عربي
Sunday 30th of June 2024
0
نفر 0

في العبودية

في العبودية

قال الصادق ع أصول المعاملات تقع على أربعة أوجه معاملة الله و معاملة النفس و معاملة الخلق و معاملة الدنيا و كل وجه منها منقسم على سبعة أركان أما أصول معاملة الله تعالى فسبعة أشياء أداء حقه و حفظ حده و شكر عطائه و الرضا بقضائه و الصبر على بلائه و تعظيم حرمته و الشوق إليه‌

                         مصباح‌ الشريعة ص : 6
و أصول معاملة النفس سبعة الخوف و الجهد و حمل الأذى و الرياضة و طلب الصدق و الإخلاص و إخراجها من محبوبها و ربطها في الفقر و أصول معاملة الخلق سبعة الحلم و العفو و التواضع و السخاء و الشفقة و النصح و العدل و الإنصاف و أصول معاملة الدنيا سبعة الرضا بالدون و الإيثار بالموجود و ترك طلب المفقود و بغض الكثرة و اختيار الزهد و معرفة آفاتها و رفض شهواتها مع رفض الرئاسة فإذا حصلت هذه الخصال في نفس واحدة فهو من خاصة الله و عبادة المقربين و أوليائه حقا

                         مصباح ‌الشريعة ص : 7أ باب أصناف الإخوان
 1-  حدثنا محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي جعفر الثاني ع قال قام إلى أمير المؤمنين ع رجل بالبصرة فقال يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الإخوان فقال الإخوان صنفان إخوان الثقة و إخوان المكاشرة فأما إخوان الثقة فهم كالكف و الجناح و الأهل و المال و إذا كنت من أخيك على ثقة فابذل له مالك و يدك و صاف من صافاه و عاد من عاداه و اكتم سره و أعنه و أظهر منه الحسن و اعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت الأحمر و أما إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذتك و لا تقطعن ذلك منهم و لا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم و ابذل ما بذلوا لك من طلاقة الوجه و حلاوة اللسان
ب باب حدود الإخوة
 1-  عن أبي عبد الله ع قال الصداقة محدودة فمن لم يكن فيه تلك الحدود فلا تنسبه إلى كمال أولها أن يكون سريرته و علانيته واحدة و الثانية أن يريك زينك زينه و شينك شينه و الثالثة لا يغيره مال و لا ولد و الرابعة أن لا يمسك شيئا مما تصل إليه مقدرته‌

                         مصادقةالإخوان ص : 32
و الخامسة لا يسلمك عن النكبات
ج باب الشفقة على الإخوان
 1-  قال أبو عبد الله ع إن لله في خلقه نية و أحبها إليه أصلبها و أرقها على إخوانه و أصفاها من الذنوب
د باب اتخاذ الإخوان
 1-  عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لا يدخل الجنة رجل ليس له فرط قيل يا رسول الله و لكلنا فرط قال نعم إن من فرط الرجل أخاه في الله
ه باب اجتماع الإخوان في محادثتهم
 1-  عن أبي عبد الله ع قال تجلسون و تحدثون قال قلت نعم جعلت فداك قال قال تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم الله من أحيا أمرنا يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله ذنوبه و لو كانت أكثر من زبد البحر
 2-  علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن مسكان عن ميسر عن أبي جعفر الثاني ع قال لي أ تخلون و تحدثون و تقولون ما شئتم فقلت إي و الله لنخلو و نتحدث و نقول ما شئنا فقال أما و الله لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن أما و الله إني لأحب ريحكم و أرواحكم و إنكم على دين الله و دين ملائكته فأعينونا بورع و اجتهاد

                         مصادقةالإخوان ص : 34
 3-  و عن أبي جعفر الثاني ع قال رحم الله عبدا أحيا ذكرنا قلت ما إحياء ذكركم قال التلاقي و التذاكر عند أهل الثبات
 4-  علي بن إبراهيم عن النوفلي عن السكوني عن أبي جعفر عن آبائه ع أن عليا ع كان يقول إن لقى الإخوان مغنم جسيم
 5-  عن فضيل بن يسار قال قال لي أبو جعفر ع أ تتجالسون قلت نعم قال واها لتلك المجالس
 6-  عن خيثمة قال دخلت على أبي عبد الله ع لأودعه و أنا أريد الشخوص فقال أبلغ موالينا السلام و أوصهم بتقوى الله العظيم و أوصهم أن يعود غنيهم على فقيرهم و قويهم على ضعيفهم و أن يشهد حيهم جنازة ميتهم و أن يتلاقوا في بيوتهم فإن في لقاء بعضهم بعضا حياة لأمرنا ثم قال رحم الله عبدا أحيا أمرنا يا خيثمة إنا لا نغني عنهم من الله شيئا إلا بالعمل و إن ولايتنا لا تدرك إلا بالعمل و إن أشد الناس حسرة يوم القيامة رجل وصف عدلا ثم خالف إلى غيره
 7-  عن السكوني عن أبي جعفر عن أبيه عن آبائه ع عن النبي ص قال ثلاثة راحة المؤمن التهجد آخر الليل و لقاء الإخوان و الإفطار من الصيام
 8-  عن شعيب العقرقوفي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لأصحابه و أنا حاضر اتقوا الله و كونوا إخوانا بررة متحابين في الله متواصلين متراحمين تزاوروا و تلاقوا و تذاكروا أمرنا و أحيوه

