عربي
Saturday 27th of April 2024
0
نفر 0

ابراهیم تمبو

کان یطرق سمعی فی الأثناء أنّ الحقّ مع المسیحیین، وأنّ المسیح (علیه السلام) هو المخلص والمنجی، وأنّه صُلبَ لینقذ البشریة من الخطایا والأوزار، فقررت أن أبحث فی الدیانة المسیحیة.. ولد ابراهیم تمبو عام 1977م بمنطقة " مانغاش " فی مالاوی(1)، نشأ فی أسرة مسلمة شافعیة المذهب، وتلقى دراسته الابتدائیة فی مسقط رأسه.
ابراهیم تمبو

کان یطرق سمعی فی الأثناء أنّ الحقّ مع المسیحیین، وأنّ المسیح (علیه السلام) هو المخلص والمنجی، وأنّه صُلبَ لینقذ البشریة من الخطایا والأوزار، فقررت أن أبحث فی الدیانة المسیحیة..
ولد ابراهیم تمبو عام 1977م بمنطقة " مانغاش " فی مالاوی(1)، نشأ فی أسرة مسلمة شافعیة المذهب، وتلقى دراسته الابتدائیة فی مسقط رأسه.
تشرّف باعتناق مذهب أهل البیت (علیهم السلام) عام 1997م فی عاصمة بلده.

البحث عن الحقیقة فی المتاهات:

یقول الأخ إبراهیم: " کنت منذ طفولتی باحثاً عن الحق، وکنت اتطلع لاکتشاف الحقیقة، فکان هذا الأمر قد فتح أمامی آفاقاً رحبة فی دنیا النقاش والحوار مع الآخرین، ولم ینغلق ذهنی على الأفکار الجامدة المحدّدة بعینها، بل کنت أتشوق لمعرفة کل جدید، وألتقط کل حکمة ظریفة.
کان یطرق سمعی فی الأثناء أنّ الحقّ مع المسیحیین، وأنّ المسیح (علیه السلام) هو المخلص والمنجی، وأنّه صُلبَ لینقذ البشریة من الخطایا والأوزار، فقررت أن أبحث فی الدیانة المسیحیة، فذهبت إلى کنائسهم واستمعت إلى عظات قساوستهم، ودخلت فی مناقشات مستعصیة معهم، لکن کانت النتیجة أنّنی لم أقتنع بکثیر من عقائدهم وخاصة قولهم بأنّ المسیح هو الله أو هو ابن الله! ولم یتقبلها عقلی أبداً، حتى قرّرت الابتعاد عنهم فإنّی لم أجد بغیتی عندهم ولم أجد لنهجهم العقائدی قابلیة لایصالی إلى بارئی.

البحث فی دائرة الإسلام والتشیع بالخصوص:

بعد هذا المشوار قلت فی سریرة نفسی: لماذا لا أتحقق فی دائرة الإسلام وأبحث عن ضالتی فیه الذی هو دینی؟ ولماذا أبحث عن الحقیقة فی متاهات بعیدة، وأنا بعدُ لم أعرف حقیقة دینی وجوهر عقیدتی؟! فشمرت عن ساعد الجد لدراسة الإسلام، وخلفت ورائی ما ضاع من عمری وأنا مسلم بالاسم فقط، تهزنی أبسط دعایات المبشرین.
وکانت البدایة بأن شرعت بتعلّم اللغة العربیة حتى أحسنت قراءة القرآن، هذا الینبوع الصافی الذی لابد لکل مسلم أن یقرأه ویتعلمه ویهتدی بهدیه.
بعد ذلک سمعت بمذهب إسلامی یدعى بالتشیع، فاستفسرت عنهم؟ فقالوا لی: إنّهم کفار ومشرکون یعبدون الإمام علیّ (علیه السلام) ، ویعبدون القبور ومن فیها!، وقال لی آخرون: إنّهم إحدى الفرق الإسلامیة التی لها تاریخ طویل وماض عریق!
فتحیرت فی أمرهم ودفعنی حبّ الاستطلاع لأتعرف علیهم، فواصلت البحث فی هذا المجال، ولفت انتباهی بأن رأیت مجموعة کبیرة من الشباب تخشى الالتحاق بالمدرسة الشیعیة الموجودة فی العاصمة خوفاً على أنفسهم من الضلال والانحراف! وذلک لتأثرهم بالکلام الذی کان یقال عن الشیعة، لکنّنی توکلت على الله سبحانه وعزمت على الجدّ لأکتشف حقیقة الأمر بنفسی.
وبعد مضی فترة من الدراسة فی المدرسة الشیعیة تبیّنت لی الکثیر من الأمور التی کانت خافیة علیّ، وبدا لی الحقّ الذی کنت أبحث عنه، وابتسم لی ثغر الحقیقة الذی کنت أتلهف للثمه والارتشاف من رحیقه.
فعرفت أنّ الحقّ مع أهل البیت (علیه السلام) ، وأنّ معظم ما کان یقال عن الشیعة لم یکن له صحة فی الواقع، وأنّ ما یتهمونهم به من اشراک غیر الله فی عبادتهم لاواقع له، وإنّا لو نظرنا إلیهم بعین الإنصاف لوجدناهم من أهل التوحید الحقیقی والعبادة الخالصة لوجه الله دون غیره ".

