عربي
Saturday 21st of December 2024
0
نفر 0

في ذم الحسد

 في ذم الحسد

قال الله تعالى قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ و عدد المستعاذ منه ثم ختم إلى آخر السورة بقوله وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ
 و قال رسول الله ص إياكم و ثلاث خصال فإنهن رأس كل خطيئة إياكم و الكبر فإن إبليس حمله الكبر على ترك السجود لآدم فلعنه الله و أبعده و إياكم و الحرص فإن آدم حمله الحرص على أن أكل من الشجرة و إياكم و الحسد فإن قابيل حمله الحسد على قتل أخيه هابيل و الحاسد جاحد لأنه لم يرض بقضاء الله و اعلم أن الحسود لا يسود
و جاء في تأويل قوله تعالى قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ الحسد
 و قال في بعض كتبه الحاسد عدو نعمتي و الحسد يبين في الحاسد قبل المحسود
 و قال أمير المؤمنين ع لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله
 و قال بعضهم الحمد لله الذي لم يجعل في قلوب الأمراء و لا الولاة ما في قلب الحاسد فكان يهلك الناس جميعا
 و روي أن في السماء الخامسة ملكا تمر به الأعمال فربما مر به عمل كالشمس يضي‌ء نورا فيرده و يقول هذا فيه حسد فاضربوا به وجه صاحبه
و ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم إلا الحاسد و كل واحد في رضاه سبيل إلا الحاسد لا طريق إلى رضاه لأنه لا ترضيه إلا زوال نعمة المحسود و من علامات الحاسد أنه يشمت بزوال نعمة الذي يحسده و بمصائبه و من علاماته أيضا أنه يتملق إذا حضر و يغتاب إذا غاب عنه من يحسده
 و روي أن موسى ع رأى‌

                         إرشادالقلوب ج : 1 ص : 130
رجلا عند العرش فغبطه و قال يا رب بم نال هذا ما هو فيه من صنعه تحت ظلال عرشك فقال إنه لم يكن يحسد الناس
و الحاسد إذا رأى نعمة بهت و إذا رأى عثرة شمت و ينبغي لمن أراد السلامة من الحاسد أن يكتم عنه نعمته و أعظم الأخلاق المذمومة الحسد و الغيبة و الكذب و إذا كان الحاسد همه نشر خصائل المحسود فإنه ينشر فضائله من حيث لا يعلم و لقد أحسن الشاعر في قوله شعرا
         و إذا أراد الله نشر فضيلة            طويت أتاح لها لسان حسود
            
و لقد أحسن الشاعر أيضا
         و كيف يرجى ود حسود نعمة            إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
            
 قال النبي ص الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب فلا تحاسدوا
 و قال أمير المؤمنين ع و لا تحاسدوا فإن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب
و إذا كان النبي ص و أمير المؤمنين ع قد شهدا بأن الحسد يأكل الإيمان و الحسنات فأي شي‌ء يبقى مع العبد بعد ذهاب الإيمان و الحسنات فتحرزوا منه تستريح قلوبكم و أبدانكم من التعب و الإثم و لقد سرني أني مثلت في نفسي إن عقلي لو تحول إلى رأس غيري لم أحسده إذ قد فات الأمر في ذلك و لم يبق إلا الصبر و الاحتساب و أن الحزن و الحسد بعد فوات ذلك مصيبة ثانية فتمثلوا رحمكم الله آخر الأمر تستريحوا و تفوزوا فالعاقل يحسب آخر الأمور فيقف عندها و لا يتجاوزها و متى كان الغالب على القلب الفكر و على اللسان الذكر فإن العبد لا يتخلى مع ذلك لحسد و لا لشي‌ء من المعاصي و غيرها إن الذكر و الفكر سيف قاطع لكل شيطان من الجن و الإنس و جنة واقية من الغفلة و خير الذكر الخفي

0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

العدل في القرآن الكريم
واقعة الغدير و أهميتها (1)
ثالث النواب الأربعة الحسين بن روح النوبختي
برامج الرعاية الاجتماعية في ضوء مقاصد الشريعة
بَينَ يَدَيّ الخِطاب العظيم لِسَيّدَةِ نِسَاءِ ...
أين يقع غدير خُمّ؟
الملكية ووظيفتها الاجتماعية في الفقه الإسلامي
العلاقة بين القضاء والقدر، وإختيار الإنسان
جهاد النفس في فكر الإمام الخميني (قدس سره)
وصايا رمضانية ( ضرورة صلة الرحم)

 
user comment