                         مصادقةالإخوان ص : 36
و باب مواساة الإخوان بعضهم لبعض
 1-  عن علي بن عقبة عن الوصافي عن أبي جعفر ع قال قال لي يا أبا إسماعيل أ رأيت فيما قبلكم إذا كان الرجل ليس له رداء و عند بعض إخوانه فضل رداء يطرح عليه حتى يصيب رداء قال قلت لا قال فإذا كان ليس عنده إزار يوصل إليه بعض إخوانه بفضل إزار حتى يصيب إزارا قلت لا فضرب بيده على فخذه ثم قال ما هؤلاء بإخوة
 2-  عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله ع اختبر شيعتنا في خصلتين فإن كانتا فيهم و إلا فاعزب ثم اعزب قلت ما هما قال المحافظة على الصلوات في مواقيتهن و المواساة للإخوان و إن كان الشي‌ء قليلا
 3-  عن إسحاق بن عمار قال كنت عند أبي عبد الله ع فذكر مواساة الرجل لإخوانه و ما يجب لهم عليه فدخلني من ذلك أمر عظيم عرف ذلك في وجهي فقال إنما ذلك إذا قام القائم وجب عليهم أن يجهزوا إخوانهم و أن يقووهم
 4-  و عنه عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن خلاد السندي رفعه قال أبطأ على رسول الله ص رجل فقال ما أبطأ بك فقال العري يا رسول الله فقال أ ما كان لك جار له ثوبان فيعيرك أحدهما فقال بلى يا رسول الله فقال ما هذا لك بأخ
 5-  و عنه عن أبيه إبراهيم عن محمد بن أبي عمير عن الفضل بن يزيد قال قال أبو عبد الله ع انظروا ما أصبت فعد به على إخوانك فإن الله يقول‌

                         مصادقةالإخوان ص : 38
 إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ قال أبو عبد الله ع قال رسول الله ص ثلاثة لا تطيقها هذه الأمة المواساة للأخ في ماله و إنصاف الناس من نفسه و ذكر الله تعالى على كل حال و ليس هو سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر فقط و لكن إذا ورد على ما يحرم خاف الله
 6-  عنه عن أبي عبد الله ع قال درهم أعطيه أخي المسلم أحب إلي من أن أتصدق بمائة و أكلة يأكلها أخي المسلم أحب إلي من عتق رقبة
 7-  عن أبي جعفر محمد بن علي ع قال اجتمعوا و تذاكروا تحف بكم الملائكة رحم الله من أحيا أمرنا
ز باب حقوق الإخوان بعضهم على بعض
 1-  سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن عبيد بن زكريا المؤمن عن داود بن حفص قال كنا عند أبي عبد الله ع إذا عطس فهبنا أن نشمته فقال أ لا شمتم إن من حق المؤمن على أخيه أربع خصال إذا عطس أن يشمته و إذا دعا أن يجيبه و إذا مرض أن يعوده و إذا توفي أن يشيع جنازته
 2-  عن أبان بن تغلب قال كنت أطوف مع أبي عبد الله ع فعرض لي رجل من أصحابنا قد سألني الذهاب معه في حاجة فأشار إلي أن ادع أبا عبد الله ع و اذهب إليه فبينا أنا أطوف إذ أشار إلي أيضا فرآه أبو عبد الله‌

                         مصادقةالإخوان ص : 40
ع فقال يا أبان إياك يريد هذا قلت نعم قال و من هو قلت رجل من أصحابنا قال هو مثل ما أنت عليه قلت نعم قال فاذهب إليه فاقطع الطواف قلت و إن كان طواف الفريضة قال نعم قال فذهبت معه ثم دخلت عليه بعد فسألته قلت فأخبرني عن حق المؤمن على المؤمن قال يا أبان دعه لا تريده قلت جعلت فداك فلم أزل أرد عليه قال يا أبان تقاسمه شطر مالك ثم نظر فرأى ما دخلني قال يا أبان أ ما تعلم أن الله قد ذكر المؤثرين على أنفسهم قلت بلى جعلت فداك قال إذا أنت قاسمته فلم تأثره بعد تؤثره إذا أنت أعطيته من النصف الآخر
 3-  عن ابن أعين قال كتب بعض أصحابنا يسألون أبا عبد الله ع عن أشياء و أمرني أن أسأله عن حق المسلم على أخيه فسألته فلم يجبني فلما جئت لأودعه قلت سألتكم فلم تجبني قال إني أخاف أن تكفروا إن من أشد ما افترض الله على خلقه ثلاث خصال إنصاف المؤمن من نفسه حتى لا يرضى لأخيه من نفسه إلا ما يرضى لنفسه و مواساة الأخ في المال و ذكر الله على كل حال ليس سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و لكن عند ما حرم الله عليه فيدعه
 4-  عن أبي عبد الله ع قال قلت له ما حق المسلم على المسلم قال له سبع حقوق واجبات ما منها حق إلا هو واجب عليه حقا إن ضيع منها شيئا خرج من ولاء الله و طاعته و لم يكن لله فيه نصيب قلت له جعلت فداك و ما هي قال يا معلى إني عليك شفيق أخاف أن تضيع و لا تحفظه و تعلم و لا تعمل قلت له لا قوة إلا بالله قال أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك و تكره له ما تكره‌

                         مصادقةالإخوان ص : 42

لنفسك و الحق الثاني تجتنب سخطه و تتبع رضاه و تطيع أمره و الحق الثالث أن تعينه بنفسك و مالك و لسانك و يدك و رجلك و الحق الرابع أن تكون عينه و دليله و مرآته و قميصه و الحق الخامس لا تشبع و يجوع و لا تروى و يظمأ و لا تلبس و يعرى و الحق السادس أن لا تكون لك امرأة و ليس لأخيك امرأة و يكون لك خادم و ليس لأخيك خادم و أن تبعث خادمك فيغسل ثيابه و يصنع طعامه و يمهد فراشه و الحق السابع أن تبر قسمه و تجيب دعوته و تعود مريضه و تشهد جنازته و إذا علمت أن له حاجة فبادره إلى قضائها لا تلجئه إلى أن يسألكها و لكن بادره مبادرة فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته و ولايته بولايتك
 5-  ابن أبي عمير عن مرازم عن أبي عبد الله ع قال ما أقبح بالرجل أن يعرف أخوه حقه و لا يعرف حق أخيه
ح باب الأخ مرآة أخيه
 1-  عن حفص بن غياث النخعي يرفعه إلى النبي ص قال المؤمن مرآة أخيه يميط عنه الأذى
ط باب إطعام الإخوان
 1-  عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة و من سقاه من ظمإ سقاه الله من الرحيق المختوم و من كساه ثوبا لم يزل في ضمان الله ما دام على ذلك المؤمن من ذلك الثوب هدبة أو سلك و الله لقضاء حاجة