التوحید والشرک:

إنّ العبادة لا تکون إلاّ لله وحده لا شریک له، وهذا الأمر هو من ضروریات الدین والمجمع علیه بین کل المسلمین، فمن عبد غیر الله فهو کافر مشرک سواء عبد حجارة الأصنام أو عبد صالح الأنام، والقرآن الکریم صریح فی ذلک.
فالمسلم یقرأ کل یوم فی صلاته عشر مرات: (إِیّاکَ نَعْبُدُ وَإِیّاکَ نَسْتَعِینُ) (2)، ویقرأ فی سورة التوبة: (وَما أُمِرُوا إِلاّ لِیَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلاّ هُوَ سُبْحانَهُ عَمّا یُشْرِکُونَ) (3)، ویقرأ فی سورة یوسف: ( إِنِ الْحُکْمُ إِلاّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِیّاهُ) (4)، ویقرأ فی سورة الزمر: (وَالَّذِینَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلاّ لِیُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى إِنَّ اللهَ یَحْکُمُ بَیْنَهُمْ فِی ما هُمْ فِیهِ یَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لا یَهْدِی مَنْ هُوَ کاذِبٌ کَفّارٌ) (5)، ویقرأ فیها أیضاً: (قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِینِی ) (6)، إلى غیر ذلک من الآیات الکریمة.

معنى العبادة:

لقد عرّف أهل اللغة العبادة بتعاریف متقاربة، فقد قال ابن منظور فی لسان العرب: " أصل العبودیة: الخضوع والتذلل "(7).
وقال الراغب فی المفردات: " العبودیة إظهار التذلل، والعبادة أبلغ منها ; لأنّها غایة التذلل، ولا یستحق إلاّ من له غایة الأفضال وهو الله تعالى، ولهذا قال: (وَقَضى رَبُّکَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِیّاهُ) (8)"
وقال الفیروز آبادی فی القاموس المحیط: " العبادة: الطاعة "(9).
وتعریف العبادة بالطاعة والخضوع، أو غایة الخضوع والتذلّل هو تعریف بالمعنى الأعم ; لأنّ احترام الولد لوالده وطاعته له واحترام التلمیذ لأستاذه وخضوعه أمامه، بل تذلّل الجندی أمام قائده کل ذلک لا یعد عبادة مطلقاً مهما بولغ فی الخضوع والتذلّل، فلو قبّل الولد أقدام والدیه فلا یدعی أحد أنّ عمله هذا عبادة منه لوالدیه، بل على العکس نجد القرآن یقول: (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) (10).
ومن الأدلّة الواضحة على أنّ الخضوع المطلق لا یعد عبادة، هو أمر الله سبحانه للملائکة بالسجود لآدم، وقد قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِکَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ) (11) فسجدوا لآدم ولم یکن سجودهم عبادة، لأنّ الله قد نهى جمیع الأنبیاء من آدم (علیه السلام) إلى الخاتم(صلى الله علیه وآله وسلم)عن الشرک، فقال سبحانه: (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِی کُلِّ أُمَّة رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطّاغُوتَ) (12)، وقال سبحانه: (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رَسُول إِلاّ نُوحِی إِلَیْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدُونِ) (13)، إذن لابد أن یکون للعبادة مقوّم آخر غیر موجود فی مثل سجود الملائکة لآدم، أو سجود یعقوب وولده لیوسف کما فی قوله تعالى: (وَرَفَعَ أَبَوَیْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقالَ یا أَبَتِ هذا تَأْوِیلُ رُءْیایَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّی حَقًّا) (14).
وکذا أمره سبحانه وتعالى للمسلمین بالطواف بالبیت الذی بُنی من الطین والحجارة، فقال سبحانه: (وَلْیَطَّوَّفُوا بِالْبَیْتِ الْعَتِیقِ) (15)، والسعی بین الصفا والمروة، بقوله: (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَیْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَیْهِ أَنْ یَطَّوَّفَ بِهِما) (16)، فهل الطواف حول الطین والحجارة والسعی بین الجبال عبادة لها؟!.
أضف إلى ذلک أنّ الله سبحانه أمر باتخاذ مقام إبراهیم مصلى، فقال: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِیمَ مُصَلًّى) (17)، ولا شک أنّ الصلاة إنّما تکون لله، لکنّ إقامتها فی مقام إبراهیم ـ الذی یرى فیه آثار قدمیه ـ هو تکریم لأبی الأنبیاء ولیس عبادة للمقام.
ومن مجموع ما تقدم یتبیّن أنّ لیس کلّ تکریم وخضوع واحترام هو عبادة، وإلاّ للزم أن نعتبر جمیع البشر بما فیهم الأنبیاء (سلام الله علیهم) مشرکین لأنّهم کانوا یحترمون من یجب احترامه!.

