عربي
Friday 10th of May 2024
0
نفر 0

اللهجات المختلفة

اللهجات المختلفة

إن الأحرف السبع يراد بها اللهجات المختلفة في لفظ واحد، اختاره الرافعي في كتابه «1».
__________________________________________________
 (1) إعجاز القرآن: ص 70.


                        البيان في تفسير القرآن، ص: 192


و توضيح القول: أن لكل قوم من العرب لهجة خاصة في تأدية بعض الكلمات، و لذلك نرى العرب يختلفون في تأدية الكمة الواحدة حسب اختلاف لهجاتهم فالقاف في كلمة «يقول» مثلا يبدلها العراقي بالكاف الفارسية، و يبدلها الشامي بالهمزة، و قد أنزل القرآن على جميع هذه اللهجات للتوسعة على الأمة، لأن الالتزام بلهجة خاصة من هذه اللهجات فيه تضييق على القبائل الأخرى التي لم تألف هذه اللهجة، و التعبير بالسبع إنما هو رمز إلى ما ألفوه من معنى الكمال في هذه اللفظة، فلا ينافي ذلك كثرة اللهجات العربية، و زيادتها على السبع.
الردّ:
و هذا الوجه- على أنه أحسن الوجوه التي قيلت في هذا المقام- غير تام أيضا:
1- لأنه ينافي ما ورد عن عمر و عثمان من أن القرآن نزل بلغة قريش، و أن عمر منع ابن مسعود من قراءة «عتى حين».
2- و لأنه ينافي مخاصمة عمر مع هشام بن حكيم في القراءة، مع أن كليهما من قريش.
3- و لأنه ينافي مورد الروايات، بل و صراحة بعضها في أن الاختلاف كان في جوهر اللفظ، لا في كيفية أدائه، و ان هذا من الأحرف التي نزل بها القرآن.
4- و لأن حمل لفظ السبع- على ما ذكره خلاف- ظاهر الروايات، بل و خلاف صريح بعضها.
5- و لأن لازم هذا القول جواز القراءة فعلا باللهجات المتعددة، و هو خلاف السيرة القطعية من جميع المسلمين، و لا يمكن أن يدّعي نسخ جواز القراءة بغير اللهجة الواحدة المتعارفة، لأنه قول بغير دليل، و لا يمكن لقائله أن يستدل على                        البيان في تفسير القرآن، ص: 193
 النسخ بالإجماع القطعي على ذلك، لأن مدرك الإجماع إنما هو عدم ثبوت نزول القرآن على اللهجات المختلفة، فإذا فرضنا ثبوت ذلك كما يقوله أصحاب هذا القول فكيف يمكن تحصيل الإجماع على ذلك؟ مع أن إصرار النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على نزول القرآن على سبعة أحرف إنما كان للتوسعة على الأمة، فكيف يمكن أن يختص ذلك بزمان قليل بعد نزول القرآن، و كيف يصح أن يقوم على ذلك إجماع أو غيره من الأدلة؟! و من الواضح أن الامة- بعد ذلك- أكثر احتياجا إلى التوسعة، لأن المعتنقين للإسلام في ذلك الزمان قليلون. فيمكنهم أن يجتمعوا في قراءة القرآن على لهجة واحدة، و هذا بخلاف المسلمين في الأزمنة المتأخرة، و لنقتصر على ما ذكرناه من الأقوال فإن فيه كفاية عن ذكر البقية و التعرض لجوابها و ردّها.
و حاصل ما قدمناه: أن نزول القرآن على سبعة أحرف لا يرجع إلى معنى صحيح، فلا بدّ من طرح الروايات الدالة عليه، و لا سيما بعد أن دلّت أحاديث الصادقين عليهم السّلام على تكذيبها، و أن القرآن. إنما نزل على حرف واحد، و ان الاختلاف قد جاء من قبل الرواة.       



                 البيان في تفسير القرآن، للخویی ره  ص: 195


source : دارالعرفان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

القصيدة التائية لدعبل الخزاعي
روايات السيّدة فاطمة المعصومة عليها السّلام
كرامات الإمام الحسين ( عليه السلام )
في قصر الأعمار و سرعة انقضائها و ترك الاعتزاز ...
من معاجز الإمام الباقر عليه السّلام
معجزات الإمام الحسين (عليه السلام)
لزوم عصمة الإمام ع
قاعدة إتباع عموم اللفظ
النساء والبنات في كربلاء
إستقلال الإنسان وحريته‏

 
user comment