                         مصادقةالإخوان ص : 44
المؤمن أفضل من صيام شهر و اعتكافه
 2-  عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال إن من أحب الأعمال إلى الله عز و جل إدخال السرور على المؤمن و إشباع جوعته و تنفيس كربته و قضاء دينه
 3-  عن أبي جعفر ع قال لأكلة أطعمها أخا لي في الله عز و جل أحب إلي من أن أشبع عشرة مساكين و لأن أعطي أخا لي في الله عز و جل عشرة دراهم أحب إلي من أن أعطي مائة درهم للمساكين
 4-  و عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر ع ثلاثة من أفضل الأعمال شبعة جوعة المسلم و تنفيس كربته و تكسو عورته
 5-  و عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص من أطعم ثلاثة نفر من المسلمين أطعمه الله من ثلاث جنان في ملكوت السماء و الفردوس و جنة عدن غرسها ربنا بيده
 6-  عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع لأن أطعم رجلا من المسلمين أحب إلي من أن أطعم أفقا من الناس فقلت و ما الأفق قال مائة ألف أو يزيدون
 7-  و عنه عن أبي عبد الله ع قال ذكر أصحابنا الإخوان فقلت ما أتغدى و لا أتعشى إلا و معي اثنان أو ثلاثة أو أقل أو أكثر فقال أبو عبد الله ع فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم فقلت جعلت فداك كيف و أنا أطعمهم طعامي و أنفق عليهم ما لي و يخدمهم خدمي و أهلي‌

                         مصادقةالإخوان ص : 46
قال إنهم إذا دخلوا عليك دخلوا عليك برزق كثير و إذا خرجوا خرجوا بالمغفرة لك
ى باب تلقيم الإخوان
 1-  عن داود الرقي عن رئاب امرأته قالت اتخذت خبيصا فأدخلته على أبي عبد الله ع و هو يأكل فوضعت الخبيص بين يديه و كان يلقم أصحابه فسمعته يقول من لقم مؤمنا لقمة حلاوة صرف الله عنه مرارة يوم القيامة
يا باب منفعة الإخوان
 1-  عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري عن جعفر بن إبراهيم عن جعفر بن محمد ع قال سمعته يقول أكثروا من الأصدقاء في الدنيا فإنهم ينفعون في الدنيا و الآخرة أما الدنيا فحوائج يقومون بها و أما الآخرة فإن أهل جهنم قالوا فما لنا من شافعين و لا صديق حميم
يب باب استفادة الإخوان
 1-  عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابنا قال قال أبو عبد الله ع استكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن دعوة مستجابة و قال استكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن شفاعة و قال أكثروا من مؤاخاة المؤمنين فإن لهم عند الله يدا يكافيهم بها يوم القيامة
 2-  محمد بن يزيد قال سمعت الرضا ع يقول من استفاد أخا في الله فقد استفاد بيتا في الجنة

                         مصادقةالإخوان ص : 48
يج باب المؤمن أخو المؤمن
 1-  عن فضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول المسلم لا يظلمه و لا يخذله
 2-  و عنه عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إن اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في سائر جسده و أرواحهما من روح واحدة و إن روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها و دليله لا يحزنه و لا يظلمه و لا يغتابه و لا يعده عدة فيخلفه
يد باب إفادة الإخوان بعضهم بعضا
 1-  عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول المؤمنون خدم بعضهم لبعض قلت و كيف يكون خدما بعضهم لبعض قال يفيد بعضهم بعضا الحديث
يه باب هجر الإخوان
 1-  عن داود بن كثير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قال أبي قال رسول الله ص أيما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثا لا يصطلحان إلا كانا خارجين من الإسلام و لم يكن بينهما ولاية فأيهما سبق إلى كلام أخيه كان السابق إلى الجنة يوم الحساب
يو باب استيحاش الإخوان بعضهم من بعض
 1-  عن يونس بن عبد الرحمن عن كليب بن معاوية قال سمعته يقول ما ينبغي للمؤمن أن يستوحش إلى أخيه فمن دونه المؤمن عزيز في دينه

                         مصادقةالإخوان ص : 50

يز باب محبة الإخوان
 1-  عن أبي عبد الله ع قال قد يكون حب في الله و رسوله و حب في الدنيا فما كان في الله و رسوله فثوابه على الله و ما كان في الدنيا فليس بشي‌ء
 2-  و قال أبو جعفر ع لو أن رجلا أحب رجلا في الله لأثابه الله على حبه و إن كان المحبوب في علم الله من أهل النار و لو أن رجلا أبغض رجلا لله لأثابه على بغضه إياه و إن كان المبغض في علم الله من أهل الجنة
 3-  و عن أبي جعفر ع قال إذا أردت أن تعلم أن فيك خيرا فانظر إلى قلبك فإن كان يحب أهل طاعة الله و يبغض أهل معصيته ففيك خير و الله يحبك و إن كان يبغض أهل طاعة الله و يحب أهل معصيته فليس فيك خير و الله يبغضك و المرء مع من أحب
 4-  عن عبد الله بن القسم الجعفري قال سمعت أبا عبد الله ع يقول حب الأبرار للأبرار ثواب للأبرار و حب الأبرار للأبرار فضيلة للأبرار و حب الفجار للأبرار زين للأبرار و بغض الأبرار للفجار خزي للفجار
 5-  عن حمران بن أعين عن أبي عبد الله ع قال له يا حمران إن لله عمودا من زبرجد أعلاه معقود بالعرش و أسفله في تخوم الأرضين السابعة عليه سبعون ألف قصر على كل قصر سبعون ألف مقصورة في كل مقصورة سبعون ألف حوراء قد أعد الله ذلك للمتحابين في الله و المبغضين في الله