تعریف العبادة:

قد ذکرت عدّة تعریفات للعبادة، ویمکن القول بأنّ أفضل هذه التعاریف وأجمعها هو التعریف الآتی: " هی الخضوع عن اعتقاد بالوهیة المعبود وربوبیته واستقلاله فی فعله "(18).
ویستفاد من هذا التعریف أنّ للعبادة عنصران مقومان:
1 ـ خضوع لفظی أو عملی.
2 ـ عقیدة خاصة تدفع إلى الخضوع.
فالخضوع اللفظی یکون بالکلام الدال على التذلل للمعبود، والخضوع العملی یکون بعمل خارجی کالرکوع والسجود مما یدل على ذلته وخضوعه لمعبوده، أمّا العقیدة فهی عبارة عن اعتقاد بالوهیة المخضوع له واعتقاد بربوبیته واعتقاد باستقلاله فی فعله.

الاعتقاد بالإلوهیة:

إنّ الاعتقاد بالالوهیة لا یکون إلاّ لله، فإذا کان لغیره یکون شرک، ویتضح هذا الکلام عندما نعرف أنّ الموحدین والوثنیین جمیعاً یعتقدون بالوهیة معبوداتهم سواء کان إلهاً صادقاً أم کاذباً، کبیراً أم صغیراً، وهذا المعنى هو المقوّم لصدق العبادة، وحیث أنّ العبادة لا یستحقها إلاّ من کان إلهاً، نرى القرآن یؤکد بأنّه لا إله إلاّ الله حتى تتخصص العبادة به سبحانه دون غیره، فیقول جلّ وعلا: ( الَّذِینَ یَجعَلونَ مَعَ اللهِ إلَهاً آخَرَ فَسَوْفَ یَعْلمُونَ ) (19)، ویقول تعالى: (وَالَّذِینَ لاَ یَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَـهاً آخَرَ ) (20)، ویقول تعالى: (وَاتَّخذُوا مِن دُونِ اللهِ ءَالِهَةً لِّیَکوُنُواْ لَهُمْ عِزّاً ) (21)، ویقول تعالى: ( أئِنّکُم لَتَشْهَدُونَ أنَّ مَعَ اللهِ ءالِهةً أُخْرَى ) (22)، إذن فغیر الله لا یستحق العبادة لأنّها من شؤون الإلوهیة ومن خصائصه سبحانه لا غیر.
ولذا نرى خضوع المحب لمحبوبه لا یعد خضوعاً عن عبادة، لأنّه لم یصدر عن الاعتقاد بالإلوهیة.

