عربي
Saturday 23rd of November 2024
0
نفر 0

وصاياه وجهازه

كان الإمام الباقر عليه‌السلام قد نعى نفسه المقدسة لولده الصادق عليه‌السلام ، وأوصاه عدّة وصايا تتعلّق بالإمامة وبجهازه ودفنه ، في أكثر من مناسبة ، ففي الليلة التي قبض فيها ، أدنى ولده الصادق عليه‌السلام فناجاه ، فلما فرغ من المناجاة ، قال : يا بني هذه الليلة التي وُعدت أن أُقبض فيها. ولما حان حينه ، وتيقن وفاته ، وعزم إلى أن يصير إلى روح اللّه وريحانه ، ويعرج إلى معارج فوزه وجنانه ، أوصى إلى ابنه أبي عبد اللّه جعفر الصادق عليه‌السلام بجميع ما يحتاج إليه الناس ، واستودعه ما كان محفوظاً عنده من ال
وصاياه وجهازه

اء في غسله وكفنه ودخوله قبره.
وكان فيما أوصى إليه أن قال : «يا بني ، إذا أنا مت فلا يلي غسلي أحد غيرك ، فإنّ الإمام لا يغسله إلاّ إمام».
وفي خبر آخر أنّه أمر حين حضرته الوفاة بإدخال أربعة من قريش من أهل المدينة فأشهدهم ، وكان منهم نافع مولى عبد اللّه بن عمر ، ثم قال : «اكتب : هذا ما وصى به يعقوب بنيه «يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» (١) وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد ، وأمره أن يكفّنه في ثلاثة أثواب أحدها رداء له حبرة كان يصلّي فيه الجمع ، وثوب آخر ، وقميص ، وأن يعمّمه بعمامته (٢) ، وأن يربّع قبره ، ويرفعه أربع أصابع ، ثم يخلى عنه ، ويرشّه بالماء ، وأن يحلّ عنه أطماره عند دفنه. وأوصاه أيضاً أن يحفر له ويشقّ له شقّ ، وقال : إن قيل لكم : إنّ رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله لُحّد له ، فقد صدقوا» ، وعلّل الإمام الصادق عليه‌السلام بقوله : وشققنا له الأرض من أجل أنّه كان بادناً.
وحين سأله الإمام الصادق عليه‌السلام عن سبب الإشهاد على وصيّته قال : «يا بني ، أردت أن لا تنازع» ، وفي خبر آخر : «كرهت أن تغلب ، وأن يقال إنّه لم يوصَ إليه ، فأردت أن تكون لك الحجّة».
ومن جملة وصاياه أنه أوصى بثمان مئة درهم لمأتمه ، لأنّه السنّة ، لأن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : اتّخذوا لآل جعفر طعاماً فقد شُغلوا.
وفي يوم وفاته قام الإمام الصادق عليه‌السلام بتهيئته ، فغسله كما أمره وحنّطه بحنوطه ، وأدرجه في أكفانه ، وصلى عليه مع شيعته ، وروي أنه كان على نعشه برد حبرة ، وخرج الناس لجنازته بالبكاء والعويل ، وكان يوماً عظيماً مشهوداً ، وأخرجه إلى بقيع الغرقد بالمدينة ، في القبر الذي فيه أبوه علي بن الحسين عليهما‌السلام ، وعمّ أبيه الحسن عليه‌السلام ، في القبّة التي فيها قبر العباس رضي‌الله‌عنه ، وهكذا رحل باقر العلم إلى كرامة ربه الأعلى سبحانه صابراً محتسباً ، شاهداً وشهيداً (٣).
__________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ١٣٢.
(٢) وروي : ليس تعد العمامة من الكفن ، انما تعد مما يلف به الجسد.
(٣) راجع : الكافي ١ : ٣٠٧ / ٨ و ٣٧٨ / ٢ و ٤٦٩ ، و ٣ : ١٤٠ / ٣ و ٢١٧ / ٤ ، من لا يحضره الفقيه ١ : ١٨٢ / ٥٤٦ ، الإرشاد ٢ : ١٨١ ، تهذيب الأحكام ١ : ٣٠٠ / ٨٧٦ ، بصائر الدرجات : ٥٠٢ / ٦ ، روضة الواعظين : ٢٠٨ ، الطبقات الكبرى ٥ : ٢٤٨ ، دلائل الإمامة : ٢١٦ ، الهداية الكبرى : ٢٣٨ ، مروج الذهب ٣ : ٢٤٤ ، كشف الغمّة ٢ : ٣٣١ و ٣٤٩ و ٣٥٢ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٩ و ٣٩٨ ، الفصول المهمّة : ٢٢٢ ، كفاية الطالب : ٣٠٦ ، إعلام الورى ١ : ٤٩٧ ، تاج المواليد : ٤١ ، التتمّة : ٩٧ ، نور الأبصار : ١٥٩ ، بحار الأنوار ٤٦ :


source : sibtayn
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

التشيّع إتجاه فكري وسياسي
الحياة العلمية والسياسية في زمن الإمام الباقر ...
البدعة الحسنة والسيئة
المعصومة سلام الله علیها
فکرة عمل الدیود باعث للضوء
حبّ أهل البیت علیهم السلام فی السُنّة المطهّرة
الإمام الباقرعليه السلام وإصلاح الأمّة
استهداف نبي الرحمة (ص) من الراهب بحيرى حتى براءة ...
مع الثورة الحسينية
رساله الامام الهادي ( عليه السلام ) فى الرد على ...

 
user comment