                         مصادقةالإخوان ص : 52
يح باب ثواب التبسم في وجوه الإخوان
 1-  قال قال أبو الحسن الرضا ع من خرج في حاجة و مسح وجهه بماء الورد لم يرهق وجهه قتر و لا ذلة و من شرب من سؤر أخيه المؤمن يريد بذلك التواضع أدخله الله الجنة البتة و من تبسم في وجه أخيه المؤمن كتب الله له حسنة و من كتب الله له حسنة لم يعذبه
 2-  عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ع قال تبسم الرجل في وجه أخيه حسنة و صرفه القذى عنه حسنة و ما عبد الله بشي‌ء أحب إليه من إدخال السرور على المؤمن
 3-  عن أبي عبد الله ع قال من أخذ عن وجه أخيه المؤمن قذاة كتب الله له عشر حسنات و من تبسم في وجه أخيه كانت له حسنة
يط باب ثواب قضاء حوائج الإخوان
 1-  عن أبي عبد الله ع قال من ذهب مع أخيه في حاجة قضاها أو لم يقضها كان كمن عبد الله
 2-  عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال قال لي يا مفضل اسمع ما أقول لك و اعلم أنه الحق و اتبعه و أخبر به عليه إخوانك قلت و ما عليه إخواني قال الراغبون في قضاء حوائج إخوانهم قال ثم قال و من قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى الله له يوم القيامة مائة ألف حاجة من ذلك أوله الجنة له و من ذلك أن يدخل له قرابته و معارفه و إخوانه الجنة بعد أن لا يكونوا نصابا فكان مفضل إذا سأل الحاجة أخا من إخوانه فقال له أ ما تشتهي أن تكون من عليه الإخوان

                         مصادقةالإخوان ص : 54
 3-  عن أبي عبد الله ع قال قضاء حاجة المؤمن خير من عتق ألف رقبة و خير من حملان ألف فرس في سبيل الله
 4-  عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله ع قال من قضى لمسلم حاجة كتب الله له عشر حسنات و محا عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات و أظله الله في ظل يوم لا ظل إلا ظله
 5-  عن جعفر بن محمد ع عن أبيه ع قال قال رسول الله ص قال الله تعالى المؤمنون إخوة يقضي بعضهم حوائج بعض و أقضي حوائجهم يوم القيامة
 6-  عن أبي عبد الله ع قال يؤتى بعبد يوم القيامة ليست له حسنة فيقال له اذكر تذكر هل لك من حسنة قال فيذكر فيقول يا رب ما لي من حسنة إلا أن فلانا عبدك المؤمن مر بي فطلب ماء يتوضأ به ليصلي فأعطيته قال فيدعى بذلك العبد المؤمن فيذكر ذلك فيقول نعم يا رب مررت به فطلبت منه فأعطاني فتوضأت فصليت لك فيقول الرب تبارك و تعالى قد غفرت لك أدخلوا عبدي الجنة
 7-  عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إن لله عبادا يحكمهم في جنته قيل يا رسول الله و من هؤلاء الذين يحكمهم الله في جنته قال من قضى لمؤمن حاجة بينه و بينه
ك باب النهي عن سؤال الإخوان الحوائج
 1-  عن يونس رفعه قال قال أبو عبد الله ع لا تسألوا إخوانكم الحوائج فيمنعوكم فتغضبون و تكفرون

                         مصادقةالإخوان ص : 56
كا باب زيارة الإخوان
 1-  عن بكر بن محمد الأزدي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما زار مسلم أخاه في الله عز و جل إلا ناداه الله عز و جل أيها الزائر طبت و طابت لك الجنة
 2-  عن أبي عبد الله ع قال ثلاثة من خالصة الله عز و جل يوم القيامة رجل زار أخاه في الله عز و جل فهو زوار الله عز و جل على الله أن يكرم زواره و يعطيه ما سأل و رجل دخل المسجد فصلى ثم عقب فيه انتظارا للصلاة الأخرى فهو ضيف الله عز و جل و حق على الله أن يكرم ضيفه و الحاج و المعتمر فهما وفد الله عز و جل و حق على الله جل ذكره أن يكرم وفده
 3-  عن أبي عبد الله ع قال التواصل بين الإخوان في الحضر التزاور و التواصل بينهم في السفر التكاتب
 4-  عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله ع قال من زار أخاه لله لا غير التماس موعد الله و تنجز ما عند الله وكل الله به سبعين ألف ملك ينادونه إلا طبت و طاب لك الجنة
 5-  عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله ع قال من زار أخاه بظهر المصر نادى مناد من السماء ألا إن فلان بن فلان من زوار الله قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ما زار المسلم أخاه المسلم في الله إلا ناداه الله عز و جل أيها الزائر طبت و طابت لك الجنة
 6-  عن معاوية بن عمار قال قال أبو عبد الله ع زر أخاك في الله فإنما منزلة أخيك منزلة يديك تدور هذه عن هذه و هذه عن هذه

                         مصادقةالإخوان ص : 58
 7-  عن أبي عبد الله ع قال من زار أخاه في الله جاء يوم القيامة يخطر بين قباطي من نور لا يمر بشي‌ء إلا أضاء له حتى يقف بين يدي الله تع فيقول له عز و جل مرحبا فإذا قال له مرحبا أجزل له العطية
 8-  عن أبي جعفر عن أبيه ع قال قال رسول الله ص سر سنين بر والديك سر سنة صل رحمك سر ميلا عد مريضا سر ميلين شيع جنازة سر ثلاثة أميال أجب دعوة سر أربعة أميال زر أخا في الله سر خمسة أميال انصر مظلوما سر ستة أميال أغث ملهوفا و عليك بالاستغفار
كب باب العناية بالإخوان
 1-  عن أبي عمران الحلبي قال قال أبو عبد الله ع أحق من ذكرت من إخوانك من لا ينساك و أحق من عنيت به من نفعه لك و ضرره على عدوك و أحق من صبرت عليه من لا بد لك منه
كج باب مصافحة الإخوان
 1-  عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع قال إن الله عز و جل لا يقدر أحدا قدره و كذلك لا يقدر قدر نبيه و كذلك لا يقدر قدر المؤمن إنه ليلقى أخاه فيصافحه فينظر الله عز و جل إليهما و الذنوب تحاط عن وجوههما حتى يفترقا كما تحط الريح الشديدة الورق عن الشجر
 2-  عن جابر قال قال رسول الله ص إذا لقي أحدكم أخاه فليصافحه و ليسلم عليه فإن الله أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا بصنع الملائكة