معنى الإله فی القرآن:

إنّ الآیات الدالة على وحدة الإله صریحة فی أنّ المراد من الإله، هو الخالق المتصرف المدبر الذی بیده أزمّة أمور الکون، کما فی قوله تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِن وَلَد وَمَا کَانَ مَعَهُ مِنْ إلَـه إِذاً لَّذَهَبَ کُلُّ إلَه بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعضُهُم عَلَى بَعْض ) (23)، وقوله تعالى: ( لَو کَانَ فِیهِمَا ءالِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَا ) (24)، وقوله تعالى: (قُل لَّوْ کَانَ مَعهُ ءالِهَةٌ کَمَا یَقُولُونَ إِذاً لابتَغَوْاْ إِلى ذِی الْعَرشِ سَبِیلا ) (25).

الاعتقاد بالربوبیة:

الربوبیة ـ من الرب ـ وهی الإصلاح والتدبیر والتربیة، والله سبحانه ربّ العالمین ( رَبُّ السَّمَواتِ وَالأَرِض ) (26)، والعبادة من شؤون الله وحده دون غیره لأنّه سبحانه حصر الربوبیة به دون غیره ( إنَّ اللهَ رَبِی وَرَبُّکُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِیمٌ ) (27)، و (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُکُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّکُمْ فَاعْبُدُونِ ) (28)، وقول المسیح (علیه السلام) فی قوله تعالى: ( یبَنیِ إِسرَائیلَ اعْبُدُواْ اللهَ رَبّیِ وَرَبَّکُمْ) (29)، وعلیه فالربّ هو من بیده مصیر الخاضعین له وشؤونهم الدنیویة والأخرویة من وجود وحیاة وآجل وعاجل، والخضوع المقرون بهذا الاعتقاد یضفی علیه عنوان العبادة.
أمّا الاعتقاد باستقلال المخضوع له فی فعله، فیعنی کونه قائماً بنفسه لایفتقر ولا یحتاج إلى غیره، ومن هذا المنطلق إذا خضع الإنسان لموجود وهو لا یرى الاستقلالیة فی وجوده وفعله، فلا یکون خضوعه عبادة لذلک الموجود، فالعبادة هی الخضوع أمام موجود مع الاعتقاد بأنّه مستقل فی ذاته.

الفرق بین التکریم والعبودیة:

یستنتج مما تقدم: إنّ الشعائر والطقوس التی یقوم بها شیعة أهل البیت (علیهم السلام) ومعظم المسلمین من تعظیم قبور الأئمة والأولیاء والصلحاء لیست عبادة لغیر الله، وإنّما هی من مصادیق التکریم والاحترام، لأنّها لم تنطلق من اعتقادهم بالوهیة عباد الله الصالحین ولا ربوبیتهم على نحو الاستقلال، بل تنطلق عن الاعتقاد بکونهم عباد مکرّمون یجب احترامهم.
فالتبرک وتقبیل الأضرحة وأبواب المشاهد التی تضم أجساد الأنبیاء والأولیاء لا یعد عبادة لصاحب القبر والمشهد لفقدان مقومها، وإنّ إقامة الصلاة فی مشاهد الأولیاء تبرکاً بالأرض التی تضمنت جسد النبیّ(صلى الله علیه وآله وسلم)أو الإمام (علیه السلام) ، فی الحقیقة هو کالتبرک بالصلاة عند مقام إبراهیم اتباعاً لقوله تعالى: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِیمَ مُصَلًّى) (30).
وکذا التوسل والاستغاثة والتشفع بالأولیاء لا یعد عبادة، لعدم الاعتقاد بالوهیتهم وربوبیتهم، بل یعدّ من التوسل بالأسباب، لأنّ الله سبحانه جرت حکمته أن یقضی حوائج عباده ببرکتهم وشفاعتهم، وذلک لأنّهم مقربون لدیه مکرمون عنده، قد أذن الله لهم بالشفاعة بإذنه، فقال تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ) (31).

