالات على صدقك في نبوتك، مبينات عن إمامة علي أخيك و وصيك و صفيك موضحات عن كفر من شك فيك أو في أخيك، أو قابل أمر كل واحد منكما بخلاف القبول و التسليم. ثم قال وَ ما يَكْفُرُ بِها بهذه الآيات الدالات على تفضيلك و تفضيل علي بعدك على جميع الورى إِلَّا الْفاسِقُونَ [الخارجون‌] عن دين الله و طاعته، من اليهود الكاذبين، و النواصب المتسمين بالمسلمين

 

                         تفسيرالإمام‌العسكري ص : 460

 

 

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

الإمام الباقر (عليه السلام)؛ يرتل أسفار الوحي
زيارة عاشوراء
تزويج آدم حواء و كيفية بدء النسل منهما
مراحل حياة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)
بداية حركة الظهور المقدس
الشيعة في العهد العباسي
في أن أشرف الملائكة أشدهم حبا لعلي ع‏
الزهراء تجسيد الرسالة الإلهية
البكاء على أهل البيت‏
أقوال المعصومين في القرآن

 
user comment