                         مصادقة  الإخوان ص : 60


الباب الثاني
 قال الصادق ع العبودية جوهر كنهها الربوبية فما فقد من العبودية وجد في الربوبية و ما خفي عن الربوبية أصيب في العبودية قال الله تعالى سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ شَهِيدٌ أي موجود في غيبتك و في حضرتك و تفسير العبودية بذل الكل و سبب ذلك منع النفس عما تهوى و حملها على ما تكره و مفتاح ذلك ترك الراحة و حب العزلة و طريقة الافتقار إلى الله تعالى‌

                         مصباح‌ الشريعة ص : 8
قال النبي ص اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك و حروف العبد ثلاثة ع ب د فالعين علمه بالله و الباء بونه عمن سواه و الدال دنوه من الله تعالى بلا كيف و لا حجاب و أصول المعاملات تقع على أربعة أوجه كما ذكر في أول الباب الأول

                         مصباح ‌الشريعة ص : 9
الباب الثالث في غض البصر
 قال الصادق ع ما اغتنم أحد بمثل ما اغتنم بغض البصر لأن البصر لا يغض عن محارم الله تعالى إلا و قد سبق إلى قلبه مشاهدة العظمة و الجلال سئل أمير المؤمنين ع بما ذا يستعان على غض البصر فقال ع بالخمود تحت السلطان المطلع على سرك و العين جاسوس القلوب و بريد العقل فغض بصرك عما لا يليق بدينك و يكرهه قلبك و ينكره عقلك قال النبي ص غضوا أبصاركم ترون العجائب‌

                         مصباح ‌الشريعة ص : 10
قال الله تعالى قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ و قال عيسى ابن مريم ع للحواريين إياكم و النظر إلى المحذورات فإنها بذر الشهوات و بنات الفسق قال يحيى ع الموت أحب إلي من نظرة بغير واجب و قال عبد الله بن مسعود لرجل نظر إلى امرأة قد عادها في مرضها لو ذهب عيناك لكان خيرا لك من عيادة مريضك و لا تتوفر عين يصيبها من نظر إلى محذور إلا و قد انعقد عقدة على قلبه من المنية و لا تنحل بإحدى الحالين إما ببكاء الحسرة و الندامة بتوبة صادقة و إما بأخذ نصيبه مما تمنى و نظر إليه فأخذ الحظ من غير توبة فيصيره إلى النار و أما التائب البالي بالحسرة و الندامة عن ذلك فمأواه الجنة و منقلبه الرضوان

                         مصباح ‌الشريعة ص : 11
الباب الرابع في المشي
 قال الصادق ع إن كنت عاقلا فقدم العزيمة الصحيحة و النية الصادقة في حين قصدك إلى أي مكان أردت فإن النفس من التخطي إلى محذور و كن متفكرا في مشيك و معبرا بعجائب صنع الله تعالى أينما بلغت و لا تكن مستهزئا و لا متبخترا في مشيك قال تعالى وَ لا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إلى آخرها و غض بصرك عما لا يليق بالدين و اذكر الله كثيرا فإنه قد جاء في الخبر أن المواضع التي يذكر الله فيها و عليها تشهد بذلك عند الله يوم القيامة و تستغفر لهم إلى أن يدخلهم الله الجنة و لا تكثرن‌

                         مصباح ‌الشريعة ص : 12
الكلام مع الناس في الطريق فإن فيه سوء الأدب و أكثر الطرق مراصد الشيطان و متجرته فلا تأمن كيده و اجعل ذهابك و مجيئك في طاعة الله و السعي في رضاه فإن حركاتك كلها مكتوبة في صحيفتك قال الله تعالى يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ و قال الله تعالى وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ‌
 

                         مصباح ‌الشريعة ص : 13
الباب الخامس في العلم
 قال الصادق ع العلم أصل كل حال سني و منتهى كل منزلة رفيعة و لذلك قال النبي ص طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة أي علم التقوى و اليقين و قال علي ع اطلبوا العلم و لو بالصين فهو علم معرفة النفس و فيه معرفة الرب عز و جل قال النبي ص من عرف نفسه فقد عرف ربه ثم عليك من العلم بما لا يصح العمل إلا به و هو الإخلاص قال النبي ص نعوذ بالله من علم لا ينفع و هو العلم‌

                         مصباح ‌الشريعة ص : 14
الذي يضاد العمل بالإخلاص و اعلم أن قليل العلم يحتاج إلى كثير العمل لأن علم الساعة يلزم صاحبه استعمال طول دهره قال عيسى ابن مريم ع رأيت حجرا عليه مكتوب أقلبني فقلبته فإذا على باطنه مكتوب من لا يعمل بما يعلم مشئوم عليه طلب ما لا يعلم و مردود عليه ما علم أوحى الله تعالى إلى داود ع إن أهون ما أنا صانع بعالم غير عامل بعلمه أشد من سبعين عقوبة باطنة إن أخرج من قلبه حلاوة ذكرى و ليس إلى الله سبحانه طريق يسلك إلا بعلم و العلم زين المرء في الدنيا و الآخرة و سائقة إلى الجنة و به يصل إلى رضوان الله تعالى و العالم حقا هو الذي ينطق فيه أعماله الصالحة و أوراده الزاكية و صدقه و تقواه لا لسانه و مناظرته و معادلته و تصاوله و دعواه و لقد كان يطلب هذا العلم في غير هذا الزمان من كان‌