درء شبهة الشرک بالعبادة:

من هنا یتبین أنّ تشبیه القائمین بهذه الأعمال من المسلمین بالوثنیین تشبیه فی غیر محله، وقیاس مع الفارق، لأنّ الوثنیین کانوا یعبدون الأصنام على أنّها أرباب مستقلة لها التصرف فی الکون، فهی التی تمطر الناس إذا استغاثوا بها وتدفع البلایا عنهم إذا دعوها واستنجدوا بها، وهذا ما یشیر إلیه قوله تعالى: (مِنْ دُونِهِ) فی قوله تعالى: (وَالَّذِینَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلاّ لِیُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى...) (32).
فکان اعتقادهم أنّ هؤلاء الأرباب یقربونهم إلى الله، وهو الإلـه الکبیر عندهم الذی خلق الکون وأوجده ثم فوض أمر التدبیر فیه إلى هذه الأرباب المزعومة، وأین هذا مما یفعله المسلمون من عبادة الله وحده لا شریک له عند مقامات الأولیاء وأضرحتهم!.
والقیاس الصحیح والتشبیه الوجیه، هو أن یقاس زائری الأضرحة والطائفین حولها بالطائفین حول الکعبة والبیت الحرام والساعین بین الصفا والمروة، فالطائف حول البیت العتیق والساعی بین الصفا والمروة لم یعبد الأحجار وإنّما عبد الجبّار الذی اصطفى هذه الأماکن ودعا إلى عبادته فیها، وهکذا حال زائر قبر الولی وإن افترى من افترى بتشبیه عبّاد الرحمن بعبّاد الأوثان.

الاهتداء بنور معارف أهل البیت (علیهم السلام) :

یقول الأخ إبراهیم: " بمرور الأیام إزدادت بصیرتی وارتقى مستوای المعرفی بعلوم ومعارف أهل البیت (علیهم السلام) ، فلهذا قرّرت بعد إکمال دراستی الأکادمیّة فی عاصمة بلدی أن أنتقل إلى إحدى الحوزات العلمیة الشیعیّة، لأرتشف من علوم آل محمّد(صلى الله علیه وآله وسلم)، فاستطعت بعد ذلک ـ بحمد الله ـ أن أشیّد خزین معرفی واسع فی قلبی من علوم أهل البیت (علیهم السلام) ، وقد أعاننی هذا الرصید العلمی کثیراً لأعبر أشواط الحیاة، متخطیاً کل الصعاب بعزم راسخ وإرادة لا تلین ".
المصادر :
1- مالاوی: تقع فی جنوب أفریقیا مطلة على بحیرة ملاوی، تحیطها تنزانیا وزامبیا وموزمبیق، یبلغ عدد سکانها (15) ملیون نسمة، یشکل المسلمون نسبة 35% منهم والباقی فمن المسیحیین وباقی الدیانات، أمّا الشیعة فیقدر عددهم قرابة الخمسة الآف من المهاجرین وأهل البلد.
2- الفاتحة: 5
3- التوبة: 31
4- یوسف: 40
5- الزمر: 3
6- الزمر: 14
7- لسان العرب لابن منظور: 3 / 271.
8- الإسراء: 23/ مفردات غریب القرآن، باب العین: 319
9- القاموس المحیط: 311.
10- الإسراء: 24
11- البقرة: 34
12- النحل: 36
13- الأنبیاء: 25
14- یوسف: 100
15- الحج: 29
16- البقرة: 158
17- البقرة: 125
18- مفاهیم القرآن للعلامة جعفر سبحانی: 1 / 404.
19- الحجر: 96
20- الفرقان: 68
21- مریم: 81
22- الانعام: 19
23- المؤمنون: 91
24- الأنبیاء: 22
25- الإسراء: 42
26- الصافات: 5
27- آل عمران: 51
28- الأنبیاء: 92
29- المائدة: 72
30- البقرة: 125
31- البقرة: 255
32- الزمر: 3


source : rasekhoon
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

السلطات تفرج عن الشيخ المنسي بعد قضاء سنة في ...
الإفراج عن عالم الدين الشيعي"السيد كامل ...
مركز أمير المؤمنين(ع) للترجمة ينجز عددا من أعمال ...
الشیعة في غینیا كونكري
احمد راسم النفيس ( مصر ـ شافعي ) - 2
ابراهیم کولیبالی
صبري أحمد علي موسى
المجمع العالمي لأهل البيت (ع) من أكثر المنظمات ...
إسماعيل بن محمد (السيد الحميري) الكيساني([1])
انصار لمبان

 
user comment