                         مصباح ‌الشريعة ص : 15
فيه عقل و نسك و حكمة و حياء و خشية و إنا نرى طالبه اليوم من ليس فيه من ذلك شي‌ء و العالم يحتاج إلى عقل و رفق و شفقة و نصح و حلم و صبر و قناعة و بذل و المتعلم يحتاج إلى رغبة و إرادة و فراغ و نسك و خشية و حفظ و حزم

                         مصباح‌ الشريعة ص : 16
الباب السادس في الفتياء
 قال الصادق ع لا يحل الفتياء لمن لا يصطفي من الله تعالى بصفاء سره و إخلاص علمه و علانيته و برهان من ربه في كل حال لأن من أفتى فقد حكم و الحكم لا يصح إلا بإذن من الله عز و جل و برهانه و من حكم بالخير بلا معاينة فهو جاهل مأخوذ بجهله و مأثوم بحكمه كما دل الخبر العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء قال النبي ص أجرأكم على الفتياء أجرأكم على الله عز و جل أ و لا يعلم المفتي أنه هو الذي يدخل بين الله تعالى و بين عباده و هو الحائر بين الجنة و النار

                         مصباح‌ الشريعة ص : 17
قال سفيان بن عيينة كيف ينتفع بعلمي غيري و أنا قد حرمت نفسي نفعها و لا يحل الفتياء في الحلال و الحرام بين الخلق إلا لمن اتبع الحق من أهل زمانه و ناحيته و بلده بالنبي ص و عرف ما يصلح من فتياه قال النبي ص و ذلك لربما و لعل و لعسى أن الفتياء عظيمة قال أمير المؤمنين ع لقاض هل تعرف الناسخ من المنسوخ قال لا قال فهل أشرفت على مراد الله عز و جل في أمثال القرآن قال لا قال ع إذا هلكت و أهلكت و المفتي يحتاج إلى معرفة معاني القرآن و حقائق السنن و بواطن الإشارات و الآداب و الإجماع و الاختلاف و الاطلاع على أصول ما اجتمعوا عليه و ما اختلفوا فيه ثم إلى حسن الاختيار ثم إلى العمل الصالح ثم الحكمة ثم التقوى ثم حينئذ إن قدر

                         مصباح‌ الشريعة ص : 18
الباب السابع في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
 قال الصادق ع من لم ينسلخ عن هواجسه و لم يتخلص من آفات نفسه و شهواتها و لم يهزم الشيطان و لم يدخل في كنف الله تعالى و أمان عصمته لا يصلح له الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لأنه إذا لم يكن بهذه الصفة فكلما أظهر أمرا يكون حجة عليه و لا ينتفع الناس به قال تعالى أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ و يقال له يا خائن أ تطالب خلقي بما خنت به نفسك و أرخيت عنه عنانك روي أن ثعلبة الأسدي سأل رسول الله ص عن‌

                         مصباح‌ الشريعة ص : 19
هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ فقال رسول الله ص وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ اصْبِرْ عَلى‌ ما أَصابَكَ حتى إذا رأيت شحا مطاعا و هوى متبعا و إعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك و دع عنك أمر العامة و صاحب الأمر بالمعروف يحتاج أن يكون عالما بالحلال و الحرام فارغا من خاصة نفسه مما يأمرهم به و ينهاهم عنه ناصحا للخلق رحيما لهم رفيقا بهم داعيا لهم باللطف و حسن البيان عارفا بتفاوت أخلاقهم لينزل كلا بمنزلته بصيرا بمكر النفس و مكايد الشيطان صابرا على ما يلحقه لا يكافئهم بها و لا يشكو منهم و لا يستعمل الحمية و لا يغتاظ لنفسه مجردا نيته لله مستعينا به تعالى و مبتغيا لوجهه فإن خالفوه و جفوه صبر و إن وافقوه و قبلوا منه شكر مفوضا أمره إلى الله ناظرا إلى عيبه

                         مصباح ‌الشريعة ص : 20

الباب الثامن في آفة العلماء
 قال الصادق ع الخشية ميراث العلم و ميزانه و العلم شعاع المعرفة و قلب الإيمان و من حرم الخشية لا يكون عالما و أن يشق الشعر بمتشابهات العلم قال الله تعالى إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ و آفة العلماء ثمانية الطمع و البخل و الرياء و العصبية و حب المدح و الخوض فيما لم يصلوا إلى حقيقته و التكلف في تزيين الكلام بزوائد الألفاظ و قلة الحياء من الله و الافتخار و ترك العمل بما علموا قال عيسى ع أشقى الناس من هو معروف‌

                         مصباح ‌الشريعة ص : 21
بعلمه مجهول بعمله و قال النبي ص لا تجلسوا عند كل داع مدع يدعوكم من اليقين إلى الشك و من الإخلاص إلى الرياء و من التواضع إلى الكبر و من النصيحة إلى العداوة و من الزهد إلى الرغبة و تقربوا إلى عالم يدعوكم إلى التواضع من الكبر و من الرياء إلى الإخلاص و من الشك إلى اليقين و من الرغبة إلى الزهد و من العداوة إلى النصيحة و لا يصلح لموعظة الخلق إلا من جاوز هذه الآفات بصدقة و أشرف على عيوب الكلام و عرف الصحيح من السقيم و علل الخواطر و فتن النفس و الهوى قال علي ع كن كالطبيب الرفيق الشفيق الذي يضع الدواء بحيث ينفع في الخبر سألوا عيسى ابن مريم ع يا روح الله مع من نجالس قال ع من يذكركم الله رؤيته و يزيد في علمكم منطقه و يرغبكم في الآخرة عمله

                         مصباح ‌الشريعة ص : 22
الباب التاسع في الرعاية
 قال الصادق ع من رعى قلبه عن الغفلة و نفسه عن الشهوة و عقله عن الجهل فقد دخل في ديوان المتنبهين ثم من رعى علمه عن الهوى و دينه عن البدعة و ماله عن الحرام فهو من جملة الصالحين قال رسول الله ص طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة و هو علم الأنفس فيجب أن يكون نفس المؤمن على كل حال في شكر أو عذر على معنى إن قبل ففضل و إن رد فعدل و تطالع الحركات في الطاعات بالتوفيق و تطالع السكون عن المعاصي بالعصمة و قوام‌

                         مصباح‌ الشريعة ص : 23
ذلك كله بالافتقار إلى الله تعالى و الاضطرار إليه و الخشوع و الخضوع و مفاتحها الإنابة إلى الله تعالى مع قصر الأمل بدوام ذكر الموت و عيان الوقوف بين يدي الجبار لأن ذلك راحة من الحبس و نجاة من العدو و سلامة النفس و سبب الإخلاص في الطاعات التوفيق و أصل ذلك لأن يرد العمر إلى يوم واحد قال رسول الله ص الدنيا ساعة فاجعلها طاعة و باب ذلك كله ملازمة الخلوة بمداومة الفكر و سبب الخلوة القناعة و ترك الفضول من المعاش و سبب الفكر الفراغ و عماد الفراغ الزهد و تمام الزهد التقوى و باب التقوى الخشية و دليل الخشية التعظيم لله تعالى و التمسك بخالص طاعة في أوامره و الخوف و الحذر مع الوقوف عن محارمه و دليلها العلم قال الله عز و جل إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ
 

                         مصباح ‌الشريعة ص : 24
الباب العاشر في الشكر
 قال الصادق ع في كل نفس من أنفاسك شكر لازم لك بل ألف أو أكثر و أدنى الشكر رؤية النعمة من الله تعالى من غير علة يتعلق القلب بها دون الله عز و جل و الرضا بما أعطى و أن لا تعصيه بنعمته و تخالفه بشي‌ء من أمره و نهيه بسبب نعمته فكن لله عبدا شاكرا على كل حال تجد الله ربا كريما على كل حال و لو كان عند الله تعالى عبادة تعبد بها عباده المخلصون أفضل من الشكر على كل لأطلق لفظة فيهم من جميع الخلق بها فلما لم يكن أفضل منها خصها من بين العبادات و خص أربابها فقال‌

                         مصباح‌ الشريعة ص : 25
 وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ و تمام الشكر الاعتراف بلسان العز خالصا لله عز و جل بالعجز عن بلوغ أدنى شكره لأن التوفيق في الشكر نعمة حادثة يجب الشكر عليها و هي أعظم قدرا و أعز وجودا من النعمة التي من أجلها وفق له فيلزمك على كل شكر شكرا أعظم منه إلى ما لا نهاية له مستغرقا في نعمه عاجزا قاصرا عن درك غاية شكره فأنى يلحق العبد شكر نعمة الله و متى يلحق صنيعه بصنيعه و العبد ضعيف لا قوة له أبدا إلا بالله تعالى عز و جل و الله تعالى غني عن طاعة العبد فهو تعالى قوي على مزيد النعم على الأبد فكن لله عبدا شاكرا على هذا الوجه ترى العجب

                         مصباح‌ الشريعة ص : 26
الباب الحادي عشر في الخروج من المنزل
 قال الصادق ع إذا خرجت من منزلك فاخرج خروج من لا يعود و لا يكن خروجك إلا لطاعة أو سبب من أسباب الدين و الزم السكينة و الوقار و اذكر الله سرا و جهرا سأل بعض أصحاب أبي ذر ره أهل داره عنه فقالت خرج فقال متى يرجع فقالت متى يرجع من روحه بيد غيره و لا يملك لنفسه شيئا و اعتبر بخلق الله تعالى برهم و فاجرهم أينما مضيت فاسأل الله تعالى أن يجعلك من خلص عباده الصادقين و يلحقك بالماضين منهم و يحشرك‌

                         مصباح ‌الشريعة ص : 27
في زمرتهم و احمده و اشكره على ما جنبك من الشهوات و عصمك من قبيح أفعال المجرمين و غض بصرك من الشهوات و مواضع النهي و اقصد من مشيك و راقب الله في كل خلوة كأنك على الصراط جائز و لا تكن لفاتا و أفش السلام لأهله مبتدئا و مجيبا و أعن من استعان بك في حق و أرشد الضال و أعرض عن الجاهلين و إذا رجعت منزلك فادخل دخول الميت في القبر حيث ليس همته إلا رحمة الله تعالى و عفوه

                         مصباح‌ الشريعة ص : 28
الباب الثاني عشر في قراءة القرآن
 قال الصادق ع من قرأ القرآن و لم يخضع لله و لم يرق قلبه و لا ينشئ حزنا و وجلا في سره فقد استهان بعظم شأن الله تعالى و خسر خسرانا مبينا فقارئ القرآن محتاج إلى ثلاثة أشياء قلب خاشع و بدن فارغ و موضع خال فإذا خشع الله قلبه فر منه الشيطان الرجيم قال الله تعالى فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ فإذا تفرغ نفسه من الأسباب تجرد قلبه للقراءة و لا يعترضه عارض فيحرمه بركة نور القرآن و فوائده فإذا اتخذ مجلسا خاليا

                         مصباح‌ الشريعة ص : 29
و اعتزل عن الخلق بعد أن أتى بالخصلتين خضوع القلب و فراغ البدن استأنس روحه و سره بالله عز و جل و وجد حلاوة مخاطبات الله تعالى عز و جل عبادة الصالحين و علم لطفه بهم و مقام اختصاصه لهم بفنون كراماته و بدائع إشاراته فإن شرب كأسا من هذا المشرب لا يختار على ذلك الحال حالا و على ذلك الوقت وقتا بل يؤثره على كل طاعة و عبادة لأن فيه المناجاة مع الرب بلا واسطة فانظر كيف تقرأ كتاب ربك و منشود ولايتك و كيف تجيب أوامره و تجتنب نواهيه و كيف تتمثل حدوده فإنه كتاب عزيز لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ فرتله ترتيلا و قف عند وعده و وعيده و تفكر في أمثاله و مواعظه و احذر أن تقع من إقامتك حروفه في إضاعة حدوده

                         مصباح‌ الشريعة ص : 30
الباب الثالث عشر في اللباس
 قال الصادق ع زين اللباس للمؤمن التقوى و أنعمه الإيمان قال الله تعالى وَ لِباسُ التَّقْوى‌ ذلِكَ خَيْرٌ و أما اللباس الظاهر فنعمة من الله تعالى تستر بها عورات بني آدم هي كرامة أكرم الله بها ذرية آدم ما لم يكرم بها غيرهم و هي للمؤمنين من إله لأداء ما افترض عليهم و خير لباسك ما لا يشغلك عن الله عز و جل بل يقربك من ذكره و شكره و طاعته و لا يحملك على العجب و الرياء و التزيين و التفاخر و الخيلاء فإنها من آفات الدين و مورثة القسوة في القلب فإذا لبست ثوبك فاذكر ستر

                         مصباح‌ الشريعة ص : 31
الله عليك ذنوبك برحمته و ألبس باطنك كما ألبست ظاهرك بثوبك و ليكن باطنك من الصدق في ستر الهيبة و ظاهرك في ستر الطاعة و اعتبر بفضل الله عز و جل حيث خلق أسباب اللباس ليستر العورات الظاهرة و فتح أبواب التوبة و الإنابة و الإغاثة ليستر بها العورات الباطنة من الذنوب و أخلاق السوء و لا تفضح أحدا حيث ستر الله عليك ما أعظم منه و اشتغل بعيب نفسك و اصفح عما لا يعنيك حاله و أمره و احذر أن يفنى عمرك بعمل غيرك و يتجر برأس مالك غيرك فتهلك نفسك فإن نسيان الذنوب من أعظم عقوبة الله تعالى في العاجل و أوفر أسباب العقوبة في الآجل و ما دام العبد مشتغلا بطاعة الله تعالى و معرفة عيوب نفسه و ترك ما يشين في دين الله عز و جل فهو بمعزل عن الآفات غائص في بحر رحمة الله تعالى يفوز بجواهر الفوائد من الحكمة و البيان و ما دام ناسيا لذنوبه جاهلا لعيوبه راجعا إلى حوله و قوته لا يفلح إذا أبدا

                         مصباح‌ الشريعة ص : 32
الباب الرابع عشر في الرياء
 قال الصادق ع لا ترائي بعملك من لا يحيي و يميت و لا يغني عنك شيئا و الرياء شجرة لا تثمر إلا الشرك الخفي و أصلها النفاق يقال للمرائي عند الميزان خذ ثوابا تعد ثواب عملك ممن أشركته معي فانظر من تعبد و تدعو و من ترجو و من تخاف و اعلم أنك لا تقدر على إخفاء شي‌ء من باطنك عليه تعالى و تصير مخدوعا بنفسك قال الله تعالى يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ ما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَ ما يَشْعُرُونَ و أكثر ما يقع‌

                         مصباح  ‌الشريعة ص : 33
الرياء في البصر و الكلام و الأكل و الشرب و المجي‌ء و المجالسة و اللباس و الضحك و الصلاة و الحج و الجهاد و قراءة القرآن و سائر العبادات الظاهرة فمن أخلص باطنه لله تعالى و خشع له بقلبه و رأى نفسه مقصرا بعد بذل كل مجهود وجد الشكر عليه حاصلا و يكون من يرجو له الخلاص من الرياء و النفاق إذا استقام على ذلك في كل حال

                         مصباح ‌الشريعة ص : 34
الباب الخامس عشر في الصدق
 قال الصادق ع الصدق نور متشعشع في عالمه كالشمس يستضي‌ء بها كل شي‌ء بمعناها من غير نقصان يقع على معناها و الصادق حقا هو الذي يصدق كل كاذب بحقيقة صدق ما لديه و هو المعنى الذي لا يسع معه سواه أو ضده مثل آدم على نبينا و آله و ع صدق إبليس في كذبه حين أقسم له كاذبا لعدم ما به من الكذب في آدم قال الله تعالى وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً لأن إبليس أبدع شيئا كان أول من أبدعه و هو غير معهود ظاهرا و باطنا فحشر هو بكذبه على معنى لم ينتفع به من صدق آدم ع على بقاء الأبد و أفاد آدم ع بتصديقه كذبه بشهادة الله عز و جل له ينفي عزمه عما يضاد عهده في‌

                         مصباح ‌الشريعة ص : 35
الحقيقة على معنى لم ينتقص من اصطفائه بكذبه شيئا فالصدق صفة الصادق حقيقة الصدق يقتضي تزكية الله تعالى لعبده كما ذكر عن صدق عيسى ع في القيامة بسبب ما أشار إليه من صدقه و هو براءة الصادقين من رجال أمة محمد ص فقال تعالى هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ و قال أمير المؤمنين ع الصدق سيف الله في أرضه و سمائه أينما هوى به يقده فإذا أردت أن تعلم أ صادق أنت أم كاذب فانظر في صدق معناك و عقد دعواك و عيرهما بقسطاس من الله تعالى كأنك في القيامة قال الله تعالى وَ الْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فإذا اعتدل معناك يفوز دعواك ثبت لك الصدق و أدنى حد الصدق أن لا يخالف اللسان القلب و لا القلب اللسان و مثل الصادق الموصوف بما ذكرناه كمثل النازع لروحه إن لم ينزع فما ذا يصنع

                         مصباح‌ الشريعة ص : 36


source : للشیخ الصدوق ره/ دار العرفان
0
0% (نفر 0)
 
نظر شما در مورد این مطلب ؟
 
امتیاز شما به این مطلب ؟
اشتراک گذاری در شبکه های اجتماعی:

آخر المقالات

اليوم السابع من محرم..يوم مخصص للعباس بن علي (ع)
فضل شهر رجب
أحداث سنة الظهور حسب التسلسل الزمني
التوسل بأُم البنين عليها‌السلام
اعمال يوم المباهلة
حالة الحسين بعد مقتل مسلم
المحمل الحسن
من الأحاديث الواردة في تحريف القرآن
الطوسي تعاون مع المغول رغبة ام رهبة ؟
الشيعة الحقيقيون‏

 
user comment